U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

بحث عن المحاسبة الإبداعية ( مفهومها ، خصائصها ، عوامل ظهورها )

ماهية المحاسبة الإبداعية
مفهوم المحاسبة الإبداعية وعوامل ظهورها 

بحث عن المحاسبة الإبداعية : 

محتويات البحث :

(1) ماهية المحاسبة الإبداعية . 

(2) مفهوم المحاسبة الإبداعية . 

(3) خصائص المحاسبة الإبداعية . 

(4) عوامل ظهور المحاسبة الإبداعية . 

(5) دوافع ممارسات المحاسبة الإبداعية . 

ماهية المحاسبة الإبداعية : 

أخذت المحاسبة الإبداعية اهتمام الباحثين في المجال وذلك لما لها من أثر علي قطاع الأعمال ، خاصة بعد الانهيارات المتوالية لأكبر المؤسسات الاقتصادية في العالم التي شهدها القطاع والتي تعود أبرزها إلى ممارسات المحاسبة الإبداعية وفقاً لما توصلت إليه العديد من الدراسات ، حيث تعتبر شكلاً من أشكال التلاعب المحاسبي الذي يستخدم في إخفاء الأداء الفعلي للمؤسسة بقصد إعطاء الصورة التي ترغب فيها هذه الأخيرة للأطراف المتعامل معهم أو لأي دافع آخر يخدم مصالحها . 

مفهوم المحاسبة الإبداعية : 

إن المحاسبة الإبداعية ظهرت وبشكل جلي في ثمانينات القرن المنصرم ، عندما واجهت العديد من المؤسسات الاقتصادية صعوبات وتعثرات مالية حيث كان هناك ضغوطات لإنتاج أرباح أفضل بينما كان من الصعب إيجاد أرباح ، وعندما اكتشفت المؤسسات بأن القوانين تخبرك فقط بما لا تستطيع فعله وليس ما تستطيع فعله ، فإذا كنت لا تستطيع أن تكسب الأرباح فإنك تستطيع علي الأقل أن تبتدعها . 

حيث حاول العديد من الباحثين والكتاب والمختصين وضع تعريفاً موحداً لمصطلح المحاسبة الإبداعية ، ونظراً لاختلاف توجهات هؤلاء الكتاب والباحثين ، فقد ظهرت العديد من التعاريف لهذا المصطلح ، وقد بنيت تلك التعاريف كل حسب وجهة نظر من وضعها ، وفيما يأتي سنقوم بعرض التعاريف المتعلقة بالمحاسبة الإبداعية . 

بداية تعتبر المحاسبة كغيرها من العلوم التي لم يتفق الباحثون علي تحديد تعريف موحد لها ، حيث عرف المجمع الأمريكي للمحاسبين القانونيين ( AICPA ) في النشرة رقم ( 1 ) المحاسبة علي أنها " فن التسجيل والتبويب والتلخيص بطريقة منهجية وجوهرية للمعاملات والأحداث ذات الطبيعة النقدية والتي تتسم بأنها ذات طبيعة أو خاصية مالية ، وتفسير النتائج المترتبة علي ذلك " . 

أما الإبداع في اللغة العربية كما جاء في لسان العرب لابن منظور الذي يقول : " أبدع الشئ وابتدع تعني أنشأه وبدأه ، والبدعة كل محدثة ، والبديع هو المحدث العجيب ، وابتدعت الشئ أي اخترعته " ، وقد عرف الإبداع اصطلاحاً بأنه نشاط أو مجموعة أنشطة أو تقنية تتمثل بجمع الأفكار وترجمتها بعيداً عن السياقات التقليدية وإخراج وتطبيق أفكار أو أشياء جديدة في الواقع الميداني وبأسلوب فريد من نوعه باستخدام المهارة والخيال البشري بقصد تحقيق أهداف محددة مسبقاً . 

وتجدر الإشارة إلى أنه عادة ما يختلط مفهوم الإبداع مع مفاهيم أخرى كالابتكار ، إلا أن الإبداع يتمثل في التوصل إلى حل خلاق لمشكلة ما أو إلى فكرة جديدة ، في حين أن الابتكار هو التطبيق الخلاق أو الملائم لها ، أي أن الابتكار ما هو إلا تحويل الفكرة الإبداعية إلى عمل إبداعي ، فالعمل محكوم بإمكانية تطبيق الأفكار المبدعة ، وليس من المهارة دائماً أن يحمل الإنسان أفكار مثالية مجردة عن الواقع وأكبر قدرة من البشر ، بل المهارة في أن يحمل أفكاراص مبدعة خلاقة قابلة للتطبيق . 

