U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

التلوث البصري ، مفهومه ، مظاهره ( بحث كامل )


بحث عن التلوث البصري

مفهوم ( تعريف ) التلوث البصري : 

يقصد بالتلوث البصري جميع التشوهات الناجمة من الأخطاء المعمارية والتنظيمية، والمخالفات المعمارية والعمرانية، بالإضافة إلى الظواهر التي تعتبر في حد ذاتها مظاهر سلبية تسيء إلى ما حولها، وغالبا ما تكون لها تأثيراتها السيئة على البيئة والمجتمع، فبينما تقتصر كلمة تشوه على الأخطاء المعمارية التي ترتكب بحق الأبنية الأسباب قد تكون اقتصادية، أو اجتماعية، أو ثقافية، فإن كلمة تلوث تشمل أشياء ومفاهيم أعم وأشمل كما ورد في التعريف. 

ويصفه عيد (ص 40) بأنه كل ما يتواجد من أعمال من صنع الإنسان تؤذي الناظرين من مشاهدتها وتكون غير طبيعية و متنافرة مع ما حولها من عناصر أخرى فهي ملوثة للبيئة المحيطة. 

فيما يعتبره إدلبي (2008، ص 1) التلوث البصري تشويه لأي منظر تقع عليه عين الإنسان يحس عند النظر إليه بعدم ارتياح نفسي. ويوصف أيضا بأنه نوع من أنواع انعدام التذوق الفني، أو اختفاء الصورة الجمالية لكل شيء يحيط بنا من أبنية، أو طرقات، أو أرصفة، أو غيرها. 

وقد ينشأ تلوث بصري أو خللا بصريا، بسبب اختلاف الطابع العام لمبنى عن آخر، وتكوين عدم اتزان نفسي أو جمالي في نفس المشاهد (اسكيف، 1997، ص 3). 

ويربط الباحث التلوث البصري بانهيار الاعتبارات الجمالية في بعض المدن ويظهر ذلك بوضوح شديد للأسف في المدن الفلسطينية، نتيجة تيار جارف من الإهمال المتراكم مما نتج عنه فقدان الإحساس بالجمال، وقبول الصورة القبيحة وانتشارها والتي أصبحت بحكم تعود العين عليها عرفا وقانونا.

مظاهر التلوث البصري : 

تكثر مظاهر التلوث البصري في المدن عامة،  وتنقسم هذه المظاهر في أسبابها إلى نوعين، أولهما فيزيائي بفعل الأبنية والتخطيط، والثاني سلوكي من خلال تصرفات الأفراد . 

 مظاهر التلوث البصري الفيزيائية : 

1. سوء التخطيط العمراني لبعض الأبنية سواء من حيث الفراغات أو من شكل بنائها. 

2. الارتفاعات العالية لأعمدة الإنارة في الشوارع. 

3. مشروعات الترميم بالمناطق الأثرية وعدم انسجام الأجزاء الجديدة مع القديمة . 

4. انتشار مباني مهدمة أو حفريات وسط العمارات الشاهقة . 

5. إقامة المباني أمام المناظر الجميلة و إخفائها مثل: البحر أو أي مكان توجد به مياه. 

6. سوء تخطيط المساحات والفراغات التي تحيط بالمدينة. 

7. حجب الرؤية للمناظر الطبيعية . 

8. تقلص المساحات الخضراء بصورة تفقد المنطقة جاذبيتها ورونقها (إدلبي، 2008، ص 1).

مظاهر التلوث البصري السلوكية : 

يمكن أن تتمثل في : 

1. استخدام الزجاج والألمنيوم مما يؤدي إلى زيادة الإحساس بالحرارة . 

2. اختلاف دهان واجهات المباني، و عدم تناسقها. 

3. زرع أجهزة التكييف في الواجهات . 

4. وجود السيارات المحملة ببضائع غير متناسق مظهرها. 

5. اللافتات ولوحات الإعلانات المعلقة في الشوارع بألوانها المتضاربة. 

6. انتشار عشوائي لصناديق القمامة، وانتشار القمامة خارجها. 

