مفهوم جنوح الأحداث وعلاقته بالمراهقة |
بحث عن جنوح الأحداث :
محتويات البحث :
(2) علاقة الجنوح بالمراهقة .
(3) أسباب الجنوح .
(4) أنواع الجانحين .
(5) شخصية الجانحين .
(6) أساليب مواجهة جنوح الأحداث .
- الأساليب الوقائية لجنوح الأحداث .
- الأساليب العلاجية لجنوح الأحداث .
(7) طرق التكفل بالجانحين .
تعريف جنوح الأحداث :
هو إقدام الحدث علي ارتكاب جريمة كالسرقة أو الإيذاء أو القتل ... إلخ ، ويسمي الحدث الذي يرتكب هذه الأفعال بالحدث الجانح ويجب تقديمه للمحاكمة وإيداعه في مؤسسة إصلاحية .
تعريف جنوح الأحداث في علم النفس :
هو حالة تتوفر في الحدث كلما أظهر ميولات مضادة للمجتمع بدرجة خطيرة ، أو يمكن أن تجعله موضوع لإجراء رسمي .
تعريف جنوح الأحداث في علم الاجتماع :
يعرف علي أنه مجموعة الأفعال التي يقوم بها الحدث منتهكاً معياراً اجتماعياً معيناً مع وجود دافع معين ، أو لوجود مجموعة من الدوافع والعوامل التي يخضع لها الفاعل .
تعريف جنوح الأحداث في القانون :
يعرف علي أنه : الأحداث الذين دخلوا في صراع مع القانون وارتكبوا أفعالاص تدخل في تصنيف الجرائم ، مما يؤدى بهم المثول أمام محكمة الأحداث .
ومن التعريف السابقة لجنوح الأحداث يمكننا تعريفه كالتالي :
كل سلوك مخالف للقواعد العامة للمجتمع ينتهجه الحدث ما دون السن القانونية ويجعله محل متابعة قانونية إضافة إلى استنكار من طرف المجتمع كون الجنوح من السلوكيات الغير مقبولة اجتماعياً كما هي قانونياً .
علاقة الجنوح بالمراهقة :
يعبر الجنوح عن مرحلة غير مريحة والتي تميز مرحلة المراهقة وخاصة الصعوبات التي يجدها المراهق في مرحلة الخروج من الطفولة عن طريق الإحباطات المرتبطة بمخاوف الحياة الجديدة .
وما يمكن ملاحظته في المدارس أن نسبة الجنوح تكون عالية عند المتمدرسين الذين يكون لهم تحصيل دراسي ضعيف ، فالجنوح في المدارس هو طريقة لفرض ذاته وتأكيدها ، فالعنف في المدارس يعبر عن خوف وانعدام الأمن الذي يشعر به الفرد ، وكل هذا يؤدى إلى الرعب الذي يترتب عنه سلوكات خطيرة .
فللأسرة دور هام في ظهور هذا الشعور كونه ملاحظ في الأسر التي لا تحتوي علي الدفء العاطفي والمعايير التعليمية ، كما أن التناقضات التي يجدها الفرد بين المعايير الاسرية والمعايير الاجتماعية قد تؤدي إلى الجنوح .
ويمكن أن تلعب العوامل الشخصية دور في ظهور السلوكات الجانحة ، فهي تمثل كل مراحل نموه وخاصة المرتبطة بالطفولة ، والتي تؤدي به إلى صراعات بين المجتمع وعالم الكبار .
يوضح " ستانلي هول " Stanley Hall أن طبيعة المراهق تتأرجح بين النقيض والنقيض من الحالات ، وهي في تتابع سريع ومتلاحق فقد يبدو فرحاً متفائلاً في يوم وحزين ومتشائم في اليوم التالي ، وهذه هي أزمة المراهقة التي تنجم عنها عدة اضطرابات نفسية قد تقوده إلى سلوكات جانحة إن لم يجد الرعاية والتوجيه الحسن .
