U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

مفهوم الذكاء الانفعالي ومكوناته

مفهوم الذكاء الانفعالي
ما هو مفهوم الذكاء الانفعالي ؟ وما هي مكوناته ؟ 

بحث عن الذكاء الانفعالي : 

محتويات البحث : 

(1) مفهوم الذكاء الانفعالي . 

(2) نظريات الذكاء الانفعالي . 

(3) مكونات الذكاء الانفعالي . 

مفهوم الذكاء الانفعالي : 

من المسميات التي تطلق علي الذكاء الانفعالي أيضاً الذكاء الوجداني ، والذكاء العاطفي ، وذكاء المشاعر ، ويعرفه ماير وسالوفي ( Mayer & salovy , 1995 ) بأنه " مجموعة من المهارات والكفاءات العقلية المرتبطة بتجهيز ومعالجة المعلومات الانفعالية وتختص بصفة عامة بإدراك الانفعالات واستخدام الانفعالات في تيسير عملية التفكير والفهم الانفعالي وتنظيم وإدارة الانفعالات " . 

وعلي مر السنوات قام العلماء بدراسة العلاقة بين الذكاء والانفعال باعتبارهما متكاملين وليسا متضادين لذلك نجد أن النظريات التي تضفي صفة الذكاء علي الانفعال ليست حديثة . وإن من أبرز المنظرين الذين ساروا علي نهج جاردنر العالم بيتر سالوفي Peter Salovay الذي وضع خططاً تفصيلية حول كيف يمكن جعل الانفعالات أكثر ذكاءاً . 

وعلي مدى عدة سنوات حاول أنصار نظرية معامل الذكاء أن يدخلوا الانفعالات في مجال الذكاء باعتبارها تحت سيطرته أكثر من أن ينظروا إليها مع الذكاء علي أنها مصطلحات متعارضة . 

وقد بدأ الاهتمام حديثاً بمفهوم الذكاء الانفعالي كبنية نفسية يمكن من خلاله فهم الكثير من جوانب السلوك الإنساني . ويلقي هذا المفهوم في الآونة الأخيرة اهتماماً متزايداً من قبل الباحثين ، حيث طبقت العديد من الدراسات والبحوث الحديثة في هذا الموضوع محاولة البحث في العلاقة بينه وبين العديد من المظاهر النفسية والسلوكية الأخرى وتجمع أغلبية الدراسات والبحوث علي أن للذكاء الانفعالي أثر في سلوك الفرد وسماته الشخصية والاجتماعية بدرجة تفوق تأثير الذكاء العقلي والأكاديمي ، وأن ارتباط العقل بالانفعالات أمر لا يمكن إنكاره أو التقليل من شأنه فلقد كان من المعتقد في الفترات المبكرة لدي علماء النفس أن النشاط العقلي يتمايز أو ينفصل عن الانفعالات الإنسانية ، أما الآن فيتضح أن العمليات الانفعالية تلتقي أو تتقاطع مع أنشطة التفكير العقلية ولهذا أصبح هناك اقتناع لدي علماء النفس بأن دراسة الانفعالات من الممكن أن تساعد في فهم السلوك التوافقي للإنسان بصفة عامة . 

وقد أشار عيسي ورشوان ( 2006 ) أن زيادة الاهتمام بمفهوم الذكاء الوجداني قد يرجع إلى سببين : 

الأول : ويكمن في فكرة اختلاف الأفراد في المهارات الانفعالية القابلة للقياس والتي تعد من الأفكار الهامة في حد ذاتها ، كما أن المهارات الانفعالية تختلف من فرد لآخر وذلك نظراً للفروق الفردية والتي لا تستطيع مقاييس الذكاء والشخصية قياسها . 

الثاني : ان هناك نتائج متوقعة نظرياً عن علاقة الذكاء الانفعالي بالمهارات الاجتماعية لدي مرتفعي الذكاء الانفعالي والتي لها ارتباط وثيق بالمواطنة الصالحة . 

