U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

التنمر المدرسي ، مقدمة عنه ، مفهومه ، أنواعه ، أسبابه وخصائص وسمات المتنمرين ( بحث كامل )

بحث عن التنمر المدرسي
ظاهرة التنمر المدرسي وأنواعها وأسبابها 

بحث عن التنمر المدرسي : 

محتويات البحث : 

(1) مقدمة عن التنمر المدرسي . 
(2) مفهوم التنمر المدرسي . 
(3) التطور التاريخي لدراسات التنمر المدرسي . 
(4) عناصر عملية التنمر . 
(5) أنواع التلاميذ المتنمرين . 
(6) خصائص التلاميذ المتنمرين . 
(7) أنواع التلاميذ ضحايا التنمر . 
(8) خصائص التلاميذ ضحايا التنمر . 
(9) أنواع التنمر المدرسي . 
(10) أسباب التنمر المدرسي . 
(11) الأماكن التي يحدث فيها التنمر المدرسي . 

مقدمة عن التنمر المدرسي : 

يعد التنمر المدرسي School Bullying بما يحمله من عدوان تجاه الآخرين سواء أكان بصورة جسدية ، أو لفظية ، أو اجتماعية ، أو جنسية من المشكلات التي لها آثار سلبية سواء علي القائم بالتنمر أو علي الضحية أو علي البيئة المدرسية أو علي المجتمع ككل . 

إذ يؤثر التنمر المدرسي في البناء الأمني والنفسي والاجتماعي للمجتمع المدرسي ، لذلك  يلاحظ أن العدوان الجسمي مع هؤلاء المتنمرين في المدارس يلحق الضرر بالتلاميذ في أي مستوي تعليمي . 

كما أنه يجعل التلميذ ( ضحية التنمر ) مرفوض وغير مرغوب فيه ، بالإضافة إلى أنه يشعر بالخوف والقلق وعدم الارتياح ، كما أنه قد ينسحب من المشاركة في الأنشطة المدرسية ، أو يهرب من المدرسة خوفاً من المتنمرين ، أما بالنسبة للمتنمر فإنه قد يتعرض للحرمان أو الطرد من المدرسة ، وكذلك يظهر قصوراً من الاستفادة من البرامج التعليمية المقدمة له ، كما أنه قد ينخرط مستقبلاً في أعمال إجرامية خطيرة . 

وعلي الرغم من التباين في نسب انتشار ظاهرة التنمر بين الطلاب في دول العالم إلا أن الباحثين قد اتفقوا علي أن مظاهر التنمر تتمثل في العدوان اللفظي والتحرض ونشر الشائعات والرفض الاجتماعي والعزلة ، وأن الذكور هم أكثر عرضة للانخراط في التنمر اللفظي بينما التنمر الاجتماعي هو أكثر شيوعاً بين الفتيات .

ويؤثر التنمر المدرسي school bullying علي المتنمر نفسه ، وكذلك علي ضحية المتنمر والبيئة المدرسية ، حيث تتعدد الآثار النفسية للتنمر فتتمثل في شعور الضحية بالخوف والقلق وعدم الارتياح ، والإحساس بالرفض ، والانحساب من المشاركة في الأنشطة المدرسية ، ويتأثر المتنمر نفسه نتيجة لسلوكه فيتعرض للحرمان أو الطرد من المدرسة ، وعدم الاستفادة من البرامج التعليمية . 

وتعد المدرسة البيئة التربوية التعليمية التي تعد الفرد إعداداً متكاملاً من جميع النواحي النفسية والجسمية والعقلية حتى يكون قادراً علي التفاعل الإيجابي مع بيئته ومجتمعه بما يعود بالنفع والفائدة عليه وعلي مجتمعه ، ولكي تقوم المدرسة بدورها التربوي والتعليمي علي أكمل وجه فلا بد من توفر بيئة تعليمية آمنة يستطيع المعلمون والطلاب خلالها القيام بعملية التعليم والتعلم بفاعلية . 

