U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

بحث عن الأهداف التربوية

مستويات الأهداف التربوية
ما هي الأهداف التربوية ؟ وما هي مستوياتها ؟ 

بحث عن الأهداف التربوية : 

محتويات البحث : 

(1) لمحة تاريخية عن تطور حركة الأهداف التربوية . 

(2) مستويات الأهداف التربوية . 

(3) أسباب الفشل في تحقيق الأهداف التربوية . 

لمحة تاريخية عن تطور حركة الأهداف التربوية : 

إن الأهداف التربوية كانت دائما موجودة عبر العصور ، لارتباطها بالعمل التربوي ولو في أبسط صوره البدائية كتنشئة الآباء للأبناء من أجل إعدادهم للحياة وما تتطلبه من خصائص مهارية في شتى مجالات البيئة ومعطياتها في كل زمن . 

ولعل نظرة بسيطة لتطور النظريات التربوية والفكر التربوي عموماً كافية لملاحظة تطور وتنوع أهداف التربية ، فنظرة الفلاسفة اليونان مثلاً لملامح شخصية الرجل المراد تكوينه ، محارباً كان ، أو فيلسوفاً حكيماً ، وهدف التربية المسحية لتكوين الراهب المتعبد ، وغيرها من الأفكار التربوية . 

كل ذلك لم يكن وليد زمن محدد بل يمتد امتداد تاريخ الإنسان ، غير أن الدراسة العلمية للأهداف ، ظهرت في وقت متأخر نسبياً ، وخضعت لتطور كانت نتيجة تراكم دراسات ومحاولات عديدة قام بها علماء كثيرون . 

لقد تميزت الأهداف التربوية بصفة عامة قبل الحرب العالمية الأولي بالعمومية والتجريد ، إلى أن ظهرت الاتجاهات الأولي في التفكير لما يجري داخل القسم مع أعمال بوبيت سنة 1918م ، الذي اهتم بوضع منهج أكثر توافقاً مع الوقت وكيفية استخدام الطرق الجديدة ، وهو يقول بخصوص الأهداف : 

" طالما الأهداف لا تخرج أن تكون تخمينات غامضة ، فيجب أن نتوقع أن تكون الطرق والوسائل غامضة أيضاً ، ولكن عصر الرضا الكامل بالعمليات غير المحددة يمر بسرعة وعصر العلم يطلب الدقة والتحديد " . 

وكان الهدف عنده هو رسم منهج مدرسي ، ثم رأي أنه من الضروري تحديد الأهداف لكل منهج تحديداً أدائياً واضحاً . 

وتعتبر أعمال رالف تايلور ( 1929 ) أول خطوة هامة في حركة الأهداف التربوية وتصنيفها ، فقد وضحها في عبارات سلوكية . وتأثر الكثير من المفكرين بهذه الأفكار التربوية ، واعتبروا الأهداف أساساً لكل منهج مدرسي أثناء بنائه والتخطيط لتنفيذه . 

وهذا يعني أنه أثناء التخطيط للتدريس ينبغي تحديد الأهداف أولاً ، ثم وضع المادة التعليمية ، فوضع الخطة ، فتحديد الوسائل ، فالتنفيذ ، ثم التقويم . 

ولعل أهم دراسة ، اتخذت شكلاً متميزاً في تاريخ حركة الأهداف التربوية ، وكان لها أثرها الواضح في تحديد المسار العلمي الموضوعي للأهداف التربوية ، وتصنيفها ، ومحاولة التحكم فيها علمياً ، هي ما قام به بلوم وزملاؤه من دراسات في هذا المجال ، وما توصلوا إليه من نتائج . 

ذلك أنهم حاولوا ربط الأهداف التربوية بمكونات الفرد البشري مثلما صنف سابقوهم سلوك البشر في ثلاث مجالات أساسية : الفكر ، الانفعال ، العمل . وهي أهم الوظائف التي يقوم بها الكائن البشري ، والتي يتوجه الفعل التعليمي إلى إنمائها . 

وتلتها أعمال ودراسات أخرى عديدة ، تهدف إلى تخصص الأهداف وإجراءاتها كالنتائج التي توصل إليها ماجر ( 1962 ) ، والتي تؤكد ضرورة توفر ثلاثة عناصر أساسية في الهدف التربوي جيد الصياغة ، وهي : تحديد السلوك المرغوب ، تحديد الشروط التي يتحقق بها الهدف ، تحديد المعايير ومستوي الأداء المقبول ، علي أن يكون هذا السلوك بمثابة الدليل علي التغير الذي حدث في شخصية المتعلم نتيجة تعلم ما . 

