U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

مفهوم السحر وتاريخه وأنواعه ( بحث كامل )

مفهوم السحر وتاريخه وأنواعه
مفهوم السحر وتاريخه وأنواعه 

بحث عن السحر : 

محتويات البحث : 

(1) مفهوم السحر . 

(2) تاريخ السحر . 

(3) أنواع السحر . 

(4) أسباب السحر . 

(5) الوسائل التي يستخدمها السحرة . 

مفهوم السحر : 

في اللغة : السين والحاء والراء أصول ثلاثة متباينة . 

الأول : العضور السحر وهو ما لصق بالحلقوم والمرئ من أعلى البطن يقال بل هي الرئة . 

الثاني : السحر وهو إخراج الباطل في صورة الحق ويقال هو الخديعة . 

الثالث : الوقت وهو قبل الصبح وجمع السحر أسحار ويقولون أتيتك سحراً إذا كان اليوم بعينه فإن أراد بكرة وسحراً من الأسحار قال أتيتك سحراً . 

السحر في اللغة يدور حول عدة معانٍ فيطلق علي صرف الشئ عن حقيقته إلى غيره ويطلق علي الخداع وعلي إخراج الباطل في صورة الحق . 

من حيث الإصطلاح : 

عديدة هي التعريفات التي قدمت حول السحر فهو من الناحية السوسيولوجية يقوم علي تعاليم وطقوس معينة شأنه شأن الدين وهي طقوس تتسم بطابعها الإيماني أو الاعتقادي . 

ويمكن تعريف السحر علي أنه عقد ورقي وكلام يتكلم به أو يكتبه الساحر أو يعمل به شئ يؤثر في بدن المسحور أو قلبه أو عقله من غير مباشرة له فمنه ما يقتل ومنه ما يمرض ومنه ما يأخذ الرجل عن إمرأته فيمنعه وطأها ومنه ما يفرق بين المرء وزوجه أو يحبب بين إثنين كل هذه الأشياء واقعة بين الساحر والشيطان الموكل بعمل ذلك وذلك لا يتم إلا بحصول منفعة بينهما فيقوم الساحر بفعل المحرمات والشركيات والكفريات في مقابل مساعدة الشيطان له وطاعته فيما يطلب منه . 

تاريخ السحر : 

السحر معروف وشائع منذ القدم سواء بين الشعوب البدائية أو بين الأمم الأخرى ذات الحضارات المختلفة ولا يكاد المتتبع لتاريخ ظهور السحر يجد بداية محددة لمعرفة الإنسان به أو استخدامه له لكن الكتب تذكر أنه كان معروفاً عند أهل بابل من السريانيين والكلدانيين وفي أهل مصر من فراعنة والقبط وغيرهم أما آثارهم وكتبهم فلم يترجم منها إلا القليل جداً . 

1- السحر عند أهل بابل : 

بابل مدينة بالعراق علي ضفتي الفرات ولا تزال آثارها قائمة علي اليوم وكانت أعظم مدائن العالم في وقتها وكانت واسعة الأرجاء كثيرة العلوم والفنون ومن هذه العلوم علم السحر . 

وقد انتشر السحر عند أهل بابل واستفاض العلم به من نص القرآن عليه - كان أهل بابل يعبدون الكواكب وكل ما دعا إلى تعظيمها إعتقدوه وكانت السحرة تحتال في خلال ذلك تموه بها علي العامة إلى اعتقاد صحته بأن يزعم ذلك لا ينفذ ولا ينتفع به أحد ولا يبلغ ما يريد إلا ما اعتقد صحة قولهم وتصديقهم فيما يقولون . 

وكان لكهنة البابليين وسحرتهم اعتقاداتهم في تأثير الكواكب والنجوم علي حياة البشر وينسبون إليها أمور كثيرة منها أن ظهور كوكب المشتري في ليالي القمرية يبشر النساء الحاملات بالمواليد الذكور وظهور عطارد دليل علي زيادة معاملات تجارية وتحسين أحوال اقتصادية للبلاد وظهور كوكب زحل يدل علي لخلافات العائلية وكان السحرة البابليين يعولون في أعمالهم السحرية علي حركات هذه الكواكب وأوقاتها وتقابلها وابتعادها وكل ما يتصل بها وذلك لاعتقادهم الراسخ لتأثيرها علي حياة الآدميين . 