واعتبر جونز (2006 ,Jones) أن الطرق المزدحمة بالسيارات، والسيارات المتجمعة في مركز تجاري، والسيارات المحطمة، والأبنية التي استخدمت مواد سيئة في بنائها، والأسوار المحاطة بالسياج، والأكواخ القديمة، والكتابة على الجدران، تمثل مظاهر تلوث بصري في مدينة سيدني في استراليا. 

ووجد فريق المحافظة على المناظر الطبيعية والحماية من التلوث البصري ( Visual 2008 Pollution and Scenic Preservation Task Force) أن تأثيرات التلوث البصري في مدينة سان دييغو قد غطت مساحة شاسعة من المدينة، بفعل الأبراج العالية، والتي قضت على المشهد الجمالي للمدينة أو ما يحيط بها من مناظر طبيعية خلابة. 

ورأت بكرو (2008) في تحقيق أجرته على مظاهر التلوث البصري في مدينة دمشق، أن النظافة هو أخطر مظاهر التلوث البصري على المدينة من حيث الاتساخ الواسع لأبنيتها والعديد من شوارعها، مما يفقد المدينة جمالها وأصالتها.

التلوث البصري افتقاد للذوق : 

يعد التلوث البصري من أصغر الملوثات البيئية، ويصعب قياسه وتقييمه بشكل دقيق لأنه يتطلب ثقافة عالية ووعيا بيئية وعين مدربة على الرصد . 

ويعتبر إدلبي (2008، ص 1) أن التلوث البصري هو افتقاد للجمال والذوق العام، ونتيجة للإهمال وسوء الاستعمال والتخطيط والتصميم العمراني، وللسلوكيات الاجتماعية والاقتصادية الخاطئة، وخاصة في دول العالم الثالث، نتيجة للتعداد السكاني الكبير، ونقص الموارد الاقتصادية، وقلة الوعي الاجتماعي والثقافي للسكان، ويظهر هذا التلوث من تشابك 

المشاهد داخل المكان بحيث أصبحت الجماليات منسقة مع الفوضى مما يسبب عدم التناسق في الرؤية، ويؤدي إلى بعثرة المناظر الجميلة أمام النظر، لذلك لابد من السعي لخلق نوع من الوعي العام لمفهوم الجمال العمراني ومقوماته وأسسه. 

ويعتبر الركود الاقتصادي من أهم الأسباب في نمو ظاهرة التلوث البصري في أكثر المدن العربية، وتزداد خصوصا في الأحياء الفقيرة، لأن تدني المستوى المعيشي يؤدي إلى انخفاض مستوى إنجاز المباني، وفوضى في الفراغات العمرانية، إضافة إلى استخدام نوي الدخول المرتفعة أشكال ومواد مبهرة في التنفيذ بغرض التباهي مما يتعارض مع الطابع العام سواء للمبنى أو للمنطقة.

 ويؤدي لانعكاسات مسيئة للطابع العام للمدينة مما يسهم في فقدانها هويتها الخاصة. وهناك أسباب اجتماعية وبيئية تكمن في سعي بعض الفئات الاجتماعية وراء الخصوصية التي تفتقدها معظم الأبنية السكنية الحديثة.

 مما يجعل بعض السكان يقومون بممارسات مثل وضع ستائر على الشرفات، وإهمال النظافة العامة لشوارع المدينة.. الخ.

 كما يساهم قصور الثقافة في انتشار التلوث البيئي، فهو يأتي كنتيجة لقلة الوعي لدى الأفراد وإهمالهم للاعتبارات الجمالية لمدنهم، إضافة إلى قصور في التشريعات، ووجود قوانين وأنظمة تسمح بالمخالفات أو بتسويتها مقابل دفع غرامة مالية، وعدم الانتباه للأخطاء التي لا يحاسب عليها القانون (إدلبي، 2008).

التصور الذهني : 

يستخدم مفهوم التصور الذهني في العمارة للتعبير عن الصورة الذهنية لدى الأفراد، وكذلك للتعبير عن البيئة المحيطة بهم سواء كانت الموجودة أو التي يرغبون بإنشائها مستقبلا. 

