U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

علم النفس التربوي ، لمحة تاريخية عنه ، تعريفه ، موضوعاته ( بحث كامل )

بحث عن علم النفس التربوي
ما هو علم النفس التربوي ؟ وما هي موضوعاته ؟ 

بحث عن علم النفس التربوي :

محتويات البحث : 

(1) لمحة تاريخية عن علم النفس التربوي . 

(2) تعريف علم النفس التربوي . 

(3) علاقة علم النفس التربوي بفروع علم النفس الأخرى . 

(4) موضوع علم النفس التربوي . 

لمحة تاريخية عن علم النفس التربوي :

ظهر علم النفس التربوي كعلم تجريبي مستقل عن الفلسفة في الربع الأخير من القرن التاسع عشر علي يد ادوارد ثورندايك الذي قضي عمره المهني أستاذاً لهذا لعلم في كلية المعلمين بجامعة كولومبيا من عام 1889م حتى عام 1949م  والف أول كتاب فيه عام 1915م . 

ولم يبدأ هذا العلم في اتخاذ صورة واضحة إلا منذ عام 1920م وقد تتابعت الاهتمامات والمؤلفات والبحوث الأكاديمية حول هذا العلم وانشئت المعامل والمختبرات الخاصة به وظهرت المجلات المختصصة لمعالجة موضوعاته وعقدت المؤتمرات العلمية التي أسهمت في تحديد طبيعته إلى أن أصبح هذا لعلم من المقررات الأساسية اللازمة لتدريب المعلمين في كليات ومعاهد التربية بمختلف أنواعها ومستوياتها . 

غير أن علم النفس التربوي كسائر فروع علم النفس لم يتطور إلا في بداية أو علي الأصح في منتصف القرن الحالي وعندما بدأ الاهتمام بعلم النفس العالم كان ينظر لعلم النفس التربوي علي أنه جزء من التربية وبعد ذلك تطور هذا الفرع نتيجة تأثره بالمفاهيم الإكلينيكية المشتقة في ميدان الطلب العقلي والعلاج النفسي حيث زاد الاهتمام بمشكلات التوافق والتكيف والصحة النفسية للطلاب . 

ثم زاد الاهتمام بالعلاقات بين الطلبة والمدرسين من جهة والطلبة أنفسهم من جهة أخرى . 

وقد اتجه علم النفس التربوي المعاصر إلى مزيد من التحديد لموضوعه حيث أصبح له كيانه المستقل والمتميز ومن بين اهم المفكرين الذين كان لهم الأثر الكبير في ظهور علم التربوي نجد الفيلسوفين الأمريكيين جون ديوي ووليام جيمس حيث حدثت خطوات كبيرة في سبيل التقدم العلمي المرتبط بالأسس النفسية للتبية علي يديهما حيث كتب وليام جيمس مؤلفاً يعد من العلامات البارزة في ميدان علم النفس التربوي هو أحاديث إلى المعلمين وهكذا كان المسرح مهيئاً في بداية القرن العشرين لدخول علم النفس التربوي المدارس والجامعات كمادة علمية وأصبح إحدى التخصصات العلمية . 

تعريف علم النفس التربوي : 

لتعريف علم النفس التربوي سنتطرق أولا إلى تعريف مفرداته ومن ثم نستخلص تعريفاً لهذا العلم : 

1- العلم : 

يعرفه معظم الفلاسفة بأنه عملية أو منهج لتوليد المعرفة وعليه يمثل منهجاً علمياً لحل المشكلات ولهذا المنهج خمس خطوات هي تحديد المشكلة ووضع الفرضيات ووضع التصميم التجريبي وتطبيق التجربة واختيار الفرضيات ونشر النتائج . 

اما موسوعة التربية فتري أن العلم دراسة منظمة في مجال ما بهدف الوصول إلى القوانين وذلك باتباع المنهج العلمي ومنها يتضح لنا أن العلم لا يكون علماً ناضجاً إلا إذا كان له ميدان محدد تدرس ظواهره بمنهج علمي له تراث نظري كافٍ لتفسير ظواهر ميدانه وضبطها والتنبؤ بها وله من الأدوات ما يمكنه من قياس هذه الظواهر ونتائجه قابلة للإعادة بغض النظر عن الزمان والمكان والثقافة . 

