U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

التأخر الدراسي ، مقدمة عنه ، تعريفه ، أنواعه ، أسبابه ( بحث كامل )

بحث عن التأخر الدراسي
مشكلة التأخر الدراسي ، أسبابها وأنواعها 

بحث عن التأخر الدراسي : 

محتويات البحث : 

(1) مقدمة عن التأخر الدراسي . 
(2) تعريف التأخر الدراسي . 
(3) تعريف المتأخر دراسيا . 
(4) أنواع التأخر الدراسي . 
(5) طرق الكشف عن الطلبة المتأخرون دراسياً . 
(6) أسباب التأخر الدراسي . 
(7) سمات المتأخرين دراسياً . 
(8) مظاهر التأخر الدراسي وسماته . 
(9) رعاية الطلبة المتأخرون دراسياً . 
(10) كيف يمكن حل مشكلة الطلبة المتأخرون دراسياً ؟ 

مقدمة عن التأخر الدراسي : 

ارتبطت مسألة التأخر الدراسي في أذهان المدرسين وأولياء الأمور بالمفاهيم الخاطئة ، كالغباء والتخلف العقلي ، وهذا الحكم هو بطبيعة الحال حكم عشوائي ومتسرع ، إذ يمكن أن يفهم التأخر الدراسي عند الطفل علي أنه تأخر في التحصيل بالقياس إلى أقرانه لأسباب قد تكون آنية ، وربما يكون لها ما يبررها . 

فربما يكون التأخر الدراسي ناتجاً عن عجز حسي أو جسمي ، أو نقص اجتماعي ، والحقيقة أن ظاهرة التأخر الدراسي ظاهرة معقدة ، تختلف فيها العوامل البيئية مثل العوامل الاقتصادية ، والأسرية ، والمدرسية ، وقد تعود إلى الطالب نفسه عندما يعاني بعض المشكلات التي ينتج عنها التأخر الدراسي . 

لقد تعرض مصطلح ( المتأخرون دراسياً ) في الأوساط التربوية إلى كثير من سوء الاستعمال لدرجة أ، بعض الباحثين أطلقه وأراد به طائفة من ضعاف العقول ، ويعبر عنها الآن بطائفة الضعف العقلي الخفيف أو مجموعة التربية الخاصة ، وتتراوح نسبة ذكائهم بين 50 و 70 وذلك بتكرار استخدام مقاييس الذكاء المقننة ، ويسميها البعض جماعة العاديين الأغبياء أو الأطفال المتخلفين ، أو مجموعة الحد الفاصل بين العاديين وضعاف العقول . 

تعريف التأخر الدراسي : 

التأخر الدراسي هو انخفاض في المستوي التحصيلي للتلميذ إلى الدرجة التي لا تسمح له بمتابعة الدراسة مع أقرانه مما يؤدى به إلى رسوبه أو تكرار ذلك . 

ويمكن تعريف التأخر الدراسي بأنه : 

التحصيل المتدني للطالب بما يتناسب ، وقدراته ، واستعداداته للدراسة ، والتي تكون متوسطة ، بالمقارنة مع زملائه الذين يناظرونه في العمر الزمني ، وبمعني آخر ، فإنه تبين من خلال تطبيق اختبارات القدرات العقلية ، واختبارات الاستعداد للدراسة علي الطالب ، أن قدراته واستعداداته جيدة ، وأن تحصيله الدراسي متدنٍ ، فإنه يعد متأخر دراسيا ، أما إذا تبين أن قدراته العقلية أقل من المتوسط ، وكان تحصيله الدراسي كذلك ، فإنه لا يمكن عده متأخراً دراسياً ، بل يحتمل أنه يعاني صعوبات في التعلم ، أو بطئا في التعلم ، أو إعاقة عقلية بسيطة . 

تعريف المتأخر دراسيا : 

المتأخر دراسياً : هو التلميذ الذي يكون مستوي تحصيله أقل من متسوي تحصيل زملائه الأسوياء في نفس عمره الزمني في المدرسة . 

