U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

بحث عن التلوث البيئي

بحث كامل عن التلوث البيئي
مفهوم التلوث البيئي وأشكاله 

بحث عن التلوث البيئي :

محتويات البحث : 

(1) مفهوم التلوث البيئي . 

(2) أنواع التلوث البيئي . 

(3) درجات التلوث البيئي . 

(4) مصادر التلوث البيئي . 

(5) أسباب التلوث . 

(6) أشكال التلوث البيئي . 

(7) مراجع البحث . 

مفهوم التلوث البيئي : 

التلوث البيئي لغة : 

التلوث من اللوث ومن معانيه الشر والتلطيخ ، كما يعني أيضاً فساد الشئ وتغير خواصه ، وهو المعني اللغوي الأقرب إلى مفهوم التلوث الحالي . 

التلوث البيئي اصطلاحا :

حسب بعض الباحثين فإنه كل تغير يطرأ علي الصفات الفيزيقية أو الكيميائية أو البيولوجية لهذا الإطار ( المحيط ) مما يؤدى إلى إفسادها وجعلها خطراً علي صحة الإنسان والحيوان ، وغالباً ما يكون النشاط الإنساني هو مصدر هذا التلوث . 

وفي نفس السياق يشير تعريف آخر بأن " التلوث يرجع إلى مصدرين هما : التلوث البيئي بفعل العناصر البيئية ذاتها الغازات والحمم التي تقذفها البراكين ، والأتربة التي تثيرها الرياح والعواصف الرملية والمصدر الثاني هو التلوث بفعل الإنسان وخاصة في أعقاب الثورة الصناعية ومخلفات التصنيع . 

والتعريف الشائع للتلوث هو إلقاء النفايات المنزلية بما يفسد جمال الطبيعة ونظافتها ، أما التلوث بالمفهوم العلمي هو إحداث تغير وخلل في النظام البيئي للمحيط والبيئة ، بحيث يشمل فاعلية هذا النظام ويفقده القدرة علي أداء دوره الطبيعي في التخلص من الملوثات وخاصة العضوية منها بالعمليات الطبيعية . 

المفهوم القانوني للتلوث : 

تكاد تجمع كل القوانين المتعلقة بحماية البيئة في أنها لا تخلوا من التعريف الشائع الذي أرشرنا إليه سابقاً ، ونستعرض بعض التعريفات القانونية في بعض الدول العربية وهي كالتالي : 

1- القانون المصري : 

أي تغيير في خواص البيئة مما قد يؤدى بطريق مباشر أو غير مباشر إلى إضرار بالكائنات الحية أو المنشآت أو يؤثر علي ممارسة الإنسان لحياته الطبيعية ( المادة الأولي من القانون رقم 4 لسنة 1994 ) . 

2- القانون الجزائري : 

يقصد بالتلوث المحيط الجوي حسب مفهوم هذا القانون غفراز الغازات والدخان أو جسيمات صلبة أو سائلة أو سامة أو ذات الروائح في المحيط الجوي والتي من شأنها أن تزعج السكان وتعرض الصحة للضرر أو الأمن العام أو تضرر النبات والإنتاج الفلاحي والمنتجات الفلاحية الغذائية وبالحفاظ علي النباتات والآثار أو بطابع المواقع . ( المادة 32 من القانون رقم 38 لسنة 1983 ) . 

3- القانون الليبي : 

حدوث أية حالة أو ظرف ينشأ عنه تعرض صحة الإنسان وسلامة البيئة للخطر نتيجة تلوث الهواء أو مياه البحر أو المصادر المائية أو التربة أو اختلاف توازن الكائنات الحية بما في ذلك الضوضاء والضجيج والاهتزازات والروائح الكريهة وأية ملوثات أخرى تكون ناتجة عن الأنشطة والأعمال التي يمارسها الشخص الطبيعي أو المعنوي . ( المادة الأولي من القانون رقم 7 لسنة 1982 ) 

4- القانون التونسي : 

إدخال أية مادة ملوثة في المحيط بصفة مباشرة أو غير مباشرة ، سواء كانت بيولوجية أو كيميائية أو مادية . ( المادة الثانية من القانون رقم 91 لسنة 1983 ) . 

