بحث عن الالتزام التنظيمي
المحتويات :
1. مقدمة2. مفهوم الالتزام التنظيمي career commitment
3. أبعاد الالتزام التنظيمي
4. أهمية الالتزام التنظيمي
5. مراحل الالتزام التنظيمي
6. محددات الالتزام التنظيمي
7. العوامل التي تساعد علي تكوين وتشكيل الالتزام الوظيفي .
8. نتائج الالتزام التنظيمي
9. أثار الالتزام التنظيمي
مقدمة:
لقد حظي موضوع الالتزام التنظيمي في الثلاثين سنة الأخيرة باهتمام الكثير من الباحثين الغربيين والعرب في مجال السلوك التنظيمي وعلم النفس الصناعي، وركزت الأبحاث بصفة عامة حول مسببات ومحددات الالتزام التنظيمي وماقد يترتب عليه من نتائج سلوكية قد تؤثر على مستقبل المنظمة بكفاءة وفاعلية، وخير الأمثلة على ذلك التجربة اليابانية حيث يعتبر الالتزام التنظيمي للأفراد العاملين في اليابان شيء مقدس بالنسبة لهم، ويليهم الألمان الذين يلتزمون بالعمل في مؤسساتهم إلى التقاعد ويحرصون على تقديم أفضل منتج وخدمة لمنظماتهم. (الوزان، 2006: ص33)
مفهوم الالتزام التنظيمي:
لقد تعددت التعاريف التي تفسر الالتزام التنظيمي وبغرض تحديد مفهومه نورد عدد من التعريفات التي صاغها الباحثون في هذا المجال :
1. عرفه "جرينبرج و بارون" أنه يتعلق بدرجة اندماج الفرد بالمنظمة واهتمامه بالاستمرار فيها، ومفهوم الالتزام التنظيمي مختلف تماما عن مفهوم الرضا عن العمل، لأن الفرد قد يكون راضيا عن عمله، ولكنه يكره المنظمة التي يعمل فيها، ويود ممارسة نفس العمل في منظمة أخرى، وبالعكس فقد يحب الفرد العمل في منظمة معينة، ولكنه يكره العمل الذي يمارسه . (رفاعي، بسيوني، 2004: ص215)
2. هو مدى الاهتمام بمشاعر الأفراد تجاه المؤسسات التي يعملون بها، ومدى توحدهم مع مؤسساتهم وتعلقهم بها . (سلطان، 2004: ص207)
3. هو الرغبة الشديدة للاستمرار عضوا في منظمة معينة، واستعداد لبذل مجهود عال للمنظمة، وبعبارة أخرى إنه اتجاه حول ولاء وانتماء الموظفين للمنظمة وهو عملية مستمرة يقوم العاملون في المنظمة من خلالها بالتعبير عن اهتماماتهم وحرصهم على المنظمة واستمرار نجاحها وبقائها.
4. أما " ماثيو وزاجاك " فقد عرفا الالتزام الوظيفي بأنه : درجة القوة النسبية لارتباط الفرد بمنظمة معينة . ( رشيد ، 2004 ، ص 12 )
ومما سبق يمكننا تعريف الالتزام التنظيمي بأنه :
طبيعة الارتباط بين الموظف والمنظمة، ومدي تعلقه بها وأثرهذا الارتباط علي كفاءة وفاعلية المنظمة، وهو مدى التوافق بين أهداف الموظف وأهداف المنظمة، ويعني مدى ولاء وانتماء الموظف للمنظمة والحفاظ على استمراريتها وتقدمها.
أنواع الالتزام التنظيمي:
هناك عدة أنواع للالتزام التنظيمي وهي :
أ- الالتزام الاستمراري:
يشير الالتزام الاستمراري إلى قوة رغبة الفرد ليبقى في العمل بمنظمة معينة لاعتقاده بأن ترك العمل فيها يكلفه الكثير، فكلما طالت مدة خدمة الفرد في المنظمة فإن تركه لها سيفقده الكثير مما استثمره فيها على مدار الوقت. (رفاعي، بسيوني، 2004: ص216).