والطلبة المتأخرون دراسياً هم الطلبة الذين لا يستطيعون أداء العملي المدرسي حتى لو كان في صف دون مستوي صفهم الاعتيادي . 

والمتأخرون دراسيا هم اولئك الذين لم يتمكنوا من استيعاب المناهج الدراسية المقررة عليهم في صف ما في أثناء الفترة الزمنية المحددة ملدة المنهج ( عام دراسي ) . 

أنواع التأخر الدراسي : 

لقد صنف التأخر الدراسي في أنواع منها : 

(1) التأخر الدراسي العام : 

وهو الذي يكون في جميع المواد الدراسية ويرتبط بالغباء . 

(2) التأخر الدراسي الخاص : 

وهو الذي يكون في مادة أو مواد بعينها فقط ، كالحساب مثلاً ، ويرتبط بنقص القدرة . 

(3) التأخرالدراسي الدائم : 

حيث يقل تحصيل الطالب عن مستوي قدرته علي مدى فترة زمنية . 

(4) التأخر الدراسي الموقفي : 

وهو الذي يتربط بمواقف معينة بحيث يقل تحصيل الطالب عن مستوي قدرته بسبب خبرات سيئة مثل موت أحد أفراد الأسرة . 

(5) التأخر الدراسي الحقيقي : 

وهو تأخر يرتبط بنفص مستوي الذكاء والقدرات . 

(6) التأخر الدراسي الظاهري : 

هو تأخر زائف غير عادي يرجع لأسباب غير علقية وبالتالي يمكن علاجه . 

طراق الكشف عن الطلبة المتأخرون دراسياً : 

يمكن الللجوء إلى الوسائل الآتية : 

1- دراسة وضع الطلبة من حيث العمر ، والصف ، والتقدم الدراسي . 

2- السجلات المدرسية التراكمية . 

3- آراء المدرسين والمعلمين داخل المدرسة وممن لهم صلة بالطلبة . 

4- استخدام اختبارات تحصيلية موضوعية ومقننة . 

5- دراسة الأوضاع الأسرية المعيشية للطبة . 

6- دراسة الأوضاع الصحية ، والحيوية للطلبة . 

7- استخدام اختبار ذكاء مقنن جماعي ، أو فردي ، مناسب لمرحلة نمو الطلبة . 

8- يمكن تطبيق اختبارات نفسية شخصية . 

9- الإلمام بالموقف الكلي للطبة المتأخرين دراسياً . 

10- إجراء التحليل النفسي للطلبة الذين يشك بأنهم متأخرون دراسياً. 

أسباب التأخر الدراسي : 

إن التأخر الدراسي هو نتاج عوامل متعددة متداخلة تتفاوت في نوعها ، وتأثيرها من حالة إلى أخرى وبعض هذه العوامل وقتي وعارض ، وبعضها دائم ، ولهذا ينبغي عند تشخيص التأخر الدراسي أن نتعامل مع الحالة كوحدة فردية خاصة . 

ولقد تعدد أسباب التأخر الدراسي لعدة عوامل من أبرزها ما يلي : 

(1) العامل العقلي : كالتأخر في الذكاء بسبب مرضي أو عضوي . 

(2) العامل النفسي : كضعف الثقة بالنفس ، أو الكراهية لمادة معينة ، أو كراهية معلم المادة بسبب سوء معاملته لذلك الطالب ، وأسلوب تعامل الوالدين مع أبنائهم . 

(3) العامل الجسمي : ككون الطالب يعاني عاهة أو أي إعاقة بدنية ، علي سبيل المثال . 

(4) العامل الاجتماعي : ويتعلق هذا العامل بوضع الطالب في البيت والمدرسة ، وعلاقاته بوالديه ، ومعلميه ، وأخوته ، وأصدقائه . 

