ما هي أدارة المعرفة ؟ وما هي أسباب ظهورها ؟ |
تعريف إدارة المعرفة :
شهدت الفترة الأخيرة تطوراً هائلاص في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، امتدت آثارها لتشمل جميع النواحي الخاصة والعامة علي مستوي الأفراد والمجتمعات ، حيث أسفرت عن ظهور ما يعرف بمجتمعات المعرفة Knowledge Society ، واقتصاد المعرفة Knowledge Economy .
وهذا بدوره أدى إلى صعوبة الحصول علي تعريف محدد جامع مانع واحد لإدارة المعرفة ، وذلك لسببين أولهما سعة ميدان إدارة المعرفة ، والثاني ديناميكية هذا الموضوع .
ويمكننا أن نعرض بعض التعريفات لإدارة المعرفة :
فقد تم تعريفها بأنها " العمليات التي تساعد المنظمات علي توليد المعلومات والحصول عليها واختيارها وتنظيمها واستخدامها ونشرها وتحويل المعلومات المهمة والخبرات التي تعتبر ضرورية للأنشطة الأدارية المختلفة لاتخاذ القرارات ، وحل المشكلات "
وعرفت أيضا بأنها " العمل من أجل تعظيم كفاءة استخدام رأس المال الفكري في نشاط الأعمال ، وهي تتطلب تشبيكاً وربطاً لأفضل الأدمغة عند الأفراد من خلال المشاركة الجماعية والتفكير الجماعي " .
ويتكون رأس المال الفكري ضمن مفهوم إدارة المعرفة من الفئات التالية :
- رأس المال الإنساني ( القدرات الجوهرية ) : ويتضمن الخبرات المتراكمة والتجربة والمهارات والقدرات .
- رأس المال الداخلي ( الهيكلي ) : ويتضمن الاسم التجاري ، العلامة التجارية ، وحقوق الملكية الفكرية ، المعرفة المخزونة في قواعد المعرفة ، وقدرات نظم المعلومات .
- رأس المال الخارجي ( رأس مال السوق ) : وتتضمن هذه الفئة كل من الربحية وولاء المستهلك وقوة الترخيص والامتياز .
وإن دل ذلك علي شئ إنما يدل علي أن جوهر عملية إدارة المعرفة هو إدارة رأس المال الفكري في منظمات الأعمال الحديثة .
كما عرفت إدارة المعرفة بأنها " فن أداء تصرفات متعلقة بالمعرفة من تنظيم ، وتخزين ، جمع ومشاركة ، نشر ، واستخدام عناصر معرفية مكونة من بيانات ، معلومات ، خبرة ، تقديرات ، أبعاد فكرية ، أحكام ، ومبادرات فكرية " .
ومن تعريفاتها أيضا أنها " العمليات التي تساعد المنظمات علي توليد المعرفة واختيارها وتنظيمها واستخدامها ونشرها ، وأخيراً تحويل المعلومات الهامة والخبرات التي تمتلكها المنظمة والتي تعتبر ضرورية في الأنشطة الإدارية المختلفة كاتخاذ القرارات وحل المشكلات والتعلم والتخطيط الإستراتيجي " .
ومن التعريفات السابقة لإدارة المعرفة نجد أنها هي عبارة عن القدرة علي الإدارة الواضحة والهادفة للمعلومات والأنشطة والبرامج المتعلقة بالمعرفة داخل المنظمة بحيث تصبح ذات أثر إيجابي يزيد من قيمة المنظمة ويحقق لها التميز والاستمرارية في بيئة الأعمال .
نشأة مفهوم إدارة المعرفة :
تعتبر إدارة المعرفة قديمة وجديدة في الوقت نفسه ، فقد راح الفلاسفة علي الكتابة في هذا الموضوع منذ آلاف السنين ، ولكن الاهتمام بعلاقة المعرفة مع هيكلية أماكن العمل هي جديدة نسبياً ، ومن المؤكد أن الكثير قد كتب عن هذه العلاقة ، ولكن معظمه كان خلال السنوات القلائل الماضية .
ومنذ مطلع التسعينات من القرن المنصرم في عام 1980 وفي المؤتمر الأمريكي الأول للذكاء الاصطناعي ، أشار إدوارد فراينيوم Edward Freignebaum إلى عبارته الشهيرة " المعرفة قوة " " Knowledge Is Power " ومنذ ذلك الوقت ولد حقل معرفي جديد أطلق عليه " هندسة المعرفة " Knowledge Engineering ومع ولادته استحدثت سيرة وظيفية جديدة هي مهندس المعرفة .
وفي عام 1997م ظهر حقل جديد آخر نتيجة لإدراك أهمية المعرفة في عصر المعلومات وهي إدارة المعرفة Knowledge Management ، وفي النصف الأخير من التسعينات أصبح موضوع إدارة المعرفة من المواضيع المهمة والأكثر ديناميكية في الإنتاج الفكري في الإدارة ، حيث إنها احتلت مكاناً مرموقاً وحيوياً في شتي المجالات الإدارية والفنية والتجارية ، وأصبحت بذلك تعتبر من أهم السمات الحيوية للأنشطة التي تؤثر علي نوعية وجودة العمل .
أسباب ظهور إدارة المعرفة :
لاشك أن الاهتمام الحثيث والكبير بإدارة المعرفة من قبل المنظمات لم يأت من فراغ ، بل إن هناك العديد من الدوافع والأسباب وراء هذا الاهتمام والتي منها :
1- عولمة الاقتصاد حيث تتحرك المعلومات وتنتقل بسرعة الضوء .
2- تعاظم دور المعرفة في النجاح المنظمة لكونها مرحلة كبيرة لخفض التكلفة ورفع موجودات المنظمة .
3- قدرة التقنيات الحديثة والمتطورة علي الحصول علي البيانات والمعلومات والمعرفة قد فاقت قدرات العامل علي استيعابها وتحليلها .
4- زيادة حدة المنافسة يبن المنظمات وسرعة وازدياد الابتكارات والاكتشافات الجديدة والتغييرات المتسارعة في شتي المجالات .
5- تعقيدات السلع والخدمات .
6- معظم الأعمال والنشاطات تستند إلى قواعد بيانات ومعلومات لابد من إدارتها بفاعلية .
7- اتساع المجالات التي نجحت إدارة المعرفة في معالجتها ، لاسيما في مجال التنافس والإبداع والتجديد والتنوع .
8- تشعب إدارة المعرفة وزيادة احتمالات تطبيقها ، فضلاً عن وجود أنواع متعددة من المعرفة وتنوع النظم والعمليات التي تدعم تطبيقها .
9- التغيير الواسع والسريع في أذواق واتجاهات الزبون ، والتي جعلت الأنماط الإدارية التقليدية غير ملائمة لمواكبة تلك التعبيرات .
تعليقات