U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

بحث عن إدمان المخدرات

تعريف الإدمان علي المخدرات
تعريف الإدمان علي المخدرات وطرق علاجه ؟ 

بحث عن إدمان المخدرات : 

محتويات البحث : 

(1) مقدمة عن إدمان المخدرات . 

(2) تاريخ المخدرات وانتشارها . 

(3) تعريف الإدمان علي المخدرات . 

(4) المفاهيم الأساسية في الإدمان علي المخدرات . 

(5) أنواع المخدرات وتصنيفاتها . 

(6) أنماط تعاطي المخدرات . 

(7) عوامل تعاطي المخدرات . 

(8) علاج الإدمان علي المخدرات .  

مقدمة عن إدمان المخدرات : 

تعد ظاهرة إدمان المخدرات من أهم وأخطر الظواهر الاجتماعية المرضية انتشاراً ، فنجد انها تؤثر علي عدة أبعاد في حياة الفرد سواء من الجانب العضوي أو الجسمي أو السلوكي وحتى المعرفي والعلائقي ، إذ يتدخل في تكوين هذا السلوك مجموعة من العوامل تتعلق بالفرد المدمن بذاته وشخصيته كما قد ترتبط بأسرته أو محيطه الاجتماعي الذي يعيش فيه . 

إن هذه الظاهرة أحاطت بكافة شرائح المجتمع وبمختلف الفئات العمرية كما لم تصبح مقتصرة علي الذكور فقط بل تعدت ذلك إلى الفتيات . هذا ما جعل العديد من الدراسات تبحث بهدف الوصول إلى فك شيفرة مسألة السلوك الإدماني لهذا سنقوم في هذا البحث بتناول إدمان المخدرات ومختلف النظريات التي فسرته والعوامل التي أدت إلى هذا السلوك . 

تاريخ المخدرات وانتشارها : 

تعد المخدات من أقدم العقاقير التي عرفها الإنسان ، ومنها نبات الخشخاش ( الأفيون ) والقنب ( الحشيش ) ، والذي استخدم بحوالي 4000 سنة قبل الميلاد ، بحيث تم استخدامه من قبل الفرس وسكان آسيا ، وأول استخدام للحشيش من قبل الطبيب الصيني هوانو وسام مايو ، ووصفه ابن البيطار بأنه يسبب التخدير ، ثم ذكرت قوانين تنظيم التجارة بالخمور واستعمالها في شريعة الحضارة البابلية عام 1770ق.م ، وقد تنوع استخدام المخدرات كدواء مسكن للآلام ، وفي الطقوس الدينية والأغراض العسكرية . 

مع مطلع القرن العشرين بدأ الأطباء والعلماء والمثقفون ينتبهون إلى خطورة المخدرات والأضرار التي تسببها للمتعاطي ، ونادوا بمحاربتها ومنعها بكل الوسائل الممكنة ، وارتفعت الأصوات الرافضة للمخدرات ، فأخذت بعض الحكومات تتجاوب مع تلك الأصوات حتى تساندت عدة دول أوروبية وعقدت مؤتمراً دولياً رسمياً تمخض عنها ، قرار دولي يصدر علناً في أوروبا لمنع تدخين الأفيون ، حيث وقعت عليه تسعة دول أوروبية فقط . 

ففي شهر فبراير عام 1909م عقد مؤتمر الأفيون الدولي في شنغهاي ، ثم سنة 1944 م عقد أول مؤتمر دولي حول المخدرات ، بعدها عقدت اتفاقية لاهاي الدولية في 23 يناير 1912م بشأن المخدرات التي تنص علي منع تدخين الأفيون ، وفي عام 1925 عقدت معاهدة جنيف بحيث تم الاتفاق بين مجموعة من الدول للحد من التجارة بالأفيون ثم في عام 1931 وقعت الدول الأوروبية في جنيف اتفاقيتين للحد من التجارة بالأفيون ، وفي سنة 1936م أصدر قرار الحد من التناول الغير مشروع للمخدرات ، وازدادت الرقابة علي المخدرات المصنعة عام 1948م . 

ثم توالت القرارات وتزايد عدد الدول المؤيدة لمنع انتشار المخدرات بكل صورها وأشكالها ، وكانت اتفاقية عام 1961م من أهم تلك الاتفاقيات حيث وقع عليها 115 دولة في الحين ثم انضمت إليها دول أخرى كثيرة ، وتعرف هذه الاتفاقية باسم الاتفاقية الوحيدة للمخدرات ، وقد أعطت هذه الاتفاقية الحق لكل دولة بأن تعدل جداول الاتفاقية الأربعة بنقل مادة ما من جدول مخدر شديد الخطورة إلى جدول مخدر قليل الخطورة والعكس بالعكس ، لكن الغريب في تلك الاتفاقية أن نبات القات لم يدرج اطلاقاً علي أنه مادة مخدرة في جداول المنظمة الدولية ، في حين أنه يدرج في معظم الجداول المعتمدة في الدول العربية وفي الوقت نفسه لا تضعه جمهورية اليمن ضمن جداولها علي أنه مخدر بل سمحت بتعاطيه وخصصت له أوقاته وميزانية . 

وكذلك الأمر في الولايات المتحدة الأمريكية ، فإنه يسمح بتعاطي الحشيش " الماريوانا " في بعض الولايات بينما هو ممنوع في ولايات أخرى ، هذا بصفة موجزة عن تاريخ المخدرات ، ولازالت الحرب قائمة في كل أنحاء العالم للقضاء علي هذا الوباء الخطير الذي لا يبرح علي الإطلاق كل من جربه أو اقترب منه . 

ففي عام 2012 أكدت الأرقام المسجلة من قبل مكتب الأمم المتحدة أن عدد الأشخاص البالغين الذين تناولوا مخدراً من المخدرات الغير مشروعة مرة واحدة علي الأقل في عام 2010 يقدر بنحو 230 مليون شخص ، بحيث يبلغ عدد متعاطي المخدرات أيضاً الذين يعانون من مشكلة الإدمان 27 مليون شخص في جميع أنحاء العالم . 

إذ ان هذا العدد يستمر في التصاعد خاصة في البلدان النامية ، فمن المتعاطين من تنتهي به للموت ومنهم من تشتت أسرهم بالإضافة إلى الاضطرابات المرافقة لهم ، هذا زيادة عن ارتكاب الجرائم وزعزعة الاستقرار واضطراب الأمن ، والاتجاهات الديموغرافية الجديدة المسجلة توحي بأن العدد الإجمالي لمتناولي المخدرات في البلدان النامية سوف يزداد بشكل كبير ليس فقط بسبب ارتفاع النمو السكاني وانما بارتفاع المجموعات السكانية الأكثر شباباً ومعدلات تحضرها ، وعلاوة علي ذلك بدأت الفجوة التي بين الجنسين تتلاشي إذ أن المرجح أن تشهد البلدان النامية زيادة رهيبة في معدلات تناول فئة النساء للمخدرات بعد اختفاء الحواجز الاجتماعية والثقافية في المجتمعات وزيادة المساواة بين الجنسين . 