وسنتناولها بشئ من التفصيل كالآتي : 

(1) العامل العقلي أو القدرات العقلية : 

يقصد بالقدرات العقلية ، القدرات العقلية الوراثية التي يولد بها الطفل وينبغي تأكيد أن فترة الحمل مهمة جداً لتنمية القدرات الفكرية والذهنية لدي الجنين ، سواء كانت بإتباع أسلوب تغذية سليم أو بوجود توازن نفسي عند الأم الحامل ، ولكن هناك نسبة من الأطفال الذين يولودون بقدرات عقلية ضعيفة لا يمكن أن ينكر وجودها . 

وقد يتأخر الطالب في دراسته لضعف في قدراته العقلية ، وهذا الضعف يأتي من الوراثة أو من مرض أصاب الجملة العصبية ( الجهاز العصبي ) . 

فهناك بعض الأطفال ، يتأخرون في الناحية الدراسية ، لأنه ليس لديهم وضع ذهني متعادل ، ذكاؤهم قليل أو حافظته ليس لديها الدقة الكافية لأجل التقدم والتحصيل الجيد ، وبعض الأطفال يولدون وهم قليلو الذكاء بصورة ذاتية ، فقد أكدت بعض الدراسات أن درجة ذكاء الطفل لها ارتباط قوي بتخلف الطفل وتأخره من الناحية الدراسية ، كما أن هناك بعض الاطفال ممن ذكاؤهم جيد إلا أن أسباباً متعددة كالأمراض الشديدة وخاصة في الأشهر الأولي ، كاليرقان ، تسبب نقص الذكاء ، وبالتالي إلى تأخره دراسياً . 

كما أن بعض الأطفال ليس لديهم استيعاب واحد لجميع الدروس ، فهناك من ستوعب الرياضيات وهناك من يستوعب الأدب واللغة ، وبعضهم يعانون الضعف الذهني أو العجز عن جزء من الاستعدادات الذهنية ، ولا يستطيعون ان يتقدموا مع الآخرين . 

ويمكن أن نستخلص أن أهم العوامل العقلية التي تؤدي إلى تأخر الطفل دراسيا هي : قلة الذكاء ، وضعف القدرة علي الإدراك ، أو نقص القدرات الخاصة كالقدرات اللغوية ، أو ضعف الاستيعاب والعجز الذهني . 

(2) العوامل الصحية ( العامل الجمسي ) : 

العامل الثاني الذي يؤدى إلى تأخر الطلبة الدراسي وضعف تحصيلهم ، هو العامل الصحي فبعض الطلبة يعانون أمراضاً معينة ، مثل : الربو المزمن ، وإصابات صحية متكررة ، وعيوباً في النظر ، والسمع ، والنطق أو حتى عاهات جسدية . 

كما أن اضطرابات النمو والإصابة بتعب فيزيولوجي ، أو الاختلال في إفراز الغدد أو نقص النوم ، أو حالات البؤس المادي والفقر وما ينجم عنها من سوء التغذية وفقر الدم وسواه ، هي من الاضطرابات الجسدية التي تؤثر علي الوضع الدراسي لدي الأطفال . 

كما أن هناك بعض العوامل الناتجة عن عدم القدرة علي العمل والحركة ، فبعض الأطفال ليس لديهم القدرة الكافية من الناحية الجسمية والاستعداد الكافي لإنجاز الواجبات المدرسية ، فأصابعه تكون غير قادرة علي الإمساك بالقلم ، مما يؤدى إلى التأخر من الناحية الدراسية . 

كما أ، بعض حالات النزيف الداخلي في الجمجمة ، وزرقة الجسم ، والتشنجات العصبية بسبب الضربات الواردة علي الرأس أو الهزات الشديدة للرأس والدماغ ، هي عوامل للتأخر الدراسي ، كما أن وجود بعض الأمراض ، مثل : الصرع خفيفاً كان أو شديداً ، بسبب المتاعب والإحساس بالخجل والحياء والانفعال مما يؤدى أيضا إلى ضعف التحصيل المدرسي والتأخر الدراسي . 

