U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

بحث كامل عن جودة الحياة مع المراجع

أبعاد جودة الحياة
مفهوم جودة الحياة وأبعادها ومبادئها 

بحث عن جودة الحياة :

المحتويات : 

(1) مقدمة . 

(2) مفهوم جودة الحياة . 

(3) الاتجاهات النظرية المفسرة لجودة الحياة . 

(4) أبعاد جودة الحياة . 

(5) مبادئ جودة الحياة . 

(6) معوقات جودة الحياة . 

(7) مراجع البحث . 

مقدمة : 

يعد مصطلح جودة الحياة من المفاهيم الحديثة التي لاقت اهتمام في مجال علم النفس ، حيث أصبحت تعتبر كمطلب أساسي في الوقت الحاضر وهذا من أجل تحقيق الصحة النفسية والشعور بالرضا والاستمتاع بالحياة ، وبالتالي يؤدى إلى توجه إيجابي نحو الحياة . 

وعليه سنتطرق في هذا البحث عن مفهوم جودة الحياة والاتجاهات النظرية المفسرة لجودة الحياة ، أبعادها ، ومبادئها وفي الأخير معوقات جودة الحياة . 

مفهوم جودة الحياة : 

مفهوم الجودة من الناحية اللغوية : 

الجودة من أصل الفعل الثلاثي ( جود ) وهو الشئ الجيد نقيض الردئ . 

كما تعني الجودة حسب قاموس اكسفورد الدرجة العالية من النوعية أو القيمة ، فالجودة عبارة عن مجموعة من المعايير الخاصة بالأداء الممتاز والتي لا تقبل المناقشة أو الجدال . 

مفهوم الجودة من الناحية الاصطلاحية : 

تعريف منظمة الصحة العالمية : تعرفها بأنها " إدراك الفرد لوضعه المعيشي في سياق أنظمة الثقافة والقيم في المجتمع الذي يعيش فيه ، وعلاقة هذا الإدراك بأهدافه وتوقعاته ومستوي اهتمامه . 

تعريف عبد الفتاح وحسن " هي الاستمتاع بالظروف المادية في البيئة الخارجية والإحساس بحسن الحال ، وإشباع الحاجات والرضا عن الحياة ، وإدراك الفرد لقوي ومضامين حياته وشعوره بمعني الحياة إلى جانب الصحة الجسمية الإيجابية وإحساسه بالسعادة ، وصولاً إلى عيش حياة متناغمة متوافقة بين دور الإنسان والقيم السائدة في مجتمعه " .

يعرفها حسام 2009 : " هي درجة الرضا التي يشعر بها الفرد تجاه المظاهر المختلفة في الحياة ومدى سعادته بالوجود الإنساني وتشمل الاهتمام بالخبرات الشخصية لمواقف الحياة ، كما أنها تشمل علي عوامل داخلية ترتبط بأفكاره حول حياته وعوامل خارجية التي تقيس سلوكيات الاتصال الاجتماعي ، ومدى إنجاز الفرد للموقف . 

تعرف أيضاً بأنها " الإحساس الإيجابي بحسن الحال وارتفاع مستويات رضا الفرد عن ذاته وعن حياته بشكل عام ، وسعيه المتوصل لتحقيق أهدافه الشخصية ذات قيمة ومعني بالنسبة إليه ، واستقلاليته في تحديد جهة مسار حياته واستمراره في علاقات اجتماعية إيجابية متبادلة مع الآخرين ، والإحساس العام بالسعادة والطمأنينة النفسية " . 

وعليه نستخلص من التعريفات السابقة أن جودة الحياة هي : 

1- مقدار الرضا والسعادة عن حياة البيئة الخارجية . 

2- لا تقتصر علي تذليل الصعاب والتصدي للعقبات فقط بل تتعدي ذلك إلى تنمية النواحي الإيجابية . 

3- نتائج التفاعل بين الحالة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية . 