انتشار المخدرات وتعاطيها سلوك معروف منذ القدم في كافة بلدان العالم ، بداية استخدامها كأدوية للعلاج لكن سرعان ما تفاقهم استعمالها إلى الأسوء هذا ما يؤدى بالسلب علي حياة الفرد المستهلك لها وبمختلف أنواها ، بحيث أصبحت هذه الأخير منتشرة بصورة وبائية في المجتمعات وتعدت مختلف الفئات والأجناس إلى أن أصبحت مشكلة عالمية . 

تعريف الإدمان علي المخدرات : 

الإدمان : التعود وعدم القدرة علي الانقطاع ، ويقال فلان أدمن علي شئ ما أي لا يستطيع الانقطاع عنه بسهولة . 

المخدرات : هي المواد التي تستخدم بدون استشارة الطبيب ، وتؤثر علي العقل عند الفرد سواء كانت منشطة للجهاز العصبي المركزي أو مثبطة ، والتي تؤثر علي أداء الأفراد وقد يؤدى إلى اعتياد هذه المواد إلى الموت المفاجئ . 

التعريف العلمي للمخدرات : 

تعرف المخدرات بأنها مادة طبيعية تدخل في جسم الإنسان وتؤثر عليه فتغير احساسه وتصرفاته وبعض وظائفه وينتج من تكرار هذه المادة نتائج خطيرة علي الصحة الجسدية والعقلية . 

التعريف الطبي للمخدرات : 

هي مواد طبيعية ذات أصل نباتي ، حيواني ، أو معدني ، أو مركبات كيماوية أو مصنعة قادرة علي احداث تغيير في نشاط العقل وتعديل في سلوك الإنسان الذي يتعاطاها وتحدث لديه تبعية للمادة . 

ويعرف أيضاً ادمان المخدرات بأنه : التعاطي المتكرر لمادة نفسية ، أو لمواد نفسية ، لدرجة أن المتعاطي ( المدن ) يكشف عن انشغال شديد بالتعاطي ، كما يتبعه عجز أو رفض للانقطاع ، وكثيراً ما تظهر عليه أعراض الانسحاب إذا ما انقطع عن التعاطي ، فتصبح حياة المدمن تحت سيطرة التعاطي إلى درجة تصل إلى استبعاد أي نشاط آخر في حياته . 

عرف حامد زهران الإدمان علي المخدرات بأنه : اعتماد فسيولوجي نفسي ولهفة واعتياد واستخدام قهري وتعاطي متكرر لعقار طبيعي أو صناعي ( مركب ) يؤثر علي الجهاز العصبي ( تنشيط أو تثبيط أو تسكين أو تخدير أو تغييب أو تنويم ) وإذا منع أدى إلى أعراض نفسية وجسمية مثل التوتر والقلق والاكتشاب والتهيج العصبي وفقدان الشهية والأرق والعدوان . 

إذن ينتج عن تعاطي المخدرات اعتماد فسيولوجي شديد واستخدام قهري للمادة بعدما كان تعودا إلى أن ازداد وأصبح ما يسمي بالإدمان علي المخدرات وأي توقف عن تناول هذه المادة ينتج عنه أعراض نفسية وجسمية . 

حددت هيئة الصحة العالمية سنة ( 1969 ) تعريفاً للاعتماد أو التبعية للعقار pharmacodependance كمصطلح آخر ( للإدمان ) شهد له المختصون في ميدان المخدرات بالدقة والموضوعية بأنه : 

" حالة نفسية ، وفي بعض الأحيان كذلك جسدية ، ناتجة عن التفاعل بين الكائن الحي والدواء ، تتميز بتغيرات سلوكية وبتغيرات أخرى ، والتي تكون مصاحبة دائماً برغبة في أخذ الدواء بطريقة دائمة أو دورية ، حتى تحصل علي التأثيرات النفسية ، وفي بعض الأحيان تجنب الإزعاج ، وفي حالة عدم حصوله علي المخدر Etat de manque هذه الحالة يمكن أن تكون مصحوبة أو غير مصحوبة بالتحمل ، كما أن الشخص يمكن أن يتعود علي عدة أدوية " . 

وأضيف للتعريف السابق الخصائص التالية للإدمان : 

1- الرغبة الملحة في الاستمرار علي تعاطي العقار والحصول عليه بأي وسيلة . 

2- زيادة الجرعة بصورة متزايدة لتعود الجسم علي العقار ، والحصول عليه بأي وسيلة . 

3- الاعتماد النفسي والعضوي علي العقار . 

4- ظهور أعراض نفسية وجسمية مميزة لكل عقار عند الامتناع عنه فجأة . 

5- الآثار الضارة علي الفرد المدمن والمجتمع . 

اهتمت هيئة الصحة العالمية في تعريفها للإدمان أو التبعية للعقار علي الآثار النفسية والعضوية التي تنشأ جراء تفاعل الجسم مع العقار وهذا يعني أنه لا يؤثر فقط علي مستوي العمليات العقلية أو الجسمية بل حتى علي الحالة النفسية للفرد . 

ويري سولتمان Sultman أن الإدمان يعني الحاجة الجسمية والنفسية للعقار ، بحيث يشعر المدمن برغبة ملحة وقهرية للعقار ، ويضطر إلى أن يزيد الجرعة حتى يحصل علي التأثير المطلوب ، ويعاني المدمن من أعراض الانسحاب ، وهو يضر بنفسه والمجتمع . 

ومنه ينتج عن الإدمان إذن حاجة نفسية وجسمية شديدة تؤثر علي الفرد وكلما زادت الحاجة مع مرور الوقت زادت كمية الجرعة المطلوبة وزاد الاعتماد أكثر ، كلما زاد الوضع تعقيداً وصعب التخلص من هذا الإدمان .

ويبدو الإدمان في ظاهرتي " الاعتمادية " أي اعتماد جسم الإنسان علي التعاطي وتتوقف وظائفه الفسيولوجية والحيوية علي هذا التعاطي ويصبح معتمداً عليه بصورة قهرية وإلى جانب خطورة الاعتمادية هذه فإن الجسم يتعود علي " تحمل " تعاطي كميات أكثر باستمرار حتى تصل الجرعة إلى حد الخطر . 