وقد اكتشف الباحثون في آثار الأمم الغابرة كثيراً من الآثار التي خلفتها مدينة بابل واستدلوا بتلك الآثار علي أن الخوف من الجن والشياطين كان الظاهرة الأساسية في ديانة البابليين والآشوريين وأن الحياة اليومية عند هذه الأقوام كانت متأثرة بالسحر . 

2- السحر والشعوذة عند أهل فارس : 

إن الفرس كانوا في بداية أمرهم علي التوحيد فلما استولي بعض ملوكهم علي مدينة بابل أخذوا يتدينون بقتل السحرة ولم يزل هذا دينهم حتى حدثت فيهم المجوسية . 

وذكر لنا المؤرخين أن راية كسري المسماة ( زركش كاويان ) كان منقوشاً عليها الذهب بمعرفة السحرة وفقاً لتعاليمهم الوقف المتبني العددي في أوضاع فلكية خاصة ، والغرض منها ضمان استمرار نصرة الفرس في جميع المواقع الحربية التي يشنونها علي جيرانهم وأعدائهم وقد وجدت هذه الراية ممزقة في الموقعة التي قتل فيها رستم وانهزم فيها الفرس وتشتت فيها شملهم وهي المعركة المعروفة بالقادسية ولكن جاء المسلمون يحملون دين الحق فبطل السحر واندقت راية الكفر . 

3- السحر والشعوذة عند المصريين : 

من الأمم التي اشتهرت بالسحر في تاريخ القبط في مصر دلت المخطوطات المصرية القديمة التي وجدت علي ورق البردي أن السحر كان له في مصر الاعتبار الأعلى عند جميع الطوائف حتى رتبت له رسوم وطقوس وجعلت له وظائف يقوم بها رجال الدين . 

وقد دلت تلك المخطوطات علي أنهم كانوا يتلون العزائم في بعض الأحيان بقصد مفاجأة الآلهة ليؤثروا الآثار المطلوبة لهم وفي أحيان أخرى كانوا يخلطون الوصفات الطبية بالرقي والتعاويذ لدفع الأمراض . 

وكان السحرة المصريين يمارسون سحرهم عند تحضير الموتي للانتقال إلى العالم الآخر فإجراءات التحنيط والدفن كانت متصلة عند قدماء المصريين اتصالاً وثيقاً بالسحر فقد كانوا يتلون عند كل عملية من عمليات التحنيط الرقي والتعاويذ والعبارات السحرية الخاصة التي لا يمكن بدونها أن تتم عملية التحنيط كما يجب . 

ولقد بلغ السحرة المصريون مبلغاً عظيماً يدلنا علي هذا أن الأمم الأخرى كاليونانيين والرومانيين وغيرهم من أهل العالم القديم كانوا يرون أن السحر المصري أرقي وأعمق من سحر البلاد الشرقية الأخرى وكان سحرة البلاد الآخرى القريبة من مصر يسعون جهدهم لتقليد أعمال السحرة المصريين والتشبه بهم في كل ما يصنعون ومن اطلع علي مكانة السحر عند المصريين قديماً علم مدى جناية السحر علي البشر عبر التاريخ . 

4- السحر عند أهل الهند : 

في الهند كانت الديانة وعلوم السحر مختلط ببعضها البعض ليس فقط بالنسبة للتحفظ من الشيطان المغري بالشهوات بل للتسلط علي الآلهة بالرياضيات والتقشف والتضحية .... إلخ . 

والهنود طانوا يعتقدون بأن النجوم لها تأثير عظيم علي البشر وكان السحرة والعرافون يدعون معرفة الغيب ويطلعون الناس علي ما غاب عنهم مقابل أجر زهيد ويزعمون أن باستطاعتهم مواجهة الشر المتمثل في الشيطان والثعبان . 

كما كانوا يزعمون أن بمقدورهم تسليط الشياطين علي أعداء من يستعين بهم أو يدفع لهم مالاً كما أن باستطاعتهم طرد أولئك الأعداء . 

وإذا طالعنا الكتب الطبية الهندية القديمة رأينا هذا العلم قد استبع بالسحر في كل مباحثة سواء في بحث العلل والأمراض أو في التداوي والعلاج . 

5- السحر والشعوذة عند الإغريق : 

كان للسحر مكان واسع عند اليونانيين وكانوا علي نحو جميع الأمم في أمر الاعتقاد بالرقم والعزائم والطلاسم وتأثير الأرواح الشريرة إلى غير ذلك . 