2- النفس : 

لقد كان مفهوم النفس يعتبر موضوعاً للدراسة الفلسفية إلى أن أصبح موضوعاً للم هو علم النفس والذي يعرف حالياً بأنه العلم الذي يدرس السلوك الإنساني والعمليات العقلية والانفعالية والشعورية والأنشطة الجسمية ذات العلاقة أو التحليل العلمي للعمليات والأبنية العقلية الإنسانية لفهم السلوك الإنساني . 

في عام 1910 وصفها جيمس انجل بأنها الحالات الشعورية أما واطسون في عام 1919 فقد نظر إلى علم النفس كمرادف للسلوك الإنساني وانفرد سيجموند فرويد بالاهتمام بالعمليات اللاشعورية المؤثرة في هذا السلوك . 

وفي عام 1890 اعتبر وليام جيمس أن النفس هي الحياة العقلية للإنسان بظواهرها وشروطها وفي عام 1892م وصفها ولهم فونت بأنها الخبرة الداخلية للفرد المكونة من الأحاسيس والمشاعر والأفكار والإرادة وللنفس في الفكر الإسلامي مكان متميز فقد زخر الخطاب القرآني بالحديث عن النفس وتحدث عن حالاتها المختلفة . 

3- التربية : 

تعرف كلمة تربية لغوياً بأنها مصدر الفعل ربي فنقول مثلاً ربي الوالد أي أنشأه أو غذاه أو ثقفه أو هذبه أو أدبه ونقول ربي الشئ نماه أو زاده . 

أما معني التربية اصطلاحاً فهي التنشئة والتنمية وقد اختلفت تعريفات التربية باختلاف المدارس الفكرية التي ينتمي إليها العلماء الذين حاولوا تحديد مفهومها فيري أبو حامد الغزالي أن أهم أغراض التربية هي الفضيلة والتقرب إلى الله . 

أما التربية في نظر الفيلسوف الألماني إيمانويل كنت فهي ترقية لجميع أوجه الكمال التي يمكن ترقيتها في الفرد أما المربي الشهير بستالوزي فيري أن التربية عملية تتفتح بها قابليات المتعلم الكامنة كما تتفتح النباتات والأزهار . 

أما هيربرت سبنسر فيري أن التربية هي إعداد المرء لأن يحيا حياة كاملة أما المربي والفيلسوف الأمريكي جون ديوي فيري أن التربية هي الحياة وهي عملية تكيف بين الفرد وبيئته . 

وأخيراً فإن التربية عملية مخططة ترمي إلى مساعدة الفرد علي النمو السوي المتكامل من النواحي الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية ليصبح قادراً علي التكيف مع نفسه ومع ما يحيط به . 

ومن هنا يمكننا أن نستنتج التعريف التالي لعلم النفس التربوي : 

هو الدراسة المنظمة للسلوك الإنساني وعملياته العقلية والانفعالية والشعورية والأنشطة الجسمية ذات العلاقة في المواقف التربوية الهادفة لمساعدة الفرد علي النمو السوي المتكامل من النواحي العقلية والجسمية والانفعالية والاجتماعية ليصبح قادراً علي التكيف مع نفسه ومع ما يحيط به . 

علاقة علم النفس التربوي بفروع علم النفس الأخرى : 

يعتبر علم النفس التربوي ميدان من الميادين التطبيقية لعلم النفس إلا أنه ليس منفصلاً عن الميادين الأخرى أو عن فروع علم النفس الأخرى سواء كانت أساسية أو تطبيقية وفيما يلي نعرض العلاقة بين هذا العلم وبعض تلك الميادين والفروع : 

1- علم النفس الارتقائي أو التطوري ( سيكولوجية النمو ) : 

يهتم علم النفس الارتقائي أو التطوري بدراسة التغيرات التي تطرأ علي السلوك الإنساني في مختلف مراحل الحياة ومن اهتمامات هذا الفرع دراسة نمو الأطفال والمراهقين وهم أكبر فئة تنتمي للعملية التربوية التي هتم بها علم النفس التربوي . 