وأشار أيضاً بأنه يجب أن نميز بين الذكاء الوجداني كسمة والذكاء الوجداني كقدرة عقلية حيث يشار إلى الذكاء الوجداني كسمة بأنه ميول تفضيلية تشبه سمات الشخصية حيث يعبر الشخص عن المعتقدات الذاتية وعن القدرات والميول المتعلقة بالانفعالات وقدرة الفرد علي تنظيمها بهدف تحقيق قدر من التوافق . 

بينما يشار إلى الذكاء الوجداني كقدرة عقلية بأنه القدرة المعرفية الانفعالية أي القدرة علي تجهيز ومعالجة المعلومات ذات الطابع الانفعالي وبالتالي يمكن تصنيف نماذج الذكاء الوجداني في اتجاهين مختلفين يتبني كلا منهما منهجية بحث ووجهة نظر مختلفة للذكاء الوجداني ومفهومه وهما : نماذج القدرات والتي تركز علي التفاعل بين الانفعالات والذكاء بمفهومه التقليدي في وصفها للذكاء الوجداني ، ونماذج السمات أو كما تعرف بالنماذج المختلطة والتي تصف الذكاء الوجداني في ضوء الدمج بين القدرات العقلية والميول والنواحي المزاجية والشخصية . 

وتعددت مصطلحات الذكاء الانفعالي علي أنها قدرات أو مهارات أو سمات شخصية بحيث لم يتفق جميع علماء النفس علي تعريف واحد فكل منهم ذهب ليجتهد بتعريف هذا المفهوم باعتباره غير واضح التحديد فهو يشتمل علي الإدراك والتعلم والتذكر والاستدلال وحل المسائل المعقدة والحقيقة أن الذكاء صفة وليس شيئاً موجوداً حقيقياً فقد قام الكثير من العلماء بتحليل تعريف الذكاء أو تحديده كما لو كان شيئاً له وجود وله كيان حقيقي . 

ومن هذه التعريفات فقد عرف الذكاء الانفعالي بأنه " القدرة علي الانتباه والإدراك الجيد للانفعالات والمشاعر الذاتية وفهمها وصياغتها بوضوح وتنظيمها وفقاً لمراقبة وإدراك دقيق لانفعالات الآخرين ومشاعرهم للدخول معهم في علاقات انفعالية اجتماعية إيجابية تساعد الفرد علي الرقي العقلي والانفعالي والمهني وتعلم المزيد من المهارات الإيجابية للحياة ( عثمان رزق ، 2002 ) . 

وعرف جورج ( George , 2000 ) الذكاء الانفعالي بأنه القدرة علي إدراك المشاعر من خلال التفكير وفهم المعرفة الانفعالية وتنظيم المشاعر بحيث يستطيع الفرد أن يؤثر في مشاعر الآخرين . 

وعرف أبراهام ( Abraham , 1999 ) الذكاء الانفعالي بقوله أنه القدرة علي استخدام المعرفة الانفعالية في كل المشكلات من خلال الانفعالات الإيجابية كما عرفه بأنه مجموعة من المهارات التي تعزي إليها الدقة في تقدير وتصحيح مشاعر الذات واكتشاف الملامح الانفعالية للآخرين واستخدامها لأجل الدافعية والإنجاز في حياة الفرد . 

وقد اتفق كل من ماير وسالوفي ( Mayer & Salovy , 1995 ) علي تعريف الذكاء الانفعالي بأنه المقدرة علي ضبط انفعالاتنا وتوظيفها من أجل تعظيم قدرتنا وفاعليتنا الشخصية علي اتخاذ القرار المناسب كردة فعل لهذه الانفعالات . 

أما جولمان ( Golman , 1995 ) فقد عرف الذكاء الانفعالي بأنه مجموعة من المهارات الانفعالية التي يتمتع بها الفرد في ظل وجود الأزمة للنجاح في التفاعلات المهنية وفي مواقف الحياة المختلفة وقد عرفه أيضاً بقوله إنه قدرتنا علي معرفة مشاعرنا ومشاعر الآخرين وعلي تحقيق ذواتنا ، وإدارة انفعالاتنا وعلاقتنا مع الآخرين بشكل عام . 