ويؤدى الإدمان سواء السيكولوجي أو الإدمان الفسيولوجي إلى تشويش العمليات العقلية لدى المتعاطي فيعجز عن التفكير السليم وإدراك العلاقة بين العلة والمعلول أو الاستدلال الصائب ، كما تصاب ذاكرته بالعطب والعجز وكذلك إدراكه الحسي ويتعرض لحالات شديدة من الهلاوس وهي مدركات حسية زائفة وكذلك يتعرض للمعاناة من الهذاءات والضلالات وهي افكار زائفة . 

ولتشخيص قيام حالة الإدمان يجب توفر نقاط محددة : 

التشخيص الطبي والنفسي كل منهما يكمل الآخر لفحص قيام حالة الاعتماد والتبعية للعقار المطلوب ، لذا وجب تفعيل مستويات من التشخيص للحكم بوجود الإدمان من عدمه وأولي هذه الجوانب نجد : 

أنه في الكثير من المصحات اليوم يعتمد علي الدليل المرجعي للصحة العقلية والنفسية DSM للتشخيص والتأكد من قيام حالة الاعتماد سواء من الناحية البيولوجية أو التظاهرات السيكولوجية حيث يحتوي علي سبع محكات نستطيع بفعلها ومن خلالها تمييز الشخص المدمن عن غير المدمن فإذا انطبقت ثلاثة محكات من قائمة السبعة يمكننا إعطاء وصف مدمن عليه وكشف تتبعيته للمادة ، كما يتحدد ذلك من خلال 12 شهراً فأكثر ، متواصلة ودون انقطاع وهذه المحكات هي : 

- التحمل ( الاحتمالية ) : والتحمل تعني الزيادة في الجرعة بصورة مستمرة ، لأن الجسم مع طول فترة الإدمان والاستقرار في التعاطي يطلب زيادة في الجرعة لكي يعطي مفعول المخدر التأثر المطلوب من قبل الجسم . 

- الأعراض الانسحابية . 

- تعاطي المخدر بكمية كبيرة ولفترة زمنية طويلة . 

- الفشل في التوقف ، أو حتى تقليل الكمية . 

- الانشغال الكثير في البحث عن المادة المخدرة . 

- تدني مستوي الحياة الاجتماعية والعملية نتيجة الاستمرار في التعاطي ، رغم النتائج السلبية الناتجة عن التعاطي . 

ومن هذه المحطات نستطيع التعرف علي نوعي الاعتماد : الاعتماد النفسي ( 5 . 6 . 7 ) الاعتماد العضوي ( 1 . 2 . 3 . 4 ) والحالات التي ينطبق عليها محكان فأقل هي أو لا ينطبق عليها أي محك تصنف علي أنها من فئة الاستعمال وليس في فئة الإدمان . 

ومنه فالإدمان هو : الرغبة الملحة في الحصول علي الشئ المتعود عليه . 

المخدرات هي : مادة قد تكون طبيعية أو صناعية قد تستخدم لغرض طبي لكن الإفراط فيها يضر بالصحة الجسمية والنفسية والعقلية للإنسان وتؤدي به إلى الإدمان . 

الإدمان علي المخدرات هو : حالة نفسية تنتج عنها مظاهر معرفية وسلوكية نتيجة الارتباط القهري بالمادة المخدرة . 

وهو : الارتباط الشديد بالعقار والذي ينتج عنه مظاهر فيزيولوجية جسمية ، ومظاهر سيكولوجية نفسية تظهر لدي المدمن ، بحيث تستحوذه رغبة قهرية في تعاطي المادة وجرعات أخرى متزايدة ، إضافة نجد إلى أنه كلما زاد التعود علي المادة أكثر حدث الإدمان ومن هذين المفهومين جمع حالياً بينهما ليطلق عليه ما يسمي بالاعتماد . 

المفاهيم الأساسية في الإدمان علي المخدرات : 

1- تعاطي المواد النفسية Psychological substance abuse : 

ويشيع أيضاً " سوء استعمال المخدرات " ويشار بالمصطلح إلى التناول المتكرر لمادة نفسية بحيث تؤدى آثارها إلى الإضرار بمتعاطيها ، أو ينجم الضرر عن النتائج الاجتماعية أو الاقتصادية المترتبة عن التعاطي . ولا يستتبع التعاطي بالضرورة نشوء الاعتماد أو التحمل ز 

2- التعاطي Drug Abuse : 

تناول ما لا يحق ولا يجوز تناوله ، وعلي ذلك تعد كلمة تعاطي ترجمة دقيقة لمصطلح " Abuse " الذي يعني التناول المتكرر لمادة نفسية ، بحيث تؤدى آثارها إلى الإضرار بمتعاطيهاا وهناك عدة أنواع أي أنماط من التعاطي يمكن ذكرها هي : التعاطي التجريبي ، التعاطي بالمناسبة ، التعاطي المنتظم ، التعاطي المتعدد للمواد المخدرة . 

3- التعود Habituation : 

التعود حالة تخدير تنشأ نتيجة تكرار تناول عقار مخدر معين ، وتتسم هذه الحالة بوجود رغبة لكنها ليست ملحة في الاستمرار فيتعاطي العقار من أجل الشعور بالراحة التي يبعثها هذا العقار ، كما لا يصاحب تناوله ميل إلى زيادة الجرعة المتناولة . كما أن التعود قد يؤدى إلى الاعتماد النفسي أكثر من الجسدي ، ولذلك لأن الإقلاع عن تعاطي العقار المتعود عليه ، لا يؤدى إلى أعراض انسحابية . 

ويفسر علي أنه تكيف الجسم مع مفعول المخدر بحيث يقتضي زيادة الجرعة للحصول علي النتيجة المطلوبة . 

4- الاعتماد Dependence : 

لقيام حالة الإدمان ، لابد من توفر قسمين مهمين يشكلان بنائية الموضوع الادماني ن وهذان القسمين هما : 

- الاعتماد العضوي : 

هو حالة تكيفية عضوية ، تكشف عن نفسها بظهور اضطرابات عضوية شديدة في حالة الانقطاع عن تعاطي المادة ، وتمثل الاضطرابات الناتجة عن انقطاع تعاطي المادة الأعراض الانسحابية ، واعتبر الاعتماد العضوي عاملاً قوياً في دعم الاعتماد النفسي . 

- الاعتماد النفسي : 

هو موقف يوجد فيه شعور بالرضا مع دافع نفسي يتطلب التعاطي المستمر ، أو الدوري لمادة بعينها لاستثارة المتعة الناتجة عن تعاطيها ، أو لتحاشي المتاعب الناتجة عن عدم التعاطي . 