وأغلب السلوكات الجانحة المنتشرة في هذه المرحلة تتمثل في الهروب من المنزل عند الإناث والسرقة عند الذكور ، فقد بينت " أنا فرويد " Anna Freud عند تحليلها للمراهقة علي أنها مرحلة تظهر فيها بعض السلوكات التهيجية ، مما يسبب للمراهق عدم الهدوء والاستقرار .
ومن بين أهم العوامل التي تجعل المراهق أكثر عرضة للانسياق نحو الجنوح أنه أكثر الناس تقبلاً لعوامل الإيحاء والإغراء ، بينما الطفل لا يزال تفكيره يعتمد علي تذكر والديه في كل شئ ، أما بالنسبة للراشد فلا يمكنه الإغراء والانزواء نحو الجنوح لأنه يزن الأمور بعقل واعي ومنطق معقول .
كما أن المراهق غالباً ما يكون الجنوح لديه كرد فعل لمكبوتاته المتفاقمة منذ فترة الطفولة ، فالجنوح يصبح هنا لديه طريقة دفاعية يعبر ويعوض من خلالها عن صراعاته النفسية .
أسباب الجنوح :
1- الرغبة :
حيث يقر العديد من الذكور بمدى رغبتهم للقيام بكل ما يخالف القانون والمعايير الاجتماعية لشرح سبب جنوحهم ، أما الإناث فلا يقررن بذلك .
2- الانتقام من التعنيف :
حيث يري الذكور منهم أن سلوكاتهم هي ردود فعل عن العنف الممارس عليهم من طرف الأقرباء ، وذلك حماية لمصالحهم .
3- غريزة البقاء :
حيث يري الجانحون أن الانضمام إلى جماعات جانحة ، هو طريقة للمحافة علي حياتهم وبقاءهم وذلك بالمقارنة مع سلوكاتهم العنيفة .
أنواع الجانحين :
يمكن أن ترتكب الجرائم في لحظات أزمة أو اندفاع لا واعي تمثل في هذه الحالة الجانحين الحقيقيين ، لكن من الضروري التحدث عن تلك الجرائم التي تعبر عن مرحلة تظاهر عابرة التي تمثل السلوكات الجانحة المؤقتة occasionnelle ، وفي هذا النوع نتخذ التدابير الوقائية للحماية منها مستقبلاً .
1- الجانحين المؤقتين occasionnelle :
يشمل هذا النوع المراهقين الذين ارتكبوا جريمة لكن دون تكرارها في المستقبل ، نلاحظ هذا النوع من الجنوح عند المراهقين الذين يعبرون عن مظاهر أزمة ، حيث يعتقد أن هذه الفئة تعود في معظم الأحيان إلى النظام بعد تقييم المخاطر والعقوبات التي قد تنجم عن هذه السلوكيات الجانحة ، تمثل هذه الأخيرة الفترة المضطربة من البلوغ .
2- أصحاب السوابق العدلية recidivistes :
في هذا النوع لا نتحدث عن الجانحين الحقيقيين ، فهذه الفئة تمثل فئة المراهقين الذين يعانون من اضطرابات عاطفية ومشاكل سلوكية التي تؤدى إلى سلوكات تتعارض مع الأخلاق الاجتماعية ، ومن بين خصائص هذه الفئة : السلبية والتسرع والانفعال الشديد ، كما أنهم لا يبالون بنتائج وخطورة هذه الأفعال .
3- الجانحين الحقيقيين les vrais delinquants :
يتميز هذا النوع من الجنوح عند المراهقين بعدم التفريق بين الصح والخطأ والخير والشر وبين المسموح والمرفوض ، فنقص التعليم الاجتماعي للمعايير والنظم والمبادئ الاجتماعية أدت بهذا الأخير إلى هذا النوع من الجنوح ، فيبحث المراهق في هذه الحالة إلى تلبية حاجاته عنه طريق العنف ، من بين هذه السلوكيات نجد الجنوح الجنسي والسرقة والهروب والكذب وكل هذه السلوكيات لهدف تأكيد الذات في الوسط الاجتماعي .
شخصية الجانحين :
تعبر مرحلة المراهقة عن فترة صراع وقلق اللذان قد يؤديان إلى سلوكيات جانحة ، وشخصية الجانح تبدوا طبيعية خالية من كل الصراعات بالرغم من تواجدها .
