U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

خصائص الأطفال المضطربين سلوكياً وانفعالياً والخدمات المقدمة لهم

ما هي خصائص الأطفال المضطربين سلوكياً وانفعالياً
خصائص الأطفال المضطربين سلوكياً وانفعالياً 

ما هي خصائص الأطفال المضطربين سلوكياً وانفعالياً ؟

المحتويات : 

(1) خصائص الأطفال المضطربين سلوكياً وانفعالياً . 

(2) الخدمات المقدمة للأطفال المضطربين سلوكياً وانفعالياً . 

(3) أساليب التدخل التربوي والعلاجي للأطفال المضطربين سلوكياً انفعالياً . 

خصائص الأطفال المضطربين سلوكياً وإنفعالياً : 

1- الخصائص العقلية ( والتحصيلية ) : 

أ- الذكاء : 

أظهرت نتائج الدراسات أن متوسط ذكاء الطفل المضطرب سلوكياً وإنفعالياً بدرجة بسيطة ومتوسطة هي في يحدود ( 90 درجة ) ، وعدد قليل من الأطفال المضطربين سلوكياً وإنفعالياً أعلى من المتوسط كذلك فإن نسبة كبيرة من الأطفال المضطربين سلوكياً تعتبر من حيث نسبة الذكاء ضمن فئة بطء التعلم وفئة التخلف العقلي البسيط . 

ب- التحصيل الدراسي : 

إن معظم الأشخاص المضطربين يكون تحصيلهم الأكاديمي في المدرسة منخفضاً فهم في العادة يحصلون أقل مما هو متوقع من عمرهم العقلي ، وقليل جداً من يحصلون علي درجات عالية في التحصيل . 

إن الكثير من الأطفال الذين يعانون من الاضطرابات الشديدة يفتقرون حتى للمهارات الأكاديمية الأساسية التي تشمل القراءة والكتابة والحساب ، والقليل منهم من الذين يملكون مثل هذه المهارات لا يستطيعون تطبيقها والتعامل معها في الحياة اليومية . 

2- الخصائص الإنفعالية والاجتماعية : 

من أكثر الصفات شيوعاً من الناحية الاجتماعية الإنفعالية العدوانية الانسحاب والسلوك الفج . 

أ- العدوانية : 

يعتبر العدوان أياً كان شكله أو نوعه من أهم الخصائص الاجتماعية المميزة للأفراد المضطربين سلوكياً وإنفعالياً . 

ب- السلوك الانسحابي : 

يعتبر مظهر آخر من المظاهر المميزة لذوي الاضطرابات السلوكية والإنفعالية ويعبر السلوك الإنسحابي عن فشل الفرد المضطرب سلوكياً في التكيف مع المتطلبات الاجتماعية . 

ج- السلوك الفج : 

ويقصد به ذلك السلوك غير الناضج إنفعالياً والذي يصدر عن الأفراد المضطربين سلوكياً وإنفعالياً مقارنة مع ما يتوقع ممن يماثلونهم في العمر الزمني من الأفراد العاديين . 

فما يصدر عن الأفراد المضطربين من مواقف إنفعالية لا تتناسب مع طبيعة الموقف الإنفعالي مثل المبالغة في الضحك أو اللامبالاة في المواقف المحزنة . 

نستنتج أن خصائص الأطفال المضطربين سلوكياً تختلف من شخص إلى آخر وليس بالضرورة أن تكون كل هذه الخصائص في شخص واحد ، وعليه تقسم إلى خصائص عقلية حيث أن نسبة ذكاء المضطربين سلوكياً بحدود متوسط 90 درجة أاما من حيث التحصيل الدراسي أن معظمهم يكون تحصيلهم منخفضاً والكثير منهم يفتقرون حتى للمهارات الأساسية كالقراءة ، ومن حيث الخصائص الإنفعالية والاجتماعية أكثر الصفات شيوعاً العدوانية والانسحاب الاجتماعي والسلوك الغير الناضج . 

خصائص عامة للأطفال المضطربين سلوكياً : 

ليس بالضرورة وجود جميع هذه الخصائص لدي الطفل المضطرب وإنما تختلف من فرد إلى آخر بناءاً علي خصائص الفرد ودرجة الإعاقة لديه والمتغيرات البيئية من حوله . 

- ضعف الفهم والاستيعاب : غير قادرين علي إعادة نص معين وتفسير القصص . 

- ضعف الذاكرة : لا يستطيعون تذكر موقع صفوفهم في المدرسة وأدواتهم . 

