المهارات الحياتية في الإسلام |
المهارات الحياتية والإسلام :
(1) الإسلام والمهارات الغذائية :
اهتم الإسلام بغذاء الإنسان وطعامه فقال تعالي : ( يا بني آدم خذو زينتكم عند كل مسجد وكلو واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ) ( الأعراف : 31 ) .
وقال صلي الله عليه وسلم : " ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه ، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه ، فإن كان لابد فاعلاً ، فثلث لطعامه ، وثلث لشرابه ، وثلث لنفسه " . والأحاديث الكثيرة في شأن الغذاء أكبر دليل علي أهتمام الاسلام بالغذاء والعناية به وبالمهارات الحياتية الغذائية .
(2) الإسلام والمهارات الوقائية الصحية :
لقد حث الإسلام في شموليته بالمحافظة علي الصحة العامة للفرد والمجتمع ، فالصحة من وجهة نظر الإسلام ضرورة إنسانية ، وحاجة أساسية ، كما اهتم أيضاً بعدم تعرض صحة الأجسام إلى ما يضعفها ، فأتاح الرخصة مع المشقة ، حيث أباح للمسافر فوق مسافة معينة الإفطار في الصيام ، فقال تعالي : ( فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو علي سفر فعدة من أيام أخر ) ( البقرة : 185 ) .
ومن يتأمل هدى رسول الله ، يجد أن حفظ الصحة موقوف علي حسن التدبير في المشرب والملبس ، والمسكن والهواء ، والنوم واليقظة ، والحركة والسكون ، فإذا تم ذلك علي الوجه المعتدل ، فكان ذلك أقرب إلى دوام الصحة والعافية ، وحفظها وحمايتها ، حيث روي ابن ماجة في سننه من حديث عبيد الله بن محصن الأنصاري ، قال : قال رسوم الله صلي الله عليه وسلم : " من أصبح معافي في جسده ، آمناً في سربه ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها " .
(3) الإسلام والمهارات البيئية :
ولعل من الأدلة الجامعة لهذا المجال قوله تعالي : ( والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شئ موزون ) ( الحجر : 19 ) ، وكذلك أيضاً حديث رسولنا الكريم - حيث يقول صلي الله عليه وسلم : " الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة ، فأفضلها قول : لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذي عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان " . متفق عليه .
(4) الإسلام وحل المشكلات :
حيث تتعلق مهارة حل المشكلة بامتلاك مهارات متعددة منها مهارات عقلية كالقدرة علي التحليل وجمع البيانات والمعلومات والتحقق من دقتها ، وقد تعددت الآيات القرآنية الكريمة التي تدعو إلى استخدام العقل وتفعيل مهارات التفكير فنذكر علي سبيل المثال قوله تعالي : ( إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون ) ( الأنفال : 22 ) .
(5) الإسلام ومهارات اتخاذ القرار :
فقد مدح الله الذين يختارون أفضل الحلول وأحسنها وذلك في قوله تعالي : ( فبشر عبادِ الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب ) ( الزمر : 17-18 ) .
كما ودعا أيضا إلى التأكد قبل اتخاذ القرار والحكم والحصول علي المعلومات من مصدرها في قوله تعالي : ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإٍ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا علي ما فعلتم نادمين ) ( الحجرات : 6 ) .
فالإسلام سبق التشريعات والأنظمة الحديثة والاتفاقيات الدولية في التأكيد علي الاهتمام بالصحة ، والغذاء ، وحماية البيئة ، والمحافظة عليها ونمائها ، فقد شرع الله ذلك حيث جعل لنا منهاجاً في جميع شؤون الحياة ، ومن تلك الأمور عدم الإسراف في الماء ، وعدم تلويثه ، والمحافظة علي النبات بعدم قطعه إلا للضرورة ، وزرعه لنأكل منه متي نشاء ، كما حثنا أيضاً علي توظيف العقل بإعماله وتحكيمه في حل المشكلات التي تواجهنا في حياتنا ، ولا نتخذ القرار إلا الذي يعود علينا وعلي المجتمع بالمنفعة والفائدة .
تعليقات