U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

أسباب القلق والنظريات المفسرة له

ما هي أسباب القلق pdf
بحث عن أسباب القلق والنظريات المفسرة له 

محتويات المقالة : 

1- أسباب القلق . 
2- النظريات المفسرة للقلق . 

أسباب القلق : 

هناك العديد من العوامل التي تؤدي إلى القلق ومنها ما هو وراثي أو يعود إلى مواقف الحياة الضاغطة أو إلى العنف النفسي العام ، أو يعود إلى أسباب نفسية اجتماعية أو التفكير في المستقبل وسنتعرض إلى هذه الأسباب فيما يلي : 

(1) الأسباب الوراثية للقلق : 

إن مستوي القلق عند الأفراد يعتمد علي كيفية عمل الوظائف ، وبعض الآليات الفزيولوجية ، فليس غريباً أن تكون هناك فروق وراثية بين الأفراد ، كما هو الحال في كثير من الخصائص الجسمية مثل لون العينين . 

ويبدو أن العوامل الوراثية لها دور مهم ، بل ومن المحتمل أن يكون أكثر العوامل أهمية في تحديد القلق ، هذا ما بينته الدراسات المختلفة أن الوراثة تلعب الدور الهام والأساسي في الاستعداد للقلق ، فقد دلت النتائج أن نسبة القلق في التوائم المتشابهة التي تعد متماثلة في كل الجوانب بسبب توفر الطبيعة الوراثية نفسها تصل إلى 50% بينما تصل إلى 4% في التوائم غير المتشابهة ، وحوالي 15% في آباء وأخوة مرض القلق . 

(2) الأسباب النفسية والاجتماعية للقلق : 

تختلف نظرة الباحثين إلى الأسباب النفسية الاجتماعية للقلق ، فأرجع فرويد القلق إلى الصراعات الداخلية اللاشعورية والتي هي عبارة عن قوي داخلية تتصارع مع بعضها البعض ويؤدي تصارعها إلى ظهور الأعراض المرضية ، أما " أدلر " فقد أرجع القلق إلى شعور الفرد بالنقص ومحاولة التفوق ، ويشير الباحث " إيريك فروم " إلى أن القلق ينشأ نتشيجة الصراع بين الحاجة للفرد والاستقلال من جانب الوالدين ، ويذهب الباحث " اوتورانك " إلى أن القلق يرجع إلى صدمة الميلاد . 

أما أنصار المدرسة السلوكية مثل الباحث " دولار ، ميلر ، وبافلوف " فيرجعون اضطرابات السلوك عامة واضطراب القلق خاصة إلى تعلم سلوكيات خاطئة في البيئة التي يعيشون فيها وتساهم الظروف الاجتماعية التي ينشأ فيها الطفل إلى تدعيم تلك السلوكيات والعمل علي استمرارها وبقائها . 

كما تلعب الضغوط البيئية دوراً هاماً في حدوث أي اضطراب ، وهناك نوعين من الضغوط هما : 

- الضغط المباشر : الذي تسببه حالة الاستياء التي تحتل أو تدخل في البيئة مثل فقدان وظيفة ، أو خلافه ....... إلخ . 

- الضغط غير المباشر : الذي يرتبط بالصراع بين قوتين متعارضتين مثل : الرغبة الشديدة في عمل شئ معين مع تحريم قوي في نفس الوقت ، وتجدر الإشارة هنا إلى أن الضغوط وحدها لا تكون ضرورية ولا كافية لإحداث الاضطراب ، ولكنها إذا اشتدت مع وجود استعداد مرضي وغياب عوامل المقاومة يمكن أن تزيد من أو تعجل من ظهور الاضطراب . 

(3) مواقف الحياة الضاغطة : 

كالضغود الحادة الناجمة عن نمط الحياة الحديثة والتغيرات المتتابعة ، والبيئة القلقة المشبعة بعوامل الخوف والهم ، ومواقف الضغط والوحدة والحرمان وعدم الأمان واضطراب تفكك الجو الأسري . 

فالقلق يمكن أن ينجم من الضغوط الحادة الناتجة عن مطالب الحياة الحديثة والبيئة القلقة المشبعة بعوامل الخوف والوحدة والحرمان والجو الأسري المتفكك الذي يسود فيه الصراع . 