وقد أشار كونستوث ( Constough, etal , 2009 ) أنه وبالرغم من التطور في الدراسات التي تدعم موضوع الذكاء الانفعالي وكأنه أداة للتعرف علي المستوي العالي خلال العمل فإن ما يدهش أنه ولغاية الآن يحتاج هذا الموضوع إلى دراسة وعناية في مجالات أخرى مثل البيئة الرياضية فكان الهدف من دراسته التعرف إلى إمكانية دراسة العلاقة بين الذكاء الانفعالي والقواعد الأساسية في الرياضة ومن خلال أعماله التي قام بها قام بمناقشة المفاهيم الخاصة بالانفعالات في المجال الرياضي وتطوير مقاييس للذكاء الانفعالي والتوزيد ببيانات تؤكد علي فائدة تطبيق الذكاء الانفعالي علي الرياضيين النخبة . 

نظريات الذكاء الانفعالي : 

تعتبر نظرية الملكات من أوائل النظريات التي بحثت في الذكاء ، وملخصها " أن العقل البشري يتألف من عدد من القوي أو الوسائط المستقلة التي تؤدى إلى حدوث الأنشطة العقلية المختلفة " . 

ويذكر جاك وسبرزهايم أنهما توصلاً إلى ( 30 ) ملكة ، وحدداً لكل منها موضعاً في المخ . 

وبعد ذلك هرت نظرية العامل العام ، أو ما يسمي بالقدرة العامة والتي كان من أبرز رجالاتها سبنسر ، وجالتون ، وبينيه ، الذي استطاع وضع مقياس لقياس الذكاء في صورة درجة عامة هي العمر العقلي . 

وبعد عدة سنوات من ظهور نظرية العامل العام ظهرت نظرية العاملين لسبير مان والتي بمضمونها تري أن القدرات العقلية تتألف من عاملين الأول وهو " العامل لعام : وهو عامل فطري لا يقبل التنمية أو التعديل ، ولا يتأثر بالبيئة ، والثاني هو العامل الخاص : وهو عامل يتألف من مجموعة من الاستعدادات الفطرية القابلة للتنمية والتدريب ، أو التدهور والتخلف " . ( أبو حطب ، 1996 ) . 

ففي عام ( 1948 ) بدأ الاهتمام بمفهوم الذكاءات المتعددة بدرجة كبيرة وأخذ بالظهور علي يد ثيرستون بالرغم من أن ثورندايك قد اقترح عام ( 1926 ) ثلاثة أنواع من الذكاء وهي : الذكاء المجرد ، والذكاء الميكانيكي ، والذكاء الاجتماعي ومن النظريات المفسرة للذكاءات المتعددة : 

أ- نظرية الذكاءات المتعددة عند أبو حطب : 

بدأ اهتمام أبو حطب بالعمليات المعرفية في الفترة 1961 - 1966م أثناء دراسته العليا بجامعة لندن واستمر ، هذا الاهتمام حتى عودته إلى بلده الأم مصر في عام 1967م حيث بدأ بتدريس مقر جديد في العمليات المعرفية لطلاب الدراسات العليا علم النفس واستمر علي هذا النهج حتى عام 1973 حين قام بعرض نموذجه في الذكاءات لأول مرة والذي يتألف من الذكاء المعرفي والذكاء الاجتماعي ، والذكاء الوجداني . 

وفي عام 1987 قام أبو حطب باقتراح نموذجاً آخر للذكاءات المتعددة يتألف من سبعة فئات وهي : 

1- الذكاء الحسي : وهو ذلك الذكاء الذي يرتبط بأنشطة متخصصة للحواس المختلفة ، فهناك ذكاء بصري ، وذكاء سمعي . 

2- الذكاء الحركي : وهذا النوع من الذكاء يتضمن الأفعال والحركات الأساسية كالانتقال المكاني والمعالجة ، وكذلك حركات التآزر والمهارات الحركية الدقيقة ، والاتصال الحركي . 

3- الذكاء الإدراكي : ويشتمل علي محتوي الأشكال كما اسماه جليفورد ، ولاتي قد تكون بصرية أو سمعية موسيقية ، أو لمسية ، أو من نوع الإحساس الحركي . 

4- الذكاء الرمزي : وهو الذكاء الذي يتمثل في الحروف الأبجدية أو الأعداد أو المقاطع ( الأصوات الكلامية ) أو التدوين الموسيقي وغيرها من عناصر التشفير . 