أنواع التلوث البيئي : 

1- التلوث بالتغير الكمي : 

ويكون بزيادة نسبة بعض المكونات الطبيعية للبيئة كزيادة ثاني أكسيد الكربون عن نسبته المعتادة ، نتيجة للحرائق الهائلة التي لا تزال تطرأ في الغابات والأعشاب أو زيادة درجة حرارة المياه جراء ما تلقيه بعض المصانع من مياه حارة . 

2- التلوث بالتغير الكيفي : 

وينتج من خلال إضافة مركبات صناعية تجريبية علي الأنظمة البيئية الطبيعية ، حيث لم يسبق لها أن كانت في دورتها وسلامتها فتتراكم في الماء والهواء أو التربة أو الغذاء وتتمثل في مبيدات الأعشاب والحشرات . 

ويذهب عبد العاطي السيد إلى تمييز بين نوعين من الملوثات : 

1- الملوثات الكيفية ( المركبة ) : 

وهي العوامل الناجمة عن الأنشطة البشرية وليست موجودة في الطبيعة أي أنها تلك التي أنتجتها وأطلقتها يد الإنسان مثل : المبيدات الحشرية . 

2- الملوثات الكمية :

هي عبارة عن إسهامات من جانب المجتمع الإنساني أضيفت إلى عوامل البيئة الطبيعية التي توجد بذاتها في الطبيعة وهي المواد الموجودة في الطبيعة وأطلقتها النشاطات البشرية ، مثل : ثاني أكسيد الكربون الذي زادت معدلاته نتيجة للنشاطات الإنسانية لاستخدامه بشكل كبير لتشغيل المركبات والسيارات . 

ويقدم لنا قباري محمد اسماعيل نوعين من التلوث وهما : 

1- التلوث الطبيعي : 

وهو يوجد علي النحو التلقائي في البيئة وتنتشر في الهواء والماء والتربة مثل : الفيروسات والميكروبات والجراثيم والكائنات الدقيقة والميكروبات القاتلة والفطريات السامة التي تنتشر في البيئة وتصيب الإنسان والحيوان . 

2- التلوث الصناعي : 

ويتمثل فيما تنفثه المصانع في الهواء من نفايات وما تلفظه وسائل النقل والمواصلات من عادم ، كما تتمثل فيما يفرزه النشاط البشري من بقايا ومخلفات تعمل علي تلوث الهواء الجوي . 

ومن جهة أخرى يمكننا تقسيم التلوث بناء علي نوع الملوثات التي تحدث التلوث في المكونات البيئية إلى : 

أ- الملوثات الغازية . 

ب- الملوثات السائلة . 

ج- الملوثات الصلبة . 

د- الملوثات المشعة . 

هـ- الضوضاء . 

درجات التلوث البيئي : 

نظراً لأهمية التلوث وشموليته يمكن تقسيم التلوث إلى ثلاثة درجات متميزة هي : 

1- التلوث المقبول : 

لا تكاد تخلوا منطقة ما من مناطق الكرة الأرضية من هذه الدرجة من التلوث ن حيث لا توجد بيئة خالية تماماً من التلوث نظراً لسهولة نقل التلوث بأنواعه المختلفة من مكان إلى آخر سواء كان ذلك بواسطة العوامل المناخية أو البشرية . 

والتلوث المقبول هو درجة من درجات التلوث التي لا يتأثر بها توازن النظام الإيكولوجي ولا يكون مصحوباً بأي أخطار أو مشاكل بيئية رئيسية . 