وقد كانت أكبر اسهامات هذا العلم في ميدان علم النفس التربوي هو بحوث النمو المعرفي والانفعالي والجسمي والاجتماعي وأفاد كذلك في التعرف علي الاتجاهات المبكرة والظروف البيئية التي تؤثر تأثيراً ظاهراً في تنمية القدرات العقلية وسمات الشخصية عند الأطفال والمراهقين والراشدين . 

ويمكن اعتبار هذا الفرع من أهم فروع علم النفس جميعاً لأنه يزود بقية الفروع النفسية الأخرى بحقائق نفسية نمائية عن الإنسان يستفاد منها في جميع الميادين التطبيقية لعلم النفس وفي الحياة بصفة عامة . 

2- علم النفس الاجتماعي : 

هو ذلك العلم الذي يدرس التفاعل الاجتماعي بين الأفراد والجماعات ويسعي إلى دراسة الاتجاهات البشرية واخضاعها لتجاربه وأبحاثه ومن المعروف علي المعلم أنه يقضي جزءاً كبيراً من وقته في عمله التعليمي والتدريس وهو يتعامل مع التلاميذ كجماعات ولذلك فهو بحاجة ماسة إلى فهم مبادئ السلوك الجماعي ليصبح قادراً علي التعامل مع العوامل التي تؤثر في المواقف الجماعية والتي تسهل التعلم أو تعطله كما أنه بحاجة إلى ما يقدمه علم النفس الاجتماعي من نتائج تزوده بمعلومات تسهل فهمه لديناميكيات الجماعة وأثرها في سلوك أعضائها . 

3- علم النفس العلاجي : 

يقوم علماء النفس المهتمون بمجالات الصحة النفسية والإرشاد النفسي والتوجيه التربوي والطلب العقلي والخدمة الاجتماعية والنفسية وعلم النفس العلاجي بكثير من البحوث التي تستخدم المنهج الإكلينيكي والذي يعتمد علي جمع ملاحظات عن سلوك الأفراد الذين يتلقون مساعدات فردية بسبب الصعوبات الانفعالية وقد أسهمت هذه البحوث في فهم مشكلات وصعوبات السلوك الإنساني في المواقف التربوية سواء كانت تتصل بسلوك التلاميذ المتعلمين أو المعلمين . 

4- علم نفس الإرشاد والتوجيه : 

يقوم علم نفس الإرشاد والتوجيه علي تطبيق مبادئ علم النفس في جميع الخدمات التي يقدمها سواء كانت دراسة لقدرات التلميذ واستعداداته أم توجيهاً تربوياً أو مهنياً يعينه علي اختيار نوع التعليم أو العمل الذي يتفق مع هذه القدرات أو إرشاداً نفسياً يرمي إلى مساعدة الفرد علي التكيف في حياته داخل المدرسة أو خارجها . 

5- علم النفس الفيزيولوجي : 

يركز علم النفس الفيزيولوجي عادة علي الشخص بوصفه وحدة بيولوجية متماسكة ومتكاملة تستجيب لبيئتها الخارجية بوسائل متنوعة وتسهم دراسة أعضاء الحس والأعصاب والغدد والعضلات من الوجهة التشريحية والفيزيولوجية في فهم الإنسان ككل . 

ويدرس علم النفس الفيزيولوجي كثيراً من الموضوعات ذات الصلة بوظائف الأعضاء وخاصة تلك التي تؤثر في السلوك الإنساني ويدرس كذلك الخصائص العصبية والحواس والعوامل التي تؤثر فيها كما يدرس هذا العلم أيضاً السلوك وتطوره في الطفل ومؤثرات أو مثيرات هذا السلوك . 

ويتضح من هنا أن لعلم النفس الفيزيولوجي دوراً أساسياً في مساعدة جميع أطراف العملية التربوية ولا سيما المعلم في تفسير السلوك الإنساني أثناء عملية التعلم والتعليم . 