وقد تؤثر البيئة المدرسية علي ظهور التنمر ، فالمدارس الكبيرة وتلك التي يديرها مدير يفتقد للفاعلية ، والتي تفتقد إلى النظام والانضباط إذ تشكل مثل هذه البيئة تعزيزاً لهذا السلوك ، وفيما يتعلق بالتحصيل الدراسي فقد أجريت دراسات متعددة لقياس هذا التحصيل ، وأظهرت نتائجها ضعف المستوي التحصيلي للمتنمرين وضحاياهم . 

وأن الطالب المتنمر يعاني من كره شديد للمدرسة ،  ويعاني من قلة الفهم وتشتت الانتباه والإهمال والفشل في أداء الواجبات وتشتت الانتباه والإهمال والفشل في أداء الواجبات المدرسية والغياب المتكرر . 

وبما أن المتنمر يكون ضمن مجموعة من الزملاء ، فإنه عادة ما يكون متمتعاً بالمهارات القيادية التي تمكنه من التأثير علي الآخرين وإقناعهم والسيطرة عليهم ويوصف المتنمر بأنه ذو شعبية إلا أنه غير محبوب . 

ومن هنا يقع علي عاتق مدير المدرسة مسؤوليات كبيرة لأن الدور المتوقع الذي ينبغي أن يكون في اتجاه توفير البيئة المناسبة والآمنة والمناخ الإداري الذي يشجع عملية التعليم والتعلم ، ولمدير المدرسة أيضا دور كبير في مواجهة ظاهرة التنمر في مدرسته ، إلا أنه علي مديري المدارس أن يدركوا طبيعة الظاهرة لينجحوا في مواجهتها أو الحد منها . 

كما يعد التنمر المدرسي من الظواهر الشائعة والخطيرة في المجتمع المدرسي ، وبالرغم من خطورة هذه الظاهرة إلا أنها في المجتمع العربي لم تحظ بالدراسة الكافية والاهتمام المناسب لحجم وخطورة تلك الظاهرة ، وعلي النقيض تماما فإن الأدبيات الأجنبية تذخر بالكتب والأبحاث والمجلات في هذا الشأن لدرجة أن هناك برامج لمنع التنمر المدرسي . 

مفهوم التنمر المدرسي : 

تعددت تعريفات التنمر المدرسي بتعدد وجهات نظر الباحثين حول هذه الظاهرة ومن هذه التعريفات : 

- يعرف التنمر لغوياً بأنه : التشبه بالنمر ، يقال ( نمر نمرا ) كان علي شبه من النمر ، وهو أنمر وهي نمراء ، ( نمر ) فلان : أي غضب وساء خلقه ، ( تنمر ) لفلاان : أي تنكر له وتوعده بالإيذاء . 

- يعرف دان ألويس النرويجي Dan Olweus الأب المؤسس للأبحاث حول التنمر في المدارس - التنمر المدرسي ( school bullying ) بأنه : " أفعال سالبة متعمدة من جانب تلميذ أو أكثر بإلحاق الأذي بتلميذ آخر ، تتم بصورة متكررة ، وطوال الوقت ، ويمكن أن تكون هذه الأفعال السالبة بالكلمات مثلا : بالتهديد ، التوبيخ ، الإغاظة والشتائم ، ويمكن أن تكون بالاحتكاك الجسدي كالضرب والدفع والركل ، ويمكن أن تكون كذلك بدون استخدام الكلمات أو التعرض الجسدي مثل التكشير بالوجه أو الإشارات غير اللائقة ، بقصد وتعمد عزله من المجموعة أو رفض الاستجابة لرغبته " . 

- ويعرف الطفل المتنمر  علي أنه : هو الذي يضايق ، أو يخيف ، أو يهدد ، أو يؤذي الآخرين الذين لا يتمتعون بنفس درجة القوة التي يتمتع بها ، وهو يخيف غيره من الأطفال في المدرسة ، ويجبرهم علي فعل ما يريد بنبرته الصوتية العالية واستخدام التهديد . 

التطور التاريخي لدراسات التنمر المدرسي : 

بدأ الاهتمام بدراسة التنمر في السبعينيات من القرن الماضي علي يد الباحث النرويجي دان ألويس الذي أهتم بالأفراد المتنمرين وضحاياهم . 