أما بالنسبة للمحاسبة الإبداعية فقد عرفها ( ناصر Naser ) من وجهة نظر أكاديمية علي أنها " تحويل أرقام المحاسبة المالية عما هي عليه فعلاً إلى ما يرغب فيه المعدون ، وذلك من خلال الاستفادة من القوانين الموجودة و/أو تجاهل بعضها و/أو كلها " . 

أما ( أمات Amat ) فيعرف المحاسبة الإبداعية علي أنها " العملية التي يستخدم من خلالها المحاسبون معرفتهم بالقواعد المحاسبية لمعالجة الأرقام المسجلة في حسابات منشآت الأعمال " . 

ويقدم ( فيليبس Philips ) مفهومه عن المحاسبة الإبداعية بأنها عبارة عن " وصف شامل وعام لعملية التلاعب بالمبالغ أو العرض المالي لدوافع داخلية " . 

وفي ( Accounting Dictionary ) تم تعريفها بأنها " مفهوم عام عن تنظيم الحسابات ، إذ تعطي فوائد غير قانونية أو مشكوك فيها للحفاظ علي كيان الحسابات " . 

كما تشير دراسة خليفة حول دور المراجعة القضائية في الحد من ممارسات المحاسبة الابتكارية في منظمات الأعمال إلى اصطلاح المحاسبة الابتكارية بدلاً من المحاسبة الإبداعية وعرفها الباحث علي أنها " عمليات أو ممارسات حديثة ومعقدة ومبتكرة يقوم من خلالها المحاسبون باستخدام معرفتهم بالقواعد والقوانين المحاسبية لمعالجة الأرقام المسجلة في حسابات المؤسسات ومنظمات الأعمال ، أو التلاعب بها مما يؤثر سلباً علي مصداقية الأرقام الظاهرة في القوائم المالية بقصد تحقيق أهداف محددة وبهدف تضليل مستخدمي هذه التقارير والقوائم المالية " . 

وعلى الرغم من أنه يمكن تعريف المحاسبة الإبداعية بطرق مختلفة ، إلا أنه هناك إجماع علي أن المحاسبة الإبداعية تؤدى إلى تحريف الأداء الحقيقي للمؤسسة لهذا أكد Terry Smith أن " النمو الظاهري في الأرباح التي حدثت في الثمانينات كانت نتيجة للتلاعب المحاسبي ، وليس نتيجة للنمو الاقتصادي " ، في حين أن هناك من يؤكد أنه لا يجب إدراج المحاسبة الإبداعية ضمن العمليات غير القانونية التي تعمل علي تحريف البيانات المحاسبية عن طريق الغش ، وذلك راجع للمبررات الآتية : 

- إن الإدارة لا تخالف القواعد القانونية سواء كانت عامة أو خاصة بالنشاط التجاري . 

- أن الإدارة لا تخالف المبادئ المحاسبية المتعارف عليها . 

- إنها لا تتجاوز نقاط سلطتها . 

فالإدارة وهي بصدد إعداد القوائم المالية يكون متاحاً لها القيام بعمليات التقدير وكذا القيام بالاختيار بين البدائل المحاسبية ، والتقدير يكون مطلوباً فيما يتعلق بالأحداث الاقتصادية المستقبلية ويكون له تأثير علي القوائم المالية ، مثل العمر الإنتاجي للتثبيتات وقيمة الخردة والمنافع الخاصة بالمستخدمين ومخصصات الإهتلاك ... إلخ . 

في حين أن الإدارة عليها أن تختار أيضاً بين الطرق المحاسبية المتاحة لإعداد التقارير المالية ، مثل الاختيار بين طرق الاهتلاك وطرق تقييم المخزون ، وكذا المصاريف التي يمكن تحمليها أو تأجيلها كمصاريف الصيانة ومصاريف البحث والتطوير ... إلخ ، لكن وفي نفس الوقت نجد أن هناك الكثير من الباحثين يرون عكس ذلك ، ودليلهم هو ما يمكن أن تسببه ممارسات المحاسبة الإبداعية في إخفاء الصور الصادقة للقوائم المالية وما يمكن أن ينتج عن مثل هذه التصرفات مثل الفضائح المالية التي حدثت في العديد من المؤسسات العالمية . 