- السلوك الهادف إلى جذب الانتباه ك تتضمن الصراخ أو المرح الصاخب أو القيام بحركات جسدية باليدين والرجلين . 

- السلوك الفوضوي : الذي يتعارض مع سلوكيات الفرد والجماعة ويتمثل بالكلام غير ملائم في غرفة الصف والضحك . 

- المزاج المتقلب : يتضمن التقلب في المزاج من السرور إلى الحزن من الهدوء إلى الحركة . 

- تشتت الانتباه : عدم القدرة علي التركيز في مثير معين ، ويتضمن عدم الاهتمام بالمهمة وبالتوجيهات المعطاة من قبل المعلم . 

- مندفعيين متسرعين . 

- تقديرهم لذاتهم متدني . 

- غير قادرين علي بناء علاقات اجتماعية فعالة . 

- يظهرون سلوكيات جنسية منحرفة . 

- الشكوي من علل نفس جسدية غير صحيحة . 

- ضعف في الدافعية . 

تقييم وتشخيص الإضطرابات السلوكية لدي الأطفال : 

في حالة الأطفال في سن المدرسة فإن المعلم هو المعني بعملية الكشف ، يمكن الاعتماد أكثر علي وسيلة واسلوب للكشف عن اضطرابات السلوك ومن أهم تلك الوسائل ما يلي : 

1- تقديرات المعلمين ( Teacher Rating ) : 

يعتبر المعلم أكثر الأشخاص أهمية في عملية الكشف عن الأطفال المضطربين سلوكياً في سن المدرسة ، وقد أشارت دراسات عديدة إلى ان تقدير المعلم هو من أصدق التقديرات وأكثرها موضوعية إلا أن الدراسات أشارت أيضاً إلى أن المعلمين كمجموعة يمكن أن يكونوا منحازين فمثلاً يميل المعلم إلى عدم إحالة حالات الإنسحاب الاجتماعي والخجل ، لأنها لا تسبب إزعاجاً لهم ولا تؤثر بشكل سلبي علي سير العملية التعليمية . 

بينما يميل المعلم إلى إحالة حالات السلوك الاندفاعي أو العدواني أو الموجهة نحو الخارج كالإزعاج والفوضي واضطرابات المسلك والحركة الزائدة لأن ذلك يسبب إزعاجاً للمعلم وتأثيراً مباشراً علي سير العملية التربوية داخل الفصل . 

ومن هنا يجب أن نمد المعلم بقائمة محددة من المشكلات التي يجب أن يلاحظها في الفصل بشكل دقيق دون تركه يتوقع ما نريد . ويطلب من كل مدرس من مدرسي الطفل كتابة تقرير عام فيه الأنماط السلوكية التي يتميز بها داخل الصف وخارجه ، بحيث يتضمن أداءه الأكاديمي والمعرفي وعلاقته مع زملائه ومدرسيه . 

2- تقديرات الوالدين ( Parents Rating ) : 

إن الوالدين أيضاً مصدر مهم للمعلومات عن ما قد يعانيه الطفل من الاضطرابات السلوكية ، حيث يطلب من أولياء الأمور كتابة ملاحظتهم عن سلوك الطفل داخل البيت وفي المحيط الاجتماعي بحيث تتضمن هذه الملاحظات ما يلي : 

أ- خصائص الطفل السلوكية في تعامله مع الأبوين ومع إخوته وأقرانه وأقربائه . 

ب- تصرفات الطفل في المواقف الاجتماعية والأسرية المختلفة . 

ج- عقد مقارنة بين النمط السلوكي الذي يتميز به هذا الطفل وما يتميز به إخوته واقرانه من أنماط سلوكية . 

3- تقديرات الأخصائيين النفسيين : 

الأخصائي النفسي هو الذي يقوم بفحص حالة الطفل وكتابة الملاحظات عنها بالإضافة إلى إجراء الاختبارات اللازمة وتستخدم هذه الملاحظات عادة في مساعدة علي تقرير عنها حيث يشمل المشاعر وأحاسيس الطفل أثناء أداء الاختبار واستخدام أصابعه في العد وفي المسائل الحسابية واستخدامه للكلمات المناسبة للتعبير عن أفكاره . 