(4) التفكير في المستقبل ( قلق المستقبل ) : 

يسبب هذا العامل القلق للإنسان ، ويساعد ذلك استرجاع الخبرات الماضية المؤلمة ، والتفكير في ضغوط الحياة العصرية وطموح الإنسان وسعيه المستمر نحو تحقيق ذاته وإيجاد معني لوجوده . 

فالتفكير في المستقبل عامل يسبب القلق للإنسان ، كونه أمر مجهول ، فالفرد دائماً يسعي إلى التقدم إلى الأمام لكي يتحقق طموحه ، ولكن تفكيره في ضغوط الحياة العصرية تجده في صراع دائم ينتج عنه حالة قلق ، وهو يسعي دائما إلى تحقيق ذاته من خلال ما تعرضنا إليه من اسباب نلاحظ أن القلق يمكن أن يحدث من خلال أسباب عديدة ومختلفة ، فمنها ما هو وراثي عن طريق الجينات من جيل إلى جيل ، كما أن الأفراد يختلفون في بنية شخصيتهم ، لذا فالعوامل النفسية أيضا تتغير وتنفجر بدرجة متفاوتة بين الأفراد نتيجة الصراعات الداخليية اللاشعورية التي تتصارع بعضها مع بعض ، وكذا شعور الفرد بالنقص والشعور بالعجز والذنب والخوف من العقاب وتوقعه ، بالإضافة إلى الحرمان من العطف وعدم الشعور بالأمن . 

كما أن للعوامل البيئية دور في اثارة القلق عند الفرد نتيجة لتعلم الفرد سلوكيات خاطئة في البيئة التي يعيش فيها ، كما أن لمواقف الحياة الضاغطة والصعبة دورا في تفجير القلق عند الفرد خوفاً من عدم القدرة علي مواجهة المواقف الصعبة التي تعتري حياة الفرد وكذا شعوره بالوحدة والحرمان وتفكك الجو الأسري . 

(5) الشعور بالذنب : 

يشعر الأشخاص بالقلق عندما يعتقدون أنهم تصرفوا علي نحو سئ وأنهم سوف يتعرضون للعقاب ، فهم لم يتعلموا أن من الطبيعي أن تكون لدي كل فرد أفكار سيئة . 

(6) الإحباط المستمر : 

إن الإحباط الزائد يؤدي إلى مشاعر القلق ولا يتمكن الأشخاص في كثير من الأحيان من التعبير عن غضبهم ، وقد يكون الإحباط ناتجاً عن ارتفاع في مستوي الأهداف أو تدني مستوي التقييم الذاتي ويؤدي الشعور المستمر بضعف الأداء إلى درجة عالية من القلق . 

(7) التجارب السابقة مع المؤثرات التي تسبب القلق النفسي : 

فتأثير التجارب السابقة للفرد تلعب دوراً هاماً وبارزاً في تكوين الخبرات التي تكون من مسببات القلق عند التعرض لمواقف متشابهة . 

النظريات المفسرة للقلق : 

(1) نظرية التحليل النفسي فرويد : 

وضع فرويد عدة نظريات في القلق ، ففي نظريته الأولي رأي أن القل يتولد من كبت الخوف فالذين يعانون من الكبت الجنسي يشكون من القلق ، كما أكد فرويد أن الدوافع الجنسية عندما تتعرض من الحرمان تتحول الطاقة الجنسية الكامنة ورائها إلى القلق وهذا الأخير ناتج عن تعرض الفرد لحالة الخطر ، والمكون الأساسي لهذا الخطر هو زيادة التنبيه والإثارة ، دون أ، يكون للفرد القدرة علي السيطرة ، وقدرة الفرد علي السيطرة علي دوافعه الغريزية تختلف باختلاف مراحل النمو . 

الخوف من الأنا الأعلي هو الذنب الذي يثير القلق في مرحلة الكمون ، والعصابيون هم الذين لا يزالون يستجيبون لحالات الخطر الحالية بأساليب الاستجابة لحالات الخطر السابقة وهكذا يري فرويد في نظريته الأخيرة أن القلق يؤدى للكبت بعد ان جعل الكبت يؤدى إلى القلق . 