(3) العوامل النفسية : 

قد يرجع التأخرالدراسي ، إلى كثير من العوامل والاضطرابات النفسية التي يتعرض لها الطالب ، والتي تنتج عن معاناته ارتفاع مستوي القلق أو ضعف الثقة بالنفس أو النشاط الزائد وضعف الانتباه ، ومفهوماً سلبياً للذات ، وسوء التكيف الاجتماعي ، والشعور بالنبذ وتوقع الفشل ، وعدم الاتزان الانفعالي والقدرة علي تحمل الألم ، وبالتالي انخفاض الدافعية للتعلم والإنجاز ، وغيرها من الاضطرابات والمشكلات النفسية التي تجعله متأخرا دراسياً عن أقرانه . 

فالمصابون بالاضطرابات النفسية غير قادرين أو بطيئين في التعلم ، ولا يستطيعون أن يعملوا ويجتهدوا كالآخرين ، فالكثير منهم ليس لديهم الدليل والمحرك أو الدافع اللازم لأجل الجهد والعمل ، وهذا يولد مشكلة كبيرة لديهم ، تسلب منهم الانتباه ، والإرادة اللازمة مما يؤدى بهم إلى التأخر الدراسي . 

كما أن الهزائم المتكررة والاخفاق ، قد تسبب أن يتغلب اليأس عليهم ويحسوا بأنهم فقدوا كل شئ ، ولا يستطيعون الحصول عليه مرة ثانية . 

فالذين يعانون القلق ، يتأخرون دراسيا في أغلب الأحيان ، فأولي مظاهر القلق تنشأ من خوف الطلبة من الفشل وعدم قدرتهم علي التذكر ، والاستيعاب للمعلومات وحفظها ، وبالتالي حصولهم علي علامات متدنية ، وترتيباً في النجاح اقل من زملائهم . 

كما يظهر القلق نتيجة لخوف الطالب من أن يفقد الاحترام ، والمحبة من المعلمين أو المدرسين له ، ويتطور الأمر ليخاف الطالب من عقاب والديه ومحبتهما له . 

كما أن الطالب قد يشعر بالقلق نتيجة عدم الرضي عن وجوده في المدرسة وكره لها وشعوره بالدونية إزاء رفاقه وعدم مجاراتهم في النجاح ، كل ذلك له علاقة بتحصيل الطفل الدراسي . 

كما أن المصابين بإضطراب فرط الحركة أو النشاط الزائد ، وضعف الانتباه ، يعانون ضعف القدرة علي فهم المعلومات التي يستقبلونها سواء كانت شفهية أو مكتوبة ، نتيجة عدم قدرتهم علي تركيز انتباههم لفترة محدودة ، بسبب الحركات اللاإرادية التي يقومون بها ، كما أنهم يعانون النسيان وشرود الذهن ، فإنهم دائماً ينسون في الصباح بعض كتبهم وأدواتهم المدرسية ، وبالتالي فإنها تؤثر علي دراستهم وتحصيلهم . 

(4) العوامل الاجتماعية : 

العوامل الاجتماعية التي تؤدي الي التأخر الدراسي عند الطالب متنوعة ، فمنها ما يرجع إلى المنزل ومنها ما يرجع إلى المدرسة . 

ففي المنزل نجد أ، سوء التكيف الأسري واتجاهات الوالدين التربوية الخاطئة ، وتحميل الطالب فوق طاقته وقدراته الدراسية ، ومقارنته دائما بزملائه الأفضل منه دراسياً ، والإسراف في متابعته ، قد تؤثر سلبا علي مستواه من الناحية الدراسية . 

أما في المدرسة فنجد من عوامل التأخر أو عكسه : المدرس ، والمنهج ، وأسلوب التدريس والرفاق ، فعدم كفاية التدريس والجو الاجتماعي المدرسي غير المناسب ، وعدم تكيف الطالب فيه ، تؤثر سلباً علي تحصيله الدراسي . 