لهذا تجدر الإشارة إلى أن عملية الإبداع في المحاسبة تبني علي نية الإدارة ومن الصعب اكتشافها ، وتزداد هذه الصعوبة طالما أن هذه الممارسات تتم عادة في حدود ما تسمح به القواعد والمعايير المحاسبية . 

وتري الباحثتان أن الرأي الأول صحيح إذا نظرنا من زاوية ضرورة سعي أي مؤسسة لتحقيق أهدافها المسطرة وضرورة الحفاظ علي استمراريتها ومكانتها في السوق ، فمن المنطق أن ترغب في إظهار وضعيتها المالية في أحسن صورة خاصة إذا كانت بشكل غير مخالف للقوانين والمبادئ والمعايير المعمول بها ، وفي نفس الوقت الرأي الثاني صحيح إذا نظرنا من زاوية أهمية موثوقية القوائم المالية لدي مستخدميها ، لأن أهم خاصية يجب أن تمتاز بها المعلومات المقدمة من طرف المؤسسة في قوائمها المالية هي الموثوقية ، حتى ولو كانت ممارسات الإدارة قانونية وغير مخالف للمبادئ والمعايير المحاسبية ، لكنها تؤثر بشكل سلبي علي موثوقية المعلومات المصدرة عنها في حالة كانتب نية المؤسسة هي إخفاء المعلومات الحقيقية . 

ومن خلال ما سبق تري الباحثيتان أن المحاسبة الإبداعية هي عبارة عن " استغلال الإدارة لفرص وجود ثغرات في المبادئ و/أو المعايير المحاسبية المعمول بها من أجل القيام بعمليات مبتكرة تسمح بإخفاء الصورة الحقيقية للوضعية المالية للمؤسسة " .

خصائص المحاسبة الإبداعية :  

نستنتج مما سبق أن المحاسبة الإبداعية تمتاز بمجموعة من الخصائص نذكر منها : 

- المحاسبة الإبداعية شكل من أشكال التلاعب والاحتيال في مهنة المحاسبة . 

المحاسبة الإبداعية تعمل علي تغيير القيم المحاسبية إلى قيم غير حقيقية . 

- ممارسو المحاسبة الإبداعية غالباً ما يمتلكون قدرات مهنية محاسبية عالية تمكنهم من التلاعب بالقيم وتحويلها وتحويرها بالشكل الذي يرغبون فيه . 

- ممارسات المحاسبة الإبداعية عامة وشائعة . 

- ممارسات المحاسبة الإبداعية لا يمكن تجنبها بشكل مطلق . 

- ممارسات المحاسبة الإبداعية استغلالية وغير أخلاقية . 

- ممارسات المحاسبة الإبداعية ضارة بأطراف داخلية وخارجية . 

ومن يمكننا القول إن المحاسبة الإبداعية تدخل ضمن أشكال التلاعب المحاسبي ، الذي عرف علي أنه " الممارسات غير الأخلاقية في اختيار التقديرات والسياسات المحاسبية المتاحة التي تتيح فرصة للتلاعب والغش مما ينتج عنه بيانات مالية غير صحيحة ومضللة " . في حين عرف الغش المحاسبي علي أنه " التلاعب في الدفاتر والسجلات بقصد إخفاء عجز أو اختلاس ، أو بقصد إساءة استعمال أحد الموجودات " . 