ظهرت أعمال السحر عند الإغريق في عصر النهضة والتنوير وقيام علماء بدراسة التراث اليوناني والروماني القديم دراسة نقدية عميقة أن أمة اليونان مبرأة من أعمال السحر إذ قورنت بغيرها من الأمم القديمة وأن أمة قد أنجبت أمثال ( أرسطو ، أفلاطون ... ) لا يمكن أن يستهويها فن كفن السحر الذي لا يعد من الفنون الجميلة . 

علي أن هذا الرأي يذهب إلى تبرأة اليونان القديمة من السحر والسحرة لم يقوي علي احتمال معاول النقد الحديث لفنون الإغريق وفلسفتهم فإنه لا يصعب علي الباحث أن يلمس آثار السحر في الديانة الإغريقية مليئة بالأفعال السحرية العجيبة التي تنقل الكائنات من حال إلى حال . 

والغريب أن علم التنجيم وغيره من العلوم الغيبية لم يظهر في بلاد الإغريق في شلكها المتقدم إلا في العهد ( الهلليني ) الذي بلغت فيه الحضارة اليونانية أوجها ، وتذهب الروايات إلى أن شخصاً يدعي ( أوثانيس ) قد نقل فنون السحر في شكلها المتقدم إلى بلاد الإغريق في عهد الحروب التي استعرت بين الفرس والإغريق ولم تكن هذه الفنون بدعة جديدة في نظر الإغريق إنما كانت بمثابة صور أسمي وأكثر تقدماص من الصور السحرية الغليظة البدائية التي كانوا يمارسونها حتى ذلك الوقت . 

أنواع السحر : 

اختلفت وتعددت تصنيفات وأنواع السحر بين الباحثين لذا حاولنا في هذا البحث التطرق إلى أهم أنواع السحر المتداولة في يومنا هذا وفي مجتمعنا العربي لأن هدفنا هو توضيح أنواع السحر وهي كالتالي : 

1- السحر الاتصالي أو التعاطفي : 

هو التعبير عن الأشياء التي كانت متصلة بعضها ببعض في وقت ما ، تستمر في التأثير بعضها علي بعض من بعيد بعد أن تنفصل حيث يستنتج الساحر أن كل ما يفعله بالنسبة لأي شي مادى سوف يؤثر تأثيراً مماثلاً علي الشخص الذي كان متصلاً به في وقت من الأوقات سواء كان جزء من جسمه أو ملابسه ومنها الشعر والأظافر أو أشياء أخرى تكن ملكاً للمراد سحره حتى بعدع غيابه . 

وهذا ما يطلق عليه سحر المحبة وهذا يستعمل كثيراً لجلب الأحبة والظفر بمحبة الزوج أو شخص عزيز . 

2- السحر التمثيلي : 

ويطلق عليه أحياناً السحر التوافقي أو سحر المحاكاة حيث يستنتج الساحر بأن في استطاعته تحقيق الأهداف والنتائج التي يريدها عن طريق محاكاتها بوضع الملح فوق النار أو سكب الرصاص أو التشبير بالخيط لفط السحر والرباط والتعطيل عن أداء الأعمال والوظائف كما يتمثل السحر التمثيلي في محاولة ربط العروسين خلال ليلة الدخلة وهذا بإلقاء بعض التعاويذ خلال مرور العروسين . 

3- السحر الأبيض أو الخفة : 

السحر الأبيض في المعتقد الشعبي يتم فيه الاستعانة بالآيات القرآنية من أجل علاج بعض المرضي مثل الصداع والحمي كما يستعان بها من أجل الحصول علي الأشياء السعيدة منها الظفر بالزوج أو وظيفة كما يستعمل فيه طرق سيكولوجية بسيطة مثل قراءة الكف ، قراءة الفنجان ، للتنبأ بالمستقبل ومعرفة بعض الأسرار سواء من الماضي أو الحاضر وهذا يعتمد علي المهارة . 

4- السحر الأسود أو الأحمر : 

هو القيام بأعمال مدهشة تحير العقول ويحسبها الجاهل أعمال غير طبيعية تنفذ بواسطة الشيطان أو الجن وهذا النوع من السحر كان منتشراً عند الشعوب البدائية وكان يستعمل بعدة أغراض منها أسر الأعداء أو إصابتهم بأمراض أو التسبب في موتهم فهو مرتبط بأعمال الشيطان . 

كما أن هناك تصنيفات أخرى لأنواع السحر من بينها : 

1- السحر الذي يعتمد علي الفلك والحساب : 

وهو نوع متضمن رموز معقدة وضعت في عهود قديمة كالاعتقاد بالأبراج للتنبؤ بالمستقبل . 