4- التقارير الذاتية ( Self Rating  ) : 

تعتبر التقاير الذاتية التي يكتبها الطفل عن نفسه مصدراً آخر للحكم علي توافق الطفل ، فمن خلال تقدير الطفل لذاته يمكن أن يساعد ذلك في التعرف علي المشكلات التي يعاني منها ، الذي يتطلب وصف الذات من خلال المشاعر ، والاتجاهات والأمور الداخلية . 

مما سبق يمكن القول أن تشخيص الاضطرابات السلوكية لدي الطفل لا يكون من مصدر واحد فقط بل يجب أن تكون مجموعة من التقديرات والمصادر لكي لا تختل عملية التشخيص. 

فالمعلم يلاحظ التلميذ من الناحية الأكاديمية والأولياء يقومون بملاحظة سلوك الطفل داخل البيت وتعامله معهم ومع إخوته وبدون أن ننسي التقرير الذاتي للطفل فهو الأبلغ بمشاعره ومكبوتاته وأيضاً الأخصائي النفسي الذي يقوم بتطبيق الاختبارات النفسية وملاحظة لغة الجسد كلها مصادر متداخلة لا نستطيع الاستغناء عن أي واحدة من هذه التقديرات . 

الخدمات المقدمة للأطفال المضطربين وسلوكياً وإنفعالياً : 

1- الخدمات التربوية : 

تعتبر من أهم الخدمات التي يجب تقديمها للأطفال المضطربين سلوكياً وإنفعالياً وذلك للآثار التي يتركها الإضطراب علي قدرات الطلبة التعليمية والتحصيلية . 

الأفكار الرئيسية في الخدمات التربوية : 

- يزود الأطفال المضطربين ببعض الخدمات في غرفة الصف مع توفير الدعم النفسي والاجتماعي . 

- قد يحول بعض الطلبة المضطربين إلى صفوف خاصة بدوام جزئي أو كلي . 

- قد يحول بعض الأطفال المضطربين إلى مراكز التربية الخاصة النهارية . 

- يجب أن تأخذ الحاجات الفردية بعين الاعتبار عند التخطيط لأي برنامج تربوي . 

البرامج التي يقدمها معلم الصف العادي : 

يجب أن يكون معلم الصف العادي مدرباً علي دمج الأطفال المضطربين في المدرسة العادية سواءاً بوجود الخدمات الداعمة من شخص مدرب أم بدونها وهناك أربعة طرق يستطيع معلم الصف العادي من خلالها التدخل لوضع البرامج مناسبة للمضطربين ، هي : 

أ- الوقاية : يستطيع المعلم توفير جو الصحة النفسية ومراعاة الفروق الفردية . 

ب- الإحالة : يعتبر المعلم أول من يكتشف حاجة الطفل لبرامج التدخل المتخصصة . 

ج- الخطة التربوية الفردية : أن يكون المعلم قادر علي اتخاذ القرارات المناسبة . 

د- التعاون والتنسيق في تقديم الخدمات : حيث يعاون فريق في وضع خطة تربوية . 

2- الخدمات النفسية وخدمات الطب النفسي : 

هناك عدد من البرامج والخدمات النفسية المفيدة في إعادة تأهيل الأطفال المضطربين ، ومن هذه الخدمات : 

أ- المقابلات النفسية . 

ب- استخدام برامج تعديل السلوك . 

ج- لعب الدور . 

د- السايكودراما ( الدراما النفسية ) . 

هـ- الموسيقى . 

و- الكتابة الإبداعية . 

ز- الفروق . 

يمكن تطبيق كل واحدة من هذه الطرق من قبل معلم التربية الخاصة ، كما أن هناك بعض الطرق التي يطبقها الأخصائيون النفسانيون منها : 

- العلاج النفسي : 

ويتم عن طريق الوسائل النفسية من خلال الإتصال المباشر بين المعالج والمريض وهدفه تحسين التكيف عند الطفل المضطرب بواسطة تخفيض الأعراض المزعجة ، ومساعدة الطفل علي التخلص من الصراعات والمشكلات الداخلية وقد تم استخدام العلاج النفسي بشكل ناجح مع الأطفال المضطربين . 

- علاج الوالدين : 

يجد الأخصائي نفسه أحياناً غير قادر علي مساعدة الطفل المضطرب لسلبية الوالدين وعدم مساعدتهم له ، وعدم تشجيعه له ، وقد يكون ذلك ناجماً عن وجود مشكلات نفسية لدي الوالدين تمنعهم من المشاركة في البرامج العلاجية لإبنهم وفي هذه الحالة لابد من إدخال الوالدين في برنامج علاجي فردي أو جماعي لأنه من المهم جداً أن يتجاوز الوالدان مشكلاتهما الخاصة قبل التعامل مع مشكلات أبنائهم . 