عوامل ظهور المحاسبة الإبداعية : 

يعتبر تضارب المصالح بين الأطراف المختلفة ذات العلاقة بالمؤسسة المصدر الرئيسي لظهور المحاسبة الإبداعية فمصلحة المديرين تكمن في تقليل الضرائب والأرباح والموزعة ، ومصلحة حملة الأسهم في تعظيم العائد علي استثماراتهم ، ومصلحة الموظفين في زيادة تعويضاتهم الإدارية المختلفة ، والمسؤولين في تحصيل ضرائب أكثر . وفيما يأتي نعرض أهم عوامل ظهور المحاسبة الإبداعية : 

1- حرية الاختيار للبدائل المحاسبية : 

يؤثر الاختيار بين البدائل المحاسبية الخاصة بالقياس وتقدير النتائج في نوعية المعلومات المحاسبية والاقتصادية التي تحصل عليها الأطراف المختلفة المهتمة بالقوائم المالية ومن ثم التأثير في عملية اتخاذ القرار ، كما تسمح القواعد والسياسات المحاسبية للمؤسسة أحيانا أن تختار من بين مختلف الطرق التي تستخدمها في إعداد قوائمها المالية حيث تسمح العديد من المعايير المحاسبية بالاختيار من بين البدائل المحاسبية المختلفة وهذا يترتب عليه اختيار الطرق المحاسبية التي تتلاءم مع أهدافها ورغباتها والتي تحقق أفضل صورة لأداء المؤسسة ، مثال ذلك أنه في الكثير من البلدان يسمح للمؤسسات الاقتصادية ان تختار ما بين سياسة إطفاء نفقات البحث والتطوير حال حدوثها ، أو رسملتها أو إطفائها علي مدى فترة حياة المؤسسة . 

2- حرية التقديرات المحاسبية : 

يعرف التقدير المحاسبي بأنه مبلغ تقريبي لبند في غياب القياس المحاسبي المحكم ، يتضمن إعداد بعض العمليات المحاسبية درجة كبيرة من تقدير والحكم الشخصي ، وهذا ما يتيح للإدارة التلاعب في هذه التقديرات بغرض الوصول إلى الأهداف المحددة مسبقاً . 

3- توقيت تنفيذ العمليات الحقيقية : 

يمكن أن يؤدى التحكم في توقيت تنفيذ وحدوث بعض العمليات الحقيقية إلى تحقيق الانطباع المرغوب فيه عن الحسابات والقوائم المالية للمؤسسة ، فإذا ترك للإدارة الحرية في تنفيذ بعض العمليات في الوقت الذي تراه مناسباً فقد تؤجل تنفيذ هذه العمليات أو تعجل من تنفيذها وذلك لتحقيق أهداف ومكاسب معينة . 

وحسب نظرية الواكالة العلاقات التعاقدية بين المؤسسة والأطراف ذات العلاقة تري أن سبب ظهور المحاسبة الإبداعية له أبعاد أخرى وهي كالآتي : 

1- البعد الاقتصادي : 

يركز علي المنافع الاقتصادية التي ستؤول لكل طرف من أطراف التعاقد ويعكس هذا البعد نوعاً من التعارض في المصالح بين الأطراف ذات العلاقة ، حيث تفترض نظرية الوكالة أن كل طرف يسعي إلى تحقيق منفعة ثابتة علي حساب مصلحة الأطراف الأخرى . 

2- البعد السلوكي : 

" يرتكز هذا البعد علي سلوك كل طرف من أطراف التعاقد عند إبرام عقد الوكالة حيث يحاول كل طرف البحث عن مصلحته والرقابة علي أداء الإدارة ، مما ينعكس بدوره علي التكاليف التي يتحملها كل طرف من أطراف العلاقة " . 

3- البعد المحاسبي والقانوني : 

من أهم مظاهر هذا البعد أن الإدارة وباعتبارها أحد أطراف العلاقة يمكنها التحكم في كمية ونوعية المعلومات المالية التي تحتويها القوائم المالية ، وكنتيجة عدم تماثل المعلومات تنشأ مشكلة الاختيار العكسي ، والتي تظهر عندما لا يمكن للمساهمين ملاحظة أداء الإدارة بصورة مباشرة والتحقق من نتائج قراراتها . 

4- مرونة الأنظمة : 

تسمح الأنظمة والسياسات المحاسبية أحياناً للمؤسسة أن تختار بين مختلف الطرق المحاسبية التي تستخدمها في إعداد القوائم المالية والتي تتلاءم مع أهدافها ورغباتها التي تحقق صورة أفضل لأدائها . 

5- بطؤ التشريعات ووضع القواعد المحاسبية : 

إن الكيفيات التي يتم بها إدارة الأعمال واستخدام التكنولوجيا فيها يجعلها تتقدم بصورة أسرع من التشريعات ووضع القواعد المحاسبية ، فالمحاسبة تعاني من عدم تمكنها من مواكبة التطور بشكل يوازي التقدم بطرق الأعمال والمعايير المحاسبية تتأخر في تلبية تلك المستجدات مما يتيح الفرصة لاستخدام ممارسات المحاسبة الإبداعية . 