2- السحر الذي يعتمد علي مخلوقات خفية : 

هذا النوع من السحر يتوجه الساحر بتعاويذه وتلاوته إلى الجن طلباً لمعونتها في عمله مقدماً لها فروض الطاعة والتذلل فارضاً علي نفسه العهود التي تخرجه من حظيرة الإيمان إلى الكفر تحت لواء إبليس الجن اللعين والتوكل علي الجن ووجوده نادراً في وقتنا الحالي فهو كانت منتشراً عند الشعوب البدائية . 

3- السحر الذي يعتمد علي قوي الإيحاء : 

يهدف هذا السحر إلى : 

- السعي بالنميمة بين الناس من خلال سرد الأقاويل الكاذبة بين الناس وزرع الفتنة . 

- اتخاذ من كلام النار ستاراً يحجب به أعين الناس وعقولها عما تفعله يداه من حيل وخير ذلك حين وصف القرآن الكريم فعل سحرة فرعون يوم التحدي الكبير بينهم وبين موسي عليه السلام بقوله تعالى : " قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعي " ( سورة طه آيه 22 ) . فالحبال والعصي في حركتها دلت علي الإيحاء الحركي أما العصي فهي كلامي . 

4- السحر الذي يعتمد علي قوي النفس : 

وهذا النوع من السحر يشمل الحسد الذي يعد من أنواع السحر الخفيفة والتي ورد ذكره في القرآن الكريم بقوله تعالى " ومن شر حاسد إذا حسد " فكما يؤثر الساحر في الناس يؤثر الحاسد في المحسود وخطرة هذا النوع تكمن في سرعة تأثير الحسد في المحسود عن أبي عباس رضي الله عنهما عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : " العين حق ولو كان شئ سابق القدر لسبقته العين وإذا استغسلتم فاغسلوا " وهذا السحر يعتبر من أخطرها علي الإنسان ومستقبله . 

أسباب السحر : 

إن من الأسباب الداعية للذهاب إلى السحرة والمشعوذين والعرافين خاصة من قبل النساء الأمور التالية : 

1- الاعتقاد الجازم بقدرة الساحر والمشعوذين علي ابطال السحر وإنهاء المعاناة والألم . 

2- الاعتقاد بأن هذه الوسيلة تعتبر من أسرع الوسائل وأنفعها في تحقيق المراد والمطلوب سواء تم استخدام سحر العطف أو الصرف أو أي نوع من الأنواع المختلفة . 

3- اضمحلال العقيدة في كثير من نفوس الناس فأصبح ارتياد الساحر أمراً طبيعياً بل أصبح هذا الأمر محبباً لبعض النفوس بسبب انتكاس الفطر والبعد عن منهج الكتاب والسنة وما علم أولئك أن اقتراف هذا الأمر يخرج صاحبه من ملة الإسلام بالكلية . 

4- الحقد والحسد والضغينة والكره . 

5- حب الدنيا وشهوتها كالمال والرئاسة والمنصب والجااه والتملك ونحوه . 

الوسائل التي يستخدمها السحرة : 

أهم الوسائل التي كان يستخدمها السحرة للوصول إلى مآربهم وتحقيق أهدافهم وهي كالتالي : 

1- قدرة السحرة علي الاستهواء وفرض إرادتهم وسلطتهم علي الآخرين . 

2- التمسك بعبارات وتقاليد مفصلة ومعينة عند ممارسة السحر بالفعل والإرشادات والحركات التي كانوا يقومون بها للتأثير علي الناس . 

3- النطق بعبارات وكلمات مغلقة بكل جد وخشوع وتوسل . 

4- احراق لمثال العدو أو اتلاف أي أثر من آثاره . 

5- طرح النرد أو أوراق كوتشينه أو الملح بطرق الحصي أو أخذ الفال . 

6- محاولة تأويل الماضي والاخبار بما غاب . 

7- التأثير ومعرفة مجرى المستقبل . 

8- ضبط قوي الطبيعة والتأثير فيها . 

9- القضاء علي المرض أو دفع الشر  . 

10- كما يستخدم السحرة ملابس وثياب تخص الشخص المراد فك سحره أو إيذائه والمعروف عند السحرة استخدامهم أشياء الميت من ماء غسله والصابون الذي استعمل في غسله وقطع من كفنه بالإضافة إلى تراب القبول المنسية كذلك بعض الحيوانات والعقاقير الغريبة . 

تعليقات