من خلال هذا العرض التاريخي لتطور حركة الأهداف ، نستنتج بأن الأهداف التربوية تعكس فلسفة المجتمع وقيمه وثقافته وعاداته وتقاليده واتجاهاته في كل مجالات الحياة . 

فبعد ما كانت تتميز بالعمومية والتجريد الفلسفي صارت تتميز بالخصوصية والدقة نتيجة الدراسات النفسية والتربوية لتي تهتم بملاحظة السلوك وقياسه قياساً علمياً . 

كما أن هناك من يستعمل عبارة الأهداف العامة للتعبير عن الغايات ، ومن يستعمل الأهداف الخاصة ليدل بها علي الأهداف الإجرائية . إن تحليل الأهداف التربوية يمر عبر مستويات مختلفة تتدرج من العام إلى الخاص ، ومن المجرد إلى المحسوس ، ومن التخمينات إلى العقلية غلى الفعل السلوكي الذي يتجلي لدي المتعلم . 

مستويات الأهداف التربوية : 

الغايات : 

هي عبارات فلسفية عامة وواسعة ، طموحة تتسم بالتجريد ، والمثالية والتعقيد ، بعيدة المدى غير محددة من حيث مدة تطبيقها . إنها تمثل المستوي النظري الذي يضبط التوجهات الكبري للنظام التربوي اعتماداً علي فلسفة وقيم مجتمع ما . 

يعرفها مادي لحسن : " عبارة عن صيغ التجريد والعمومية تعبر عن المقاصد العامة والبعيدة المدى التي تريد التربية أن تحققها ". 

إنها نواتج مستقبلية متعلقة بالفرد والمجتمع ، ترغب في تحقيقها سلطة سياسية قائمة ، في ضوء مقومات فلسفية ، دينية ، أخلاقية لمجتمع ما ، وعليه فهي تختلف من مجتمع لآخر باختلاف الأنظمة السياسية والتربوية السائدة . 

وتمثل بذلك المجال الذي يتم فيه العمل التربوي مراعياً طبيعة الفرد والمجتمع الذي يطمح إليهما . وتزود المربين بالمرجعية والمسار القيمي . 

المرامي - المقاصد : 

وهي أقل عمومية وتجريداً وأكثر وضوحاً من الغايات ، لكنها لا تخلو من العمومية والتجريد ، وترتبط بالنظام التربوي والتعليمي . وتظهر علي مستوي التسيير التربوي . وهي تعبر عن نوايا المؤسسة التربوية ونظامها التعليمي ، وتتجلي في أهداف البرامج والمواد التعليمية وأسلاك التعليم . 

وتعتبر المرامي وسيلة لتحقيق الغايات ، كما أنها أكثر تعرضاً للإصلاح والتغيير ، وأنها تلك النوايا التي تعلق لآفاق أقصر أمد من الغايات وتبقي نوعية . 

وبذلك فالمرامي أقل أمد من الغايات ، وانها عبارات مجزأة وتحليلية للغايات ، وترتبط المرامي بالقرارات والمناشير السياسية والتربوية . 

الأهداف العامة : 

إذا كانت الغايات هي مايريد المجتمع تحقيقها في أبنائه ، فإن ذلك لا يتم إلا بعد المرور بأهداف صغيرة تتحقق عبر حلقات تفضي السابقة منها إلى اللاحقة . 

فتحقيق أهداف حصص مادة ما يفضي إلى تحقيق الأهداف العامة لتلك المادة ، وتحقيق مرامي مواد التعليم يفضي إلى تحقيق الغايات التي ضبطها المجتمع لتكوين الناشئة علي أساسها . 

إن الهدف العام هو صياغة وتعيين المعطيات العامة للتعلم التي يمكن توقعها من تعليم وحدة تعليمية أو مقرر . والأهداف العامة تمثل قائمة المعطيات للعمل بها ، وليست قائمة من ألوان السلوك يحققها المتعلمين . وكل هدف تعليمي عام يتطلب تحديداً دقيقاً لعينة من السلوك التي تتطلب بدورها تحديداً أكثر دقة ، تمثل إنجاز أنماط سلوكية معينة من طرف المتعلم . 

والهدف العام هو عبارة علي درجة متوسطة من حيث التعميم والتحديد والدقة ، وهو يمثل الأداء النهائي المتوقع صدوره عن المتعلم بعد تدريس مادة دراسية أو منهج دراسي معين . 