- العلاج النفسي الجماعي : 

يوجد أساليب وفرق عديدة للعلاج النفسي الجماعي وهي : 

أ- الحوال والنقاش الجماعي للمشكلات الشخصية والإنفعالية والسلوكية . 

ب- مجموعات لعب وتبادل الأدوار . 

ويعتمد هذا العلاج علي خبرة المعالج ، ومميزات أعضاء المجموعة المشاركة في البرنامج وأعمارها ، ويفضل أن يكون هناك تشابه في العمر ونوع المشكلة الخلقية الثقافية والاجتماعية في المجموعة العلاجية الواحدة . 

3- الخدمات الطبية : 

تتضمن هذه الخدمات العناية بالأم الحامل قبل عملية الولادة وأثناءها وبعدها ، وإجراء الفحوصات الجسدية ، والعقلية العامة ، والتحليل الطبي ، وإعطاء العلاجات المناسبة تحت الإشراف الطبي ، بالإضافة للعناية والوقاية للبصر والسمع . 

4- الخدمات الاجتماعية : 

يوجد عدد من الخدمات الاجتماعية التي يجب توفيرها للأطفال المضطربين وعائلاتهم ومن هذه الخدمات تسهيلات السكن ، والخدمات العائلية والخدمات العامة وخدمات إعادة التأهيل المهني . 

مما سبق عرضه نخلص إلى أن هناك عدة خدمات تقدم للأطفال المضطربين سلوكياً فأولها الخدمة التربوية وهي أهم خدمة ومن أفكارها أم يحول بعض الأطفال المضطربين إلى صفوف خاصة بدوام جزئي أو كلي . 

وهناك الخدمة النفسية كإجراء المقابلات النفسية واستخدام برامج تعديل السلوك وكذلك الخدمات الطبية تتضمن العناية بالأم الحامل قبل الولادة واثنائها وبعدها أما الخدمات الإجتماعية مثل تسهيلات السكن . 

أساليب التدخل التربوي والعلاجي للأطفال المضطربين سلوكياً : 

لقد تعددت الأساليب المستخدمة في معالجة الأفراد يعانون من اضطرابات في سلوكهم ، ولا يمكن الجزم بأفضلية طرق علي الأخرى ، ولكن أغلب الدراسات أجمعت علي أن أفضل الطرق التي يمكن إتباعها هي : 

أولاً : الأسلوب السلوكي . 

ثانياً : الأسلوب السيكودينامي . 

ثالثاً : الأسلوب النفس التربوي . 

رابعاً : الأسلوب البيئي . 

وسنقوم بتوضيح أهم الأساليب المتبعة في علاج الاضطرابات السلوكية بكافة فروعها ونبدأ بـــ : 

أولاً : الأسلوب السلوكي Behavioral approach : 

يعتمد هذا الأسلوب في العلاج علي مفاهيم النظرية السلوكية الخاصة بتشكيل وإكتساب السلوك حيث أنهم يعتبرون السلوك الإنساني السوي منه والشاذ حدثاً قابلاً للتعلم ، بمعني أنه يمكن تشكيله وإكتسابه الأفراد وكذلك محوه أو إطفائه . 

وينظرون إليه مباشرة دون البحث في الأسباب التي أدت إلى حدوثه ويتعامل معه وفقاً لأهم قاعدة في قواعد تعديل السلوك التي نادي بها العالم الكبير سكينر أولا وهي : ( السلوك محكوم بنتائجه ) وهناك أسلوبان رئيسيان يتضمنان مجموعة من الأساليب العلاجية السلوكية وهذان الأسلوبان هما : 

(1) أساليب زيادة السلوك : 

وهي أساليب تهدف عند تطبيقها إلى زيادة معدل تكرار السلوك المرغوب فيه ، ويندرج تحت هذا الأسلوب : 

1- المعززات الإيجابية : 

هي عبارة عن أشياء معينة للفرد يتم تقديمها له بطريقة مبمرجة بعد قيامه بسلوك مرغوب فيه ( كالجوائز والهدايا ) والذي يدفعه لتكرار نفس السلوك في المستقبل ، شريطة تقديمه مباشرة بعد السلوك وعدم تأخيره حتى لا يفقد أهميته ، ويجب الانتباه إلى الفروق الفردية عند تقديم المعززات ، فقد ينجح معزز مع فرد معن ولا ينجح مع الآخر لذا فلا يعتبر معززاً . 