وبذلك تكاثفت البحوث في مجال الجنوح بهدف معرفة الاسباب وكل المتغيرات التي لها علاقة مع هذه الظاهرة ، وبذلك توصل إلى سمات الشخصية الجانحة والتي تتميز بكل ما هو مضاد للمجتمع ، بحيث يتميز الجانح علي سبيل المثال بعدم إظهار الولاء للآخر وكذا عدم القيام بالواجبات الاجتماعية .
من السمات المضادة للمجتمع التي يتميز بها الشخص الجانح ما يلي :
1- ذكاء متوسط أو مرتفع مع جاذبية مصطنعة .
2- العجز عن إقامة علاقات وكذلك هناك فشل في صنع خطة لحياته .
3- يتمثل بأعضاء جماعة المنحرفين أو الجانحين التي ينتمي إليها سواء في الملبس أو في طريقة الكلام .
4- يقوم بجرائمه وسلوكاته الجانحة مع جماعته التي ينتمي إليها .
5- يقوم بدور إيجابي نشط في الجماعة التي ينتمي إليها .
6- يميل الجانح إلى لوم الآخرين إضافة إلى ذلك بحثه عن تبريرات لسلوكاته .
7- الجرأة علي قول الكذب بحيث لا يهتم الجانح عما إذا كانت تضر المجتمع .
أساليب مواجهة جنوح الأحداث :
التنشئة الاجتماعة السليمة التي يتلقاها الطفل في الاسرة أولا ثم في المدرسة يجب أن يأخذ في الحسبان الوقاية من خطر الجنوح ، عبر الاهتمام بجملة من الإجراءات النفسية والاجتماعية والتربوية ، والاقتصادية لضمان إعداد نشئ صالح بمقومات التكيف الناجح في بيئته .
الأساليب الوقائية لمواجهة الجنوح :
لتفادي اسباب الجنوح يجب مراعاة توفير التدابير الوقائية علي مستوي الأسرة والمدرسة والمؤسسات الاجتماعية المختلفة والاهتمام بتحسين مستوي المعيشة وضمان التوعية عن طريق وسائل الإلام المختلفة :
1- في مجال الأسرة :
باعتبارها المؤسسة الأولي التي يتم فيها إعداد سلوك الطفل اجتماعياً وأخلاقياً ودينياً ، فيجب توعية الآباء بدورهم اتجاه أبنائهم وبأهمية الحفاظ علي جو هادئ ومتسقر بالبيت ، والتحلي بالأخلاق الحسنة والابتعاد عن كل ما من شأنه تهديد استقرار الأسرة خاصة السلوك السيئ .
2- في المدرسة :
حيث يجب اضطلاعها بتنمية الجانبين التربوي والمعرفي للطفل ، فإنها تساهم في عملية تكيفه الشخصي والاجتماعي وتحميه من الجنوح ، وهذه بمحاولة التنبؤ المبكر بالقابلية للجنوح لدي التلاميذ للتكفل به مبكراً وتجنبه مستقبلاً ، وإعداد المعلمين بالمدارس علي مواجهة حالات الجنوح لدي بعض التلاميذ بالتعاون مع الأسرة والجهات المختصة الأخرى .
بالإضافة إلى الاساليب الوقائية التالية :
1- حماية الأطفال والشباب من التشرد والفقر والمرض ، وإنشاء مؤسسات لرعاية الأطفال والشباب .
2- فرض الرقابة علي برامج السينما والمسرح والتلفزيون والانترنت لما لها من تأثير كبير ، علي الأطفال خاصة في سن المراهقة حيث يميلون إلى محاكاة السلوكات العنيفة .
3- تشجيع إنشاء النوادي ودور الشباب وقاعات المطالعة .
4- إيجاد فرص عمل لتجنب وقوع الأسرة في الفقر والتشرد .
5- القضاء قدر الإمكان علي الأمية ونشر التعليم لرفع الأداء الاجتماعي للأسر .
6- المساهمة في تقوية الوازع الديني في الأسرة .
7- إصدار القوانين التي تحمي كيان الأسرة .
