U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

مظاهر الصحة النفسية ومعاييرها وأبعادها

معايير وابعاد الصحة النفسية
مظاهر الصحة النفسية وأبعادها 

ما هي مظاهر الصحة النفسية ؟ وما هي معاييرها ؟ وما هي أبعادها ؟  

المحتويات : 

(1) مظاهر الصحة النفسية . 

(2) معايير الصحة النفسية . 

(3) أبعاد الصحة النفسية . 

مظاهر الصحة النفسية : 

1- الاستقلال الذاتي : 

تؤكد بعض الدراسات علي ما توصل إليه كثير من الآراء النظرية التي ينادي بها علماء النفس فيما يتعلق باعتبار الاستقلال الذاتي أحد العوامل النفسية التي تسهم في صحة الإنسان ، حيث أكدت دراسة بارن barron ( 1968 ) أن الاستقلال الذاتي يعد من بين العوامل التي تسهم في تحقيق الصحة النفسية السليمة . 

كما يعد الاستقلال الذاتي من الجوانب النفسية الأساسية التي تتيح للإنسان إمكانية الإحساس بالثقة بالنفس ، وهو شعور يأتي نتيجة إحساس الفرد بقدراته علي تسيير أمور حياته دون المساعدة من الآخرين , والتغلب علي الصعاب التي تواجهه بما يؤكد قدرته علي أن يحيا واثقاً من نفسه مطمئناً فيها . 

بينما يمكن اعتبار الاستقلال الذاتي عاملاص مهم في زيادة ، الاعتماد علي النفس واعتبار الذات بما يساعد الفرد علي التحرر من المؤثرات الخارجية ، ويزيد قدرته علي اتخاذ القرارات بما يساهم في النمو الشخصي السليم للفرد . 

في حين أظهرت دراسة ماسلو maslow ( 1971 ) أن الأفراد المحققين لذواتهم ، هم الأصحاء نفسياً ويتسمون دائماً بالاستقلال الذاتي . 

مما سبق يمكن اعتبار الاستقلال الذاتي أحد الأبعاد الأساسية التي تشير وتؤكد علي وجود الصحة النفسية السليمة لدي الفرد ، حيث يتيح للشخص الاعتماد علي نفسه في اكتساب الخبرات الحياتية المختلفة بشكل مباشر ، مما يكسبه مزيداً من الصلابة النفسية وتحمل المسؤولية ، ويزوده بالمهارات والقدرات اللازمة علي مواجهة المشكلات وحلها بشكل سليم . 

2- الإحساس بالطمأنينة : 

يري ماسلو ( 1971 ) : أن الأمن من الحاجات الأساسية للإنسان ، حيث وضعها في مرتبة تلي الحاجات الفسيولوجية في تنظيمه الهرمي للحاجات . 

كما يري ضرورة إشباعها كشرط لسلامة النمو حيث يترتب علي عدم وجود هذا الإحساس أو عدم إشباعه وقوع الفرد في دائرة الاضطراب النفسي . 

في حين أشار ألبورت ( 1963 ) وغيره من علماء النفس : أن الأمن يعد شرطاً اساسياً لكي يخطو الفرد أي خطوة في طريق النجاح ، وبدون هذا الشرط لا يستطيع الفرد أن ينمو نمواً سليماً ، حيث تبين أن الاستقرار الانفعالي صفة أساسية لدي الطلاب ذوي المستويات المرتفعة من حيث الصحة النفسية السليمة . 

كما تأكد هذا الرأي في دراسة بارون ( 1968 ) ، بينما يضع ( جيراد سدني - 1973 ) الأمن والطمأنينة في المرتبة الرابعة بالنسبة لبقية الحاجات ذات القيمة الأساسية للإنسان ، ويري هذا الباحث أن الشخص الصحيح نفسياً لابد له من توافر قدر مناسب من الطمأنينة الانفعالية عن طريق تنظيم كل من البيئة المادية والاجتماعية . 