5- الذكاء السيمانتي : وهو ذكاء يتمثل في الأفكار والمعاني سواء كانت في صور لغوية أو غير لغوي ( صور ذات معني ) . 

6- الذكاء الشخصي : وهو ذلك الذكاء الذي يشتمل علي المعلومات الشخصية والمعلومات الاجتماعية . 

7- الذكاء الاجتماعي : وهو ذكاء يتعامل مع المعلومات التي تتضمن الوعي بالآخرين ، والتي تشتمل علي العلاقات النفسية ، والإدراك الاجتماعي وإدراك الأشخاص . 

وفي عام 1082م قام أبو حطب بإعادة النظر مرة أخرى إلى التصنيف الثلاثي والذي قام بإجراء تعديل واضح عليه ، وهو التصنيف الذي استمر عليه حتى وفاته والذي يشتمل علي : الذكاء الموضوعي أو غير الشخصي ( أي العلاقات مع الموضوعات المحايدة ) والذكاء الاجتماعي ويتضمن العلاقات بين الأشخاص ، والذكاء الشخصي ( أي العلاقات داخل الشخص الواحد ) . 

ب- نظرية جاردنر في الذكاءات المتعددة : 

قام جاردنر بوضع نظريته في الذكاءات المتعددة ضمن سبعة أنواع من الذكاءات حيث قام بتقسيم هذه الأنواع إلى ثلاث فئات ، النوع الأول والثاني تم تقييمها كنماذج في المدارس ، والثالث والرابع والخامس هي ذكاءات تتعلق بالفنون ، والسادس والسابع تعد من الذكاءات الشخصية . 

وهذه الأنواع هي : 

1- الذكاء اللغوي : 

ويتضمن هذا الذكاء حساسية الفرد للغة المنطوقة والمكتوبة ، والقدرة علي تعلم اللغات بشكل عام واستعمال اللغة في تحقيق بعض الأهداف المرجوة كالقدرة علي التعبير عما يدور في النفس بشكل بلاغي أو شاعري ومن بعض الأشخاص الذين يمتلكون هذا النوع من الذكاء بشكل كبير جداً هم الكتاب والشعراء والمحامون والخطباء . 

2- الذكاء المنطقي الرياضي : 

والذي يشتمل علي : القدرة علي تحليل المشكلات منطقياً وإيجاد حلول لها ، وتنفيذ العمليات الرياضية ، وتحري القضايا علمياً وكذلك القدرة علي الاكتشاف والاستنتاج والتفكير المنطقي كما أن هذا النوع من الذكاء يرتبط غالباً بالعلوم والتفكير الرياضي . 

3- الذكاء الموسيقي : 

والذي يتضمن المهارة في الأداء ، وتذوق الأنماط الموسيقية ، وأيضاً القدرة عل التعرف وإعداد الدرجات الموسيقية والنغمات والإيقاعات بشكل جيد .

4- الذكاء الجسمي الحركي : 

وهو ذكاء يرتبط بإمكانية استخدام كامل الجسم أو أجزاء  منه لحل المشكلات ، والقدرة علي استخدام القدرات العقلية لتنسيق حركات الجسم ويري جاردنر أن النشاط العقلي والطبيعي ذو علاقة بهذا النوع من الذكاء . 

5- الذكاء المكاني : 

ويشتمل علي إمكانية التعرف علي الأماكن واستعمال الأماكن المفتوحة ،  وكذلك المساحات المحصورة . 

6- الذكاء الاجتماعي : 

وهو ذكاء يهتم بالقدرة علي فهم نوايا ودوافع ورغبات الآخرين ، كما أنه يسمح للجميع العمل بفعالية مع الآخرين فالمربون ومندوبو المبيعات ورجال الدين والقادة السياسيون والمستشارون يحتاجون إلى شكل متطور من هذه الذكاءات . 

7- الذكاء الشخصي ( الذاتي ) : 

ويعني القدرة علي فهم النفس ( الذات ) وأن يقدر الفرد مشاعره ومخاوفه ودوافعه ومن وجهة نظر جاردنر فلابد أن نمتلك نموذج عملي فعال عن أنفسنا ، بحيث نكون قادرين علي استعمال المعلومات في حياتنا . 

