U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

مداخل إدارة المعرفة وأهم استراتيجياتها

مداخل إدارة المعرفة
مداخل إدارة المعرفة وأهم استراتيجياتها 

ما هي مداخل إدارة المعرفة ؟ وما هي أهم استراتيجياتها ؟  

المحتويات : 

(1) مداخل إدارة المعرفة . 

(2) استراتيجيات إدارة المعرفة . 

مداخل إدارة المعرفة : 

لقد تناول الباحثون إدارة المعرفة من مداخل ومنظورات مختلفة ، تبعاً لاختلاف اختصاصاتهم العلمية والعملية ، وعلي هذا الأساس يمكن أن نذكر ثلاثة مداخل أساسية هي: 

1- مدخل رأس المال الفكري : 

بعتبر رواد علم الإدارة المعاصرون رأس المال الفكري استراتيجية توجيهية بحد ذاته ، وأقوي سلاح تنافسي في الوقت نفسه لأن المهارات المعرفة من الإدراك والتصوور والتخيل والحصول علي معلومات لها قيمة ، يمكن أن يدفع الزبائن ثمناً للحصول عليها عبر شرائهم السلعة أو الخدمة المميزة وذات الجودة العالية وتحظي برضائهم ، كون ما يقدم إليهم تنفرد به منظمة دون سواها . 

لقد حددت مسميات عديدة لرأس المال الفكري من قبل الباحثين والكتاب منها : القدرة الفعلية ، رأس المال المعرفي ، الموجودات المعرفية ، الموجودات غير الملموسة ، حيث يهدف رأس المال الفكري إلى إظهار أثر المعرفة الضمنية في تحقيق التفوق التنافسي ، إذ أن العقل البشري يمثل المصدر الذي تنبثق منه المعرفة ويكتسبها ، فالذين يملكون العقل المبدع هم الثروة الحقيقة للمنظمات التي تقدم مخرجات مميزة دون غيرها ، ولكون أهمية رأس المال الفكري تعتبر مصدر للابتكار والتجديد وإظهار قيمة المنظمة الحقيقية . 

2- مدخل نظم المعلومات : 

إن النجاح الفاعل للمنظمات يتحقق من خلال الإدرة الفاعلة للمعلومات ، فالمنظمات لا تواكب التطورات الكبيرة في ميدان المعلومات ونظمها سيكون مصيرها العمل تحت عبء التقليد ، حيث اعتبرها بعض الباحثين العمود الفقري للعمليات الإدارية . 

ومن ثم يمكن القول بأن إدارة المعلومات تعني إدارة المستقبل ، واستناداً لما تقدم يتضح أن مدخل نظم المعلومات يساهم بشكل كبير في إبراز دور المعرفة الصريحة في تحقيق التفوق التنافسي من خلال ما تحتويه من معلومات عن المنافسين وتحركاتهم والسوق والتغيرات البيئية المختلفة . 

3- مدخل مركزية ولا مركزية المعرفة : 

إن مدخل مركزية المعرفة هو المدخل أعلى - أسفل ، حيث يجعل المعرفة تبني وتعمل وتدار في القمة ، ليتم تحويلها إلى قواعد وإجراءات قياسية لتعمل علي أساسها المستويات الدنيا ، لهذا يكون التركيز في هذا المدخل علي الدور الفائق للإدارة العليا علي تحويل المعرفة إلى أشكال قياسية أبسط فهماً واستخداماً . 

وخلافه مدخل لا مركزية المعرفة وهي مدخل أدني - أعلى ، وفيه يكون التركيز علي الأفراد وخبراتهم وتجاربهم التي يوظفوها في مشروعاتهم ووظائفهم ومهامهم ، ويتم اعتماد هذا المدخل في الشركات القائمة علي المعرفة التي تركز علي العملية أكثر مما تركز علي المنتج القياسي ، وفيه أيضاً لا يتم تحويل المعرفة الجديدة والخبرة المكتسبة إلى صيغ قياسية للاستخدام وإنما يتم تقاسمها مع الأفراد الذين يحتاجوا عند الضرورة ، وتوظف من قبل الأفراد الذين توصلوا إليها في مهام ووظائف ومشروعات جديدة من قبلهم . 

استراتيجيات إدارة المعرفة : 

تختلف استراتيجيات إدارة المعرفة تبعاً لاختلاف وطبيعة عمل المنظمة والمدخل الذي تتبناه ، أي أن المنظمة تبدأ بتنفيذ إدارة المعرفة من خلال وضع استراتيجية خاصة بذلك ، وهذه الاستراتيجيات تتميز عادة بمجموعة من الخصائص تتجسد في : 

- تعبر استراتيجية المعرفة عن جاهزية المنظمة واستعدادها لاستثمار الموارد والأصول غير الملموسة وبصورة خاصة رأس المال الفكري . 

- يجب علي استراتيجية المعرفة أن تعكس الاستراتيجية التنافسية للمنظمة من خلال تركيزها علي الزبائن ، وشركاء الأعمال . 

- تمثل إستراتيجية المعرفة قيمة رأس المال الفكري الموجود في المنظمة لذلك يمكن استخدام هذه الاستراتيجية لقياس العائد وذلك من خلال تكلفة الاستثمار في مكونات وعناصر رأس المال الفكري . 

- تساعد إستراتيجية المعرفة في دراسة وتحليل المكانة الاستراتيجية للمنظمة في هيكل الصناعة من خلال ، تقييم تأثير المنظمة علي عمليات الابتكار التكنولوجي والريادة في إنتاج المعرفة والتكنولوجيا الجديدة . 

وبناءاً علي هذه الخصائص فإنه يمكننا التمييز بين ثلاث استراتيجيات لإدارة المعرفة وهي : 

1- استراتيجية النمو لتدريجي في استخدام المعرفة : 

تستعمل هذه الاستراتيجية تدريجيا عندما تكون أوضاع المنظمة مناسبة ، ويكون الأفراد المعنيون يتمتعون بمستوي عالى من الاهتمام ، وتلاءم هذه الاستراتيجية المنظمات ذات الموارد المحدودة كونها إستراتيجية قليلة المخاطر لكن العائد منها يكون قليل . 

2- استراتيجية التروي والحذر : 

تعتمد علي تبني مبادرة إدارة المعرفة ولكن بتروٍ وحذر ، إذ تطبق في البداية حينما تكون أوضاع المنظمة مناسبة ثم يتم تطبيقها في وقت لاحق علي نطاق أوسع ، فاستخدامها يقلل من المخاطر ويتيح للمنظمة تحقيق مكتسبات تنافسية . 

3- استراتيجية دعم وجهات النظر المتقدمة والفاعلة : 

تعتبر هذه الاستراتيجية جزءاً من محاولة واسعة تهدف إلى تجديد المنظمة وتقويتها من خلال وجود إدارة إبداعية ، كما تتميز هذه الاستراتيجية بأنها متوسطة المدى ، فيما يتعلق بالمخاطرة ، كما أنها ذات مردود عالى بالنسبة للمنظمات الطموحة التي تسعي لتحقيق ميزة تنافسية دائمة وبسرعة . 

تعليقات