يتضح مما سبق أن الإحساس بالطمأنينة الانفعالية تعني إحساس الفرد بالانجسام بين الحاجات المطلوبة والإمكانيات المتاحة ، مع الإحساس بالرضا والدافعية حيث تكون الطمأنينة الانفعالية مجالات خصباً في كثير من الأحيان للإبداع والتميز إذا ما تم استغلالها استغلالاً جيداً وفي الاتجاه السليم . 

3- الإحساس بالمسؤولية : 

يري الكثير من علماء النفس أن شعور الفرد بالمسؤولية يساهم في كسبه لمقومات الصحة النفسية السليمة ، حيث يكون الفرد حريصاً علي إنجاز وإتقان ما أسند إليه من أعمال ، مما يجعله يشعر بالرضا عن نفسه ويجلب له رضا الآخرين . 

حيث يؤكد عبد العزيز القوصي ( 1955 ) : علي أن الأفراد ذوي المسؤولية يتميزون بالاستقلال والنضج ، وأنهم يستطيعون أن يبذلوا أقصي جهدهم في إسعاد غيرهم ، مما يساعدهم علي زيادة ثقتهم بأنفسهم وفهم طبائعهم علي وجه يتصف بالواقعية وحسب التوافق وتحقيق الذات . 

ويري عبد السلام عبد الغفار ( 1973 ) : أن قدرة الفرد علي تحمل المسؤولية تجعله يدرك قيمة أن يكون حراً وقيمة اختيار ما يريد ، لأنه مسؤول عما يترتب علي اختياره من آثار وهذا يعني أن إحساس الفرد بالمسؤولية يمكنه من حسن الاختيار والتصرف السليم الذي يجلب له الشعور بالراحة . 

4- الإحساس بالأمن الاقتصادي : 

من المعروف عالمياً أن ارتفاع مستوي البطالة والفقر الاجتماعية سبباً رئيسياً ، في زيادة مستوي العنف والجريمة إضافة إلى زيادة الصراعات الأسرية والزوجية ، مما يؤدى لزيادة الإحساس بالتوتر والقلق المستمر . 

حيث ذكرت ( كلاين - 1944 ) : أن إحساس الفرد بعدم توفي ما يكفي حاجاته الاقتصادية يعد من أهم العوامل التي تؤدى إلى المشكلات بين الناس ، وتجعلهم يشعرون بعدم الإحساس بالأمن .

وما يؤيد ذلك نتائج الدراسة التي قام بها ( جورج وفورف وفيد -1960 ) التي هدفت إلى التعرف علي أهم المصادر التي تحقق السعادة للإنسان وتجنبه الوقوع بالمشكلات ، حيث عد الأمن الاقتصادي من أهم العوامل التي تحقق للإنسان الشعور بالأطمئنان النفسي ، ويشاركه الرأي ( صموئيل مغاريوس ) عندما رأي أن الأمن النفسي لأفراد المجتمع يتوقف علي ما يقدمه المجتمع لأفراده من ضمانات اقتصادية . 

5- الكفاءة الاجتماعية : 

تري ( هلين شاكنر - 1949 ) : أن الشخص ذات التكيف السليم هو الذي يسعي إلى صبحة الناس ويستمتع بعلاقته معهم ، بينما يري ( أحمد عزت راجح ) أن قدرة الفرد علي إقامة العلاقات الاجتماعية السليمة ، مع الآخرين عامل أساسي من العوامل التي تسهم في تحقيق الصحة النفسية السليمة للإنسان بشرط أن يرضي المجتمع من هذه العلاقات . 

كما يري ( عبد الرحمان عيسوي ) أن الإنسان الذي لديه القدرة علي مشاركة الآخرين والتأثير فيهم والعناية بهم يبدو أكثر قدرة علي التكيف الشخصي الاجتماعي . 

بينما أوضحت دراسة قام بها ( بارون ) أن من الدلائل التي تشير إلى الاتزان النفسي ، درجة النضج التي تتضح من خلال علاقة الفرد بالآخرين ، ولهذا فقد دعا إلى ضرورة تواجد الفرد في مجتمع يمكنه أن ينشئ فيه علاقة اجتماعية ، لما لها من دور في تحقيق الصحة النفسية السليمة . 

