U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

النظريات السوسيولوجية لدراسة الأسرة

النظريات السوسيولوجية لدراسة الأسرة
ما هي النظريات السوسيولوجية لدراسة الأسرة ؟ 

النظريات السوسيولوجية لدراسة الأسرة :

لقد تعددت النظريات الاجتماعية التي اهتمت بدراسة الأسرة وذلك راجع إلى تعدد الاتجاهات الفكرية المختلفة وسنعرض فيما يلي أهم النظريات الاجتماعية التي اهتمت بدراسة الأسرة وأهمها : 

1- النظرية البنائية الوظيفية :

تعتبر النظرية البنائية الوظيفية من أهم النظريات انتشاراً في دراسة الأسرة ، حيث ينظر أنصار هذه النظرية إلى الأسرة كنسق اجتماعي مكون من أجزاء يربط بينهما تفاعل والاعتماد المتبادل . 

إذا حصل أي خلل في أي جزء منها يحصل اختلاف وظيفي داخل النسق الكلي ، إذ ينطلق الاتجاه البنائي الوظيفي من مسلمة مؤداها تكامل أجزاء النسق والاعتماد المتبادل بين عناصر المجتمع والتنظيم الاجتماعي والثقافة ، وهي عبارة عن كائن اجتماعي يشبه الكائن العضوي . 

وتقوم هذه النظرية علي مبادئ أساسية  ، وهي : 

- تنظر النظرية الوظيفية للأسرة علي أنها جزء أساسي من كيان المجتمع . 

- تركز علي الاهتمام بالعلاقات الداخلية للنسق العائلي وعلاقات النسق الأسري بالأنساق الاجتماعية الأخرى . 

- إن كل جزء في النسق يتأثر بالأجزاء الأخرى ، وأي تغيير في أحد الأجزاء من شأنه أن يحدث تغيرات في باقي الأجزاء . 

ومن أهم العلماء الوظيفيين الذين ساهموا في دراسة الأسرة نذكر منهم ما يلي : 

أ- تالكوت بارسونز : 

حيث يري بأن نظام الأسرة يتألف من وحدات تقوم بوظائف محدودة كوظيفة الإنجاب والتكاثر والتربية والتعليم وغيرها تؤدى في النهاية هذه الوظائف إلى تكامل النظام الكلي للأسرة التي تعمل داخلي الإطار العام للمجتمع بكل أشكاله وأنواعه المتغيرة . 

ب- بل Bell وفوجل Vogel : 

يري كل منهما الأسرة كنسق فرعي في المجتمع الشامل الذي يتضمن أنساق فرعية مختلفة ، كالنسق الاقتصادي ونسق التعليم وغيرها بحيث تؤثر هذه الأنساق علي الأسرة كما تتأثر هي الأخرى بنسق الأسرة ، ومن شأن هذا التأثير أن يجعل البناء الأسري عرضة للتعديل والتغير المستمر تبعاً للتغيرات التي تحدث في تلك الأنساق كنتاج سببي للترابط الموجود بين التغيرات الأسرية من جهة وبين التغيرات التي تحدث في تلك الأنساق من جهة أخرى . 

2- النظرية التفاعلية الرمزية : 

ترتكز التفاعلية الرمزية علي ثلاثة عناصر رئيسية وهي : 

- التفاعل بين الفاعل والعالم . 

- النظر إلى الفاعل والعالم كعمليات ديناميكية ، وليس كعمليات استاتيكية . 

- قدرة الفاعل علي تغيير ما يجري في العالم الاجتماعي حيث تركز علي دراسة العلاقة ين الزوج والزوجة وبين الوالدين والأولاد فهي تنظر إلى الأسرة علي أنها وحدة من الشخصيات المتفاعلة . 