موضوع علم النفس التربوي : 

واجه علم النفس التربوي كغيره من العلوم الأخرى نوعاً من الصعوبات في تحديد موضوعه بدقة تامة فقد تباينت موضوعات هذا العلم بتباين الباحثين وتباين وجهات نظرهم كما يعود تباين هذه الموضوعات إلى اختلاف المشكلات الناجمة عن العملية التعليمية - التعلمية وتنوعها وإلى تطور اهتمامات الباحثين والعلماء في ميادين علم النفس الأخرى الأمر الذي جعل بعض العلماء يتساءلون عن حقيقة وجود ميدان يسمي بعلم النفس التربوي . 

ويشير تاريخ هذا العلم وتطوره إلى اتساع ميدانه عبر الزمن فقد وجه الباحثون اهتماماتهم في الثلاثينات نحو الموضوعات المرتبطة بسيكولوجية التعلم والمواد الدراسية كالقراءة والحساب ولدي انتشار مفاهيم الصحة النفسية والعلاج النفسي ضمن الباحثون في علم النفس التربوي هذه المفاهيم في مؤلفاتهم ودراساتهم وعاد الاهتمام من جديد إلى موضوعات التعلم دون الخوض بمسألة سيكولوجية المواد الدراسية حيث تركت للمختصين في تدريسها . 

وقد تبين أن أكثر الموضوعات تداولاً وتوافراً والتي انطوت عليها كتب علم النفس التربوي : 

1- النمو الجسمي والانفعالي والمعرفي والاجتماعي والخلقي . 

2- التعلم ونظرياته وطرق قياسه والعوامل المؤثرة فيه . 

3- الذكاء والقدرات العقلية وسمات الشخصية وقياسها . 

4- التحصيل وأسس بناء الاختبارات التحصيلية وشروط الاختبارات النفسية والتربوية . 

5- التفاعل الاجتماعي بين الطلاب وبين الطلاب والمعلمين . 

6- الصحة النفسية للفرد والتكيف الاجتماعي والمدرسي . 

7- اكتشاف تلك الجوانب من عملية التعلم والتي تؤثر في اكتساب المعارف أو المعلومات والاحتفاظ الطويل المدي بها . 

8- التحسين ذو المدى الطويل للتعلم والقدرة علي حل المشكلات . 

9- اكتشاف أي من الخصائص الشخصية والمعرفية للمتعلم ذات العلاقة بالتعلم واكتساب المعرفة وكذلك اكتشاف أي من الجوانب الاجتماعية والعلاقات الشخصية المتبادلة في البيئة التعليمية التي تؤثر في نتائج تعلم المادة الدراسية واكتشاف دافعية التعلم والطرق النموذجية لاستيعاب هذه المادة . 

10- اكتشاف الطرق الأكثر كفاءة في تنظيم المواد التعليمية وتقديمها وكيفية توجيه التعلم واستثارته نحو أهداف محددة . 

بالرغم من أن هذا التحديد لموضوع علم النفس التربوي ذو صلة وثيقة بالعملية التعليمية - التعلمية والمشكلات الناجمة عنها إلا أنه لا يعطي تصوراً متكاملاً للمكونات الأساسية لهذه العملية يتضح من خلاله تفاعلها وتكاملها في شكل موحد .

لهذا لجأ بعض علماء النفس التربويين المعاصرين إلى استخدام مفهوم المنظومة أو النموذج لتوفير مثل هذا التصور وسعياً وراء تحديد أدق لموضوع هذا العلم حيث اعتبروا التعلم المدرسي وما ينتج عنه من مشكلات الموضوع الرئيسي له ويشير مفهوم المنظومة أو النموذج عادة إلى مجموعة العلاقات المنظمة والمتفاعلة فيما بينها وتربط بين عدد من العناصر أو المكونات التي تشكل كلاً أو نمطاً موحداً أو متكاملاً ويؤدى وظيفة معينة . 

تعليقات