2- المعززات السلبية : 

وتعني إزالة شئ غير مرغوب فيه من بيئة الطفل مما يدفعه إلى تكرار السلوك المرغوب فيه ، فمثلاً قد يهدد المعلم الطالب بأنه سوف يلزمه بكتابة فقرة ( لن ألعب في الصف ) 100 مرة في حالة أنه لم يتوقف عن اللعب ، وهنا يكون : 

- كتابة فقرة لن ألعب في الصف 100 مرة شئ غير مرغوب فيه . 

- عدم اللعب في الصف هو السلوك الذي يجب أن يتكرر . 

3- المعززات الرمزية : 

ويقصد بها قيام المعلم بإعطاء التلاميذ مجموعة قطع أو نجوم أو غيرها عند قيامه بالسلوك المناسب ، ثم بعد إنتهاء الحصة يقوم الطالب بإستبدالها بأشياء محببة كالهدايا والحلوي ، وهناك شروط محددة لتلك المعززات الرمزية وهي : 

- أن لا تكون قابلة للتلف . 

- أن لا تكون مؤذية للطفل كان تكون صغيرة قابلة للإبتلاع ز 

- أن لا تكون معزز بذاتها وتلفت نظر الطفل أكثر من المعزز الذي تستبدل به . 

4- تشكيل السلوك : 

يعتمد أسلوب تشكيل السلوك علي استخدام كل من التعزيز والإطفاء ، وذلك بالتوفيق بينهم بهدف تطوير سلوكات جديدة ، ويتم تشكيل السلوك عادة بتقسيمه إلى أجزاء عديدة ويتم تحديد الجزء الذي يبدأ به السلوك وتستمر في تعزيز الأجزاء المرغوبة وإطفاء السلوكات غير المرغوبة التي تصاحب السلوك حتى تصل إلى السلوك النهائي المرغوب فيه . 

5- تكلفة الاستجابة : 

يعتبر بعض الباحثين هذه الطريقة علي أنها غرامة يدفعها الفرد أو الطفل علي سلوكه الخاطئ لكي لا يعود إليه مرة ثانية ، ولعل دائرة السير وضريبة الدخل وغيرها عندما تفرض ضريبة إضافية علي المتأخرين علي دفع الضرائب أو السائقين ، الذين يقومون بقطع الإشارة الحمراء خير مثال علي ذلك . 

6- الممارسة السلبية : 

يطلب المعالج من الطفل المضطرب سلوكياً أن يكون مزعجاً أكثر فأكثر وأن يصرخ أكثر فأكثر ، الأمر الذي يجعل ذلك الطفل يقلع من ذلك السلوك . 

7- الممارسة الإيجابية : 

أسلوب طلب فيه المعالج أن يمارس سلوكاً إيجابياً كأن يمسح حذاء طفل آخر بورقة التنظيف إذا قام بالدعس عليه . 

8- النمذجة : 

يعتمد هذا الأسلوب علي حقيقة أن الطفل يرغب في تقليد كل سلوك يراه مناسباً أو غريباً ن ومرتبطاً بسلوك الكبار سواء كانت سلبية أو إيجابية ، وهنا تقدم للطفل مجموعة من السلوكات الجيدة والمرغوبة وتطلب منه تقليدها إما مباشرة أو بشكل عرضي . 

إن سلوك النموذج المناسب والبسيط ، يشجع الطفل علي القيام بالإستجابة السلوكية الملائمة ، وذلك وفقاً للآثار الإيجابية الثلاث التالية : 

أ- تأثير النموذج : حيث يكشف الطفل سلوكات يؤديها النموذج لم تكن معروفة له سابقاً . 

ب- تأثير المنح أو الكبح : عندما يتم معاقبة النموذج علي سلوك غير مرغوب فيه فإن الطفل قد يمنتع عن القيام بمثل هذا السلوك . 

ج- تأثير الاستخراج : يتم استخراج السلوك المماثل لسلوك النموذج من خبرات الطفل المخزونة .