ولقد بدأ الاهتمام البحثي الرئيسي في التنمر في الدول الاسكندنافية ، عندما قامت السلطات التعليمية فيها بدراسات استكشافية كثيرة حول التنمر في المدارس في بيرجن بالنرويج منذ عام 1983واستمرت لمدة عامين ونصف العام قمت خلالها بضبط حوالي 2500 طالب متهمين بالتنمر . 

وقامت بعدها النرويج بترتيب حملات مقاومة ومنع التنمر علي مستوي جميع المدارس الابتدائية والثانوية ، وكانت أول حملة منظمة تحت إشراف الباحث دان ألويس لمدة أربع سنوات من عام 1990 إلى 1994 . 

عناصر عملية التنمر : 

تتكون عملية التنمر من عناصر ثلاثة هي : 

1- المتنمر : 

هو الذي يتشاجر مع الآخرين كي يحاول فرض سيطرته عليهم والاستيلاء علي ممتلكاتهم . 

2- الضحية : 

وهو الطفل الذي يكون عرضة للاعتداء وسلب الممتلكات . 

3- المتفرجون : 

وهم الملاحظون لعملية التنمر وينقسمون إلى نوعين وهما : 

- المعززون : وهم الذين يقدمون الدعم للمتنمر بسبب العلاقة التي تربطهم به ، وبذلك فهم مشاركون فعليون في الاعتداء . 

- المدافعون ( الحراس ) : وهم الذين يتعاطفون مع الضحية ويقدمون له يد العون . 

أنواع التلاميذ المتنمرين : 

صنف وونج التلاميذ المتنمرين إلى نمطين وهما : 

1- المتنمر العدواني : 

ويتسم بالاندفاعية والرغبة في إيذاء الآخرين لفظياً وجسدياً ويري أن عدوانيته تحقق ذاته وتحل مشكلاته وتنفس عن مشاعره واحباطاته . 

2- المتنمر السلبي : 

وهو الشخص الذي يدعم المتنمر ، وهو لا يبدأ بالأعمال العدوانية بنفسة بل ينخرط فيها عندما يقوده متنمر عدواني حيث يظهر إخلاصه وتعاونه معه . 

خصائص التلاميذ المتنمرين : 

وقد توصلت دراسات ألويس أن المتنمرين لديهم تاريخ من الإساءة ويتعاطون المخدرات ، وأن هؤلاء المتنمرين في الطفولة يكونون مجرمين في سن الرشد . 

كما أنهم يظهرون مستويات مرتفعة من الاندفاعية والحاجة إلى القوة والهيمنة علي الآخرين ، وأن المتنمرين يظهرون يظهرون مستوي أقل من القلق ، وعدم الشعور بالأمن ، والهيمنة علي الضحية ، وأن المتنمرين لديهم تقدير ذات مشابه للأطفال العاديين ، بسبب إحساسهم بالقوة علي ضحاياهم إلى جانب اتجاهاتهم الإيجابية نحو العنف. 

مما سبق يمكن استخلاص خصائص المتنمرين كما يلي : 

1- نشاط زائد واندفاعية وقوة جسمية فائقة . 

2- عدوانية تجاه الأقران والمدرسين . 

3- لديهم مستوي منخفض من القلق ، ودرجة تقدير الذات لا تختلف عن الأشخاص العاديين . 

4- لا يشعرون بالعطف تجاه ضحاياهم ، أو الندم علي أفعالهم العنيفة . 

5- ينتمون إلى أسر كثيرة العقاب خاصة الجسدي منه ، وينقصها الحب والحنان . 

6- اتجاهاتم نحو العنف إيجابية . 

7- يميلون إلى السيطرة والتحكم بالآخر . 

8- مقتنعون بأفعالهم ويردون الخطأ إلى التضحية . 

وبوجه عام يميل المتنمرون إلى أن يكونوا مغرورين وأقوياء ومقبولين من أقرانهم ، ويتميزون برغبتهم في السيطرة علي الآخرين عن طريق استخدام العنف ، ويظهرون القلق من التعاطف تجاه ضحاياهم ، كما يتميز بأنه محاط بمتنمرين أو أتباع سلبيين ، وهؤلاء لا يبدؤون بالضرورة بالسلوك العدواني ولكنهم يشاركون فيه ، ويقدموا الدعم والتشجيع للمتنمر ، وموافقتهم ترفع من إحساس المتنمر بذاته ومكانته ، ويجعل سلوك المتنمر مستمراً . 