5- التشفيط واستنشاق المذيبات sniffing : 

يشير التشفيط إلى طريقة تعاطي السوائل والمذيبات المتطايرة التي لها اثر تخديري ، مثلا البنزين ، والغراء ، والأصباغ ، والتنلر ، وسوائل التنظيف والكلوروفورم ، فقد شاع استخدام هذا النوع من أنواع المخدرات حديثاً وخاصة بين الأحداث والشباب الذين لا يستطيعون الحصول علي أنواع المخدرات الأخرى . 

6- اللهفة Craving : 

رغبة قوية في الحصول علي آثار مخدر أو مشروب كحولي ، وللهفة بعض الخصائص الوسواسية ، فهي لا تفتأ تراود فكر المدمن ، وتكون غالباً مصحوبة بمشاعر سيئة . 

7- الجرعة الزائدة Overdose : 

ينطوي هذا المصطلح علي إقرار بوجود جرعة مقننة ، وهي الجرعة التي اعتاد المتعاطي أن يتعاطاها من أية مادة نفسية للحصول علي النشوة الخاصة بهذه المادة فإذا زادت الجرعة لذلك عن سبب ما في أحدي مرات التعاطي فإنها تحدث آثاراً معاكسة حادة ، وتكون هذه الآثار عضوية أو نفسية ، لكنها قد تحتاج إلى قدر من الرعاية الطبية ، وفي بعض الأحيان قد تصل شدتها حتى إلى الموت لشدة خطورتها . 

8- التسمم toxication : 

حالة تعقب تعاطي أحد بالمواد النفسية ، وتنطوي علي اضطرابات في مستوي الشعور والتعرف ، والوجدان أو السلوك بوجه عام ، وترتبط هذه الاضطرابات ارتباطاً مباشراً بالآثار الفارماكولوجية ( الكيمياوية ) الحادة للمادة النفسية المتعاطاة ، ثم تتلاشي بمرور الوقت ، ويبرأ الشخص منها تماماً ، إلا إذا كانت بعض الأنسجة قد أصيبت . 

9- التحمل tolerance : 

يظهر التحمل عندما يتم استهلاك مادة ما بشكل متكرر وعبر فترة زمنية طويلة إلى أن يتراجع تأثير المادة التي اعتاد المدمن علي تناولها بحيث يضطر المدمن إلى زيادة الجرعة المعتادة كي يحصل علي التأثير المطلوب ، ويختلف نشوء التحمل من مادة إلى أخرى وحسب انتظام التعاطي وكلما ارتفعت الجرعة بعد نشوء التحمل ويرتفع خطر الأضرار الجسدية والنفسية بما في ذلك خطر التعلق والتبعية والادمان . 

كما يشير التحمل إلى إما تناول جرعات كبيرة من المادة لتؤدي التأثير المرغوب أو أن تصبح تأثيرات المادة قليلة بشكل واضح إذا تم تناول الكمية المعتادة . 

10- الانحساب Withdrawal : 

هي تلك الآثار السلبية الجسمية والنفسية التي تظهر عندما يتوقف الفرد عن تعاطي المادة أو يقلل من الكمية التي يتم تعاطيها . وتشمل أعراض انسحاب المادة آلام العضلات ، والارتعاش ، والتعرق ، والتقيؤ ، والاسهال ، والأرق . 

أنواع المخدرات وتصنيفها : 

المخدرات أنواع متعددة لا يمكن حصرها وتقسيمها أو تصنيفها في خانة واحدة ، ذلك أن الصناعات الكيماوية الدوائية في تطور مستمر ، ففي كل مرة تطرح لنا عشرات المركبات التي تختلف من نوع لآخر  حسب تأثيرها ونوعية تركيبها أو طريقة انتاجها ، ولهذا اختلف العديد من الباحثين في تصنيف هذه المواد ، وصنفها كل منهم في مجموعات تختلف من باحث لآخر ، إلا أن جميعهم تناولوا المواد المخدرة كافة ولكن ضمن نماذج متعددة . 

فالتنوع الكيميائي للمواد المخدرة التي يمكن أن تؤدى إلى الاعتماد ، والطرق المتعددة للاستعمال والآثار تجعل ان كل التصنيفات الفارماكولوجية للمخدرات ترتكز قبل كل شئ علي تقييم آثارها وهناك عدة تصنيفات للمخدرات وفيما يلي بعضها : 

1- التصنيف حسب تأثير لمادة : 

لقد قسمت المخدرات حسب التأثير الاكلينيكي إلى : 

- مسببات النشوة ومهدئات الحياة العاطفية : وهي تشمل الأفيون ومشتقاته ، المورفين ، الهيروين والكوكايين . 

- مهلوسات : مثل الميسكالين ، القنب الهندي ، فطر الأمانيت ، البلازون . 

- المسكرات : مثل الايثير ، الكلوفورم ، البنزينو أول أكسيد الأزوت . 

- المنومات : مثل الباربيتيورات . 

2- تصنيف المخدرات حسب طريقة انتاجها : 

النوع الأول : المخدرات الطبيعية : 

وهي التي تكون في الأصل نباتات وتستعمل مباشرة بشكلها الأصلي عن طريق الفم ، ومثال ذلك الحشيش والأفيون والكوكا والقات . 

النوع الثاني : مخدرات تصنيعية ( نصف طبيعية ) : 

هي المواد المخدرة التصنيعية التي تستخلص من المواد الطبيعية ، وتجري عليها بعض العمليات الكيميائية ، وتصبح مواد أخرى أشد تركيزاً وأثراً ، ومن أمثلة هذا النوع المورفين والهيروين والكوكايينو الكودايين وغير ذلك من المواد التصنيعية . 

النوع الثالث : المخدرات التخليقية : 

هي عقاقير من مواد كيميائية لها نفس تأثير المواد المؤثرة الطبيعية أو التصنيعية ، وهي تصنع علي شكل حبوب أو أقراص أو كبسولات ، أو حقن أو مساحيق ، وتنقسم هذه النوعية إلى عدة أقسام منها : 

- المخدرات التخليقية المخدرة مثل الميثادون والسيكونال والفاليوم . 

- المخدرات التخليقية المنشطة مثل الامفيتامينات والكبتاجون . 

- المخدرات التخليقية المهلوسة مثل ال-اس-دي ( LSD ) ، ام-ام-دي ( MMD ) . 

3- تصنيف المخدرات علي أساس المواد التي تسبب اعتماداً نفسياً وعضوياً : 

مثل الأفيون ومشتقاته ( الهيروين ، المورفين ، والكوديين ) . 