كذلك ظهرت نظرية فروم froom لتربط بين القلق والحاجات الأساسية والمتمثلة من وجهة نظره في الحاجة إلى الانتماء والحاجة إلى الارتباط بالجذور ، والحاجة إلى الهوية ، والحاجة إلى إطار توجهيي ، حيث يؤكد فروم بأن هذه الحاجات الإنسانية جزء من طبيعة الإنسان ولازمة لتطوره واتقانه مؤكداً إعاقة الظروف الاجتماعية والصراع الاجتماعي لإشباعها حيث يقود ذلك إلى القلق ومن ثم الاضطرابات النفسية . 

كما اتخذ سولفيان ( monte , 1987 ) موقفاً قريباً حيث ركز علي أهمية العلاقات الشخصية المتبادلة بدءاً من لحظة الميلاد ، إلى أنه وسع من مفهوم العلاقات الاجتماعية حيث أظهر أهمية نمو هذه العلاقات عبر مراحل النمو المختلفة من خلال ربطها بالخبرات المعرفية ويري أن القلق يبدأ مع بداية الحياة وينتج من العلاقات الشخصية المتبادلة مع الأم . 

ففي المرحلة لا تسمح قدرات الطفل المعرفية بالتفريق بين ذاته وذات أمه ، وبالتالي فإن قلق الأم أثناء رعايتها لابنها يعتبر قلقه ، ولا يمكن خفض القلق ديه إذا استمر قلقها . 

وقد حدد سولفيان أربعة أنماط من الأمهات لتمثيل الأم كمصدر للإشباع في المرحلة الأولي وتشمل الأم الجيدة المشبعة ، الأم الجيدة غير المشبعة ، الأم غير الجيدة المشبعة ، الأم الشريرة ، ويستمر ارتباط القلق بطبيعة إدراك العلاقات الاجتماعية المتبادلة وفقا لمستوي الخبرة المعرفية للفرد ، ففي المرحلة الثانية علي سبيل المثال يرتبط قلق الطفل بالنتائج السلبية للأحداث دون الارتباط بأسبابها في حين يرتبط في المرحلة الثالثة بالنتائج مقترنة بالأسباب . 

(2) النظرية السلوكية : 

القلق في نظر السلوكيين استجابة مكتسبة فقد تنتج عن القلق العادي تحت ظروف معينة ، ثم فهم الاستجابة بعد ذلك . 

ولأن المدرسة السلوكية متباينة تماماً لوجهة نظر التحليل النفسي ، السلوكيين لا يؤمنون بالدوافع اللاشعورية ، ولا يتصور الدينامات النفسية ، أو القوي الفاعلة في الشخصية علي صورة منظمات " الهو والأنا والأنا الأعلي " كما يفعل التحليليون ، بل إنهم يفسرون القلق علي ضوء الاشتراط الكلاسيكي وهو ارتباط مثير جديد بالمثير الأصلي ويصبح هذا المثير الجديد قادر علي استدعاء استجابة الخاصة بالمثير الأصلي وهذا يعني أن مثيراً محايداً يمكن أن يرتبط بمثير آخر ، من طبيعته أن يثير الخوف . 

وبذلك يكتسب المثير المحايد صفة المثير المخيف ويصبح قادر علي استدعاء استجابة الخوف مع أنه في طبيعته الأصلية لا يثير مثل هذا الشعور ، وعندما ينسي الفرد هذه العلاقة نجده يشعر بالخوف عندما يعرض له الموضوع الذي بدور المثير الشرطي ولما كان هذا الموضوع لا يثير بطبيعته الخوف فإن الفرد سيشعر بهذا الخوف المبهم الذي هو القلق . 

فقد استطاع جون واطسون أن يخلق خوفاً لدي الطفل ألبرت albert الذي كان يبلغ من العمر إحدي عشر شهراً ، وكان قد تعود اللعب مع أحد حيوانات التجارب ثم شرط واطسون رؤية الطفل هذا الحيوان بمثير مخيف في أصله ، وهو سماع صوت عالي ومفاجئ ، وبعد حدوث  الاشتراط أصبح الطفل يخاف من الحيوان الذي يسر ويفرح لرؤيته من قبل ، ويعتبر الحيوان في هذه التجربة بمثابة الموضوعات المثيرة للقلق عند الراشدين ، مع أنها كانت موضوعات محايدة في أصلها ، ولكنها ارتبطت بموضوعات مثيرة للقلق . ( صبرة وآخرون ، 2004 ، صص 11-110 ) 

ومع تطور النظرة إلى مفهوم القلق وفقا للتطور في المدرسة السلوكية ، حيث حاول السلوكيون الجدد الخروج من الدائرة الضيقة لفكر واطسون آخذين في اعتبارهم العمليات العقلية كعوامل وسيطة بين المثير والاستجابة ، ولعل من أهمهم كل من دولارد dolard وميلر miller حيث نظرا إلى القلق كنتاج لتوقع الألم والذي يرتبط بالمثيرات الخارجية من جانب والعمليات الداخلية من جانب آخر . 

