U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

بحث عن المدينة

تعريف المدينة ووظائفها
ما هي تعريف المدينة ؟ وما هي مراحل تشكيلها ؟ 

بحث عن المدينة : 

محتويات البحث : 

(1) تعريف المدينة . 

(2) مراحل المدينة . 

(3) وظائف المدينة . 

(4) مشكلات المدينة . 

(5) مراجع البحث . 

تعريف المدينة : 

عندما نحاول إعطاء تعريف المدينة فإننا نواجه صعوبات في ذلك فهي لا تخص مصطلح المدينة وحده لأن الكثير من الباحثين وخاصة علماء الاجتماع يدركون ماذا نعني بكلمة مدينة ، ولكن لم يقد أحد تعريف مرضياً لها ، وهذا لأنها ظاهرة معقدة تولدت عن تفاعل عدد من العوامل المتشابكة ومن ثم اختلف العلماء في تعريفهم لها وظهرت تعريفات مختلفة . 

يعرف ماكس فيبر المدينة علي أنها : " ذلك الشكل الاجتماعي الذي يؤدى إلى ظهور أنماط متعددة وملموسة في أساليب وطرق الحياة ، مما يسمح بظهور أعلى درجات الفردية الاجتماعية ، وهي بذلك وسيلة للتغير الاجتماعي التاريخي . 

ومنه عرف فيبر المدينة في ضوء الأشكال الاجتماعية التي تسمح بالتجديد الاجتماعي وتطور القدرات الفردية ومنه فإن تطور الروابط والصلات الاجتماعية بين السكان في المدينة يعتبر شرطاً أساسياً في وجود المجتمع الحضري . 

أما لويس ويرث فعرف المدينة بأنها : " المركز الذي تنتشر فيه تأثيرات الحياة الحضرية إلى أقصي جهات من الأرض ، ومنها أيضاً يتخذ القانون الذي يطبق علي جميع الناس . 

وقد ويرث تعريف آخر مفاده أن المدينة : عبارة عن مووقع دائم للإقامة يتميز بكبر الحجم وارتفاع الكثافة السكانية ، يسكنه أفراد غير متجانسين اجتماعياً . 

مراحل المدينة : 

ويري لويس ممفرود أن القيام أو بمعني آخر تطور الشكل إلى شكل حضري يرجع إلى عدة أسباب أو عوامل توضح دراستها أن القرية ةهي الشكل السابق قبل قيام المدينة . 

وأن التحول من الشكل الأول إلى الشكل الثاني لا يرجع إلى مجرد الزيادة في عدد السكان التي استلزمتها ظروف التحول من مهنة الصيد إلى مهنة الزراعة . 

إذ تعتبر الزيادة السكانية أحد العوامل المساعدة علي التحول فقط ، وأن هناك عوامل أخرى حولت هدف القرية إلى أبعد من مجرد الرغبة في الاستمرار والاهتمام بمسائل الغذاء والتناسل فحسب . 

ويري ممفورد أن المدينة تمر بالمراحل الآتية : 

1- مرحلة النشأة EOPLIS : 

ويقصد بها المدينة في جر قيامها ، وتتميز بانضمام بعض القري إلى بعضها البعض ، واستقرار الحياة الاجتماعية إلى حد ما ، وقد قامت المدينة في هذه المرحلة بعد اكتشاف الزراعة ، واستئناس الحيوان ، وتربية الطيور ، وقيام الصناعة اليدوية والحرفية البسيطة ، واكتشاف الإنسان للمعادن ، وهكذا ظهرت المدن الأولي في العصر الحجري ، الحديث ، وعصر اكتشاف المعادن . 

ونشير هنا إلى أن أولئك الذين استخدموا الأسلحة المعدنية كا لهم التفوق الحربي علي أولئك الذين يستخدمون الحجارة ، ومن المسلم به أن ما له أهمية حضرية ليس عدد السكان وحده في مساحة محددة من الأرض ، بل العدد الذي يتسني وضعه تحت سيطرة موحدة ، بحيث يتكون مجتمع له طابعه الخاص ، ويستهدف أغراضاً تتجاوز حاجات الغذاب والبقاء ، أما الزراعة فهي تدفع بممارسيها إلى العمل الزراعي دون غيره ، وهي مهمة تباعد بين الريفين وبين الابتكار والاختراع واستخدام أدوات الحرب . 

وكذلك الجماعات التي تكون المدن في البدء جماعات مرتبطة برباط الدم والقرابة ، كما مارس رجال الدين نشاطاً أساسياً في حياة هذه المدن ، وتفتقر هذه المدن إلى التمييز الواضح بين مناطق الإقامة والتجارة والصناعة . 