وهذا ما كشفت عنه دراسة ( ماسلو ) عن الأفراد المحققين لذاتهم أن هؤلاء الأفراد لديهم القدرة علي تكوين علاقات ودية مع غيرهم . 

وهكذا يتضح أن الكفاءة الاجتماعية تكشف مستوي الصحة النفسية للافراد ، حيث تساهم بشكل كبير في كسب الخبرات وبناء الشخصية وامتلاك المهارات اللازمة لحل المشكلات ، وبالتالي الكفاءة في القيام بالأدوار الاجتماعية بالشكل الأمثل وما يعود علي الفرد بالإحساس بالثقة بالنفس والتوافق النفسي . 

6- الاستبصار بالذات : 

يتفق كل من عبد السلام عبد الغفار وعثمان فراج ( 1966 ) مع غيرهما من علماء النفس علي دور الاستبصار بالذات في تحقيق الصحة النفسية ، حيث نجد أن استبصار الفرد بذاته يساعده علي تخفيف أثر ما يصادفه من توتر ، إذا ما استطاع أن يتفهم نفسه ويدرك ذاته وتغيير نمط حياته يحقق له التمتع بالصحة النفسية . 

وكانت نتائج ( جوزيف رتشلاك ) goseph rychlak ( 1976 ) في دراسته تشير إلى أن الأسوياء لديهم القدرة علي الجوانب الإيجابية والسلبية في أنفسهم علي خلاف غير الأسوياء . 

معايير الصحة النفسية : 

في ضوء ما تقدم نستطيع أن نحدد بعض المؤشرات التي يمكن في ضوئها الاستدلال بصورة عامة علي الصحة النفسية لفرد ما وأهمها : 

1- تقبل الفرد الواقعي لحدود إمكانياته : 

إحدى الوسائل للتعرف علي الصحة النفسية لفرد من الأفراد نسأل : إلى أي حد يدرك هذا الفرد حقيقة وجود الفروق الفردية بين الناس ومدى اتساع هذه الفروق ؟ وكيف يري هذا الفرد نفسه مع الآخرين ؟ وما هي فكرته عن مميزاته الخاصة وعن حدود قدراته ؟ وما يستطيعه وما لا يستطيعه ؟ . 

وسنجد أن بعض الناس لهم بصيرة لا بأس بها بأنفسهم ، ويفهمون ذواتهم فهماً واقعياً أو قريباً من الواقع ، وهذا يهيئ لهم تجنب الكثير من الإحباط والفشل ويساعد علي الإنجاز والتوافق السليم ولكننا سنلاحظ أيضاً كثيرون يبالغون في توصر قدرتهم ويتوهمون في أنفسهم أكثر مما يستطيعونه فعلاً . 

كما يحاول البعض الآخر أن يهون من شأن نفسه ويركز علي عيوبه ونقائصه ولا يستطيع لسبب ما يعاني منه من مشاعر النقص أن يري كل إمكاناته وقابليته رؤية واضحة ، ويمكن أن ندرك بسهولة أن تصور الفرد بشخصه لا يساعد كثيراً علي توافقه النفسي أو علي التعامل الناجح مع الآخرين . 

2- المرونة والاستفادة من الخبرات السابقة ك 

السوي لديه القدرة علي التكيف التعديل والتغيير بما يتناسب مع ما يجد علي الموقف ، حتى يحقق التكيف وقد يحدث التعديل نتيجة لتغيير طرأ علي حاجات الفرد أو أهدافه أو بيئته ، كما أنه يعدل من سلوكه بناءاً علي الخبرات السابقة ولا يكرر أي سلوك فاشل لا معني له . 

3- التوافق الاجتماعي : 

قدرة الفرد علي عقد صلات اجتماعية راضية مرضية تتسم بالتعاون والتسامح والإيثار ، لا يحدث بها ما يعكرها من عدوان أو الاتكال أو عدم الاكتراث بمشاعر الآخرين معاً وأن يرتبط بعلاقات دافئة مع الآخرين . 