فالتصور الذهني يعني كيفية تنظيم الأفراد لسلوكهم وخبراتهم المتراكمة والتي تشكل قاعدة أساسية لصورة ذهنية عن بيئتهم العمرانية التي يرغبون بتشكيلها. وهم يدركونها عن طریق حواسهم لذلك (الجباوي، ص 3). 

نمو التصور الذهني والمراحل التي يمر بها: 

تلعب الحواس الإنسانية وخاصة حاستي البصر واللمس عند الإنسان دورا مهما في تشكيل الصورة الذهنية عن النتاج المعماري بأنواعه الثلاث الكتلة البنائية، و الفراغ، والنسيج العمراني.

وتتم عملية التصور الذهني على ثلاثة مراحل: 

1. المرحلة الأولى: هي العلم بالشيء أي ما هو الشيء الذي يكون الصورة الذهنية عند الإنسان، وقد يكون كتلة بنائية، أو مجموعة من الكتل، أو فراغ مفتوح. 

2. المرحلة الثانية: فهم الشيء وتقييمه، وهي عملية إدراكية، تبدأ من خلال إصدار الأحكام الذوقية عن ذلك الشيء. 

3. المرحلة الثالثة: إنتاج أو تنقيح الصورة عن طريق تشذيبها بما يتلاءم مع رغبات المستفيد. وعليه تنتج الصورة الذهنية الجديدة (الجباوي، ص7).

الأبعاد البصرية والإدراكية : 

يعتبر البعد البصري أحد الأبعاد التخطيطية الهامة في تشكيل المدن، وفي صياغة فراغاتها الحضرية من شوارع وساحات ... الخ، وقد تطور مفهوم البعد البصري عبر مراحل توافقت وتواكبت مع التطور التاريخي للمدن، ومع الفروق الكبيرة بين تشكيلات النماذج المختلفة للمدن، خصوصا من الناحية التاريخية والفنية، وما ارتبط من تطورات على نظريات التخطيط الحضري، فالتطور الأول ذو علاقة بعصر النهضة، أما التطور الثاني فله علاقة بالحركة الوظيفية الحديثة. 

فمدينة العصور الوسطى كما ذكرها الذياب (1994) لم تكن مسبقة التخطيط وإنما نمت نموا عضويا، وإن الناتج النهائي لها هو أقل ترابطا من نمط هندسي مسبق التخطيط والتشكيل. 

وقد اتضح ذلك في نمو مدينة روما، والتي نظمت من خلال إنشاء خطوط قوى تحدد الجذب بين نقاط مميزة، وقد أنشأت العلاقة المتبادلة بين هذه الخطوط وتفاعلها مع البنية القديمة، سلسلة من القوى التصميمية، والتي أصبحت تمثل العنصر المسيطر في العمل المعماري، وهنا يكمن عنصر التماسك في أنه خط قوة وليس شكل حجمي (Bacon ،1975). 

إن الوعي للأبعاد البصرية في تخطيط المدن خلال تلك الفترة والجماليات (Aesthetics) التي تم صياغتها في هذا الإطار والمضمون شكل أسس المعالجة المعمارية لهذه المشاكل في القرون التي تلت ذلك.

الإدراك البصري : 

إن عملية الإدراك البصري هي احد المراحل التي تحكم سلوك الإنسان، فالعملية النفسية تلعب دورا وظيفيا في مساعدة الإنسان على التكيف والفهم لبيئته. من خلال ثلاث عمليات هي: 

1. الإدراك: هو عملية استقبال للحصول على المدخلات. 

2. المعرفة: هي عملية وظيفية للحصول على المخرجات وتشمل هذه العملية التفكير، والتذكر، والشعور. 

3. السلوك الفراغي: هو الناتج في تصرفات الإنسان وتفاعله مع بيئته " (lang، 1974). 

والإدراك البصري في رأي الذياب (1994) هو أحد العمليات الهامة التي يجب الإلمام بمعطياتها من قبل المخططين والمصممين الحضريين وبالأخص المعماريين، فالمهندس المعماري هو بشكل جزئي فنان بصري، فعمله في أي حال من الأحوال محدد بشكل كبير بجوانب اقتصادية، اجتماعية، علمية، فنية، نفسية، لذلك فهو يتميز بمدخله وأسلوبه الخاص في تعامله مع الأشكال. 