4- تصنيف المخدرات علي أساس المواد التي تسبب اعتماداً نفسياً فقط : 

وهي الكوكايين ، الأمفيتامينات ، الحشيش ، الماريوانا ، القات ، عقاقير الهلوسة والسوائل المتطايرة . 

وهناك من صنف المخدرات إلى أربعة أنواع رئيسية حسب تأثيرها علي الكائن الحي ووظائف أعضائه ، وهي : 

أ- المثبطات Depressants ( المسكنات ) : 

وهي تضم المواد القاتلة للألم أو المنومة أو المهدئة والمسكنة ، ومنها : الأفيون ، المورفين والكوديين ، الهيروين . 

ب- المنشطات Stimulants ( المنبهات ) : 

وهي المواد التي يسبب تعاطيها حالة من التهيج العام وتستعمل طبياً لمعالجة زيادة السمنة ولتقليل الشهية ومنها : أوراق الكوكا ، الأمفيتامينات ، القات . 

ج- المهلوسات Hallucinogene : 

وتشمل عدة أنواع منها : ( LSD ) ، الميسكالين ، سيلوبين ، عقار ( ب س ب ) وغيرها من المواد المهلوسة الأخرى . 

د- القنب ومشتقاته : 

ويشمل الماريوانا والحشيش وزيت الحشيش . 

5- تصنيف المخدرات حسب اللون : 

هناك من صنف المخدرات تبعاً للونها وهي نوعان : 

- مخدرات بيضاء : بحيث تتميز بكون لونها أبيض مثل المساحيق والسوائل وأهم أنواعها الكودايين والهيرويين والمورفين . 

- مخدرات سوداء : وهي مواد مخدرة تتميز بأن لونها داكن وأهم أنواعها الحشيش والأفيون . 

6- تصنيف المخدرات حسب منظمة الصحة العالمية : 

هناك تصنيفين للمخدرات : 

أ- التصنيف الأول : ويتمثل في : 

- مجموعة العقاقير المنبهة مثل الكافيين والنيكوتين والكوكايين والامفيتامينات مثل البنزدرينو منثدرين . 

- مجموعة العقاقير المهدئة وتشمل المخدرات مثل المورفين والهيرويين والأفيون والكحول ، ومجموعة الباربيتيورات وبعض المركبات الصناعية مثل الميثادون . 

- مجموعة العقاقير المثيرة للاخابيل ( المغيبات ) ويأتي علي رأسها القنب الهندي الذي يستخرج منه الحشيش والمارجوانا . 

ب- التصنيف الثاني : تتبع منظمة الصحة العالمية تصنيفاً آخر يعتمد علي التركيب الكيميائي للعقار وليس علي تأثيره ويضم هذا التصنيف ثماني مجموعات هي : 

- الأفيونات . 

- الحشيش . 

- الكوكا . 

- المثيرات للأخابيل . 

- الأمفيتامينات . 

- الباربيتيورات . 

- القات . 

- الفولانيل . 

بعد الانتهاء من تصنيف المخدرات وفق ما صنفت عليه في الغالب نتطرق إلى أهم أنواع المخدرات انتشاراً وهي : 

1- الحشيش ( القنب ) : 

وهو المضحر من نبات القنب الهندي ، ويؤدى استعماله أو تعاطيه إلى فقدان أو شعور الشخص ورغبته في الضحك دون سبب ، استعمل بكميات كبيرة يكون تأثيره مماثلاً لمواد الهلوسة ومن طرق تعاطي الحشيش التدخين وذلك بخلطه في السجائر أو شربه عن طريق الشيشة . 

2- الأفيون : 

هو في الأصل يعد المخدر الرئيسي الذي يحضر تجارته وتداوله علي المستوي الدولي ، وتعني كلمة الأفيون نبات البهجة the plant of joy ، يولد شعوراً بالنعاس واحلام اليقظة ، ويكون لدي المدمن عليه درجة من الثقة بالنفس لمدة 4 - 6 ساعات ، وبالرغم من ذلك فإن المستخدم يتعرض بعد ذلك لخيبة شديدة كلما تجاوز المخدر . 

3- الكوكايين : 

يستخرج من أوراق شجرة الكوكا ، له تأثيرات أخرى بجانب تخفيف الألم ، حيث أنه يصل إلى المخ بسرعة مانعاً امتصاص الدوبامين في المناطق mesolembic ، يؤدى إلى حالات من اللذة ، يزيد من الرغبة الجنسية يزيد من مشاعر السعادة وعدم الشعور بالتعب ، والجرعات الزائدة منه قد تؤدى إلى حدوث نوبات الرعشة والغثيان والأرق وإلى مشاعر البارانويا القوية والهلاوس المرعبة . 

4- القات : 

تستخدم أوراق القات كمادة مخدرة مباشرة ، عن طريق مضغ الأوراق الطرية واستحلاب المادة الفعالة منها ثم بلعها وكذلك يمكن استخدامه عن طريق شرب منقوع القات ، وتعاي القات لا يقل خطورة عن تعاطي المخدرات الأخرى فهو من حيث تأثيره يشبه الامفيتامينات في تنبيهها للجهاز العصبي . 

5- الأمفيتامينات : 

يتم تناولها عن طريق الفم أو عن طريق الحقن في الوريد التي من شأنها أن تؤدى إلى الإدمان ، وتكون درجة اليقظة عالية والشهية قليلة تزيد معدل نبضات القلب ويصبح الفرد مغموراً بطاقة لا حدود لها ، والجرعة الزائدة قد تجعل الفرد عصبياً Nervous وهائجاً Agitated ، عادة تجعل المستخدمين عدوانيين مما قد يجعلهم يشكلون خطراً علي الآخرين ، وإذا تم تناول جرعات كبيرة علي مدى فترة طويلة من الوقت ، فإن ذلك يخلق حالة مشابهة تماماص لحالة البارانويا كما تبدو لدي الفصام . 

6- مجموعة البابيتيوراتك : 

وهي مجموعة عقاقير تخليقية لها تأثير مهدئ أو منوم حسب حجم الجرعة حيث تعتبر من مثبطات الجهاز العصبي ، وتشكل هذه المجموعة 10% من حجم الأدوية التي يصفها الأطباء ولكن المشكلة تكمن في اساءة استعمالها وتعاطيها للمتعة والاثارة دون مشورة طبية . 

7- المهلوسات : 

وهي حبوب تحدث تغيرات سلوكية ونفسية واعتلال في العلاقات الاجتماعية وحالة من اليقظة ورعشات مستمرة ، ومن بين أنواعها عقار ( LSD ) بحيث ينتتج عنه تقلب حاد في المزاج والكثير من المستخدمين يشعرون بقلق شديد بعد تناول هذا العقار بسبب الهلاوس التي تثار . 