ان الالتزام الاستمراري يتعلق بالرهان الجانبي ويشير لقوة احتياج الفرد للعمل بالمؤسسة لأنه لا يستطيع تحمل أعباء المعيشة بطريقة أخرى . (سلطان، 2004: ص 209)
ان الالتزام المستمر يستند على التزام الفرد بالبقاء بالمنظمة طالما أنه يحقق منافع، أي التوجه بالمنافع التي يحصل عليها الفرد من عمله الحالي ويمكن أن تتأثر هذه المنافع إذا ترك الفرد المنظمة. (الصيرفي، 2005: ص217).
ب- الالتزام العاطفي:
يعبر عن قوة رغبة الفرد في الاستمرار بالعمل في منظمة معينة لأنه موافق على أهدافها وقيمها ويريد المشاركة في تلك الأهداف، وأحيانا تمر بعض المنظمات بفترات تغيير جوهرية قد تتغير فيها بعض أهداف وقيم المنظمة، وهنا يسأل الفرد نفسه إذا كان باستطاعته التكيف مع الأهداف والقيم الجديدة، فإذا كانت الإجابة نعم فإنه يستمر بالمنظمة، أما إذا وجد أنه سيصعب عليه التكيف سيترك العمل بالمنظمة . (رفاعي، بسيوني، 2004: ص 217)
ان الالتزام العاطفي يتعلق بتناسق الأهداف، ويشير لرغبة الشخص في الاستمرار في العمل لتوافقه معه ورغبته في أداء ذلك. (سلطان: 2004: ص 209)
ان الالتزام المؤثر ( العاطفي) يستند على توجه أهداف الفرد بتوافق مع أهداف المنظمة، فهو القوة النسبية لاقتران الفرد بالمنظمة واندماجه بها ورغبته القوية في البقاء فيها ويعبر الفرد عن هذا النوع من الانتماء بالعبارات التالية :
أ- لدي شعور قوي بانتمائي للمنظمة التي أعمل بها.
ب- أشعر أنني مرتبط عاطفية بهذه المنظمة.
ت- أشعر أنني فرد من أفراد العائلة بهذه المنظمة.
ث- سأكون سعيدا بان أمضي بقية حياتي في العمل بهذه المنظمة.
ت- الالتزام المعياري:
وهو يشير إلى شعور الفرد بأنه ملتزم بالبقاء في المنظمة بسبب ضغوط الآخرين، فالأشخاص الذين يقوى لديهم الالتزام المعياري يأخذون في حسابهم إلى حد كبير ماذا يمكن أن يقوله الآخرون لو ترك العمل؟، فهو لا يريد أن يسبب قلقا الشركته أو يترك انطباعا سيئا لدى زملائه بسبب ترکه العمل، إذن فهو التزام أدبي حتى ولو كان على حساب نفسه . (رفاعي، بسيوني، 2004: ص 217).
ان الالتزام المعياري يشير إلى شعور الموظفين بأنهم م ضطرين للبقاء بالمؤسسة بسبب ضغوط من الآخرين، ويستخدم الاستفتاء الذي تم طرحه لتقييم الثلاث درجات من الالتزام بعد تطويره، مما أدى لتمكن العلماء من تحديد مستوى التزام الأفراد لمؤسساتهم وربطها بالنتائج المتعددة، وبالتالي لك أن تتخيل مدى تعقيد المشكلات المتعلقة بالمستويات المنخفضة من الالتزام. (سلطان، 2004: ص 210)
ان الالتزام المعياري هو نوع آخر من الالتزام، ويعبر عن الالتزام الأدبي والشخصي بالتمسك بقيم المنظمة، ويكون ناتجة عن التأثر بالقيم الاجتماعية والثقافية والدينية . (الصيرفي، 2005: ص 219)
أهمية الالتزام التنظيمي:
من الأسباب التي تبرز أهمية الالتزام التنظيمي والاهتمام المتزايد بهذا المفهوم هي :
1. أن الالتزام التنظيمي يمثل أحد المؤشرات الأساسية للتنبؤ بعديد من النواحي السلوكية وخاصة معدل دوران العمل، فمن المفترض أن الأفراد الملتزمين سيكونون أطول بقاء في المنظمة وأكثر عملا نحو تحقيق أهداف المنظمة.