فكل عنصر من هذه العناصر يترك آثاره بوضوح علي سوء تكيف الطالب ، ويعيق النمو السليم لديه ، ويشوق إدراكه وبالتالي يتأخر دراسياً  .

كما أن الصورة التي يكونها الفرد عن أسرته تبعاً لموقعه في الأسرة ، والظروف التي ينشأ عليها ، من حيث الوضع الثقافي للأهل ، وترتيبه بين أخوته أو كونه وحيداً أو من حيث هو ذكر أم أنثي ، والخلافات المستمرة بين الوالدين ، والعلاقات المشحونة بالتوتر والانفعالات ، قد يولد عنده إحساساً بعدم تقدير الذات ، وعدم الثقة بالنفس ، وتزعزع صورة الأب ، وتعطيل حاجته إلى الشعور بالحماية والحنان ، وبالتالي ينعكس ذلك علي مستوي تحصيله الدراسي وتأخره . 

ومن الأهمية أن يشار إلى تكوين القيم والاتجاهات عند الطالب والمعايير الاجتماعية ، وذلك من خلال أساليب التنشئة الوالدية ، وعليه ، فإن عدم تشكيل هذه القيم والاتجاهات ، أو تكونها بصورة مشوهة ، يؤدي إلى عدم تكيف الطالب مع المحيط والبيئة المدرسية ، وبين واقع البيئة المدرسية وضغوطها وضوابطها ، فتنمو عنده مشاعر العدائية وعدم القبول ، وذلك يؤدى إلى عدم تكيفه مع المدرسة ، وبالتالي يؤدى إلى ضعف مستواه الدراسي بالمقارنة مع زملائه . 

بالإضافة إلى ذلك هناك العديد من الأمور التي تسهم في تأخر الطالب الدراسي يمكن إدخالها ضمن فئة العوامل الاجتماعية منها : 

- الانشغال بأمور جانبية غير متابعة الواجبات المدرسية ، كالذهاب إلى السوق وقضاء بعض الأعمال الأخرى . 

- الانشغال باللعب ، وقضاء معظم اوقاته في التجول مع الأصدقاء ، وعدم متابعة واجباته . 

- مصاحبة أصدقاء السوء ، وانشغال الآباء والأمهات بأعمالهم وعدم مراقبة اولادهم . 

- كثرة سفر الوالدين والوضع السيئ للأسرة ، والتخلف ، والشجارات المستمرة . 

(5) العوامل الثقافية والمعرفية : 

هناك بعض الجذور والعلل الثقافية التي تساهم إلى حد كبير في تأخر الطالب دراسياً ، فالتأخر الدراسي أحياناً يكون الطالب ليس لديه خلفية علمية ، وتدريسه في السنوات الماضية ، كان ضعيفاً ، فمثلا كأن ينجح التلميذ وهو ما زال لا يعرف كتابه الحروف أو العد ، ونجاحه يكون بسبب التوصيات + الترفيع الآلي ، كما أن المساعدات الزائدة من جانب الأهل لأطفالهم ، مثل : كتابة وظائفهم وحل واجباتهم المدرسية ، من دون أن يسهموا هم بذلك تجعلهم لا يستطيعون الاعتماد علي أنفسهم في المدرسة والامتحان . 

كما أن الخلفية الثقافية للأهل ومستواهم الدراسي والشهادات التي حصلوا عليها ، لها دور أساسي في مستوي ابنهم الدراسي . 

والتضارب في أسلوب تعليم المعلم مع الأسلوب الذي يتبعه الأهل في مساعدة أولادهم يؤدى إلى تضارب أفكار التلميذ وتشويشه ، وعدم معرفته أي الأسلوبين يتبع ، وبالتالي تأخره دراسياً . 