يحاول المعماري تحقيق الأهداف المناسبة والمتفقة مع التحليلات والدراسات التي يواجهها في العمل المعماري. والكثير من هذه الأهداف هي بصرية بطبيعتها وخصائصها. واهتم المعماري من أمد طويل بالإدراك البصري، وإن النظريات الحالية التي تعالج أساسيات التصميم معتمدة بشكل كبير على الجوانب النفسية للإدراك الإنساني. 

فاستجابات الإنسان الرئيسية للبيئة سواء طبيعية أو من صنعه، تعتمد بشكل كبير على مقدرته على الرؤية. والمعماري تتشكل لديه القدرة على الإحساس والتفاعل مع المظاهر في تصميم الأبنية ومعالجة الحجوم، والأشكال، والفراغات، وتعتمد البيئة الفاعلة على المحددات الناجمة عن الأنظمة الإدراكية للفرد، وطبيعته ككائن عضوي (lang، 1974، ص 98). 

ولقد ازداد اهتمام المعماريين بالتنظيم البصري للأشكال المعمارية، وبتطبيق نظريات وقوانين الإدراك مثل: الإيقاع، النسب واستخدام الضوء على أنها عوامل تأثيرية في التنظيم الشكلي، وقد دعم هذا التوجه، التغييرات والتحولات التي حدثت في نظريات الإدراك خلال الثلاثين سنة الماضية، وأحد هذه التحولات نجم عن التشجيع المتولد من النظريات الهيكلية للإدراك النابعة من نظرية الجشتالت (Gestalt Theory) (الذياب، 1994، ص 16).

القوانين البصرية : 

تنطلق القوانين التي تساعد المعماري والمصمم الحضري في عملية التصميم من الإدراك النفسي وبشكل أخص من " نظرية الجشتالت، وقد تبع هذه النظرية بعض الباحثين والذين بالرغم من تأييدهم لها، كان لهم آرائهم ومواقفهم الخاصة بالإدراك البصري، مثل جريجوري (Gregory)، وجبسون (Gibson) وحاولوا إرساء بعض القواعد والنظريات البصرية .

والتي أصبحت موضع اهتمام بالنسبة لنا لما تعرضه من أفكار وموضوعات مفضلة والتي تعمل على تحديد عناصر النظرية الجمالية في العمارة (الذياب، 1994، ص17). 

وعلى الرغم من ندرة وجود قوانين بصرية، إلا أن هناك بعض القواعد التي يمكن تنفيذها ومتابعتها مثل تشديد الرقابة من قبل البلديات على المقاولين والملاك بضرورة الالتزام بتنفيذ ما تم اعتماده من مخططات وواجهات وألوان.

 فلقد تم اعتماده من قبل قسم الرخص بالبلديات بعد دراسة وتدقيق ومراعاة لعوامل معمارية وعمرانية عديدة .وإنه لا يحق للمقاول أو  المالك تغيير ما تم اعتماده إلا بعد مراجعة البلدية لأخذ موافقة أخرى على المقترح الجديد المزمع تنفيذه. 

ولذلك فإن الطياش (2005) يعتقد أن رفع المستوى الفني للمعماريين المسؤولين عن إجازة التصاميم المعمارية وخصوصا تصاميم الواجهات وألوانها ومواد تشطيبها ودعم قسم فسوحات البناء بكفاءات معمارية متميزة علمية وعملية .

حيث إن ذلك ينعكس إيجابية على ما يقومون بإجازته من تصاميم، وإلزام مقاولي أعمال البناء أو الإصلاح أو الترميم بعمل واجهة مزيفة من البلاستيك المقوى أمام الواجهات المراد القيام بأعمال البناء أو الترميم لها بحيث تبعد مسافة ثلاثة أمتار من الواجهة الرئيسية مع رسم الشكل النهائي للواجهة بالألوان والظلال وجميع التفاصيل على الواجهة المزيفة.