(2) أساليب خفض السلوك : 

وهي أساليب تهدف عند تطبيقها إلى خفض معدل تكرار السلوك غير المرغوب ، ويندرج تحت هذا الأسلوب : 

1- العقاب ( الخبرة المنفردة ) : 

وفي هذا الأسلوب يتم عرض الفرد المعالج لنوع من العقاب العلاجي ( الخبرة المنفردة ) إذا قام بسلوك غير مرغوب فيه . ويلجأ المعلمون إلى أسلوب العقاب بشكل كبير ومتكرر ولكن يجب الانتباه إلى أنه لا يوجد عقاب واحد يتناسب مع كل أنواع السلوك وإنما هناك أنواع عقاباً مادياً أو جسدياً أو اجتماعياً أو حرمانه من الإثابة ، وهناك فروق فردية بين التلاميذ . 

ولا يكون العقاب عقاباً إلا إذا أدي إلى خفض السلوك ، وحتى يكون أسلوب العقاب فاعلاً فلابد من مراعاة الأمور الآتية عند تطبيقه . 

أ- عندما يعاقب المدرس التلميذ فإنه يجب عليه أن يوضح له سبب العقاب . 

ب- يجب أن يلجأ المدرس إلى العقاب كأسلوب أخير في تعديل السلوك ، وذلك بعد أن تفشل أساليب التعديل الأخرى . 

ج- يجب أن لا يكون أسلوب العقاب هو النمط المميز للمدرسين أي يجب أن لا يتبعه بإستمرار لان هذا سيؤدى إلى كراهية الطلاب للمدرس . 

د- إذا اضطر المدرس أن يستخدم أسلوب العقاب فعليه أن يستخدم أولاً أبسط أشكال العقاب . 

هـ- علي المدرس أن لا يكتفي بمعاقبة السلوك غير الملائم بل عليه وفي نفس الوقت أن يعزز ويكافئ السلوك الملائم . 

2- تدريب الإغفال ( الإطفاء أو التجاهل ) : 

في هذا الأسلوب يحاول المعالج محو السلوك غير المتوافق وذلك بإغفاله ( غياب التعزيز ) حتى ينطفئ ذلك السلوك . ويستخدم مع الطلاب بتجاهل بعض أساليب لفت نظر الطلاب للمعلم داخل الصف كرفع اليد بإستمرار والصراخ بهدف الإجابة علي السؤال . 

3- تعزيز السلوك المخالف : 

يعتبر هذا الأسلوب من أكثر الأساليب السلوكية انتشاراً وذلك لفاعلية وسهولة تطبيقه فمثلاً لدينا طفل دائم البكاء وبصوت عالي فإذا رغبنا بتطبيق هذا الأسلوب فإننا ننتظر توقفه عن البكاء ونقوم بتعزيزه ، وهكذا حتى يتوقف تماما علي البكاء . 

4- التغذية الراجعة : 

هو أسلوب يقوم علي تعريف الفرد نتيجة سلوكه أولاً بأول وقبل الانتقال إلى غيره من السلوكات ليقوم في نهاية سلوكه بمقارنته مع نسبة حدوث نفس السلوك مع أقرانه . 

ويهدف هذا السلوك إلى إحداث وعي لدي الفرد بسلوكه وما يحدثه هذا السلوك من أثر في البيئة المحيطة ، ويظهر ذلك في ردود أفعال الآخرين علي ذلك السلوك أو في تقبله الشخصي لذلك السلوك وعليه . 

5- التصحيح الزائد : 

في هذا الأسلوب يتم الطلب من الطفل القيام بتصحيح الخطأ الذي وقع فيه ، بمعني إجباره علي أن يمارس السلوكات الصحيحة ، فالطفل الي يتعمد سكب الماء علي الأرض فإننا نطلب منه مسحها وإكمال مسح كامل الغرفة . 

6- التحصين التدريجي أو التخلص من الحساسية : 

يستخدم هذا الأسلوب في الحالات التي يكون فيها السلوك قد اكتسب مرتبطاً بحادث منفر معين ، كالخوف ، والاشمئزاز من الأشياء وقد استخدمت هذه الطريقة بنجاح في حالات الخوف المبالغ فيه ، وعلاج مشكلات الشعور بالألم والاكتئاب . 

وتتلخص هذه الطريقة في النقاط التالية : 

أ- حصر المثيرات التي تستثير الاستجابات الشاذة . 

ب- ترتيبها تصاعدياً من الأقل إثارة إلى الأشد إثارة ( تكوين هرم الحساسية ) . 

ج- تعريض الفرد إلى المثيرات بالترتيب بدءاً بأقلها إثارة والتي لا تؤدى إلى صدور الاستجابة الشاذة وانتهاءاً بأكثرها إثارة . 