الاتجاهات النظرية المفسرة لجودة الحياة : 

1- الاتجاه النفسي : 

يركز هذا الاتجاه علي إدراك الفرد كمحدد أساسي للمفهوم وعلاقة المفهوم بالمفاهيم الأخرى ، وأهمها القيم والحاجات النفسية وإشباعها ، وتحقيق الذات ومستوي الطموح لدي الافراد . 

وبالتالي فالعنصر الأساسي لجودة الحياة يتضح في العلاقة الانفعالية القوية بين الفرد وبيئته ، وهذه العلاقة التي تتوسطها مشاعر وأحاسيس الفرد ومدركاته ، فالإدراك ومعه بقية المؤشرات النفسية تمثل المخرجات التي تظهر من خلال نوعية الحياة للفرد . 

كما ينظر هذا المنظور إلى مفهوم جودة الحياة علي أنها " البناء الكلي الشامل الذي يتكون من متغيرات متنوعة التي تهدف إلى إشباع الحاجات الأساسية للأفراد الذين يعيشون في نطاق هذه الحياة ، بحيث يمكن قياس هذا الإشباع بمؤشرات موضوعية ومؤشرات ذاتية . 

ومن هنا نستطيع أن نقول أن جودة الحياة تتضمن الاستمتاع بالظروف المادية والبيئة الخارجية والإحساس بحسن الحال ، وإشباع الحاجات ، والرضا عن الحياة ، وإدراك الفرد لقوي ومتضمنات حياته وشعوره بمعني الحياة إلى جانب الصحة الجسمية الإيجابية ، وإحساسه بمعني السعادة وصولاً إلى العيش حياة متناغمة متوقفة مع جوهر الإنسان والقيم السائدة في المجتمع . 

2- الاتجاه الطبي : 

يري هذا الاتجاه أن جودة الحياة هي التقدم الحاصل في حياة الأفراد نتيجة الحصول علي الرعاية الخاضعة للبرامج الطبية ، والعلاجية المختلفة ، كما أن قياس جودة الحياة من منظور طبي يختلف باختلاف نوعية الحالة أو نوعية المعاناة المرضية . 

3- الاتجاه الاجتماعي : 

يري " المير هانكس " أن الاهتمام بدراسات جودة الحياة قد بدأت منذ فترة طويلة وقد ركزت علي المؤشرات الموضوعية في حياة مثل معدلات المواليد ، معدلات الوفيات ، نوعية السكن ، المستويات التعليمية للأفراد ، مستوي الدخل وهذه المؤشرات تختلف من مختلف إلى آخر . 

وترتبط جودة الحياة بطبيعة العمل الذي يقوم به الفرد وما يجنيه الفرد من عائد مادى من وراء عمله والمكانة المهنية للفرد وتأثيره علي الحياة ، ويري العديد من الباحثين أن علاقة الفرد مع زملاءه تعد من العوامل الفعالة في تحقيق جودة الحياة فهي تؤثر بدرجة ملحوظة علي الرضا أو عدم الرضا العامل عن عمله . 

أبعاد جودة الحياة : 

إن الدراسات اتفقت علي تعدد أبعاد جودة الحياة ، إلا أنها اختلفت في عدد وأسلوب تصنيفها ، سوف نعرض نماذج عن ذلك فيما يلي : 

- تقرير منظمة الصحة العالمية أن جودة الحياة تشير إلى الكمال الذي يمكن أن يحققه الإنسان في الأبعاد التالية : 

1- البعد الجسمي : والجودة فيه توضح كيفية التعامل مع الألم ، عدم الراحة والنوم ، تخلص من التعب ، الطاقة ، والحركة العامة . 

2- البعد النفسي : يتضمن المشاعر والسلوكيات الاجتماعية ، وتركيز الانتباه والرغبة في التعلم ، والتفكير وذكره وتقدير الذات ، وصورة الجسم ومواجهة المشاعر السلبية . 