(6) العوامل الاقتصادية : 

الحالة الاقتصادية للأسرة حسنة أو سيئة ، لها دور مهم في ظاهر التأخر الدراسي ، حيث إن حياة المعيشة المعتدلة والمتعارف عليها تستطيع أن تمهد مجالاً مناسباً لإرشاد الطلبة وتربيتهم ، أما أ؛وال المعيشة المتدنية فقد تؤثر في المستوي الدراسي لهم ، وهذا الأمر يصدق علي الطلبة الأذكياء ، والحساسين بصورة جيدة ، فهؤلاء يعرفون وضع أبويهم ويعرفون عذاب معيشتهم ، فكل فكرهم ينصرف إلى التفكير بهذه المسائل فلا يستطيعون التوجه إلى دروسهم . 

كذلك يجب ان يقال إن الإفراط في الثراء ، وكثرة الألعاب ، والنزهات ، واللعب بهذه الألعاب ، والأدوات المتنوعة ، تسبب انجذاب التلميذ إليها ، وبالتالي إهماله للدراسة وتأخره دراسياً . 

فالثراء أو الغني حسن ، ولكن بشرط أن يكون تحت توجيه أفراد عقلاء ، بحيث لا يكون التلميذ حراً في أن ينتفع منه كيفما يشاء . 

سمات المتأخر ين دراسياً : 

نلخص اهم سمات المتأخر دراسيا كالتالي : 

1- نموه الجسمي دون المتوسط بصورة عامة . 

2- قصوره في تعلم اللغة واضح . 

3- مدة انتباهه قصيرة . 

4- ضعيف في عمليات التمييز ، والتحليل العقلية . 

5- قدرته علي التعميم والتفكير دون المتوسط بكثير . 

6- ضعيف في حل المسائل علي وجه الخصوص . 

7- إنتقال التعلم محدود لديه . 

8- ضعيف ضعفاً واضحاً في تقدير نفسه ومعرفة قوته وضعفه والحكم علي أعماله . 

9- يكون باستطاعته نوعا ما القيام بما يقوم به الطلبة العاديون لكنه يكون دونهم سرعة وكفاءة . 

10- الاعتقاد بأن عدم قدرته علي التعلم يرجع إلى عامل الحظ وليس إلى جهده الخاص . 

11- الاندفاع والتصرف بانفعال عاطفي دون استخدام الأساليب العقلية ، والسرعة في إصدار الأحكام . 

مظاهر التأخر الدراسي وسماته : 

ومن سمات التأخر الدراسي ومظاهره : 

1- انخفاض الدرجات التي يحصل عليها الطالب في الاختبارات التحصيلية ، أو تدني درجات الطالب عن بقية زملائه أو عن المستوي الذي يستطيع الحصول عليه . 

2- عدم توافق الطالب مع رفقائه في المدرسة ، ويبدو ذلك في عزوفه عن المشاركة في الأنشطة المدرسية ، أو في نزعاته العدوانية التي يوجهها إلى زملائه ، أو في سلوكياته غير المهذبة التي يبديها نحو معلمه أو هيئة إشراف المدرسة . 

3- تغيب الطالب عن المدرسة أو تسربه وانقطاعه نهائياً عن التحصيل . 

رعاية الطلبة المتأخرون دراسياً : 

ويتم ذلك عن طريق : 

1- حصر الطلبة المتأخرون دراسياً من واقع نتائج الاختبارات وتسجيلهم في سجل لمتابعتهم وفق مستوياتهم أولاً بأول . 

2- التعرف علي الأسباب العوامل التي أدت إلى التأخر الدراسي . 

3- متابعة سجل المعلومات الشامل الذي يعتبر مرآة تعكس واقع الطالب الذي يعيشه أسرياً واجتماعياً وصحياً ودراسياً وسلوكياً . 

4- متاعبة مذكرة الواجبات اليومية ( في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة ) . 

5- حصر نتائج الاختبارات الشهرية والفصلية ، وتعزيزها بالمعلومات الإحصائية والرسوم ، ودراستها مع إدارة المدرسة والمعلمين حيث يمكن تقديم الخدمات الإرشادية اللازمة للطلبة في ضوئها . 