د- تكرار تعريض الفرد لنفس المثير حتى يعتاد عليه ونتأكد من ذلك بعدم صدور استجابة شاذة بشكل نهائي . 

هـ- الإنتقال إلى المثير التالي بعد التأكد من زوال أثر المثير الأول . 

و- الإنتقال عبر كافة المثيرات ويندرج حتى الوصول إلى آخر مثير والذي هو اكثر إثارة ، وتكراره حتى يصبح مألوفاً لدي الفرد . 

أهم مزايا العلاج السلوكي : 

1- يركز علي المشكلة أو العرض ، وهذا يوفر وجود محك لتقييم نتائجه . 

2- عملي أكثر منه نظري ويستعين بالأجهزة العلمية . 

3- يوفر الوقت والجهد والمال لأنه يستغرق وقتاً قصيراً نسبياً لتحقيق أهدافه . 

عيوب العلاج السلوكي : 

1- الاضطرابات السلوكية يصعب تفسيرها جميعاً في شكل نموذج سلوكي مبني علي أساس الإشراط . 

2- أحياناً يكون الشفاء وقتياً وعابراً . 

3- يهتم بالسلوك المضطرب فقط ويركز علي التخلص من الأعراض الظاهرة دون المصدر الحقيق العميق للإضطرابات ، فالإضطراب السلوكي الظاهر ما هو إلا دليل خارجي لإضطراب داخلي عميق يكمن وراء هذا السلوك الظاهر . 

ثانياً : الأسلوب السيكودينامي ( القوي النفسية ) : 

يستند هذا الأسلوب علي فرضيات نظرية التحليل النفسي التي وضعها سيجموند فرويد والتحليليون من بعده ، فمع بداية الاهتمام بتربية الأطفال المضطربين سلوكياً وإنفعالياً كان الأسلوب السيكودينامي هو الأسلوب الوحيد الذي استخدم لسنوات عديدة في التعامل مع الاضطرابات السلوكية . 

تعتمد إجراءات التدخل الدينامي علي أن علاج الطفل المضطرب في السلوك يتمثل في محاولة إيجاد المشكلة الأساسية ، أي جذور المشكلة الانفعالية والسلوكية التي يعاني منها في الوقت الحالي وذلك باستخدام أساليب استخراج العمليات اللاشعورية . 

يقوم المعالج في هذا الاتجاه بمساعدة الطفل علي العودة إلى خبراته الأولي لتحديد مصدر الصراع ، والطريقة التي تؤثر فيها الصراع الداخلي اللاشعوري علي السلوك والانفعاليات الحالية . 

إن دور المعلم هو مساعدة الطفل علي التخلص من آثار الصراعات الناشئة بين مكونات جهاز النفسي ( الهو ، الأنا الأعلى ، الأنا ) والتي تنعكس علي سلوكه وتؤدى إلى الاضطراب ، إن ذلك يتطلب الاهتمام بالأسباب الحقيقية للمشكلة وليس الاهتمام فقط بالسلوك الظاهر . 

ثالثاً : الأسلوب النفس التربوي : 

لقد جاء هذا الأسلوب الذي يجمع بين الجوانب النفسية والجوانب التربوية كخطوة من التحليليين للتغلب علي السلبية التي رافقت النظرية التحليلية في أنها تهمل الجوانب التربوية وتنظر إلى المدرسة نظرة ازدراء . 

ولقد استندوا إلى فرضية مفادها أن مشاكل الطفل تنتج عن تداخل ما بين الطاقات البيولوجية الفطرية ، والخبرات الاجتماعية المبكرة وعليه فقد وضعوا هذا الأسلوب لإيجاد التوازن بين أهداف العلاج النفسي والأهداف الأكاديمية والسلوكية . 

ويهتم هذا الأسلوب بما يفعله الطفل في المدرسة من سلوكات وفي نفس الوقت لا تهمل البحث في الأسباب التي أدت بالفرد لسلوك تلك السلوكات ، عدا أنها كأسلوب تهتم بالصعوبات التعلمية الناتجة عن الاضطرابات السلوكية ، وتدرس تأثير جماعة الأقران ، والظروف البيئية المحيطة بالطفل ، ولا تهمل دور المعلم في العلاج . 

ولقد وضع لونج وآخرون بعض الاقتراحات التي يمكن الاسترشاد بها عن استخدام هذا الأسلوب وهي : 

1- يجب تطوير البيئة التربوية بشكل يسمح بمراقبة المؤثرات النفسية التي يمكن أن تؤثر علي التلميذ ، وذلك كمراقبة التفاعل بين التلميذ وكل من المدرس والعاملين والأقران والمنهج . 