4- الاتزان الانفعالي : 

ونعني به قدرة الشخص علي السيطرة علي انفعالاته المختلفة والتعبير عنها بحسب ما تقتضيه الظروف وبشكل يتناسب مع المواقف التي تستدعي هذه الانفعالات . 

5- التكيف للمطالب أو الحاجات الداخلية أو الخارجية : 

من أهم الشروط التي تحقق الصحة النفسية أن تكون البيئة التي يعيش فيها الفرد من النوع الذي ساعد علي إشباع حاجاته المختلفة . 

أما إذا لم يتمكن الفرد من إشباع هذه الحاجات في البيئة ، فإنه يتعرض لكثير من عوامل الإعاقة والإحباط التي تؤدى عادة إلى نوع من الاختلال في التوازن أو عدم الملائمة . 

فإشباع الحاجات لدي الإنسان شرط أساسي من شروط حصوله علي التكيف الذي يحقق له الاستقرار النفسي ، ومن الممكن تقسيم هذه الحاجات والمطالب إلى حاجات داخلية أو حاجات أولية ( حاجات عضوية فسيولوجية ) ، وحاجات خارجية أو حاجات ثانوية ( حاجات نفسية اجتماعية أو حاجات ذاتية وشخصية ) . 

6- التوافق الشخصي : 

ويقصد به قدرة الفرد علي التوافق بين دوافعه المتصارعة وإرضائها المتزن ، وهذا لا يعني أن الصحة النفسية تعني الخلو من الصراعات النفسية إذ لابد من تواجدها ، وإنما الصحة النفسية هي حكم هذه الصراعات والتحكم فيها بصورة مرضية مع القدرة علي حل الأزمات النفسية بصورة إيجابية بدلاً من الهروب منها في شكل أعراض مرضية . 

أبعاد الصحة النفسية : 

مفهوم أبعاد الصحة النفسية يشير إلى المظاهر السلوكية التي يمكن من خلالها التوصل إلى مستوي الصحة النفسية لدي الفرد ، وذلك عن طريق الملاحظة والقياس وترتبط هذه الأبعاد ببعضها البعض بشكل يصعب الفصل بينها بشكل كامل، إلا أنه من خلال المقياس يمكن الحصول علي الدرجة الكلية والاستدلال علي الدرجة التقريبية للصحة النفسية : 

1- التوافق الأسري : 

ويتضمن العلاقة الاجتماعية التي تقوم بين أفراد الأسرة : الأب ، الأم ، والأبناء علي نحو يحقق التوازن داخل الأسرة . 

2- التوافق الاجتماعي : 

ويتضمن الالتزام بأخلاقيات المجتمع ومسايرة معاييره الاجتماعية والامتثال لقواعد الضبط الاجتماعي ، وتقبل التغير الاجتماعي بالإضافة للتفاعل الاجتماعي السليم ، وعمل الخير مما يؤدى إلى تحقيق الصحة الاجتماعية وتحقيق السعادة مع الذات والآخرين . 

3- التوافق الاقتصادي : 

يعد التغير الاقتصادي بشكل مفاجئ نحو الارتفاع أو الانخفاض أحد أسباب الاضطرابات في توافق الشخصية ، ويلعب الإحساس بالإشباع دوراً فاعلاً في شعور الفرد بالرضا أو الإحباط ، فانخفاض مستوي الإشباع يشعر الفرد بالاحباط والحرمان ومشاعر الدونية ، أما إذا كان مستوي الإشباع مرتفعاً فإن ذلك يعزز لدي الفرد ، الشعور بالرضا والأمان الاقتصادي . 

4- التوافق الزواجي : 

ويتضمن الاستعداد للحياة الزوجية واختيار المناسب للزواج ، مما يضمن الشعور بالرضا الزواجي والإحساس بالسعادة ، والحب المتبادل بين الزوجين والإشباع الجنسي وتحمل مسؤولية الحياة الزوجية والقدرة علي حل مشكلاتها ، مما يؤدى للإستقرار الزوجي . 

تعليقات