ويشير ( دولارد وميلر ) إلى أن الدافع الأولي للقلق تجنب الألم الفسيولوجي ، وبالطبع من الصعب معارضة رأيهما في أن تجنب الألم يعتبر دافعاً يولد به الكائن وأن علي الكائن أن يتعلم أن يخاف من كل ما يحدث ألماً من أجل أن يبقي علي قيد الحياة وبذلك يكون الألم هو التدعيم بالنسبة للدافع الثانوني وهو الخوف والقلق وتعتمد قوة الدافع أساساً علي عدد من التدعيمات بمعني عدد من المناسبات التي يصحب فيها موضوع أو حادث الخوف بالألم ، فكلما زادت الخبرات المرتبطة كلما زاد الخوف أو القلق . 

نستخلص أن هذه النظرية انطلقت في تفسيرها للقلق علي أنه متعلم من خلال التجارب التي يمر بها الفرد في حياته وأن القلق يستثار بموضوع أصلي تقترن به موضوعات أخرى عند حدوثه ، فتصبح بدورها بعد نسيان الموضوع الأصلي الذي يتيح القلق استجابة القلق فالقلق استجابة يكتسبها الفرد أثناء عملية التعلم . 

(3) نظرية الاتجاه المعرفي : 

يري " جوري كلي " أحد مؤسسي النظرية المعرفية بأن هناك مسلمات يمكن من خلالها تفسير القلق إذ يشير إلى أن أي حدوث قابل لمختلف التفسيرات ، ويعني هذا أن تفسير القلق الذي ينتاب الفرد بأكثر من طريقة وله مسملة أخرى وهي : " أن العملية التي يقوم بها الفرد توجهه نفسياً بالطرق التي يتوقع فيها الأحداث " وباعتبار أن القلق ليس إلا عملية توقع وخوف من المستقبل فإنه يمكن القول بأن التوقع المعرفي هو مصدر القلق الحقيقي . 

وقد يتم القلق من وجهة نظر المعرفية وهناك ما يسمي بالنموذج المعرفي للقلق الذي يفترض أن خبرات الأفراد تفسر القلق ، وذلك بسبب أفكارهم عن أنه وعن العالم من حولهم وتجعلهم ميالين إلى تفسير كثير من المواقف علي أنها مصدر تهديد . 

ويري ألبرت أليس ان سلوك الفرد في موقف معين هو مزيج من العقلانية واللاعقلانية في وقت واحد ، ذلك لأن الأفراد الذين يتعرفون في مواقف الحياة المختلفة حسب ما يدركون ويعتقدون نحو تلك المواقف وعلي هذا الأساس فإن القلق يمكن ان يكون نتيجة عن الاضطراب في الإدراك والتفكير بطريقة لا عقلانية . 

وينظر " أليس " إلى عمليتي التفكير والانفعال بأنهما عمليات غير منفصلتين فيتكون التفكير من عناصر ذاتية ، أما الانفعالات فهي تحيزية وتغلب عليها الذاتية . 

ويستند العلاج العقلاني علي مسلمات تساهم في تفسير السلوك للإنسان واضطرابه النفسي هي : 

- التفكير والانفعال وجهان لعملة واحدة وكلاهما يصاحب الآخر في التأثير والتأثر . 

- الإنسان عقلاني وغير عقلاني في آن واحد . 

- يكتسب الفرد التفكير اللاعقلاني منذ الصغر من الأسرة أو الثقافة والبيئة . 

- يتميز الإنسان بأنه يفكر دائما ويصاحب تفكيره الانفعال ، فكلما كان التفكير غير عقلاني كلما نشأ الاضطراب الانفعالي وبالتالي يؤدي إلى القلق . 

- يؤثر التزمت الديني وعدم التسامح ، ومشاعر الروتين والتفكير الخرافي ، في نشوء الاضطراب الانفعالي والقلق . 

تعليقات