أنواع التلاميذ ضحايا التنمر : 

صنف وونج التلاميذ ضحايا التنمر غلى نمطين وهما : 

1- الضحية السلبي : 

وهو التلميذ المستسلم للعدوان الذي لا يدافع عن نفسه ولديه ميول انسحابية ويعاني من مشاعر الخوف والقلق والشك والحذر من الأقران . 

2- الضحية المستفز : 

وهو التلميذ الذي يثير المتنمر من خلال سلوكيات استفزازية في الشكل أو الملبس أو الحركة أو سلوكيات التصنت والتلصص والفضول مما يدفع المتنمر لإيذائه . 

خصائص التلاميذ ضحايا التنمر : 

إن ضحايا التنمر المدرسي يعانون من ضعف التأخر الدراسي وضعف التحصيل والقصور في المهارات الاجتماعية وتدني مفهوم الذات وافتقاد الثقة في الأقران وعدم الاطمئنان إليهم . 

وأن التلاميذ الأصغر سناً من الضحايا هم أكثر إحساساً بتلك المشاعر مقارنة بالتلاميذ الأكبر سنا . 

كما يتصف الضحايا بأن لديهم تقدير منخفض للذات ، وعدم قليل من الاصدقاء ، وإحساس بالفشل ، وسلبية وقلق وضعف وفقدان الثقة بالنفس ، ومعظمهم أضعف جسدياً من أقرانهم مما يجعلهم عرضة لهجمات المتنمرين . 

ولأنهم عاجزين عن تكوين علاقات مع أقرانهم فهم يميلون للعزلة في المدرسة ، مما يجعلهم يشعرون بالوحدة والإهمال ، كما يخشون الذهاب للمدرسة مما يعيق قدرتهم علي التركيز ، ويخلق أداءً دراسياً يتراوح بين الهامشية والضعف ، مع الوجود الدائم للتهديد بالعنف مما يشعرهم بالافتقار إلى الأمان ، الأمر الذي ينتج عنه الأعراض البدنية والنفسية لديهم . 

ويلاحظ أن الطفل ضحية التنمر المدرسي يتسم بالعديد من السمات منها الوحدة ، وسوء التوافق النفسي والاجتماعي ، والخجل ، والقصور في العلاقات الاجتماعية ، وتدني تقدير الذات . 

من خلال ماسبق يمكن استخلاص خصائص التلاميذ ضحايا التنمر كما يلي : 

1- الخوف الشديد خاصة عند الذهاب إلى المدرسة أو الرجوع منها . 

2- شدة الانطواء وقلة الأصدقاء . 

3- التسرب المستمر من المدرسة ( كثرة الغيابات ) . 

4- انخفاض تحصيلهم الدراسي . 

5- الاكتئاب المستمر وعدم الرغبة في المشاركة في الأنشطة المدرسية . 

6- ضياع الأدوات أو النقود باستمرار . 

7- الرجوع إلى البيت بثياب ممزقة أو خدوش أو أدوات متلفة . 

أنواع التنمر المدرسي : 

توجد خمسة أنواع للتنمر المدرسي يمكن سردها كما يلي : 

1- التنمر الجسدي : 

هو نوع من أنواع السلوكيات الجسمية غير المرغوبة ، والتي تكون علي شكل احتكاك بين المتنمر والضحية ، وتوجد بعض الأشكال المعروفة مثل : اللكم ، الدفع ، التزاحم ، الرفس ، اللمس غير المؤدب ، الدغدغة ، العراك ، استعمال الوسائل الموجودة في الصف للتقاذف كأقلام السبورة مثلاً . 

2- التنمر الانفعالي : 

ويتمثل في كل أشكال السلوكيات التي تلحق ضرراً بالجانب النفسي والسلوكي للضحية بما في ذلك الاستقرار والتوافق والسعادة ، ومن ضمن ما يصدر عن المتنمر تجاه الضحية : نشر الشائعات الكاذبة والمغرضة ، إبقاء بعض الأفراد خارج المجموعة ، حث بعض الافراد علي تشكيل عصابات لمواجهة مجموعات أخرى ، تجاهل بعض الأفراد خلال عملية التواصل ، المضايقة والإزعاج بالصوت أو النظرة أو الهمس ، الاستفزاز ، حركات جسمية مبهمة وإيماءات وجهية غامضة . 