 وذلك للحفاظ على الشكل العام للمدينة ولحجب ما يراه المشاهد من شوادر معدنية ومخلفات أعمال البناء ومنعا للتلوث البصري من الظهور وتزال هذه الواجهة المزيفة بعد انتهاء العمل في المبنى.

مفاهيم التوافق البصري والنواحي الجمالية في البيئة : 

طورت عدة مفاهيم للوقوف على النواحي الجمالية للبيئة وتحقيق التوافق البصري. من أهمها "إدارة المورد البصري". 

ويسعى هذا المنهج إلى إدخال القيم الجمالية والبصرية ضمن عملية اتخاذ القرار. وقد أستخدم من قبل عدة جهات في الولايات المتحدة مثل إدارة خدمات الغابات في 1974م ومكتب إدارة الأراضي في 1980م. 

يتضمن المنهج تحليل وإعداد تصميم بصري للمنطقة المراد دراستها. ويتعامل المنهج مع ثلاثة مستويات من المشاكل هي : 

1. التحليل البصري للمنطقة المراد تخطيطها. 

2.تحديد التأثير البصري المحتمل للمشاريع المستقبلية وتقليل تأثيراتها السلبية. 

3. نظم تقييم التأثير البصري (192 .(Smardon and Karp, 1993,P. 

وبما أن البيئة العمرانية مورد بصري، فإن هناك علاقة وطيدة بين البيئة والتجربة الإنسانية. فدخول البعد الإنساني يجعل فهم البيئة قضية معقدة للغاية. 

فالإنسان لا يستجيب فقط للأشياء ولكن أيضا لترتيبها ونسقها وعلاقتها مع بعضها البعض. بل يذهب إلى أكثر من ذلك ويتفاعل مع التأثير والاستنتاج الذي يقع من جراء هذا النسق. ويضاف لذلك أن القيمة الجمالية في البيئة تتأثر وبشكل كبير بدرجة التنوع والاختلاف (162. Kaplan, 1984 p). 

ويذكر الحريقي (2006، ص10) عدة نظريات تتعلق بالرؤى الجمالية للبيئة، تركز على تحليل وفهم هذه القيم في البيئة. 

فقد يرى أن النواحي الجمالية هي جزء من التجربة اليومية، وأن التذوق الجمالي مجرد استجابة فطرية للبيئة. وهم في ذلك يؤكد فكرة أن الإنسان يحصل على المتعة الجمالية من إشباع حاجاته الفطرية. ويرى البعض الآخر أن تنظيم وترتيب المكان ضروري في كيفية رؤيته. بمعنى آخر أن مكونات المكان وتناسق عناصره هي أساس تكوين الرؤى الجمالية للبيئة. 

من جهة أخرى يقترح كوستنز( 358(Costons,1982, PP 357- فرضيتين قد تكونان أساس لفهم النواحي الجمالية في البيئة.
 الأولى" الجمال البصري" وتعني الرغبة في الحفاظ أو في صنع بيئة جميلة بصرية. 
أما الفرضية الأخرى الاستقرار الهوية الثقافية" ترتكز على مراعاة النواحي الجمالية للبيئة وذلك من خلال ممارسة شرائح المجتمع في التحكم في بيئتهم والحفاظ على هويتهم واستقرار ثقافتهم كما يشير إلى أن الاستجابة للتنوع البصري في البيئة يشكل نسق وتوافق بين عناصرها.

لذا يرفض الاعتراض القائم على أن النواحي الجمالية ذاتية (غير موضوعية) ولا يعتد فيها قانونيا. 

بينما يؤكد سميث (Smith, 1977, P.37)أن التفكير الإبداعي يشتمل على المجادلة بين جانبي الدماغ حيث أن الجانب الأيسر يجنح للعقلانية بينما الجانب الأيمن للمشاعر. وعليه يقرر سميث أن الرؤية الإبداعية أو ما يمكن وصفه الاستجابة للجمال قد تعتمد على مبدأ المجادلة. ويعمل هذا المبدأ عندما تتحاور عناصر نظام حضري مع المنظر العام، من خلال  وصف المكان والشكل، والألوان والتركيب، وقبل كل ذلك العناصر المساهمة في النسق والوحدة. 

تعليقات