ويري جاردنر أن الذكاء الاجتماعي والذكاء الشخصي يمكن التعامل معهما كقطعة واحدة وذلك بسبب علاقتهما المتينة في معظم الثقافات ، فهما يرتبطان ببعضهما البعض في أغلب الأحيان كما ويؤكد جاردنر أن هذه الذكاءات السبعة نادراً ما تعمل بشكل مستقبل ، فهي متممة لبعضها البعض ، وغالباً ما تعمل في نفس الوقت عندما يستخدم الفرد مهاراته أو يحل مشكلاته . 

ولقد ميز ماير وآخرون بين اتجاهين مختلفين في تعريف الذكاء الانفعالي حيث ينظر أصحاب الاتجاه الأول للذكاء الانفعالي علي أنه استخدام للذكاء في مجال أو محتوي انفعالي بينما ينظر أصحاب الاتجاه الثاني علي أنه خليط من مجموعة من المهارات والخصائص غير المعرفية ويندرج تحت هذين الاتجاهين ثلاث فئات من النظريات التي تختلف في جانب الشخصية الذي تركز عليه أي هل هو القدرات ( نموذج القدرات ) أم السمات أم كلاهما معاً ( النماذج المختلطة ) . ( أبو النيل 2008 ) 

أولاً : نموذج ماير وسالوفي للقدرات ( نموذج القدرات ) : 

أشار كل من ماير وسالوفي في مقالتهما في مجال الذكاء الانفعالي إلى أهمية وضع نظرية تفترض نوع جديد من الذكاء بحيث يكرز علي الفروق الفردية في معالجة المعلومات الانفعالية ( العاطفية ) حيث كانت هذه المقالة تعبر عن نتاج الدراسات في ميدان علم الجمال وأبحاث الدماغ وقياس الذكاء والذكاء الاصطناعي وعلم النفس الإكلينيكي وقد عرفا في مقالتهم الذكاء الانفعالي بأنه " قدرة الفرد علي مراقبة انفعالاته الذاتية وانفعالات الآخرين والتميز بينها واستخدام هذه المعلومات لتوجيه تفكيره وسلوكه " وبناء علي هذا التعريف فإن الذكاء الانفعالي يتكون من ثلاث أبعاد رئيسية وهي : 

البعد الأول : ويختص بتقييم الفرد لانفعالاته وعواطفه ومشاعره والقدرة علي التعبير عنها بكفاءة إضافة إلى إدراك انفعالات الآخرين وعواطفهم . 

البعد الثاني : ويتضمن القدرة علي تنظيم الفرد لانفعالاته وانفعالات الآخرين . 

البعد الثالث : وينحصر بالقدرة علي استخدام الانفعالات بطريقة مثالية تتكيف مع الشخصية من خلال التخطيط المرن والنظر إلى الأمور من زوايا مختلفة . ( خرنوب ، 2003 ) 

وفي عام 1997 أعاد كل من ماير وسالوفي النظر في تقييم نظريتهما عن الذكاء الانفعاليل ونتيجة لسعيهما لإبقاء مفهوم الذكاء الانفعالي ضمن دائرة الذكاء وفصله تماماً عن سمات الشخصية فقد أعادا تعريفه بحيث يجمع بين فكرتين أساسيتين وهما : 

1- أن الانفعالات تجعل التفكير أكثر ذكاءاً . 

2- التفكير بذكاء في الانفعالات . 

وبناءً علي ذلك فقد أصبح تصور الذكاء الانفعالي كقدرة عقلية يتكون من أربع قدرات رئيسية يتفرع من كل واحدة منها قدرات فرعية وهي مرتبة بشكل تصاعدي من العمليات النفسية البسيطة إلى المعقدة كما أن القدرات الفرعية مرتبطة أيضاً بشكل تصاعدي من القدرات البسيطة التي يمكن ملاحظتها بسهولة إلى العمليات النفسية الأكثر تعقيداً والأقل وضوحاً . 

وفيما يلي وصف للقدرات الرئيسية والفرعية للذكاء الانفعالي : 

البعد الأول : إدراك وتقييم الانفعالات والتعبير عنها . 