3- التنمر اللفظي : 

هو نوع من أنواع الوشاية أو الاتهامات التي قد تسبب للحضية شتى أنواع الحزن والكرب والآلام النفسية ، وقد يتضمن ذلك ما يلي : توجيه كلمات جارحة منتهكة لحرمة الفرد ، النداء بمسميات غير لائقة ، التعليق السلبي الجارح علي منظر ثياب أو جسم ما ، المضايقة والتشهير الكاذب ، السب والتقلق من قيمة الفرد . 

4- التنمر الإلكتروني : 

وقد يحدث ذلك عن طريق الاستعمال التكنولوجي لإحدي الوسائل العصرية المتاحة ، دون اكتشاف الأمر من قبل الآباء أو السلطات المدرسية ، لأن الشخص المتنمر قد قدم اسماً مستعاراً ، وهذا النوع من التنمر يمكن تسميته بالتنمر المحايد ويأتي في شكل رسائل قصيرة SMS أو Email ، صور أو رسائل نصية أو مواقع ، وكلها تحمل مواصفات مغرضة ومسيئة للطرف الآخر .

5- التنمر الجنسي : 

أي سلوك تنمري سواء أكان جسمياً أو رمزياً ، وهو مرتكز علي حياة الفرد الجنسية بحيث يستخدم هذا الجانب كسلاح في وجه الضحية ( ذكوراً وإناثاً ) ، ويتم ذلك بصورة مباشرة أو غير مباشرة مثل الرسائل الإلكترونية ، واستخدام العبارات الجنسية البذيئة ، واللمس غير المرغوب فيه . 

إنه علي الرغم من اختلاف تعريفات التنمر وأشكالها إلا أن هناك اتفاق واسع علي أن هناك نوعان من أشكال التنمر هما : التنمر المباشر وغير المباشر ، التنمر المباشر مثل الضرب والركل والسب ، والتهديدات ، أما التنمر غير المباشر فيشمل الاستبعاد الاجتماعي ، وإطلاق الشائعات ، والانسحاب من الصداقات . 

أسباب التنمر المدرسي : 

هناك العديد من الأسباب المتداخلة التي تجعل الطالب يجنح إلى سلوك التنمر ، والتي يمكن تناولها مصنفة فيما يلي : 

1- أسباب بيولوجية : 

فالطلبة المتنمرون يتميزون بقوة جسمية تجعلهم يتفوقون علي ضحاياهم ، إلى جانب الاستعدادات الوراثية لديهم . 

2- أسباب نفسية : 

حيث إن المتنمرين تكون لديهم عدوانية واندفاعية تجاه الآخرين ، إلى جانب الرغبة في السيطرة واستعراض القوي . 

3- أسباب معرفية : 

أن تكون لدي المتنمرين بعض التحريفات المعرفية في أنماط تفكيرهم ، مما يجعلهم يميلون إلى الاعتقاد بشكل خاطئ بأن الآخرين لديهم نوايا ومقاصد عدوانية تجاههم . 

4- أسباب أسرية : 

والتي تصنف من أخطر الأسباب التي تولد سلوك المتنمر ، ومن بينها ما يلي : 

- المشكلات الأسرية : مثل انفصال الأب عن الأم أو كثرة الخلافات بينهما . 

- التنشئة الأسرية الخاطئة : والتي تعتمد علي العقاب البدني القاسي ، وإهانة الأطفال وإهمالهم وتشجيع علي العنف . 

- انعدام التواصل بين الآباء والأبناء . 

5- أسباب اجتماعية : 

للمتنمر مكانة اجتماعية وشعبية عالية بين أقرانه ، لأنهم يرون فيه القوة والقدرة علي تحقيق مآربهم دون خوف أو تردد ، وبالتالي يسعون دائما لإرضائه ودعمه ومساعدته عند الحاجة . 

