ما هو مفهوم القرار الفعال ؟ وما هي العوامل المؤثرة في فعاليته ؟ |
مفهوم القرار الفعال :
الفعالية في اتخاذ القرارات تعني : قدرة متخذ القرار علي اختيار البديل الذي يحقق أقصي عائد باستخدام نفس الموارد ، أي أن الهدف من اختيار البديل الأفضل هو تعظيم الناتج من استخدام كمية محددة من الموارد .
والقرار الفعال هو الذي يتم اتخاذه في ضوء نظرة شاملة إلى التنظيم ومحيطه ، وليس في ضوء نظرة قاصرة علي مشكلة محلية أو وقتية ، وهذا يتطلب من متخذ القرار الموازنة بين المخاطر التي قد يسببها اتخاذ القرار والمزايا التي قد يجلبها . فيجب أن يمحص كل بديل لمعرفة مدى الأفضلية التي ينطوي عليها .
العوامل المؤثرة في فعالية القرار :
هناك مجموعة من العوامل التي تؤثر في سلوك متخذ القرار أثناء اختياره بين البدائل المتاحة لاتخاذ القرار ، وتؤثر بالتالي عل فعالية القرار .
وتتمثل هذه العوامل في القيود التي تفرضها القوانين علي متخذ القرار ، وفي الضغوط البيئية التي يتعرض لها أثناء اتخاذ القرار ، وفيما يلي أهم العقبات التي تؤثر علي فعالية القرار :
1- القوانين والأنظمة :
يعتبر القرار جزءاً من السياسة الشاملة للشركة ، لذلك يكون متخذ القرار مضطراً الأخذ في الاعتبار عوامل معينة أهمها : الالتزام بالأنظمة والقوانين ، الموازنة ، الخطة ، مدى وقع القرار علي السلطات العليا ، والرأي العام ، واعتبار القرارات السابقة .
2- العوامل الإنسانية :
هذه العوامل إما أن تكون نابعة من سلوك شخص القائد ، أو مساعديه ، أو مرؤوسيه ، موضحة علي النحو التالي :
أ- شخص متخذ القرار :
وهي الاعتبارات المتمثلة في شخصية متخذ القرار وعواطفه وقيمه وخبرته ومركزه ، كلها عوامل تؤثر في فعالية القرار المتخذ .
ب- المساعدون والمستشارون والمتخصصون :
يمكن تأثيرهم من خلال أسلوب تفكيرهم ، وطرق عرضهم وتناولهم للموضوعات .
ج- المرؤوسون وغيرهم من يمسهم القرار :
فيجب النظر إلى المرؤوسين باعتبارهم أفراد لهم ميولهم ورغباتهم ودوافعهم ، من الممكن أن يساهموا بآرائهم ووجهات نظرهم في إيجاد الحلول التي يختار متخذ القرار من بينها البديل الأفضل .
العوامل الإنسانية المؤثرة في لعالية القرار توضح كيف أن عملية الاختيار من بين البدائل ليست عملية منطقية أو حسابية خالصة ، بل هي عملية إنسانية أيضاً لها جوانبها المنطقية وغير المنطقية ، وبدون إدراك متخذ القرار لهذه الجوانب جميعاً وتقديره لأبعادها لا يمكنه أن يضمن فعالية القرار .
3- الضغوط :
فمتخذ القرار يتعرض لضغوط - سواء خارجية أو داخلية - تؤثر في توجيه القرار وتحد من فعاليته ، وأهم هذه الضغوط :
أ- الضغوط الخارجية :
تتمثل في ضغوط الرؤساء أو السلطات العليا ، وضغوط الرأي العام ، والقوي الاقتصادية ، كالمنافسة والندرة ، وكذلك ضغوط المهتمون بالشركة ، مثل : المستثمرون ، الدائنون ، المستهلكون ، الموردون ، الأجهزة الرقابية والسياسية .
ب- الضغوط الداخلية :
أهمها ضغوط التجمعات غير الرسمية ومراكز القوي التي تخلقها تلك التجمعات ، وكذلك وقت متخذ القرار ، ومدى تعدد الحلول البديلة ، فكلما تعددت الحلول البديلة كلما تطلب القرار جهداً ووقتاً لدراستها .
معوقات اتخاذ القرار :
توجد العديد من المعوقات التي تواجه متخذ القرار ، وتحد من وصوله إلى القرار الفعال ، ومن هذه المعوقات :
1- الإخفاق في تحديد الأهداف :
عدم مقدرة متخذ القرار علي تحديد الأهداف التي يمكن تحققها باتخاذ القرار ، يجعل عملية اتخاذ القرار أمراً صعباً ، لأن متخذ القرار لا يعرف الهدف النهائي . وقد لا يميز بين الأهداف الفرعية والرئيسة ، مما يجعل من الصعب تحديد أولويات الأهداف .
2- اعتماد منظور ضيق :
عندما يكون متخذ القرار مقيداً بمنظور ضيق ، فإنه سيخفق في التفكير بطريقة إبداعية منطقية ، الأمر الذي ينعكس علي سلامة القرار وعقلانيته .
3- الإخفاق في تقييم الخيارات بالشكل المناسب :
إن عدم توقف متخذ القرار عند كل بديل مطروح وقفة متأنية مدروسة بعمق ، ومعرفة نتائج كل بديل ومزاياه محاذيره ، يؤدى إلى اتخاذ قراراً متسرعاً ، واختلاف النتيجة عن الهدف المرسوم .
4- عدم إدراك المشكلة وتحديدها بدقة :
إن عدم إدراك المشكلة وتحديدها بدقة ، قد يٌوَجِّه الجهود إلى اتخاذ قرارات تركز علي المشكلات الفرعية دون أن يؤدى ذلك إلى المشكلة الرئيسة .
5- شخصية متخذ القرار :
إن خضوع متخذ القرار لبعض القيود ، مثل : الجمود ، والروتين ، والمركزية ، والتفرد في اتخاذ القرار ، سيؤدي ذلك إلى آثار سلبية تنعكس علي فعالية القرار .
6- نقص المعلومات والخوف من اتخاذ القرارات :
فنقص المعلومات يؤثر علي جودة المعلومات ويزيد من درجة عدم التأكد المحيطة بالقرار ، كما قد يمتنع متخذ القرار عن اتخاذ القرار لأسباب منها : ضعف كفاءة المدير ، وعدم توفر الخبرة لديه .
تعليقات