2- التلوث الخطر : 

تعاني الكثير من الدول الصناعية من التلوث الخطر والناتج بالدرجة الأولي من النشاط الصناعي وزيادة النشاط التعديني والاعتماد بشكل رئيسي علي الفحم والبترول كمصدر للطاقة . 

وتعتبر هذه المرحلة مرحلة متقدمة من مراحل التلوث حيث أن كمية نوعية الملوثات تتعدي الحد الإيكولوجي الحرج والذي بدأ معه التأثير السلبي علي العناصر البيئية الطبيعية والبشرية . 

وهذه المرحلة تتطلب إجراءات سريعة للحد من التأثيرات السلبية ، ويتم عن طريق معالجة التلوث الصناعي باستخدام وسائل تكنولوجية حديثة كإنشاء وحدات معالجة كفيلة بتخفيض نسبة الملوثات لتصل إلى الحد المسموح به دولياً أو عن طريق سن قوانين وتشريعات وضرائب علي المصانع التي تساهم في زيادة نسبة التلوث . 

3- التلوث المدمر : 

يمثل التلوث المدمر المرحلة التي ينهار فيها النظام الإيكولوجي ويصبح غير قادر علي العطاء نظراً لاختلاف مستوي الاتزان بشكل جذري ، ولعل حادثة تشرنوبل التي وقعت في المفاعلات النووية في الاتحاد السوفياتي خير مثال للتوث المدمر ، حيث أن النظام البيئي انهار كلياً ويحتاج إلى سنوات طويلة لإعادة اتزانه بواسطة تدخل العنصر البشري وبتكلفة اقتصادية باهظة . 

ويذكر تقدير لمجموعة من خبراء البيئة في الاتحاد السوفياتي بأن منطقة تشرنوبل والمناطق المجاورة لها تحتاج إلى حوالي خمسين سنة لإعادة اتزانها البيئي وبشكل يسمح بوجود أنماط حياة . 

مصادر التلوث البيئي : 

1- الملوثات ذات المنشأ المنزلي : 

تنتج الملوثات عن طريق النفايات المنزلية التي تعتبر مواد النفايات تتولد بصفة عامة في البيئة الحضرية ويتسبب النشاط داخل المسكن في العديد من المخلفات بعضها صلب يرمي في الخارج وبعضها سائل يتم التخلص منه عبر قنوات الصرف الصحي ، مما يؤدى إلى تلوث البيئة والإخلال بالمنظومة الإيكولوجية وهذا فضلاً عن وجود مواد أخرى لا تقبل التحلل وهي صنفان : 

أ- الملوثات المرئية " القمامة " : 

والنفايات المختلفة الأحجام التي يرميها الإنسان من منزله وتسمي بالنفايات الصلبة أو القمامة ، وهي تدخل ضمن نشاط الإنسان في حياته اليومية ، وهناك من مكونات النفايات الصلبة ذات المنشأ المنزلي ما يتحلل بتأثير العوامل الطبيعية كالمواد الطبيعية والأطعمة كالورق والصوف والقماش ، ومنها ما لا يتحلل بكل الوسائل كالبلاستيك والزجاج ومنها ما يتحلل ولكن ببطء شديد بأشعة الشمس . 

ب- التلوث الجرثومي : 

وهي تأتي أصلاً من المياه القذرة ، والتي قد تصب عبر الصرف الصحي وتحدث تلوثا لتربة وهواء أماكن صرفها . 

2- الملوثات ذات المنشأ الصناعي : 

لقد أدى التطور الصناعي الهائل المواكب للزيادات السكانية وعدم ترشيد استهلاك الموارد ، إضافة إلى ظهور المشاكل البيئية وفي مقدمتها مشكلة التلوث . 