2- مرحلة المدينة POLIS : 

وتمتاز بوضوح التنظيم الاجتماعي والإداري والتشريع وتنبثق فيها التجارة والأسواق المتبادلة وتتنوع الأعمال والوظائف والاختصاصات ، وتتسم بالتمييز الطبقي بين مختلف الفئات ، واتساع أوقات الفراغ ، وظهور الفلسفات ، ومبادئ العلوم النظرية ، والاهتمام بالفلك والرياضيات ، وقيام المؤسسات والفنون ونشأة المدارس ، وعقد حلقات المناظرات والمساجلات . 

3- مرحلة المدينة الكبيرة METROPOLIS : 

وتعرف بالمدينة الأم ، ويتكاثف فيها عدد السكان ، ويتوفر فيها الطرق السهلة ، وتربطها بالريف شبكة من المواصلات ، وتهتم الحكومة فيها بتحقيق مطالب سكانها ، وتنفرد بمميزات خاصة كالتجارة والصناعة ، وتتنوع الوظائف ، وتعدد المهن ، والتخصص ، ونشأة المعاهد الفنية العليا . 

وقد تصل بعض هذه المدن إلى عاصمة منطقة أو دولة ، وتصبح المركز الرئيسي للحكومة أو الإدارة المحلية ، وتتركز فيها كل مظاهر النشاط الاجتماعي ، والاقتصادي ، والسياسي بحيث تصبح بحق " المدينة الأم " . 

4- مرحلة المدينة العظمي MEGALOPOLIS : 

وتتمثل في انبثاق المدن العظمي في القرن التاسع عشر ، فلقد تحولت المناطق الريفية إلى أراضي بناء في موجات متتابعة ، ويبدو في هذه المدن التنظيم الآلي والتخصص وتقسيم العمل ، وتأخذ الفردية في الظهور ، وتنشر النظم البيروقراطية في الإدارة وأجهزة الحكم . 

وفي هذه المرحلة يبدأ ظهور الانحلال والشقاق بسبب تحكم الرأسمالية ، ويتصارع أصحاب الأعمال والعمال ، وقد يأخذ هذا الصراع مظاهر إيجابية تؤدى إلى حدوث الاضطرابات والتخريب والتدمير ، ثم قيام الحكومات المحلية بأعمال القمع والعذيب والتشريد ، وتنشر كذلك الانحرافات والجرائم في محيط الأحداث . 

5- مرحلة المدينة الطاغية TYRANNOPOLIS : 

وتمثل أعلى درجات السيطرة الاقتصادية للمدينة ، ففيها تعتبر مسائل الميزانية والضرائب والنفقات ، من أهم الميكانيزمات المسيطرة ، كما تبدو المشكلات الإدارية الفيزيقية والسلوكية الناجمة عن كبر الحجم ، ومن ثم سيشهد هذا النموذج حركة واسعة النطاق من جانب سكانه للارتداد مرة أخرى إلى الريف أو مناطق الضواحي والأطراق هروباً من العيش غير المرغوب . 

6- مرحلة المدينة المنهارة NEKROPOLIS : 

ويمثل هذا النموذج من المجتمع الحضي نهاية المطاف في مراحل التطور التاريخي ، ومع أنه لم يتحقق بعد ، إلا أنه واقع لا محال في نظر ممفورد . 

عندما يصل التفكك إلى ذورته علي أثر حرب أو ثورة أو انقلاب ، فتأفل الحضرية ، وتحي الريفية ، وتظهر ما أسماه ممفورد " بمدن الأشباح " . 

وظائف المدينة : 

تعتبر المدينة بيئة فيزيقية ولكنها تنظيم منذ البداية حول مزيد من التبادل في العديد من المجالات بالإضافة إلى أن المدينة تتميز بمظهر وظيفي معين ، وتتمثل في : 

1- الوظيفة الإدارية : 

لا يقتصر حكم المدينة علي مقر السلطة العامة بل يشمل المنطقة التي حولها ، أو يتسع إلى وحدة قومية أكبر ، ولكي تفي المدينة بتلبية الاحتياجات الإدارية يجب أن تختلف تبعاً لنمط الإدارة . 

بالإضافة إلى أن كفاءة المدن لا تقتصر علي الجوانب الاقتصادية فحسب ، ولكنها تتيح الفرصة لتراكم الأموال والخبرات واستثمارها في مجالات العلم والتعليم والفن والصحة . 

2- الوظيفة التجارية : 

الواقع أن المدينة منذ فجر تاريخها قد لعبت دوراً هاماً في تطوير وسائل الاتصال وتبادل السلع والخدمات بين الجماعات الاجتماعية المختلفة . ومعني ذلك أن المدينة ساعدت علي تكثيف النشاطات التجارية . 