حيث تركز علي مدخلين أساسيين هما : التنشئة الاجتماعية والشخصية ، وتدعو هذه النظرية إلى استقصاء الأفعال المحسوسة للأشخاص مع التركيز علي أهمية المعاني والرموز والتفسيرات ، لأن التفاعل بين الإنسان وفق هذه النظرية يتم عن طريق استخدام الرموز وتفسر هذه النظرية ظواهر الأسرة في ضوء العمليات الداخلية ، كأداء الأدوار ، علاقات المركز ، مشكلات الاتصال ، اتخاذ القرارات ، عملية التنشئة الاجتماعية . 

ومن روادها هيل Hill : 

حيث اعتبر أن الأسرة جماعة مكونة من شخصيات متفاعلة يختلفون من حيث أعمارهم ورغباتهم وحاجاتهم ، مستويات فهمهم ، وتناولهم لمشكلاتهم اليومية مع بعضهم البعض وعلي ذلك فكل أسرة يمكن اعتبارها مسرحاً من الشخصيات المتفاعلة كل يصارع من أجل إشباع حاجاته الأساسية . 

3- نظرية الصراع : 

ترتكز هذه النظرية علي الطبيعة الديناميكية للأسرة وتعتبر العوامل الخارجية هي التي تعتبر القوي المحركة للتغيرات الأسرية ، وبذلك تحدد ثلاثة عوامل رئيسية للتغيرات الأسرية كما يلي

أ- العامل الأول : 

التحولات الاجتماعية الكبري التي تطرأ علي الأسرة . 

ب- العامل الثاني : 

يتمثل في روابط السلطة المتغيرة والأنماط الجديدة لتوزيع الحركات والمستويات الاجتماعية . 

ج- العامل الثالث : 

يتمثل في مشاركة المرأة في النشاط الاقتصادي وذلك لضرورة اقتصادية أدت بتوزيع وظائفهن بين الأسرة والعمل . 

تري نظرية الصراع أن الأسرة تمثل نسقاً اجتماعياً يحمل بين طياته معايير متصارعة لا تقبل العيش معاً ، كالمعايير الشخصية والمصالح الذاتية ، وبالتالي يحدد النزاع الراجع إلى اختلاف وجهات النظر بين الزوج والزوجة وذلك من خلال ممارسة الأدوار الأسرية . 

4- نظرية التطور : 

تري أن الأسرة مؤسسة اجتماعية تمر من حياتها بمراحل زمنية محددة تبدأ بالزواج ثم إنجاب الأولاد ، ثم تصنع الأبناء نفسياً اجتماعياً وزواجهم وتكوين أسر خاصة بهم وهكذا تمر الأسر بحركة دائرية من النشأة والنمو والاضطمحلال . 

وتبرز أهمية البعد الزمني في هذه النظرية لكونه يساعد الباحث علي تتبع مراحل تطور الأسرة ، وتحليل ما يطرأ عليها خلال هذه المراحل من تغيرات في بنيتها ووظائفها وأدوارها ، وعلاقاتها الداخلية والخارجية . 

ومن الإسهامات التطورية في دراسة الأسرة نجد : 

كارل زيمرمان Carl Zimerman :

اعتمد في كتابه الأسرة والحضارة علي نظرية مبدأ التطور إنتقالاًمن المجتمعات المتخلفة إلى المجتمعات المتقدمة ، وأي تغير يحدث في المجتمع يتبعه تغيير في الأسرة لإرتباط أحدهما بالآخر ، وتوصل إلى ثلاثة نماذج من الأسر الغربية وهي أسرة التوجيه ، الأسرة العائلة ، الأسرة النووية الحديثة ، إضافة إلى أعمال كل من هريرت سبنسر وأوجست كونت وغيرهم . 

مما سبق نجد أن للأسرة عدة نظريات اجتماعية قامت بتفسيرها اجتماعياً لما لها من أهمية في المجتمع باعتبارها وحدة اجتماعية هامة وخاصة من ناحية تركيبها ووظائفها وتحولها التاريخي الذي عرف هو الآخر عدة أشكال . 

تعليقات