أسباب التلوث : 

ويقسم علماء البيئة أسباب التلوث البيئي ، إلى ثلاثة أسباب رئيسية هي كالتالي : 

1- الأسباب الاقتصادية : 

أفرزت مشكلات التلوث آثاراً سلبية حيث ظهر بمرور الوقت أن طرق الحد من هذه الآثار باهظ التكلفة ، فهناك بعض مواد النفايات يمكن إعادة استخدامها بطريقة ما ولكن نادراً ما اتبعت هذه الصيغة وذلك راجع أساساً لتكلفتها العالية التي تتطلبها عملية إعادة تصنيع مواد النفايات ، ويعد استخدام طرق التربية المكثفة للماشية مثالاً حياً يكشف للبيئة جنون البقر وليس آخرها داء انفلونزا الطيول القاتل . 

2- الأسباب الاجتماعية : 

لا يمكننا اعتبار الغني وحده مسبباً لتلوث البيئة الحضرية ، فإذا كان مستوي الرفاهية والتقدم يقاسان بما يستهلكه الفرد من الطاقة وما يطرحه من نفايات مختلفة التي تؤثر علي البيئة وتفسد جمالها وانسانيتها .

ومن المفارقات العجيبة التي تستدعي الوقوف والتأمل أن الشعوب الفقيرة وفي سبيل تحقيق الغذاء تضطر إلى إنتاج محاصيل غير غذائية لتصدرها ثم تستورد مواد غذائية لإطعام سكانها ، وأكثر من هذا فإن الفقر يؤدى إلى تدهور البيئة عندما تستنزف الشعوب القاطنة قاعدة مواردها مضحين بالمستقبل في سبيل الحاضر . 

3- الأسباب الأخلاقية والتربوية : 

إن التفاوت في مستوي البيئة بين الدول مهما كانت العراقيل التي تحد من قدرات الدولة النامية فيمكنها الانتصار والقفز بعيداً إذا ما بادرت إلى تحسين تربية أبنائها وتوعيتهم علي التعايش السلمي مع بيئتهم المحلية ومن ثم قهر التصرفات الخاطئة . 

لذلك اصبح من الواضح للعديد من المهتمين بشؤون البيئة دعوة إلى سلوك الطرق الوقائية للتحكم في التلوث أو عن طريق النظم لمشاكل التلوث في المدى البعيد ، وأخذه بعين الاعتبار كجزء من التطور الصناعي الواسع النطاق للتحكم في نسب التلوث بشكل دقيق . 

أشكال التلوث البيئي : 

للتلوث البيئي أشكال عديدة ، أهمها : 

(1) التلوث الهوائي : 

يحدث التلوث الهوائي عندما تتواجد جزئيات أو جسيمات في الهواء وبكميات كبيرة عضوية أو غير عضوية بحيث لا تستطيع الدخول إلى النظام البيئي وتشكل ضرراً علي العناصر البيئية . 

والتلوث الهوائي يعتبر أكثر أشكال التلوث البيئي انتشاراً نظراً لسهولة انتقاله وانتشاره من منطقة لأخرى وبفترة زمنية وجيزة نسبياً ويؤثر هذا النوع من التلوث علي الإنسان والحيوان والنبات تأثيراً مباشراً ، ويخلف آثاراً بيئية وصحية واقتصادية واضحة متمثلة في التأثير علي صحة الإنسان وانخفاض كفاءته الإنتاجية . 

كما أن التأثير ينتقل إلى الحيوانات ويصيبها بالأمراض المختلفة ويقلل من قيمتها الاقتصادية ، أما تأثيرها علي النباتات فهي واضحة وجلية متمثلة بالدرجة الأولي في انخفاض الإنتاجية الزراعية للمناطق التي تعاني من زيادة في تركيز الملوثات الهوائية . 

بالإضافة إلى ذلك هناك تأثير غير مباشرة متمثلة في التأثير علي النظام المناخي العالمي حيث أن زيادة تركيز بعض الغازات مثل : غاز ثاني أكسيد الكربون يؤدى إلى انحباس حراري يزيد من حرارة الكرة الأرضية وما يتبع ذلك من تغيرات طبيعية ومناخية قد تكون لها عواقب خطيرة علي الكون . 