كما يمكن استعراض عوامل أخرى أدت لتطور المحاسبة الإبداعية وهي كالآتي : 

1- ركود الأسواق المالية : 

في منتصف الثمانينيات أين ساد الركود الاقتصادي لم تجد المؤسسات ملجأ لتمويل حاجياتها سوي البنوك ، ولما ظهر قانون منع الوساطة المالية سنة 1984 اتجهت المؤسسات إلى السوق المالي ، وبزيادة عدد المستثمرين في المؤسسات المدرجة في البورصة سعي هؤلاء لرفع مردوديتهم المالية الاستثمارية ، وهذا أدى إلى تطور مفهوم المحاسبة الإبداعية حيث أن هذه المؤسسات لم تجد سوي تقديم صورة نظرية بإظهار أرقام ونتائج تعبر عن أرباح أفضل ولا تتطابق مع الواقع وهكذا ظهرت فكرة ابتداع الفن المالي . 

2- تواطؤ مدققي الحسابات وشركات التدقيق : 

تقوم المؤسسات بتوزيد المعلومات اللازمة للأطراف ذات العلاقة ويجب أن تكون بعيدة عن الشكوك وذلك بخضوعها لعملية التدقيق الخارجي ، إلا أنه وحسب ما ورد مؤخراً فإن المداخيل السنوية التي تحصلها كبري مكاتب تدقيق الحسابات في العالم ترواحت ما بين 26 مليار إلى 65 مليار دولار ، كما قدرت حصة مؤسسات التدقيق في الولايات المتحدة الأمريكية ما بين 30 إلى 60 بالمائة من المداخيل الإجمالية للمؤسسة ، وهذه الحصص الخيالية هي خير دليل علي أن أغلب المؤسسات كانت تتواطأ مع مدققي الحسابات للتستر علي تلاعبها بالبيانات المالية . 

دوافع ممارسات المحاسبة الإبداعية : 

يستغل ممارسو المحاسبة الإبداعية في الإدارة أهم الثغرات والفرص التي تساعدهم في تحقيق أهدافهم سواء كانت هذه الأخيرة عبارة عن إعطاء صورة إيجابية عن المؤسسة من أجل إظهارها بسمعة جيدة أو الخفض من الأرباح بغية التهرب الضريبي ، أو الرفع من أسعار أسهم الشركة في السوق .... إلخ ، والكثير من الدوافع الأخرى التي تجعلهم يبدعون باحترافية في استغلال الثغرات والفرص . 

وفيما يأتي أهم الدوافع التي تقف وراء لجوء الإدارة إلى ممارسات المحاسبة الإبداعية : 

1- التلاعب الضريبي : 

تقوم بعض المؤسسات المالية من خلال أساليب المحاسبة الإبداعية بتخفيض الأرباح والإيرادات وزيادة النفقات ، وذلك من أجل تخفيض الوعاء الضريبي الذي سيتم احتساب قيمة الاقتطاع الضريبي بناء عليه . 

2- الحصول علي تمويل : 

غالباً ما تلجأ المؤسسات إلى البنوك من أجل الحصول علي تمويل وذلك من أجل استمرار عملياتها الاستغلالية أو الاستثمارية وأحياناً لسداد التلزاماتها ، لكن حصولها علي التمويل يستدعي أن تخضع المؤسسة لشروط معينة يجب أن تتوفر قبل الموافقة ، وهي أن تكون نتيجة النشاط والوضع المالي للشركة خلال فترة استلام التمويل إلى غاية سداده يسمح بسداد أصل التمويل والفوائد المترتبة عليه ، حيث تقوم المؤسسة المالية بتحليل الوضع المالي السابق لهذه المؤسسة طالبة التمويل ، وهنا تلجأ هذه الأخيرة إلى استخدام أساليب المحاسبة الإبداعية بهدف تحسين قيمها ، الأمر الذي يؤثر علي القرار الائتماني المتخذ . 