أي القدرة علي إدراك الانفعالات في داخل الشخص نفسه ( في الذات ) وفي الآخرين بالإضافة إلى إدراكها في الأشياء واللغة والقصص والموسيقى والمثيرات الأخرى ويعتبر هذا البعد هو أبسط الأبعاد الأربعة ويتضمن ثلاث قدرات فرعية هي : 

1- القدرة علي معرفة انفعالات الآخرين . 

2- القدرة علي التعبير عن الانفعالات والمشاعر بدقة وبشكل صحيح والتعبير عن الحاجات ذات العلاقة بتلك المشاعر . 

3- القدرة علي التمييز بين الانفعالات والمشاعر العاطفية والكاذبة والانفعالات الدقيقة وغير الدقيقة . 

البعد الثاني : استخدام الانفعالات لتسهيل عملية التفكير : 

وهذا البعد يتضمن القدرة علي توليد واستخدام الانفعالات والإحساس بها بصفتها الضرورية وذلك لنقل المشاعر والأحاسيس وتوظيفها في عمليات معرفية أخرى حيث أنها تتضمن الوظائف الانفعالية الفرعية التالية : 

1- التفكير في أولويات الانفعالات وذلك بتوجيه الانتباه إلى المعلومات المهمة أولاً . 

2- توليد الانفعالات التي تساعد علي التوازن وإصدار الأحكام وتنشيط ذاكرة المشاعر . 

3- التأرجح الانفعالي والذي يشجع علي تناول وجهات النظر المختلفة بكافة أشكالها . 

4- تقلب الحالات الانفعالية وهو ما يشجع علي مقاربة المشكلات مثل الشعور بالسعادة فإنه يشجع علي التفكير والاستنتاج والاستقراء والإبداع . 

البعد الثالث : فهم وتحليل الانفعالات وتوظيف المعرفة الانفعالية . 

وهو " القدرة علي فهم المعلومات وكيفية ترابطها وتكاملها وتطويرها من خلال العلاقات وذلك من أجل تقدير معاني تلك الانفعالات " ويندرج في هذا البعد القدرات الفرعية التالية : 

1- القدرة علي عنونة وتعريف وتصنيف الانفعالات وإدراك العلاقة بين هذه الانفعالات نفسها . 

2- القدرة علي تفسير وترجمة المعاني التي تعبر عنها الانفعالات . 

3- القدرة علي فهم الانفعالات المركبة أو المعقدة . 

4- القدرة علي إدراك تتابع الانفعالات وتسلسلها المعرفي ويعتبر هذا البعد أعلى مستويات الذكاء الوجداني إذ أنه يركز علي التنظيم الواعي للانفعالات من أجل تعزيز النمو الانفعالي والمعرفي للفرد . 

البعد الرابع : التنظيم التأملي للانفعالات لتطوير النمو الانفعالي . ( أبو غزال ، 2004 ) . 

ثانياً : نموذج بار - أون المختلط للذكاء الانفعالي : 

ظهرت نظرية الذكاء الانفعالي علي يد بار - أون عندما اقترح مصطلح معامل نسبة الانفعالية ( العاطفية ) وبناءً علي ذلك فقد عرف الذكاء بأنه " الذكاء الذي يظهر قدرتنا علي التعامل بنجاح مع مشاعرنا ومع الآخرين " . ( الدردير ،  2004 ) . 

أو هو " تنظيم المهارات والكفايات الشخصية والانفاعلية والاجتماعية التي تؤثر في قدرة الفرد علي التعامل بنجاح مع متطلبات البيئة والضغوط " . وبعد ذلك قام بار - أون بإعداد قائمة خاصة بقياس الذكاء الانفعالي تم نشرها عام 1997 ، واستمر العمل في إعدادها وتطبيقها علي عينات مختلفة والتحقق من صدقها وثباتها . ( عجوة 2003 ) . 

كما ويشترك الذكاء الانفعالي مع محددات أخرى مهمة لقدرة الفرد علي النجاح والتكيف مع المتطلبات البيئية عند الشخص مثل سمات الشخصية الأساسية والقدرات الفكرية المعرفية . 