3- البعد الاجتماعي : ويتضمن العلاقات الشخصية والاجتماعية والسعادة الاجتماعية . 

4- بعد الاستقلالية : ويعني أنه كلما ارتفعت مقدرة الفرد علي الاستقلالية ، كلما توقعنا جودة عالية ويتضمن هذا البعد حيز الحركة ، الذي يتمتع به الفرد في حياته وأنشطة حياته اليومية التي يقوم بها ودرجة اعتماده علي الأدوية والمساعدات . 

5- البعد الديني : ويعني الالتزام الأخلاقي ، وتحقيق السعادة الروحية من خلال العبادات . 

6- البعد البيئي : يتضمن ممارسة الحرية بالمعني الإيجابي ، والشعور بالأمن والأمان الجسمي ، ومصادر الدخل ، والمشاركة في فرص الترفيه ، ومدى الابتعاد عن مصادر التلوث ، والضوضاء ، وإشارات المرور والمواصلات . 

- كما أن دور الحياة والخبرات المتبادلة التي يتعرض لها في كل مرحلة من مراحل الحياة تلعب دوراً شديد الأهمية في نظرتنا لجودة الحياة علي رغم من أن كل شخص توقعاته الكيفية الخاصة . 

وعليه يحدد هذا النمط عدداً من  الأبعاد لجودة الحياة وهي كالتالي : 

1- السلامة البدنية والتكامل البدني العام . 

2- شعور بالسلامة والأمن . 

3- الشعور بالقيمة والجدارة الشخصية . 

4- الحياة المنظمة المقننة . 

5- الإحساس بالانتماء إلى الآخرين . 

6- أنشطة الحياة اليومية ذات المعني أو الهادفة . 

7- الرضا والسعادة الداخلية . 

مبادئ جودة الحياة : 

علي الرغم من وجود وجهات نظر مختلفة بين الباحثين حول مفهوم جودة الحياة تمثلت في التعريف والأبعاد والمحددات ، لكن يمكن القول بأنه هناك تشبه في المبادئ ، ونذكرها كالتالي : 

أوضحت " جودي " 1990 بأن جودة الحياة تعتمد علي مجموعة من المبادئ منها : 

1- إن المبادئ مشتركة بين المعاق وغير المعاق . 

2- إن جودة الحياة مرتبطة بمجموعة من الأحياجات الرئيسة للإنسان ، وبمدى قدرته علي تحقيق أهدافه في الحياة . 

3- وإن معاني جودة الحياة تختلف باختلاف وجهات النظر ، بمعني أنها تختلف من شخص إلى آخر من عائلة إلى أخرى . 

4- إن جودة الحياة لها علاقة وطيدة ومباشرة بالبيئة التي يعيش فيها الفرد . 

5- جودة الحياة تعكس التراث الثقافي للأشخاص . 

كما أشارت نفس الباحثة في 1994 من خلال استعراض مفهوم جودة الحياة من وجهات نظر مختلفة ، أنه يجب أولاً تحديد مفهوم الحياة الجيدة ، وكيف يحدد الناس حياتهم الخاصة ، ويجب أن يوضع في الاعتبار عند تعريف الحياة أنه : 

- مفهوم عام وليس خاصة بفئة محددة . 

- مفهوم شامل يتضمن أكبر قدر ممكن من مظاهر الحياة . 

- يجب أن يعكس المعيارية وما يتضمنها من معايير اجتماعية . 

- يجب أن يحترم الميل للدفاع عن الذات . 

وفي النهاية توصلت الباحثة إلى بعض الحقائق الخاصة بجودة الحياة منها : 

1- تتكون جودة الحياة للأشخاص المعاقين من نفس العوامل والعلاقات ذات الأهمية في تكوين جودة حياة غير المعاقين . 

2- يشعر الفرد بجودة الحياة عندما يشبع حاجاته الأساسية ، وتكون لديه فرصة لتحقيق أهدافه . 