6- أسباب مدرسية : 

وهي عديدة مثل نقص الرقابة ، وكثرة عدد التلاميذ ، ونوع المناخ الاجتماعي السائد في المدرسة ، وفي هذا السياق أضاف وايتد أن التنمر في المدرسة قد يكون مصدره المعلمين ، والإدارة المدرسية ، والنظام التربوي التعليمي ككل ، ويحدث ذلك من خلال العلاقات السيئة بين المعلم والمتعلم ، والتمييز بين التلاميذ ، والاحتقار ، والإقصاء ، والعقاب بأنواعه ، وغياب التحفيز . 

كما أن هناك العديد من الأسباب التي تسهم في جعل بعض الطلاب ضحايا للتنمر : 

1- أسباب بيولوجية : 

أن يكون الضحية صغير السن ، وضعيف البنية مقارنة بالمتنمر . 

2- اسباب نفسية : 

مثل الخجل ، والقلق ، وليس للضحايا القدرة علي المواجهة ، ويميلون إلى الانسحاب ، وتقديرهم لذواتهم منخفض ، ويخافون ، والهروب هو وسيلتهم لحل الصراعات . 

3- أسباب معرفية : 

حيث يشكل ضحية التنمر صورة سلبية عن ذاته وعن قدراته . 

4- أسباب اجتماعية : 

وهي عديدة مثل نقص المهارات الاجتماعية ، ونقص العلاقات مع الأقران ، ونقص المكانة الاجتماعية ، مما يؤدى إلى الميل إلى العزلة الاجتماعية والانسحاب والسلبية ، ونقص المهارات اللفظية ومهارات التواصل . 

الأماكن التي يحدث فيها التنمر المدرسي : 

يحدث التنمر داخل المؤسسات التعليمية أو خارجها ، لكن غالباً ما يميز أماكن خاصة في المدرسة مثل : الساحة ، والممرات ، وقاعات الرياضة ، والأقسام ، وقاعات العمل الجماعي ، والمطاعم ، وحتى أثناء النشاط التعليمي وبعده . 

والتنمر المدرسي غالباً ما يصدر عن مجموعة من التلاميذ توجه سيطرتها نحو تلميذ تقوم بعزله ، وإبعاده عن كل النشاطات واللقاءات ، مستعينة بالموالين الذين بدورهم يخشون أن يكونوا ضحايا هذا السلوك ، وهذه المجموعة يقوم أفرادها بالسخرية والتهكم وإطلاق الصفات الدنيئة والمنحطة علي الضحية قبل إلحاق الأضرار الجسدية به ، ومن ثم يحدث التنمر بعيداً عن الكبار كما في فسحة المدرسة ، والحصص ، ودورات المياه ، وفي المداخل ، وفي موقف انتظار الحافلات ، وفي حافلة المدرسة ، وفي الطريق للمدرسة أو إلى البيت . 

أشهر البرامج العالمية للتدخل ومنع التنمر المدرسي : 

لقد أعدت وصممت العديد من برامج التدخل العالمية لمنع التنمر في المدارس والاستراتيجيات المضادة له والتي أثبتت من خلال تطبيقها قدرتها علي مواجهة المشكلة لكافة الأطراف المتورطة في الموقف . 

ومن هذه البرامج العالمية للتدخل ومنع التنمر المدرسي ، والذي يعد من أكثر البرامج شمولاً في مواجهة هذه الظاهرة برنامج دان ألويس لمنع التنمر المدرسي ويقدم هذا البرنامج إطاراً واضحاً للإداريين والمعلمين وأولياء الأمور يمكن تطبيقه علي المستوي الوطني والعالمي . 

كذلك وعلي امتداد مختلف المراحل الدراسية وعلي مستوي الدراسة والفصل الدراسي والطلاب أنفسهم ، ويتحقق بتكاتف وتضافر جهود الإدارة والمدرسين وأولياء الأمور ، والطلاب ، وبجهود المختصين بالمجال من خارج المدرسة ، مع ضمان الحصول علي التزامهم بالمساعدة في إيقاف التنمر ، ويمتد مدى تطبقه من العام للعام لقياس مدى فعاليته في التقليل من انتشار ظاهرة التنمر والتخفيف من حدة آثاره . 

تعليقات