وتتضمن قائمة بار - أون خمسة أبعاد رئيسية هي : 

1- البعد بين الشخصي ويقصد به علاقة الفرد مع نفسه ويتألف من خمس قدرات فرعية وهي : الوعي الذاتي الانفعالي والتوكيد والقدرة علي التعبير عن المشاعر والمعتقدات والأفكار والاستقلالية واعتبار الذات . 

2- البعد بين الأشخاص ويتألف من ثلاث قدرات وهي : التعاطف أو التفهم والمسؤولية الاجتماعية والعلاقات الشخصية . 

3- بعد التكيف ويتألف من ثلاث قدرات وهي : اختبار الواقعية والمرونة وحل المشكلات . 

4- بعد إدارة الضغوط ويتألف من قدرتين هما : تحمل الضغوط والسيطرة علي الاندفاع . 

5- بعد المزاج العام ويتألف من قدرتين هما : التفاؤل والسعادة . ( أبو غزال ، 2004 ). 

ثالثاً : نموذج دانيل جولمان : 

إن مفهوم الذكاء الانفعالي اتسع بشكل عام وأصبح أكثر تداولاً علي يد جولمان الذي ألف كتابين عن الذكاء الانفعالي حيث ذكر في كتابه الأول أن معامل الذكاء IQ يسهم بنسبة 2% فقط في العوامل التي تحدد النجاح في الحياة بينما 8% تعود إلى عوامل أخرى غير عقلية وقد بينت عدة دراسات استقلال مشاعر التعاطف عن الذكاء الأكاديمي منها دراسة أجريت علي ( 1511 ) طفلاً أظهرت نتائجها أن الأطفال الأكثر ذكاءاً في قراءة المشاعر غير المنطوقة كانوا من الأطفال المحبوبين في المدرسة والأكثر استقرار عاطفياً كما كان أداء هؤلاء الأطفال هو الأفضل بالرغم من أن مستوي معامل ذكائهم متوسط وهذا يدل علي أن التفوق العاطفي مع الآخرين يسهل من التأثير والفعالية في الفصول الدراسية مما يجعل المدرسين يحبون هؤلاء الأطفال أكثر من غيرهم . 

كما ويري جولمان أن الذكاء الانفعالي يتضمن خمس مكونات رئيسية هي : معرفة الانفعالات الذاتية وإدارة الانفعالات وتحفيز الذات والتعرف علي انفعالات الآخرين والتعامل مع الآخرين . 

أما في كتابه الثاني بعنوان " العمل مع الذكاء والوجدان " عام 1998 فقد عدل التقسيم السابق وأصبح الذكاء الانفعالي يتكون من نوعين من الكفاءات منها كفاءة شخصية وكفاءة اجتماعية . ( جولمان 2000 ) . 

وقد بني جولمان فهمه عن الذكاء الانفعالي علي مفهوم جاردنر عن الذكاء المتعدد فيما يتعلق بالذكاء الشخصي والذكاء الاجتماعي خاصة . ( موسي والخطاب ، 2002 ) . 

مكونات الذكاء الانفعالي : 

يشير جولمان ( Golman , 2000 ) أن هناك خمس مكونات أساسية تتحد وتتكامل فيما بينها مكونة الذكاء الانفعالي وهي : 

1- المعرفة الانفعالية ( الوعي بالانفعالات والمشاعر الذاتية ) :

 ويقصد بها وعي الفرد بانفعالاته الشخصية وحالته المزاجية كما هي ، وهذا الوعي بالأفكار والمشاعر والانفعالات يولد لدي الفرد القدرة علي التحكم في الانفعال وضبط النفس والسيطرة علي المشاعر حيث حدوثها فلذلك قام جولمان بإطلاق مصطلحاً جديداً اسماه الوعي بالذات وذلك الوعي التأملي للذات يجعل العقل يلاحظ ويدرس الخبرة نفسها وما فيها من انفعالات . 