ويكون مرتبطاً بوحدة دراسية أو نشاط محدد ، وهو يمثل جملة من القدرات والمهارات العامة التي يكتسبها التلميذ بعد انتهائه من منهج أو برنامج معين . 

ويعلن عن الأهداف العامة عند بداية وضع البرامج والمقررات الدارسية ، وهكذا يمكن الاطلاع عليها في مقدمة الكتب التي تقررها وزارة التربية . 

فهي تبحث في أنشطة التعليم والتعلم ، مستعينة بالجرد والاصطفاء والتبويب ، لاستخلاص طائقة من القدرات والمهارات والمواقف وأنواع السلوك ، ثم تتناولها بالتوضيح والتحديد ، ويجعلها أهداف تسعي التربية إلى إثارتها وتنميتها لدي التلاميذ . 

يستنتج من هذا التعريف أن الأهداف العامة تصف مجالات سلوك شخصية المتعلم : العقلية ، الوجدانية ، الحس-حركية ، وتتجلي في القدرات والمهارات والتغيرات ، التي يراد إحداثها لدي المتعلم . ويتوجه عمل المدرس بكل وعي إلى تنمية هذه الجوانب خلال فترة تعليمية معينة أو خلال سنة دراسية أو فصل . 

الأهداف الخاصة : 

وهي ترجمة الأهداف العامة إلى أهداف للدروس ، وهي تمثل مجال التنفيذ علي المدى القصير والعاجل وعلي مستوي حصة دراسية معينة في مادة ما ، حيث يتحصل فيها المتعلم علي قدرة أو مهارة ما ، عند الانتهاء من تعلم معين . 

ويتضمن الهدف الخاص مجموعة من الأهداف الإجرائية التي تتحدد بشروط ومعايير معينة في الموقف التعليمي . 

من خلال عرض مستويات الأهداف التربوية نلاحظ أن الأهداف التربوية تتجه نحو الدقة والتخصص بدءاً من الغايات إلى الأهداف التربوية الخاصة فتتفرع الغايات إلى مرامي وتتضمن هذه الأخيرة مجموعة من الأهداف العامة التي تتجزأ إلى أهداف خاصة التي تحلل إلى أهداف إجرائية تمثل السلوك الذي سينجزه المتعلم بعد نهاية مقطع أو درس . ويظهر هذا السلوك في جانب واحد أو أكثر من جانب في شخصية المتعلم . 

أسباب الفشل في تحقيق الأهداف التربوية : 

هناك عدة أسباب تعيق الأهداف التربوية ، منها ما هو ذاتي ومنها ما هو موضوعي . إن فشل الطالب في تحصيل مستوي معين من المعارف بعد فترة تعليمية معينة قد يعود إلى مجموعة من الأسباب نذكر منها ما يلي : 

1- أسباب تتعلق بالطالب نفسه : 

وهذه تكون علي ثلاثة أشكال : 

- محدودة إمكانياته الذهنية . 

- مشاكل صحية ونفسية . 

- ضعف المجهود المبذول . 

2- أسباب تتعلق بالمعلم : 

وهي أيضاً تكون علي ثلاثة أشكال هي : 

- محدودية الإمكانيات الذهنية التي تسمح بمساعدة الطالب علي تحقيق الأهداف المسطرة . 

- مشاكل صحية ونفسية . 

- ضعف المجهود المبذول في إعداد وتقديم دروسه . 

3- أسباب تتعلق بالمعلم : 

وهي أيضاً تكون علي ثلاثة أشكال هي : 

- محدودة الإمكانيات الذهنية التي تسمح بمساعدة الطالب علي تحقيق الأهداف المسطرة . 

- مشاكل صحية ونفسية . 

- ضعف المجهود المبذول في إعداد وتقديم دروسه . 

4- اسباب تتعلق بالتفاعل بين المعلم والتلميذ : 

إن سوء التفاعل بين خصائص المعلم وتلامذته قد يؤدى إلى سوء التوافق الذي ينعكس سلباً علي تحصيل التلاميذ . 

5- اسباب تتعلق بالأهداف نفسها : 

كان تكون صعبة جداً فوق مستوي التلاميذ أو غامضة أو غير واقعية . 

6- أسباب تتعلق بالطرق والوسائل المستعملة في تحقيق هذه الأهداف . 

7- أسباب تتعلق بتنظيم وتسيير المؤسسات التعليمية . 

تعليقات