(2) تلوث الماء : 

تشغل المسطحات المائية نحو 72% من مساحة الكرة الأرضية وتمثل مياه البحار والمحيطات نحو 97.2% من هذه الكمية ، والجليد الدائم في القطبين الشمالي والجنوبي وفوق المرتفعات نحو 2% ، أما المياه العذبة فتشكل 5.8% من المجموع . 

وهذه النسب في تجدد مستمر وتتبخر بتأثير الحرارة فتشكل الغيوب والسحب ، ثم تتكاثف بتأثير البرودة ، فتهطل الأمطار علي الأرض ثم تسير أنهاراً وسيولاً . 

وتتوزع الأمطار علي سطح الأرض ، حيث تتباين بين الزيادة في المناطق والجفاف في المناطق الأخرى ، وخاصة في المناطق الصحراوية . 

وقد ظهر التلوث المائي حول موضوع تجمعات المدن في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ، ويعتبر الماء ملوثاً بمادة أو أكثر إذا كان غير مناسب للاستعمالات المقصودة منه سواء بالنسبة للإنسان أو الكائنات الحية الأخرى ، وسواء استخدام للأغراض الزراعية أو الصناعية أو المنزلية . 

وقد أدى نمو الصناعات في المدن ، والتي يلقي بمياهها الناتجة عن مختلف الصناعات في المجاري المائية والأنهار إلى زيادة مشكلة التلوث المائي ، كما أن كثيراً من مدن الدول النامية تأخذ مياه الشرب من أنهار يتعرض ماؤها للتلوث نتيجة الصناعة . 

وتعد معامل تكرير البترول من مصادر تلوث المياه ، حيث تستخدم كميات كبيرة من المياه في التبريد ، وكذلك السفن في البحار والبحيرات والأنهار التي تقذف فيها الزيوت والفضلات . 

وقد يكون التلوث المائي بقدر البالوعات أو المجاري والصرف الصحي حيث لا يتكون شبكات الصرف اصحي في المدن مطابقة للمواصفات مما يؤدى إلى اختلاط مياه الشرب مع مياه الصرف كما حدث في جاكرتا عاصمة اندونيسيا عام 1977 ، وأدى إلى تلوث مياه الشرب وانتشار الكوليرا . 

ويعد هذا أكثر أشكال التلوث وضوحاً إذ يكفي أن يستخدم الإنسان الحواس كالعين المجردة أو شم الرائحة القوية التي ترتبط به لكي تحدد طبيعته والحقيقة أن تلوث المياه بقذر البالوعات أو مياه المجاري والصرف الصحي قبل معالجتها كيميائياً يعد مشكلة حضرية ضخمة ومعقدة ، فهي تؤدى إلى تدمير الحياة المائية وتهتدد الصحة العامة ، إذ يلوث مياه الشرب وتنتشر الأمراض المعدية كما تتلوث الأسماك التي يأكلها الإنسان ، وتعرضه للموت البطئ مع استمرار استهلاكها . 

(3) تلوث التربة : 

التربة هي مورد فعال يزود النباتات بالحياة وهي مكونة من خليط ذو أحجام مختلفة من جسيمات معدنية : رمل ، غرين ، طين ، ومواد عضوية وأنواع متعددة من الكائنات الحية وبالتالي فإن للتربة خصائص بيولوجية وكيميائية وفيزيائية بعضها ديناميكي يمكنه التغير حسب طرق التعامل معها . 

وللتربة العديد من الخدمات والوظائف المهمة ، فهي تدعم نمو وتنوع النباتات والحيوان من خلال تقديم البيئة البيولوجية والكيميائية والفيزيائية الضرورية . 

كما تنظم التربة أيضاً وتسهل عملية انطلاق المواد الغذائية المغذية للنباتات والعناصر الأخرى وتعمل علي تنظيم إنتاجها بشكل دوري ، كما تعمل كمصفاة لحماية جودة الماء والهواء والموارد الأخرى ، وخصوبة التربة هي أحد مقومات الزراعة إذ تزود النباتات الغذاء الكافي والعناصر المعدنية والماء والهواء في جميع مراحل نموها . 