8- المذيبات الطيارة ، النشوقات : 

وهي المواد المخدرة الطيارة وتسبب الكلام المتثاقل والمشي غير المتزن وعدم وضوح الرؤية والذهول وعدم التناسق .

من هنا نجد أن للمخدرات تصنيفات وأنواع مختلفة ، ولا زالت لحد اليوم تنتج أنواع جديدة ، إلا أنه بالرغم من انتشارها لا يوجد تصنيف واحد متفق عليه ، وتصنف غالباً حسب تأثيرها ، حسب طريقة إنتاجها ... وكل مادة من تلك الأنواع تحدث تأثيراً علي الفرد وعلي وظائف أعضائه . 

أنماط تعاطي المخدرات : 

ركز العديد من الباحثين علي أنماط ومراحل أساسية لتعاطي المخدرات لتتشكل أربعة أنماط أساسية وهي : 

1- التعاطي التجريبي : 

ويقصد به محاولة تجريب المادة النفسية لاستكشاف آثارها ، وقد يترتب علي ذلك الاستمرار في تعاطيها مرات قليلة ، ثم لا يعود مطلقاً إلى التعاطي مرة أخرى . 

وهذا النوع من التعاطي له خطورته فهو قد يعتبر المدخل إلى ادمان المواد المخدرة . 

2- التعاطي العرضي أو ( الاجتماعي ) : 

فغالبية مجربي العقاقير المخدرة لا يستمرون في تعاطيها ، كما أن غالبية من يستمرون في تعاطي عقاقير معينة يفعلون ذلك علي أساس عرضي ( وقتي ) ولا يتناولون العقار المخدر إلا عند الحصول عليه بسهولة ، ووفقاً لتقبل المجتمع المتعاطي هذا العقار ، وبذلك يكون التعاطي هنا عفوياً أكثر من قصدياً أو مدبراً . 

3- التعاطي المنتظم : 

ويقصد به التعاطي علي فترات منتظمة يتم تحديدها بحسب إيقاع سيكوفيسيولوجي داخلي خاص بمدى احتياج الشخص لمادة التعاطي . ويعتبر هذا المستوي درجة متقدمة من حيث علاقة المتعاطي بالتعاطي . ويكون هذا التعاطي متقارباً أو متباعداص فيشعر بالتعاسة والتوتر إذا لم يتوفر له المخدر ، ويبذل بعض الجهد للحصول عليه ، وهذا النوع من المتعاطين يمثل المدمنين الحقيقيين . 

4- التعاطي الكثيف أو القهري : 

أي مرحلة الاعتماد والادمان وهو يمثل أعلى درجات العلاقة بين المتعاطي وبين المخدر ، حيث يكون التعاطي بصورة متكررة ، وفترات متقاربة . 

فهو يشمل في الحقيقة دررجات متفاوتة من التواتر ، وتعتبر درجة سيطرة المخدر علي حياة الفرد وتبعيته لها العامل الأساسي في التعاطي القهري ، وعندما ينصرف الجانب الأكبر من وقت الفرد وتفكيره وطاقته للحصول علي المخدر وتناوله والتماس آثاره مع الاقتصار تقريباً علي مرافقة من يتعاطونه واستمرار ملازمتهم ، فإن التعاطي عند اذن يصبح قهرياً . 

تختلف أنماط التعاكي باختلاف الأسباب المؤدية لذلك ومهما كان النمط الذي ينتهجه المتعاطي للمادة المخدرة فهو شكل خطر علي صحته ونفسيته فللأنماط تختلف والنتيجة واحدة ففي كل نمط ومرحلة يزداد اعتياد الجسم علي العقار ليصل إلى مرحلة الادمان وارتباط الجسم بهذه المادة ، وغالباً يظهر الإدمان الفعلي عند الوصول إلى الإدمان المنظم والإدمان القهري بحيث تصبح المادة عائقاً حقيقاً في حياة الفرد بسبب الارتباط الشديد بها . 

عوامل تعاطي المخدرات : 

هناك العديد من العوامل التي تؤدى إلى انتشار ظاهرة المخدرات وبالأحرى الإدمان علي تعاطيها ، وسنتطرق أولاص إلى بعض الأسباب التي تؤدى إلى تعاطي المخدرات والتي تتلخص في : 

البيئة السيئة والرغبة في تقليد قرناء السوء ، المشكلات الأسرية ، وغفلة الوالدين عن الأبناء والبنات ، التقليد الأعمى للآخرين ، سوء الأوضاع الاقتصادية ، وتفشي حالة البطالة بشكل كبير بين فئات الشباب الجنسين ، الانهيار الأسري نتيجة الطلاق والخلافات الشديدة ، تدخين السجائر لصغر السن ، حيث تعتبر أول درجات السلم للمخدرات ، وتوفر المال من الفراغ . 

إن أسباب الإدمان مرتبط بعدة زوايا أهمها الوظائف البيولوجية والإشارات العصبية لدي الفرد والتي تجعله يقدم علي هذا السلوك ، إضافة إلى الأسباب النفسية كضعف تكوينه النفسي وتعرضه للقلق والتوتر والصدمات النفسية وغالباً يكون لدى هؤلاء الفئة من المتعاطين استعداد نفسي للسلوك الإدماني . 

كما للأسرة أهمية لا تقل شأناً عن سابقيها من الأسباب إذ تعتبر المنشأ الأول للطفل فيتعلم أغلب سلوكاته من أفراد أسرته خاصة إذا كان منهم مدمنين ، لتتدخل بعد ذلك المدرسة ومن يقابل الطفل هناك إضافة إلى جماعة الرفاق ، وكوننا مسلمين يعد الجانب الديني من أهم أسس التربية ويعد مرجعاً لسلوكات السوية واللاسوية قبل أي وسيلة تنشئة اجتماعية أخرى . بالإضافة إلى هذه الجملة من الأسباب نذكر أهم العوامل التي تساهم في لجوء الفرد إلى ادمان المخدرات نجد : 

1- العوامل الوراثية : 

بحيث يظن بعض الباحثين بأن أولاد المدمنين مؤهلين أكثر من غيرهم للوقوع في الإدمان ، وأن كلا الوالدين يؤدى إلى ادمان عدد أكبر من الأولاد بالمقارنة مع ادمان أحدهما ، ويرجع ذلك إلى أسباب وراثية ، فيدعمون رأيهم بالدراسات التي أجريت علي الحيوانات في المخبار ، وبازدياد نسبة المدنين الجدد في أسر المدمنين القدامي ، ومن الغريب في الأمر أن هؤلاء الباحثين يرجعون سبب هذه النقطة بالذات إلى الوراثة ولا يرجعونها إلى البيئة التي ينشأ فيها الابن . 