2- التركيز علي علاقة المدرس بالتلميذ ، وعلي خصائص المدرس مثل العطف التسامح وغيرها من الخصائص التي تعتبر هامة ومطلوبة للتعامل مع التلاميذ المضطربين سلوكياً ، فالتلميذ المضطرب سلوكياً يجب أن يشعر أن المدرس مهتم بتكيفه الشخصي . 

3- علي المدرس أن يكون لديه استعداد للتعاون مع العاملين في المدرسة والمجتمع لمساعدة التلاميذ المضطربين سلوكياً ، فتربية هؤلاء يجب أن لا تكون مسؤولية المدرس بمفرده بل علي المدرس أن يكون قادر علي تنظيم دعوة الأفراد ذوي التخصصات المختلفة ( الطبيب ، الأخصائي النفسي ، الإجتماعي ، معالج النطق ، أولياء الأمور ) وذلك من أجل بناء وتطوير بناء علاجي للتلميذ . 

رابعاً : الأسلوب البيئي : 

نشأ هذا الأسلوب من افتراض بأن المشكلات الإنسانية تنتج عن العمليات المضطربة التي تقع بين المثير وهو الطفل والمستجيب وهي البيئة ( الأسرة ، الرفاق ن المعلمون ) . 

بمعني أن اضطراب السلوك نقطة من عدم التناسب بين الطفل والبيئة التي تحيط به ، وبهذا فإن هذا الأسلوب يعارض الأساليب العلاجية التي تتعامل مع الطفل بمفرده علي اعتبار أن اضطرابات السلوك هي خصائص كامنة في الفرد نفسه بشكل نام . 

وعليه يجب عن التخطيط لبرنامج علاجي للأطفال المضطربين سلوكياً أن نضع في الاعتبار النظام الاجتماعي وأسرة الطفل والمؤسسات الاجتماعية والأفراد الذين يتفاعل معهم والمدرسة ، وغرفة الصف ، والبيئة الطبيعية وغيرها من المؤثرات الاجتماعية . 

وفيما يلي بعض الاعتبارات التي يمكن الاسترشاد بها عند استخدام الأسلوب البيئي ، وهذه الاعتبارات هي : 

1- أن كل طفل يعتبر جزءاً لا يتجزأ من النظام الاجتماعي ولا ينفصل عنه . 

2- يجب أن لا ينظر إلى الاضطرابات علي أنها مرض متواجد داخل جسم الطفل ، ولكن ينظر إليها علي أنها قصور في التوازن مع النظام الاجتماعي . 

3- أن هدف العلاج يتمثل في تفاعل الطفل مع النظام الاجتماعي حتى بعد توقفه . 

4- أن التحسن في أي جزء من النظام يفيد النظام كله . 

تهدف إجراءات التدخل البيئي إلى تكييف السلوك ليناسب الموقف ولكن الإجراءات المستخدمة تختلف وذلك اعتماداً علي هدف التكنيك هل هو تغيير الطفل أم تغيير البيئة ، أم تغيير إدراكات الطفل . 

بالتالي يتضح لنا أن كل أسلوب لديه استراتيجية معينة ، فنجد الأسلوب السلوكي يعتبر السلوك قابل للتعلم وينظرون إلى ظاهرة دون البحث في الأسباب التي أدت إلى حدوثه ويتضمن أساليب علاجية سلوكية منها أساليب زيادة السلوك المرغوب فيه وتتمثل في المعززات الإيجابية والسلبية والرمزية وتكلفة الاستجابة والنمذجة ، وهناك أساليب لخفض تكرار السلوك غير المرغوب وتتمثل في العقاب والإطفاء وتعزيز السلوك المخالف . 

أما في الأسلوب السيكودينامي المعالج يقوم بمساعدة الطفل علي العودة غلى خبراته الأولي والاهتمام بالمشكلة وليس بالسلوك الظاهر فقط في حين الأسلوب النفس تربوي يهدف لإيجاد التوازن بين أهداف العلاج النفسي والأهداف الأكاديمية ويهتم بالصعوبات التعليمية الناتجة عن الاضطرابات السلوكية أما الأسلوب البيئي يهدف إلى تكييف السلوك ليناسب الموقف وإعطاء أهمية للنظام الاجتماعي والأفراد الذين يتفاعل معهم الطفل . 

تعليقات