ولقد أوضح دي كينسون أن المدينة التجارية قد تحولت من مرحلة التجارة الإقليمية حتى وصلت إلى مرحلة التجارة العالمية ، وأن التجارة كانت سبباً في مولد كثير من المدن الصغيرة في أوروبا ،ومع تقدم المواصلات الحديثة خلقت التجارة مدناً أشبه ما تكون بمستودعات جبارة توحي بأن العالم قد اجتمع فيها . 

3- الوظيفة الصناعية : 

تختلف الوظيفة الصناعية عن الوظيفة التجارية للمدن ، ذلك لأن الصناعة ليست في أصلها خلاقة للمدن بصفة دائمة ، رغم أنها ذات دور مدني هام ، فكل المدن التي نمت نمواً كبيراً في العصر الحديث شهدت تنمية صناعية كبيرة ، ذلك لأن الصناعة تقوم معتمدة علي المدينة ووسائل المواصلات ، وتوفير الموارد وغير ذلك . 

وفي ضوء تقسيم الصناعة إلى قسمين رئيسين هما : الصناعة الاستخراجية والصناعة التحويلية ، وهما يرتبطان بالمدن ارتباطاً كبيراً ، فإنه يمكن تصنيف المدن الصناعية إلى فئتين رئيسيتين هما : مدن التعدين ومدن الصناعة التحويلية . 

4- الوظيفة الثقافية الاجتماعية : 

إن نمط حياة مجتمع المدينة يسمح بالتخصص سواء في الصناعات العادية والحرف والوسائل الفنية ، أو في النواحي الأخرى من النشاط الثقافي الخلاق الذي لا يمكن أن يكون عاماً والحركات الاجتماعية بما في ذلك التطورات السياسية ليست مما يهم المدينة وحدها بل هي ذات دلالة قومية وإقليمية ، بل حتى ذات صفة عالمية ومن ثم تؤدى المدن عن طريق هذه الوظائف نوعاً من الخدمة لمجموعة أكبر كثيراً والفترة أبعد بكثير من الوقت الذي نشأت فيه الخدمة أساساً . 

مشكلات المدينة : 

تختلف المناطق الحضرية بعضها عن بعض ، فهي تتباين في معدلات النمو الحضري، وفي دوافع النمو ، وقد فرض التحضر والنمو الحضري عدداً من المشكلات التي أخذت تهدد سلامة الإنسان وبالتالي تختلف مشكلات المدينة في علاقتها بالتحضر من مجتمع لآخر ، ومن مدينة إلى أخرى . 

ففي مدن الولايات المتحدة الأمريكية تعود كثير من المشاكل إلى اختلافات في السلاسة ، وهجرة كثير من الأمريكيين الزنوج إلى مراكز المدن . 

وفي نيويورك ازداد معدل الانتحار عام 1979 عن ضعف معدل الانتحار علي المستوي القومي في نفس العام ، كما تظهر مشكلة السفر في ازدحام المرور والتسهيلات الخاصة بمواقف السيارات . 

وفي لندن وضعت خطة لإنشاء نسق من الطرق العامة يتم تنفيذها في نهاية القرن العشرين . 

ويزدحم المرور ازدحام شديد في روما ويقضي المواطن ساعات طويلة للوصول إلى شاطي البحر ، أما مجاري الصرف فهي ملوثة . 

وتختنق نابولي بالمجاري ، وتتدهور فيها حالة المنازل والشوارع ، وتظهر أزمة السكن في بوينس أيريس في الأرجنتين وترتفع فيها معدلات البطالة والجريمة . 

وفي مانللا بالفيليبين وضعت كنيسة كاثوليكية مشروعاً سكنياً لإقامة الفقراء تكلف 11 مليون دولة ( 4.5 مليون جنيه استرليني ) . 

ولا يمنع ذلك من وجود مشكلات عامة تظهر مع نمو التجمعات الإنسانية في الحضر . 

مراجع البحث : 

حفيظي ليليا ، المدن الجديدة ومشكلة الإسكان الحضري ، رسالة ماجستير في علم الاجتماع الحضري ، جامعة منتوري ، قسنطينة . 

حسين عبد الحميد أحمد رشوان ، المدينة - دراسة في علم الاجتماع الحضري ، المكتب الجامعي الحديث ، الاسكندرية ، ط6 ، 1998 . 

محمد عاطف غيث ، علم الاجتماع الحضري ، مدخل نظري دائر المعرفة الجامعية ، الإسكندرية ، 1995 . 

حسين عبد الحميد أحمد رشوان ، مشكلات المدينة ، دراسة في علم الاجتماع الحضري ، مؤسسة شباب الجامعة الإسكندرية ، 2005 . 

ميدني شايب ذراع ، واقع سياسة التهيئة العمرانية في ضوء التنمية المستدامة مدينة بسكرة ، أطروحة دكتوراه في علم الاجتماع الحضري ، جامعة محمد خيضر 2013-2014 . 

تعليقات