2- العوامل الاجتماعية : 

يقصد بالعوامل الاجتماعية هنا جميع الظروف والمتغيرات الاجتماعية التي تحيط بالفرد منذ ولادته وحتى مراحله نموه المختلفة التي نشأ عليها وهنا تتدخل مختلف مؤسسات التنشئة الاجتماعية التي بدورها تتدخل في ظهور تعاطي وادمان المخدرات بطرق معينة أولها الأسرة : وهنا قد يعتاد الطفل من أسرته ووالديه التناول الغير المراقب للكحول أو لتدخين السجائر هنا تتسرخ هذه الفكرة ضمن السلوكات المباحة كتناول الكحول لتخفيف الغضب ، أو أخذ سجارة مع فنجان القهوة صباحاً ، وهذا ما يجعل الأولاد غالباً يتبنون فكرة الادمان مستقبلاً . 

جماعة الرفاق : من العوامل التي تؤدى إلى تعاطي المخدرات هي الانخراط في شلة من المتعاطين أو مرافقة أناس يتعاطون المواد المخدرة أو التواجد في أماكن يكثر فيها التعاطي علي المخدرات . 

إضافة إلى العوامل المدرسية : التي تدفع إلى تعاطي المواد المخدرة منها : الفوضي في المؤسسة التعليمية والمؤسسات الكبيرة الحجم والتعليم غير المتكيف مع الحاجات والتعليم غير الفعال ووجود تلاميذ ذوي الاضطرابات السلوكي وغياب التشجيع والحماس والتنافس والمزاحمة كلها عوامل ترتبط بتكرار تعاطي المخدرات كما أن الرسوب الدراسي يعد من العوامل التي تؤدى إلى الإدمان . 

3- العوامل الشخصية : 

كل فرد يمتلك ميزة نسبية تميزه عن غيره من أقرانه من حيث النوع أو المرحلة العمرية أو المكانة الاجتماعية ، أو حتى الانتماء الطبقي ، إلا أن تعاطي المخدرات والاقبال عليها يتجاوز جميع هذه العووامل ، حيث يمتد التعاطي ليشمل مختلف الفئات العمرية ، أطفال ، شباب ، مسنين ، ولا يميز البشر حسب النوع ، فيمتد ليشمل الذكور أو الإناث ويلاحق مختلف الفئات والشرائح في المجتمع . 

كما تلعب توقعات المدمن خاصة المراهق من المخدرات وخصائص شخصيته دوراً مهماً في الاقبال علي تعاطي المواد المخدرة . وقد يتوقع أن هذه المواد يمكن أن تقدم له الحلول وغالباً لا يدرك مخاطر الإدمان وصعوبات التوقف عن التعاطي . ومن خصائص الشخصية المهيئة للإدمان : عدم التقيد بالقوانين ، التفتيش عن المشاعر والأحاسيس القوية ، صعوبة الضبط العاطفي ، الاندفاعية ، الآلام النفسية وانهيار سياقات الضبط الذاتي . 

إن عدم نضج الشخصية يدفع الفرد إلى الهروب من الواقع من خلال تعاطي المخدرات بحثاً عن الاستقلالية ، أضف إلى ذلك الشعور بالفراغ والذي أساسه ذلك الفراغ الروحي الأخلاقي ( يؤدى إلى ضعف في الوازع الديني ) ، حيث أن الفرد الذي لديه تماسك ديني تجده يميز مختلف السلوكات التي يقوم بها من حيث أنها من بين النواهي والمحرمات أو المستحبات ... . 

فنري ذن ارتباط كل من العوامل البيولوجية والاجتاعية بالإضافة إلى شخصيته المهيئة لهذه السلوكات لتشكل تركيبة معقدة لهذه السلوك الذي يدفع بالفرد إلى رغبة في لحظات معينة كفيلة بالنسبة له لتنسيه حاضره وتخفف ألمه الآني لتصبح فيما بعد سلوكاً مدمراً له ولحياته . 

علاج الإدمان علي المخدرات : 

عملية علاج الإدمان يشترك فيها أكثر من تخصص كما تتضمن أكثر من نوع من العلاج ، ومن أهم النقاط الأولي التي تساهم في العلاج هي ليست السيطرة علي الذات ، بل في واقع الأمر تقبل الذات كما هي ، فسرعان ما يتمكن من قبول ذاته سرعان ما يبدأ في ملاحظة الدمار بسبب حلول المادة المؤقتة ، من هنا فقد تبدأ عملية الشفاء . 

ليليها بعد ذلك الخطوة الثانية واقناع نفسه بأنه لا يستطيع التكيف بمفرده بدون مساعدة بعد فشله في محاولات عديدة ، والخطوة الثالثة هي علاج ما قد يكون نشأ عن الادمان من أمراض جسمية . 

وبعد المرور بهذه النقاط واقتناع المريض بالعلاج بعد المشاورة مع المختصين حول أهداف العلاج ورغبة المريض في احداث تغيير في حالته لأنه بدون رغبته وإرادته لا جدوي من بداية العلاج ومن أهم الطرق نجد : 

1- العلاج الطبي : 

إن العلاج الطبي يقوم علي ميدانين أساسيين هما : الفطام التدريجي للمدمن من المخدر ، أو مبدأ سد القنوات العصبية التي يسلكها المخدر داخل الجسم ، ففي الفطام التدريجي يقوم الطبيب بانتقاء مخدر أضعف بكثير من المخدر الذي أدمن عليه الفرد ، وعادة ما يكون عقار الميتادون ، ويتولي اعطاءه للحالة بجرعات وعلي فترات محددة ، علي أن يتم تخفيض الجرعة واطالة الفترات بين الجرعات تدريجياً ، حتى يأتي الأمر غالباً إلى فطام كامل للحالة مع المادة . إضافة إلى التدخلات لعض الحالات الناتجة عما يسمي بحالات التسمم المرضية الحادة . 

ويكون العلاج الطبي فردياً كل حالة ولها خصائصها تتوقف علي نوع المخدر الذي يتعاطاه الفرد ومدته وحجم الكمية التي يتعاطاها ، وعلي الأمراض التي يعاني منها ، ومن أهم أهداف هذا العلاج ما يلي : 

- التهدئة العامة للمريض . 

- القضاء علي الأعراض التي أصابت المدمن نتيجة التعاطي . 

- الوقاية أو العلاج المسبق للأمراض المتوقعة نتيجة الانسحاب . 

- التقليل تدريجياً من اعتماد جسم الانسان من المخدر حتى يضل إلى التطهير التام للجسم من المخدر . 