2. أن مجال الالتزام التنظيمي قد جذب كلا من المربين وعلماء السلوك الإنساني نظرة لما يمثله من كونه سلوكا مرغوب فيه.
3. أن الالتزام التنظيمي يمكن أن يساعدنا إلى حد مافي تفسير كيفية إيجاد الأفراد هدفا لهم في الحياة. (عبد الباقي، 2005: ص316)
لماذا الاهتمام بتغذية الالتزام التنظيمي؟
يختلف سلوك الأفراد الذين يقوى لديهم الالتزام التنظيمي عن غيرهم من الأفراد، ويتضح ذلك مما يأتي: :
أ- احتمال ترك الموظف الملتزم للعمل ضعيف:
فالأشخاص الذين يقوى لديهم الالتزام التنظيمي أقل احتمالأ لترك العمل أو الغياب بمعنى أنهم أكثر استقرارا في العمل، هذا مع ملاحظة أن كثرة الغياب قد لا يكون مرجعه فقط قوة الالتزام من عدمه، بل قد يرجع لأسباب أخرى منها الخلفية الثقافية.
ب- الموظف الملتزم أكثر رغبة في التضحية من أجل المنظمة:
فبالإضافة إلى الرغبة في الاستمرار بالمنظمة، فإن الموظف الذي يقوى لديه الالتزام التنظيمي يكون أكثر استعدادا للتضحية من أجل بقاء المنظمة واستمرارها. ( رفاعي ، بسيوني ، 2004: ص 217)
مراحل الالتزام التنظيمي:
ان عملية ارتباط الفرد بالمنظمة تمر عبر مرحلتين هما :
أ- مرحلة انضمام الفرد للمؤسسة التي يريد أن يعمل بها:
وفي الغالب يقع اختياره على المؤسسة التي يتوقع أن تحقق رغباته وتطلعاته.
ب - مرحلة الالتزام التنظيمي:
حيث أن الفرد يحرص على بذل جهدا كبيرا من أجل تحقيق أهداف المؤسسة ونهوضه بها. (العبادي، 2000، ص18)
هناك ثلاث مراحل للالتزام التنظيمي:
1- الإذعان أو الالتزام:
التزام الفرد مبني على ما سيحصل عليه من المؤسسة من فوائد في البداية، لذا نراه يتقبل سلطة الآخرين، ويلتزم بما يطلبونه مقابل حصوله منها على الفوائد المختلفة.
2- مرحلة التطابق أو التماثل بين الفرد والمؤسسة:
نجد الفرد يتقبل سلطة وتأثير الآخرين من أجل الرغبة والاستمرار للعمل بها، فهي تشبع حاجته للانتماء، لذا فإنه يشعر بالفخر لانتمائه لها.
3- مرحلة التبني:
الفرد يعتبر أهداف وقيم المؤسسة أهدافا وقيمة له، فالالتزام نتيجة لتطابق أهداف المؤسسة وقيمها مع أهداف الفرد وقيمه .