والوعي بالذات ليس انتباهاً يتأثر بالانفعالات أو يبالغ في رد الفعل وإنما هو حالة محايدة تحفظ للفرد قدرته علي التأمل الذاتي حتى في أثناء الانفعالات المتهيجة كما يساعد علي إدراك المشاعر والانفعالات المضطربة وعلي رؤية الخبرات الشخصية من زاوية مختلفة ، أي أنه يزود الفرد بالوعي بما يحدث في موقف ما وليس الانغماس أو الذوبان فيه وإن الوعي بالذات هو الوعي بالمشاعر والعواطف والانفعالات والوعي بالأفكار المرتبطة بتلك الانفعالات . 

2- إدارة الانفعالات ( القدرة علي التحكم في الانفعالات ) : 

وتعني إدراك ومعرفة ما الذي يكون وراء هذه المشاعر وكيفية ضبط هذه المشاعر بطريقة تساعد علي التحكم في معالجة القلق والمخاوف والغضب والحزن ، وهذا ما يؤكد قول سقراط " أعرف نفسك " وكأن المعرفة هي مفتاح الشفاء ، فالشخص الذي لديه قدرة علي الوعي بمشاعره وفهمها والوعي بأفكاره تكون لديه قدرة علي الانتباه إلى مشاعره وتفحصها وملاحظة أفكاره ومراقبتها كي يستطيع السيطرة علي الانفعال ، وبالتالي يسطير علي الأفعال كما أن إدارة الانفعالات ومحاولة التحكم بها والسيطرة عليها يستنفذ جل وقتنا فهي وسيلتنا للابتعاد عن الأجواء المشحونة بالتوتر والإثارة الذي يجعل انفعالاتنا غير مستقرة . 

3- تنظيم الانفعالات ( تحفيز الذات ) : 

ويقصد بها توجيه العواطف والانفعالات لخدمة الهدف المطلوب وتتضمن الإصرار علي الوصول لهذا الهدف وإلى التصرف والبقاء في نفس المسار واستخدام هذه الانفعالات بطريقة مفيدة ، والسيطرة عليها قبل أن تبدأ بالتحول إلى أفعال أي أنه كلما استطاع الشخص أن يمتلك دقة في انفعالاته كلما كان حكيماً ويتحلي بالصبر والتفهم ، وهي خصائص إيمانية يستطيع من خلالها المرء أو يتولي أمر جماعته ويحقق النجاح في عمله وعلاقاته . 

وقد أشار جولمان إلى أن الأمزجة بقوله أن الأمزجة وهي في حالة جيدة تعزز القدرة علي التفكير السلس والفعال وتسهل عملية الوصول إلى حلول للمشكلات التي تعترض الإنسان وأن التقلبات المعتدلة في المزاج أيضاً يكون لها أثر في التفكير . 

4- المشاركة الوجدانية والتعاطف ( التفهم ) : 

ويقصد بها الشعور تجاه مشاعر الآخرين والاهتمام بهم وتفهمهم وتفهم أوضاعهم كالاعتبار والتقدير في الاختلاف بين الناس في التعبير عن مشاعرهم تجاه الأشياء والتي بدورها تسهم في عمل التوازن بين المشاعر السلبية والإيجابية وتخفف الغضب وعواقبه الضارة بالشخص وبالآخرين كما أن التعاطف أو التفهم يبني علي أساس الوعي بالذات فكلما كان الفرد قادراً علي تقبل مشاعره وإتاحة الفرصة لها بالظهور كلما ازدادت مهارته في قراءة مشاعر الآخرين والتفاعل معها . 

5- التواصل الاجتماعي ( فن معالجة العلاقات الشخصية المتبادلة ) : 

وتعني مقدرة الشخص علي تنظيم وإدارة انفعالاته في التعامل مع الآخرين وتحقيق النسيج الاجتماعي السليم الذي يحقق الصحة النفسية ويدفع إلى التعاون والعمل المنتج الفعال فالقدرات الاجتماعية التي يتمتع بها الإنسان هي التي تجعله قادراً مواجهة الآخرين وتحريكهم وعلي إقامة العلاقات الناجحة وإقناع الآخرين والتأثير فيهم وإحدى تلك الكفاءات الاجتماعية هي الكيفية التي يعبر بها الأشخاص عن مشاعرهم ومدى النجاح والفشل في التعبير عن هذه المشاعر .

تعليقات