وعلي الرغم من أن الكوارث الطبيعية كالزلازل والبراكين قد تتسبب في تلوث الأرض الزراعية ، إلا أن الإنسان يعد المسبب الرئيسي في تلوثها وبخاصة في العصر الحديث ويعرف التلوث الذي يصيبب الأراضي الزراعية بأنه الفساد الذي يلحق بهذا النوع من الأراضي فيغير من صفاتها وخواصها الطبيعية أو الكيميائية أو الحيوية . 

ويتلوث سطح الأرض بوجه عام نتيجة تراكم المواد والمخلفات التي تنتج من المشاريع الصناعية بطرح فضلاتها السائلة والصلبة ، والتي قد تكون قريبة منه أو بعيدة ، فتصبح مكاناً للحيوانات والحشرات الضارة ، وتتسبب في تشويه جمال المدينة وعدم الاستفادة من تربة تلك المناطق ، كما أن الملوثات التي تختلط بالتربة الزراعية تفقدها خصوبتها وتؤثر تأثيراً سيئاً فيها حيث تتسبب في قتل البكتيريا المسؤولة عن تحقيق المواد العضوية وعن تثبيت عنصر النيتروجين . 

(4) التلوث الضوضائي : 

يعتبر التلوث الضوضائي ظاهرة حضرية حديثة ، والضوضاء عنصر حديث من عناصر التلوث ، ولم يكن معروفاً قديما ، وهو لا يوجد إلا في المجتمعات السكنية عالية الكثافة . 

فالبرغم من أن هذه الضوضاء ضارة بالإنسان ضرراً شديداً إلا أنه لا يشعر بها عادة مثل شعوره بآثار التلوث المائي والهوائي ، ولكن واقع الأمر أن التلوث الضوضائي لا يقل في آثاره عن غيره من مصادر التلوث التي يتعرض لها الإنسان ولا يلاحظها نتيجة لتعوده عليها ، أو نتيجة كعدم تقديره لخطورتها ، علي الرغم من إدراكه لها ومع ذلك يتعايش معها مضطراً ومن أجل العمل ولقمة العيش. 

وتعد الضوضاء الصادرة عن الآلات بالمصانع أشد أنواع الضوضاء التي قد يتعرض لها الإنسان وهذا ما تبينه التجارب التي أجريت في مصر فيما يخص الضوضاء ، حيث قامت أبحاث علي الناس المعرضين للأصوات المرتفعة وبعد 24 شهراً من القياس والبحث ثبت أن 40% من قدرة الناس علي السمع قد فقدت ، ولا سيما العاملين في ميدان ضرب النار ، وحفر الشوارع والآبار ، وغبار الإنتاج البعيدة عن مراعاة البعد البيئي والأمن الصناعي . 

(5) التلوث بالنفايات والقمامة : 

تسهم مختلف أنواع النشاط والحياة في جميع مدن العالم وكذلك المصانع بنواتجها من نفايات وقمامة وفضلات صلبة والتي لا تجد نفعاً علي المستوي الاقتصادي في خلق بيئة خصبة للجراثيم والحشرات والفئران والذباب، وغيرها من الحيوانات التي تقتات بالقاذورات ، فتدمر الحياة وتنشر المرض إلى الأماكن المزدحمة بالسكان وتشوه القيم الجمالية ، وتفسد الروائح كما يمكن أن تلوث القمامة المتراكمة المياه الجوفية بمواد مثل أملاح النترات والمعادن الثقيلة والمركبات العضوية التركيبية . 

هذا القدر من النفايات والقمامة وثيق الصلة بمستوي المعيشة والناتج القومي الإجمالي ، ونمط المياه ، ومؤشرات الوضع الاقتصادي . 