محددات الالتزام التنظيمي:
أ- الإثراء الوظيفي:
ان الإثراء الوظيفي بالتعمق الرأسي للوظيفة يجعل الفرد أكثر مسؤولية عن عمله ويعطيه المزيد من حرية التصرف والاستقلال ومزيد من المشاركة في اتخاذ القرارات المؤثرة في عمله، وهذا من شأنه أن يقوي الالتزام التنظيمي لدى الأفراد . (رفاعي، بسيوني، 2004: ص219)
ان إعطاء الأفراد فرص جيدة للتحكم في طريقة تأدية وظائفهم، وتقديرهم الإسهاماتهم الهامة، وقد نجحت هذه الطريقة في شركة فورد ببرنامج إشراك العمال وقد تمتعوا بقدر كبير من الاستقلال في أداء عملهم وكان حل فعال جدا لزيادة الالتزام . (سلطان، 2004: ص 211)
ب- إيجاد نوع من التوافق بين مصلحة الشركة ومصالح العاملين :
يجب أن يشعر العاملون بأن ما تحققه الشركة من منافع يعود عليهم أيضا بالنفع لأن هذا الشعور من شأنه أن يقوي التزامهم تجاه المنظمة وتحاول بعض الشركات تحقيق ذلك بشكل مباشر من خلال خطط الحوافز وخاصة برامج المشاركة في الأرباح مثل هذه الخطط والبرامج إذا أدبرت بطريقة عادلة فإنها يمكن أن تلعب دورا فعالا في تقوية الولاء التنظيمي لدى الأفراد. (رفاعي، بسيوني، 2004: ص 219)
ترتبط مصالح الشركة بمصالح موظفيها، أي عندما يكون لهم نفس الاهتمامات والنفع وهذا ينطبق على الشركات التي تطبق سياسة المشاركة في الأرباح، والبرامج التشجيعية للموظفين، وبهذا تجعل الموظفين يرون أن مصالحهم الشخصية تتفق مع مصالح الشركة وعندما تتوافق هذه المصالح يكون الالتزام عالي. ( سلطان، 2004: ص 211).
ت- استقطاب واختيار الموظفين الجدد الذين تتوافق قيمهم مع قيم المنظمة :
كلما كانت قيم الفرد متوافقة مع قيم المنظمة وأهدافها، كلما قوي لديه الالتزام "خاصة الالتزام العاطفي" تجاه المنظمة فإذا كان من قيم المنظمة الاهتمام بالعمل الجاد والحرص على الجودة فيجب أن نراعي هذه الشروط بحزم عند اختيار الموظفين الجدد بحيث يتم اختیار من تتوافر فيه تلك القيم.
والخلاصة أنه من المفيد أن ننظر إلى الالتزام التنظيمي على انه اتجاه تستطيع الإدارة التأثير عليه ، كما أنه ليس من الواجب فقط اختيار من تتوفر فيهم إمارات الالتزام، ولكن أيضا استخدام العديد من الاستراتيجيات التي تحسنه إذا ظهر أنه غير ملائم (رفاعي، بسيوني، 2004: ص220).
العوامل التي تساعد علي تكوين الالتزام التنظيمي :
العوامل المساعدة على تشكيل وتكوين الالتزام التنظيمي هي :
أ- السياسات:
ضرورة العمل على تبني سياسات داخلية تساعد على إشباع حاجات الأفراد العاملين في التنظيم.
ب-وضوح الأهداف:
يساعد وضوح الأهداف التنظيمية على زيادة الالتزام التنظيمي لدى الأفراد العاملين.
ت-العمل على تنمية مشاركة الأفراد العاملين في التنظيم:
تساعد المشاركة من قبل الأفراد العاملين بصورة إيجابية على تحقيق أهداف التنظيم.
ث-العمل على تحسين المناخ التنظيمي:
فالمناخ التنظيمي هو ذلك المجال المتضمن للطرق والأساليب والأدوات والعناصر والعلاقات المتفاعلة داخل بنية المنظمة بين الأفراد.
ج- تطبيق أنظمة حوافز مناسبة:
يتطلب المناخ التنظيمي الجيد أنظمة حوافز معنوية ومادية مناسبة فتوفر الأنظمة المناسبة يؤدي إلى زيادة الرضا عن المناخ التنظيمي وعن المنظمة ككل.