6- تنظيم اجتماع مع الطلبة المتأخرين دراسيا ، وعقد لقاءات مع مدرسي المواد الذين تأخروا فيها لمناقشة أسباب التأخر ، وإرشادهم إلى الطرق المثلي لتحسين مستواهم الدراسي وذلك بعد النتائج الشهرية والفصلية . 

7- تنظيم وقت الطالب خارج المدرسة وإرشاده إلي طرق الاستذكار الجيد وفق جدول منظم بالتنسيق مع ولي أمره إذا أمكن ذلك . 

8- إشراك الطلبة في مسابقات خاصة بالموضوعات الدراسية تتناسب مع مستواهم التحصيلي . 

9- تشجيع الطلبة الذين أبدوا تحسناً في مشاركتهم وفاعليتهم الفصلية وواجباتهم الدراسية ، أو تحسنهم في نتائج اختباراتهم الشهرية والفصلية وذلك بمنحهم شهادات تحسين مستوي ، أو الإشادة بهم بين زملائهم أو في الإذاعة المدرسية وذلك بهدف استمرارهم في هذا التحسن تصاعدياً . 

10- توجيه نشرات للمعلمين عن كيفية رعاية الفروق الفردية بين الطلبة ، وأهميتها في التعرف علي الطلبة المتأخرين دراسياً وكيفية قيامهم بمعالجة مشكلات الطلبة داخل الصف الدراسي . 

11- إقامة الندوات والمحاضرات ، وإعداد النشرات واللوحات والصحف ، الجدارية التي تحث علي الاجتهاد والمثابرة واستغلال اوقات الفراغ بما يعود علي الطلبة بالفائدة . 

12- تقديم خدمات الرعاية الفردية لهم وفتح سجل دراسة حالة لمن يحتاج إلى متابعة دقيقة منهم والاستعانة بالوحدة الإرشادية لتشخيص أسباب التاخر الدراسي النفسية . 

كيف يمكن حل مشكلات الطلبة المتأخرون دراسياً ؟ 

(أ) كيف يمكن حل مشكلة الطلبة المتأخرون دراسياً بسبب عوامل ترتبط بنقص الذكاء ؟ 

هناك آراء تربوية تؤيد إنشاء صفوف دراسية خاصة للمتأخرون دراسياً ، وهناك آراء تعارض ذلك تماماً ، فتعاملهم مثل بقية الطلبة ، وحجتهم في ذلك صعوبة تكوين مجموعات متجانسة في أنشطة متعددة . 

لذلك يفضل البعض عدم عزلهم وإبقاء الطلبة المتأخرون دراسياً في الصفوف الدراسية للعاديين ويعمل كل طالب حسب قدراته . 

(ب) كيف يمكن حل مشكلة الطلبة المتأخرون دراسيا بسبب عوامل ترتبط بنقص الدافعية لديهم ؟ 

بالطبع من العمليات الصعبة التي يواجهها المرشد ( عملية خلق الدوافع ) وخلق النقد في النفس لدي الطالب المتأخر دراسياً ، وبالتالي لابد من وضع حل لذلك ، فعلي المرشد ان يحاول ان يجعله يدرك مشكلته ، وأن يقدم له المكافأة لأي تغير إيجابي فور حدوثه . 

(ج) كيف يمكن حل مشكلة الطلبة المتأخرون دراسياً بسبب عوامل نفسية ؟ 

في هذا المجال نؤكد أن التركيز علي تغيير مفهوم الذات لدي الطلبة المتأخرون دراسياً يمثل أهمية خاصة في علاج التأخر الدراسي . 

وعلي هذا يمكن رفع مستوي الأداء في التحصيل الدراسي عن طريق تعديل ، واستخدام مفهوم الذات عند المتأخر دراسياً ، ويتطلب ذلك تعديل البيئة ، وتطبيقها في الحقل المدرسي بحيث يمتد هذا التغيير إلى المواد الدراسية المختلفة . 

تعليقات