3- التأثير علي سمعة الوحدة الاقتصادية إيجابياً في السوق : 

تستخدم أساليب المحاسبة الإبداعية أحياناً بهدف تحسين القيمة المالية المتعلقة بأداء المؤسسة التي لا تسمح ظروفها التشغيلية أو الاستثمارية لتحقيق هذا التحسن بشكل طبيعي ودون تدخل من إدارة المؤسسة ، وإذا لم يحدث ذلك التدخل من قبل هذه الأخيرة سوف تتأثر صورتها بسمعة سلبية ةتجاه السوق ولا سيما أمام مساهيمها ، لذلك فإن أحد دوافع استخدام أساليب المحاسبة الإبداعية هو التأثير إيجابياً علي سمعة المؤسسة . 

4- تخفيض احتمال انتهاك حق الدين : 

إن اتفاقيات الديون غالباً ما يضع فيها الدائنون بعض القيود ، مثل القيود علي التوزيعات المدفوعة أو إعادة شراء الأسهم أو إصدار ديون إضافية إلى غير ذلك من الشروط ، وهذه القيود في الغالب يعبر عنها بشكل نسب أو أرقام محاسبية مثل مستويات رأس المال العامل أو معدلات تغطية الفوائد أو صافي حقوق الملكية ، لهذا أحياناً تقوم الإدارة في المؤسسات الاقتصادية التي ترتفع فيها نسبة الديون إلى حقوق الملكية أي تزداد فيها نسبة الرفع المالي إلى استخدام الطرق والسياسات المحاسبية التي من شأنها زيادة الأرباح . 

5- التأثير علي سعر سهم الوحدات الاقتصادية في الأسواق المالية : 

قد تلجأ الإدارة أحيانا إلى ممارسات المحاسبة الإبداعية ، بهدف الرفع من القيم المالية لديها ، الأمر الذي يؤدى إلى ارتفاع أسعار أسهم المؤسسة في السوق . 

6- تقوية فرص استفادة الإدارة من المعلومات الداخلية : 

أحيانا تسمح قوانين بعض المؤسسات الاقتصادية من أن يقوم مديروها وموظفوها من تداول أسهمهم بحرية كباقي المساهمين ، ففي هذه الحالة سيقوم هؤلاء المديرون من استخدام أساليب المحاسبة الإبداعية لتأخير خروج المعلومات الحقيقية إلى السوق ، الأمر الذي يقوي فرصتهم من الاستفادة بالمعرفة الداخلية لأخبار الوحدة . 

7- الحصول علي مكافآت كبيرة للمديرين : 

تقوم الإدارة بممارسة أساليب المحاسبة الإبداعية وذلك لزيادة الأرباح ولاسيما إذا كانت الحوافز والمكافآت الخاصة بهم مرتبطة بتلك الأرباح . 

8- تجنب التكلفة السياسية : 

التكلفة السياسية تفرض عادة علي الوحدات كبيرة الحجم ، حيث تلجأ هذه الأخيرة إلى استخدام ممارسات المحاسبة الإبداعية نتيجة القوانين والأنظمة والمتطلبات التي تفرضها الدولة مثل : قوانين زيادة معدلات الضرائب ، أو تحميل الوحدات بأعباء اجتماعية مرتفعة . 

9- التصنيف المهني : 

عمليات التصنيف المهني تقوم به منظمات دولية مختصة استناداً إلى مؤشرات ومعايير مالية تستخلص من البيانات المالية السنوية ونصف السنوية وربع السنوية التي تعدها المؤسسات الاقتصادية ، هنا تلجأ بعضها إلى ممارسات المحاسبة الإبداعية بهدف رفع بعض قيمها المالية ، ومنه حصولها علي تصنيف متقدم بين المؤسسات الأخرى . 

10- التقدم التكنولوجي : 

قد يكون التقدم التكنولوجي أحد دوافع استخدام هذه الممارسات ، فالتكنولوجيا وطرق الأعمال تتقدم بصورة أسرع من التشريعات والقواعد المحاسبية أو التعليمات ، والمحاسبة تعاني من عدم تمكنها من مواكبة التطور بشكل يوازي التقدم بطرق الأعمال من جهة ، ومن جهة أخرى المعايير المحاسبية تتأخر في تلبية تلك المستجدات مما يتيح الفرصة لظهور أساليب المحاسبة الإبداعية . 

تعليقات