3- ترتبط جودة حياة الفرد بجودة حياة الأشخاص الآخرين الذين يعيشون في البيئة نفسها . 

معوقات جودة الحياة : 

البناء النفسي للأفراد يتضمن مكامن القوة والضعف ، لهذا إن موطن الضعف والقصور تؤدى إلى عجز الإنسان عن تحقيق أحلامه طموحاته ، وقد تسبب كفاً أو كموناً لمكامن القوة . 

كما أننا نجد غالبية الموقف الرعاية والتعليم تركز بشكل كبير ، عن حل المشكلات ، لكن إذا أردنا أن نحسن جودة الحياة علينا ألا نركز فقط علي المشكلات ( موطن الضعف ) بل يتعين التركيز علي أبعاد جودة الحياة واستخدام وتوظيف قدرات وكافة الإمكانيات المتاحة لتحسين جودة الحياة . 

ويجب عند وصف هذه الأخيرة أن نميز بين الظروف الداخلية والظروف الخارجية ، وقصد بالظروف الداخلية الخصائص البدنية والنفسية والاجتماعية للفرد ، أما الظروف الخارجية فيقصد بها العوامل المرتبطة بتأثير الآخرين والبيئة التي يعيش فيها . 

الظروف الداخلية : 

- الإعاقات والحالة المزاجية الذهنية . 

- الخبرات الحياتية . 

الظروف الخارجية : 

- نقص المساندة الاجتماعية أي عدم توفر مصادر المساندة الاجتماعية . 

- ظروف الحياة المعيشية والبيئية . 

- سوء الاختيار . 

المراجع : 

سلاف مشري ، 2014 ، جودة الحياة من منظور علم النفس الإيجابي ، مجلة الدراسات والبحوث الاجتماعية جامعة الوادي ، العدد 08 الجزائر . 

أحمد مسعود ، 2015 ، بحوث جودة الحياة في العالم العربي ، مجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية جامعة وهران ، العدد 20 . الجزائر . 

بشري عتاد مبارك ، د.س ، جودة الحياة وعلاقتها بالسلوك الاجتماعي لدي النساء المتاخرات عن الزوج ، مجلة كلية الآداب جامعة بغداد ، العدد 99 ، العراق . 

أحمد فوزي جنيدي ، 2020 ، جودة الحياة المدرسية لدي معلمين التلاميذ ذوي الإعاقة وعلاقتها بالمرونة النفسية والسلوك الإيثاري لديهم ، مجلة جامعة الشارقة العدد 1 ، المجلد 17 ، السعودية . 

محمد السعيد أبو حلاوة ، د . س ، جودة الحياة المفهوم والأبعاد ، جامعة الإسكندرية . 

نغم سليم جمال ، 2015 ، جودة الحياة وعلاقتها بالحاجات الإرشادية لدي طلبة المرحلة الثانوية ، مذكرة مقدمة لنيل درجة ماجستير في الإرشاد النفسي ، جامعة دمشق سوريا . 

حمزة فاطيمة ، 2018 ، تقنين مقياس جودة الحياة المختصر الصادر عن منظمة الصحة العالمية ، مجلة العلوم الاجتماعية جامعة الأغواط ، العدد 31 ، مجلد 07 ، الجزائر . 

محمد حامد إبراهيم الهنداوي ، 2010 ، الدعم الاجتماعي وعلاقته بمستوي الرضاء عن جودة الحياة لدي المعاقين حركياً ، مذكرة مقدمة لنيل درجة المجاستير ، جامعة الأزهر ، غزة . 

بوعيشة أمال ، 2014 ، جودة الحياة وعلاقتها بالهوية النفسية لدي ضحايا الإرهاب ، مذكرة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراة في علم النفس تخص علم النفس المرضي الاجتماعي ، جامعة محمد خيضر بسكرة ، الجزائر .

تعليقات