ح- العمل على بناء ثقافة مؤسسة:
إن الاهتمام بإشباع حاجات العاملين والنظر إليهم كأعضاء في بيئة عمل واحدة ترسخ معايير أداء متميز لأفرادها وتعمل على توفير درجة كبيرة من الاحترام المتبادل بين الإدارة والأفراد العاملين.
خ- نمط القيادة:
إن الدور الكبير الذي يجب أن تقوم به الإدارة هو إقناع الآخرين وفي جو عمل مناسب بضرورة انجاز الأعمال بدقة وفاعلية. (اللوزي، 1999، ص126)
نتائج الالتزام التنظيمي:
تتضمن نتائج الالتزام التنظيمي على مستوى الأفراد كلا من النتائج الايجابية والسلبية حيث تؤكد النتائج الايجابية أن ارتفاع مستوى الالتزام التنظيمي ربما يرتبط بعدد من النتائج أو المخرجات الايجابية للأفراد مثل زيادة مشاعر الانتماء، الأمان، التصور الذاتي الايجابي، القوة، وجود أهداف أو أغراض الحياة الفرد، كما يؤدي زيادة الالتزام إلى زيادة المكافآت التنظيمية فالأفراد الملتزمون يجب أن يحصلوا على مكافآت أكثر من الأفراد غير الملتزمين حتى يشجعهم ذلك على بذل الجهد. (الصيرفي، 2005: ص 229).
بينما نجد أن النتائج السلبية تؤكد أن المنافع والمزايا التي تعود على الأفراد من الالتزام للمنظمة تكون مرتبطة بتكاليف، فبرغم أن الالتزام له كثير من الفوائد التي تعود على الفرد إلا أن هناك بعض الجوانب السلبية لهذا الالتزام منها :
أ- قلة الفرص المتاحة للتقدم الوظيفي.
ب- قلة الفرص المتاحة للتطور والنمو الذاتي.
ت- زيادة الضغوط العائلية والاجتماعية . (الصيرفي، 2005: ص 229)
أما بالنسبة لمستوى الالتزام إلى المنظمات فنجد أن النتائج الايجابية له تتمثل في :
1- زيادة فرص الفاعلية بالنسبة إلى التنظيم وذلك من خلال :
أ- زيادة الجهد المبذول.
ب- انخفاض معدل الدوران.
ت- انخفاض نسبة الغياب والتأخير.
2- زيادة جاذبية المنظمة بالنسبة إلى الأفراد الموجودين خارج التنظيم:
لأن الأفراد الأكثر التزاما يعطون صورة ايجابية وواضحة عن المنظمة مما يجعلها أكثر قدرة على جذب الأفراد ذوي المهارات العالية.
يجب أن نلاحظ في هذا المجال أن معدل الدوران والغياب لهما نتائج ايجابية وسلبية في ضوء الظروف المحيطة بالمنظمة ومكان العمل والمنافع التي يحصل عليها العاملون من المنظمة سواء أكانت اقتصادية أو اجتماعية أو ترفيهية أو طبيعية وتكلفة الحصول عليها . (الصيرفي، 2005: ص 229)
أما النتائج السلبية تتمثل في:
انخفاض القدرة على الابتكار والتكيف إذ أن الأفراد الذين يلتزمون بدرجة كبيرة للتنظيم يميلون عادة إلى مناقشة سياسات المنظمة مما يحدمن قدرة المنظمة على الابتكار، ففي دراسة قام بها أحد الباحثين في " جنرال موتورز" وجد أن أفراد الإدارة العليا الذين يتسمون بدرجة عالية من الالتزام والولاء للمنظمة عادة ما تخلق لديهم القدرة على الابتكار والخلق . ( الصيرفي، 2005: ص 229).