- تقوية الجسم وزيادة قدرة مناعته علي الأمراض . 

ومع كل هذه الاجراءات طبعاً يجب أن يرفق هذا العلاج بالعلاج النفسي حسب العديد من الدراسات . 

2- العلاج النفسي : 

يجري الآن ابتكار العديد من الطريق العلاجية الإرشادية في مجال الإدمان علي المخدرات ومن أشهر العلاجات النفسية الحديثة في ميدان الإدمان ما يعرف بمجموعة العلاجات السلوكية ، وهي تعتبر من بين الثمار الرئيسية لتطبيقات العلوم النفسية الحديثة ، إضافة إلى الطرق المعرفية وطريقة العلاج بالتمركز حول الذات لروجرز . 

وتقوم العلاجات السلوكية علي مسلمة أساسية مؤداها أن جميع أشكال السلوك الصادرة عن الفرد بما في ذلك ( الإدمان ) إنما هي أشكال تكتسب وتنمو في ظل ظروف حياتية ( بيولوجية ونفسية ، اجتماعية ) ومن ثم تصدق عليها قوانين اكتساب العادات وتعدلها وأشهر هذه الطرق طريقة بودن H.M.Boudin وهي تعتمد علي ثلاث مقومات رئيسية وهي : 

- تديب المدمن علي ملاحظة الذات ورصد ما يصدر عنها . 

- التدريب علي تقييم الذات بناء علي ما تسلكه الذات . 

- برمجة تعديل السلوك بناء علي المعطيات التي تصل إليها من البندين السابقين . 

ومن أهم العلاجات الحديثة المستخدمة العلاجات السلوكية المعرفية Cognitive and Behavioral Treatments : 

يعد العلاج بإدارة الطوارئ Contingency-managment therapy علاجاً سلوكياً معرفياً لاضطرابات استخدام الكحول والمواد ، الذي يشمل تعليم المرضي والأفراد القريبيين منهم يعززوا السلوكيات التي تعوق الشراب مثلاً اخذ عقار مضاد لسوء الاستخدام وتجنب المواقف التي كان يصاحبها شراء في الماضي . 

ويعتمد علي الاعتقاد بأن الطوارئ البيئية أو الأحداث الطارئة يمكن أن تؤدى دوراً مهماً في التشجيع أو عدم التشجيع علي الشراب ويتم توفير مستندات Vouchers لعدم استخدام مواد الكحول ، الكوكايين ، الهيرويين ، المارجوانا . 

3- العلاج الجماعي : 

العلاج الجماعي هو طريقة من الطرق الفعالة في علاج المدمنين ، والذي يهدف إلى علاج مشكلات سوء التوافق الاجتماعي ، والاضطرابات النفسية ، عن طريق جمع فردين أو أكثر تحت توجيه أخصائي ، وتعتمد هذه الطريقة علي عملية التفاعل الذي يحدث بين أعضاء الجماعة التي تظهر من خلال الحوار والنقاش وتبادل مختلف الآراء والخبرات والمعلومات ، حيث يطلب عادة من أعضاء الجماعة القيام بالعمليات التالية : 

- مشاركة الأعضاء الآخرين في مشكلاتهم ، وتبادل المشكلات التي عادة ما تكون متشابهة . 

- الحديث عن أساليب التعامل مع مشكلاتهم وٍإيجاد حل لها والتعامل معها . 

- تبادل المعلومات ، والخبرات بشأن الموارد المتاحة ، والتي قد يمكن الاستفادة منها في حل مشكلاتهم . 

- تعبير الأعضاء عن مشاعرهم الإيجابية والسلبية المرتبطة بالمشكلة بطريقة هادفة تساعدهم علي اتعامل معها كما يجدون أنفسهم لديه نقاط مشتركة عديدة تساعدهم في اعانة بعضهم ، ويتراوح عدد أعضاء الجماعة غالباً من خمسة إلى ثمانية أفراد ، ويجتمعون مع الأخصائي لمدة تسعين دقيقة تقريباً كل أسبوع . ولهذه الجماعات عدة أشكال منها : 

- الجماعات المغلقة : وهي جماعات محددة لا تسمح لأي فرد الانضام إليها عند بدء الأعمال . 

- الجماعات المفتوحة : وهي علي العكس من الجماعات المغلقة ، حيث تسمح بانضمان أفراد جدد إليها ، متى انقطع عضو أو أكثر من الأعضاء الآخرين . 

ويمكن تحديد أهداف العلاج الاجتماعي في الآتي : 

- جعل المدمن يصل إلى حالة الاستقرار الاجتماعي وتوجيه مجهوداته إلى الأشياء المفيدة . 

- إعادة الادماج الاجتماعي ، وجعله عضواً صالحاً في المجتمع الصغير ( الأسرة ) أو المجتمع الكبير . 

- الادماج المهني ، أي إرجاع الرغبة له في العمل وتأصيله مهنياً ن أو إعادة التأهيل لمن كانت له مهنة سابقة وإدخاله في الحياة اليومية وإعادة إدماجهم تعليمياً .

4- العلاج المتكامل : 

ويتألف هذا العلاج من ثلاث مكونات أساسية ، أحدها طبي ، والآخر نفسي ، والثالث اجتماعي اذ يربط هذا العلاج بين هذه المكونات ليصبح عملية متكاملة تحيط بالمريض من كل الجوانب وسنفسر ذلك من خلال توضيح لدور كل جزء في هذه العملية : 

- المكون الطبي : 

يقوم علي مبدأين رئيسيين هما مبدا الفطام التدريجي للمدمن من المخدر الذي أدمنه ، أو مبدا القنوات العصبية التي يسلكها المخدر داخل الجسم للتأثير علي سلوكياته ، وللطبيب الاختيار حسب اختلاف كل حالة ، فإذا اختار الأول طريق الفطام التدريجي فإنه ينتقي للقيام بهذه المهمة مخدراً أضعف بكثير من المخدر الذي أدمنه الشخص من الفصيلة نفسها مثلاً عقار الميثادون لمدمني الأفيون . 

- المكون النفسي : 

توجد اليوم أساليب متعددة للعلاج النفسي منها العلاج المعرفي السلوكي ، ويقوم هذا المكون علي رصد السلوكات الصادرة من الفرد قبل التدخل العلاجي ثم تقييمها وبعدها يحدث التدخل لإحداث التغيير المطلوب . 

- المكون الاجتماعي : 

والاسم العام الذي يطلق علي هذا المكون في خطة العلاج المتكامل للمدمنين هو الرعاية اللاحقة ، وتنقسم هذه الأخيرة إلى قسمين هما إعادة التأهيل وأعادة الاستيعاب الاجتماعي . 

تعليقات