8- توطيد العلاقة بين المدرسة والبيت من خلال استخدام مجالس أولياء التلاميذ لمناقشة مشاكل التلاميذ الدراسية والنفسية وحتى الاجتماعية .
الأساليب العلاجية لمواجهة الجنوح :
إن الجنوح ظاهرة مرضية تهدد حياة المجتمع ومؤسساته ، وتؤدي إلى ضياع فئة الشباب ، وانطلاقاً من فكرة أن الجانحين يعتبرون ضحايا لظروف قاهرة ، وإذا ظلت هذه الظروف قائمة فعقاب الجانح لا يكون ذو فائدة .
وتكمن أهمية العلاج والتكفل في النقاط التالية :
1- تنظيم وإيجاد شبكة العلاقات الاجتماعية للجانح حتى يتكيف مع نفسه ، ومع المجتمع الذي يعيش فيه .
2- إكسابه الصفات النفسية والاجتماعية الحسنة والتي تتمثل في :
- القدرة علي التفكير الواقعي والمدرك لحقائق الأمور .
- القدرة علي القيادة والاستقلالية وإدراك المسؤوليات ومعرفة حقوقه وواجباته .
3- الرغبة في الخدمة العامة بحيث يكون لديه الاستعداد لتقديم الخدمات في المجتمع الذي يعيش فيه .
4- إدراك اهمية النظام وتقديره في الحياة .
5- تقدير أهمية العمل المنتج سواء كان فكرياً أو يدوياً .
6- غرس حب اللياقة البدنية والاستمتاع بالصحة الجيدة .
7- الإحساس بالسعادة لتكيفه مع المجتمع ولما يحيط حياته من تكيف نفسي اجتماعي والنمو خلال هذا التكيف .
طرق التكفل بالجانحين :
اتجهت الدراسات الحديثة إلى استغلال الفترة التي يقضيها الشخص في الجسن أو في مؤسسة إعادة التربية من أجل إعادة تنشئته وإعادة تطبيعه وتأهيله ، وذلك عن طريق دراسة كل حالة كحالة فردية ، ويقدم العلاج والتدريب والإشراف الضروريين لإكسابه نسقاً من القيم والنظم والأخلاق التي ترشد سلوكه وتجعله مقبولاً اجتماعياً وترتكز السياسة العقابية الحديثة علي ما يلي :
1- فرض الرقابة علي الشباب الذين يسلكون طريق الجنوح بالصدفة ، حيث يراعي عدم سجنهم لتجنبهم الاحتكاك بالمسجونين حتى لا يحاكونهم في سلوكهم المرضي ، فالإشراف عليهم ومراقبتهم في محيطهم الطبيعي ممكن أن يجعل منهم أشخاص صالحين .
2- عدم جمع المجرمين والجانحين في مؤسسة واحدة ، إذ يجب مراعاة خصوصية كل فرد ، فمنهم الذهاني أو المتخلف عقلياً الذي يجب وضعه في المؤسسات الخاصة للتكفل به ، ومنهم الجانحين الذين يجب عزلهم من المجرمين الراشدين بحيث تحتاج الفئة الأولي لمزيد من الإشراف والتدريب .
2- تغيير نوع المعاملة في السجون ، بحيث تصبح أكثر إنسانية وتمثل للمعاملة الحسنة بدل الخشونة والقسوة التي كانت تقتل الرحمة في قلب النزيل ، فقد روعي في السجون الحالية تحسين نوعية الأغذية وظروف المعيشة .
3- بغرض إعادة تطبيع السجناء اجتماعياً ، تم توفير التدريب المهني وتصميم برامج عمل ، وبرامج تربوية لتحسين مستواهم التعليمي ، كل هذه الأبعاد تدخل ضمن برامج فاعلية وشمولية ذات قيمة علاجية كبيرة للسجين .
4- تحسين عام في الرعاية داخل السجن من حيث الخدمة الاجتماعية والعلاج والتكفل النفسي ، وتصنيف وتوزيع السجناء والإرشاد الديني والكوين والتأهيل المهني والإشراف علي السجناء الذين يتم الإفراج عليهم مؤقتاً .
تعليقات