سابعا : آثار الالتزام التنظيمي:
يؤثر الالتزام علي المتغيرات التنظيمية التالية :
1- الروح المعنوية:
تشير الدراسات إلى أن للالتزام التنظيمي دورا كبيرا في رفع الروح المعنوية الأمر الذي يترتب عليه حب الأفراد لعملهم ومنظماتهم وحماسهم للقيام بالأعمال المطلوبة ، وتؤدي المعنويات المرتفعة إلي زيادة درجة الالتزام التنظيمي عكس الروح المعنوية المنخفضة نتيجة لقصور في السياسات الداخلية أو لعيوب في بيئة العمل الداخلية الذي يترتب عليها تدني مستوى الالتزام التنظيمي وتدني الإنتاجية.
2- الأداء المتميز
يمتاز الأفراد الذين تتوافر لديهم درجات عالية من الالتزام التنظيمي في بيئات عملهم بالأداء الوظيفي الجيد الناتج عن حب الأفراد وحماسهم للعمل والتزامهم بأهداف التنظيم . (اللوزي، 1999: ص 133)
3- تسرب العاملين:
يعتبر تسرب الموظفين أو تركهم لأعمالهم في المنظمات الإدارية من الظواهر السلبية التي تهدد حياة المنظمات وتمنع تقدمها ويترتب عليه آثار سلبية منها :
(المعاني، 1996: ص70)
أ- تعطيل الأداء الوظيفي:
التعطيل الناتج عن فقدان الكفاءات الجيدة من العاملين نتيجة لتركهم المنظمة، والتعطيل الناتج عن الفراغ الوظيفي نتيجة لعدم وجود كفاءات، وكذلك التعطيل نتيجة لتكاليف عملية البحث عن بدائل مناسبة.
ب- الارتباك في الأنماط الاجتماعية والاتصالات :
فإذا كان الافراد التاركون للعمل يتمتعون بمهارات وكفاءات عالية من حيث الاداء والاتصال والمشاركة فإن تركهم للعمل سيؤثر علي كل هذه المزايا ، بما في ذلك زعزعة تماسك الافراد وثقتهم في المنظمة وتدني إنتاجيتهم .
ت- تدني المعنويات :
اذا استمرت عملية ترك العاملين المنظمة ، والذهاب الي مكان عمل آخر فإن ذلك سيضعف الروح المعنوية لبقية الافراد العاملين ، ومن ثم تدني الانتاجية وتراجع البناء التنظيمي وارتفاع التكاليف .
ث- ارتفاع التكاليف :
تسرب العاملين يترتب عليه تكاليف عالية كالإعلان عن وظائف جديدة يتبعها تكاليف التدريب وتكاليف التكيف في بيئة العمل الجديدة .
ج- زيادة اعباء العمل :
نتيجة لترك العمل فإن اعباء العمل علي العاملين في التنظيم ستزداد ، وتشكل الضغوطات المتزايدة علي الافراد من ارهاق وجهد واستنزاف للطاقات الي التفكير بترك العمل والبحث عن مكان آخر ، فالافراد الذين يشعرون بهذا الالتزام حيث ان الالتزام يؤثر بشدة علي اوجه رئيسية عديدة في سلوك العمل والدلائل علي ذلك :
1- يرتبط المستوي المنخفض من الالتزام بمستوي مرتفع من الغياب والرغبة القوية في البحث عن وظائف جديدة .
2- المستوي المنخفض من الالتزام يرتبط بعدم الرغبة في المشاركة وتقديم التضحيات حيث نجد الافراد الاكثر التزاما اكثر عطاء بطبيعتهم .
3- المستوي المنخفض من الالتزام له تأثير سلبي علي الشخصية فعلي عكس المتوقع اثبتت الابحاث ان الافراد المرتبطين بدرجة أكثر بمؤسساتهم يستمتعون بحياة مهنية ناجحة وشخصية سعيدة ، كل ذلك ولد اهمية كبري لتصميم خطوات تساعد في زيادة مستوي الالتزام الوظيفي . ( سلطان 2004 ، ص21 )
تعليقات