ومن أهم هذه النواتج النفايات الصناعية ، والتي تتنوع بين صناديق مهمشة وآلات معطوبة ، وقشور الفاكهة والخضراوات ، ولقد جاء في أحد التقارير أن متوسط ما يخلفه الفرد من سكان المدينة في أمريكا من النفايات أو الفضلات الصلبة أكثر من طن في العام الواحد ، وأن المدن الأمريكية قد خلفت ما يقارب 30 مليون طن من الورق ومنتجاته ، 4 مليون طن من البلاستيك ، 100 طن من إطار كاوتشوك ، 30 مليون زجاجة فارغة ... إلخ . 

والمقصود بالقمامة مخلفات النشاط الإنساني في حياته اليومية ونجد أن نسبتها تتزايد في البلدان النامية وخاصة في ظل التضخم السكاني ، وقد تؤدى هذه القمامة مع غياب الوعي الصحي إلى جانب ضعف نظم جمعها والتخلص منها إلى الأضرار الجسمية الآتية : 

1- انتشار الروائح الكريهة . 

2- اشتعال النيران والحرائق . 

3- بيئة خصبة لظهور الحشرات مثل : الذباب والبعوض والفئران . 

مراجع البحث : 

شهرزاد عباسي ، طه سيد ، واقع التلوث البيئي في الوسط الحضري - دراسة ميدانية لسكان حي 19 مارس بمدينة الوادي ، مذكرة ماستر LMD في علم الاجتماع الحضري ، جامعة الوادي . 

قريد سمير ، حماية البيئة ومكافحة التلوث ونشر ثقافة البيئة ، دار الحامد للنشر والتوزيع ، 2013 . 

علي سالم الشواوة ، المدخل إلى علم البيئة ، دار الميسرة للنشر والتوزيع والطباعة ، الطبعة 1 ، 2012-1433هـ . 

حسين عبد الحميد أحمد رشوان ، مشكلات المدينة ، دراسة في علم الاجتماع الحضري ، مؤسسة شباب الجامعة الاسكندرية ، 2005 . 

مسعودة عطال ، النمو الحضري وعلاقته بمشكلة البيئية الحضرية ، دراسة ميدانية ، طريق حملة بمدينة باتنة ، رسالة ماجستير في تخصص علم الاجتماع الحضري ، جامعة الحاج لخضر باتنة . 

صبري الدمرداس ، التربية البيئية " النموذج والتقويم " ، دار المعرفة 1988 . 

كامل خالد الشامي ، فتحي محمد غنيم ، التلوث البيئي في المدن ( آثاره والوقاية منه ) ، دار القدس للنشر والتوزيع ، الطبعة الأولي 2007 . 

سلطان الرفاعي : التلوث البيئي ( الأسباب ، الأخطار ، الحلول ) ، دار أسامة للنشر والتوزيع ، ط1 ، 2009 . 

عبد الرحمان برقوق ، ميمونة مناصرية ، الضبط الاجتماعي كوسيلة للحفاظ علي البيئة في المحيط العمراني ، مجلة العلوم الإنسانية ، العدد 12 - جامعة خيضر بسكرة نوفمبر 2007 . 

رمضان محمد وآخرون ، اقتصاديات الموارد البيئية ، الدار الجامعية ، الاسكندرية ، 2004 . 

عبد القادر رزيق المخادمي ، التلوث البيئي - مخاطر الحاضر وتحديات المستقبل - ديوان المطبوعات الجامعية ، الجزائر ، ط2 . 

العربي صالح ، البيئة الحضرية داخل الأنسجة العمرانية العائقة والتنمية المستدامة ، رسالة ماجستير ، جامعة المسيلة ، 2008-2009 . 

بوزغاية باية ، تلوث البيئة والتنمية بمدينة بسكرة ، رسالة ماجستير في علم الاجتماع الحضري ، جامعة محمد خيضر بسكرة ، 2007 - 2008 . 

تعليقات