U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

ما هي النظريات المفسرة للصحة النفسية ؟

النظريات المفسرة للصحة النفسية ؟
ما هي النظريات المفسرة للصحة النفسية ؟ 

النظريات المفسرة للصحة النفسية : 

(1) النظرية التحليلية : 

نظر فرويد إلى الإنسان نظرة تشاؤمية فالفرد دائما في صراع بين دوافعه المختلفة وبين ما يريده ، وبين الدوافع التي لا تقبلها الجماعة ، وهو دائماً بالقلق من احتمال خروج ما كبت من خبرات ومشاعر مؤلمة من اللاشعور والشعور . 

ومن هنا يمكن القول بأن الشخصية تكون سوية ويكون هناك تمتع بالصحة النفسية عندما تكون ( الأنا ) قوية وقادرة علي تحقيق التوافق بين مطالب ( الهو ن الأنا الأعلى ) أما إذا كانت ( الأنا ضعيفة ) فهناك احتمال أن تسيطر ( الهو ) علي جوانب الشخصية المختلفة وبالتالي تكون الشخصية منحرفة شهوانية عرائزية ، أو أن تسيطر ( الأنا الأعلى ) فتكون الشخصية جامدة منغلقة مريضة ومعقدة . 

كما أن فرويد يري بتقسيمه للجهاز النفسي إلى أقسام وهي : الهو ، الأنا ، الأنا الأعلى ويعتبر الهو منبع الطاقة الحيوية النفسية التي يولد الفرد مزود بها وهو مستودع القوي والطاقات العريزية والجنسية ، لذلك فهو لا شعوري وبعيداً عن المعايير والقيم الاجتماعية ولا يعرف شيئاً عن المنطق . 

أما الأنا فهو مركز الشعور والإدراك الحسي الخارجي وهو الذي يعمل علي التوفيق بين مطالب الهو والظئوف الخارجية ، أما الأنا الأعلى فهو مستودع المثاليات والأخلاق والضمير والمعايير الاجتماعية والتقاليد . 

وقد رأي أصحاب هذه النظرية أن الصحة النفسية السلمية تتمثل في قدرة الأنا علي حسم الصراع الدائر بينهما لكل من الهو والأنا الأعلى والتوافق التام بين هاتين المنظمتين ومطالب الواقع وعلي كبح جماح الهو وضبط دوافعها وغرائزها ، وعدم الانغراق في القيم المثالية بحيث ينفصل الفرد عن الواقع . 

كما أعطوا أهمية بالغة لخبرات الطفولة للفرد في إرساء قواعد الشخصية وأكدوا علي دور عدم النضج والتثبيت خلال مراحل النمو النفسي الجنسي في تكوين الانحرافات والاضطرابات النفسية . 

وتقوم هذه النظرية أيضاً علي عدد من الأسس التي تعد بمثابة مسلمات في تفسير السلوك من أهمها : ( الحتمية النفسية ، الطاقة النفسية ، الثبات ، الاتزان ، مبدأ اللذة ) . 

في رأي " إريك فروم " إن الصحة النفسية للفرد تتمثل كحل وسط بن الحاجات الداخلية والمطالب الخارجية للمجتمع ، وأكد علي مغزي قدرة الفرد علي التعبير عن الحب للآخرين والعطاء أكثر من الأخذ . 

أي أنه قد ربط بين مفهوم الصحة النفسية والقدرة علي الحب والشعور بالتوحد والارتباط الوثيق بالأهل والوطن وقد ربط " إتورانك " Itoorannk بين مفهوم الصحة النفسية والإبداعية أما " سوليفان " solivan فقد ربط بين مفهوم الصحة النفسية والعلاقات الشخصية المتبادلة غير المتتالية ، وكذلك قد ربطت " كارين هورني " karin horni بين مفهوم الصحة النفسية وإدراك الذات وتحقيقها والقدرة علي إضفاء التكامل بين معظم الحاجات العصابية . 

(2) النظرية السلوكية : 

يري رواد هذه النظرية أن السلوك متعلم من البيئة وأن عملية التعلم تحدث نتيجة لوجود الدافع والمثير والاستجابة ، وبالتالي فإن مفهوم الصحة النفسية لديهم يتمثل في الاستجابات المناسبة للمثيرات المختلفة أي استجابات بعيدة عن القلق . 

فإن الصحة النفسية السليمة بالنسبة للنظرية السلوكية تتمثل في اكتساب الفرد عادات مناسبة وفعالة ، تساعد علي التعاون مع الآخرين في مواجهة المواقف التي تحتاج إلى اتخاذ قرارات ، فإن اكتساب الفرد ذات تتناسب مع ثقافة مجتمعه النفسية هو محك اجتماعي ومن رواد هذه النظرية " سكينر " skinnr الذي يعتقد أن سوء الصحة النفسية يعود إلى أخطاء في التعلم الشرطي . 

ويري كلا من " كلارك هول klarck hul " و " جون دولارد gone dollard " و " نيل ميلرر nil miller " ، أن السلوك المرضي والذي يدل علي اعتلال الصحة النفسية كما يمكن تعلمه واكتسابه ، يمكن إزالته والتخلص من شأنه شأن السلوك العادي ويرون أن الاضطراب الانفعالي والاجتماعي ينتج عن عامل من العوامل التالية : 

الفشل في التعلم ، إكتساب سلوك مناسب ، تعلم أساليب سلوكية غير مناسبة أو مرضية ، مواجهة الفرد مواقف صراعية تستدعي منه أن يقوم بعملية تمييز واتخاذ قرارات يعجز علي القيام بها . 

(3) النظرية الإنسانية : 

يمثلها كل من " روجرز rogers " و " ماسلو maslow " و " ستين stunin " و " فروم fromm " وغيرهم وينظرون إلى الإنسان علي أنه كل متكامل ، والطبيعة البشرية خيرة بالطبع أو علي الأقل محايدة وأن الظاهرة السلوكية بمثابة أعراض . 

ويؤكدون أن الصحة النفسية وأن الدراسات النفسية يجب أن تتوجه إلى كائن إنساني سليم وليس للأفراد العصابيون ، وتأكيد دراسة الخبرة الحاضرة كما يدركها من يمر بها وليس كما يراها الآخرون وأكد " روجرس " أن هناك اتصالاً وثيقاً بين مفهوم تحقيق الذات وتقديرها وبين الصحة النفسية . 

ورأي أن الفرد يستطيع أن يحقق ذاته ووجودها الشخصي إذا ما أتيحت له الظروف التي تمكنه من ذلك ، ويكون تحقيق الفرد لإنسانيته تحقيقاً كاملاً من خلال احتضانه لمجموعة من القيم العليا والتي منها : الحق والخير والجمال والصدق مع النفس والآخرين والشجاعة والتفاني في أداء العمل ، من خلال ممارسته لحريته ومقدرته علي الحب والنمو وعدم اللجوء للحيل الدفاعية يقصد به تشويه الحقيقة ،  ويعد ذلك من أهم مظاهر الصحة النفسية . 

كما أن " ماسلو " يري أن الإنسان يتمتع بالصحة النفسية عندما يكون قادراً علي إشباع حاجاته المختلفة والوصول إلى ما يسمي بتحقيق الذات ، وعلي ذلك فإن " ماسلو " يري أن الإنسان قد يحتاج أشياء معينة ، وفي حالة عدم إشباع فإنه يشعر بالكدر والضيق ، وهذا يترتب عليه الشعور بالتوتر والقلق وبالتالي صحة نفسية متدنية . 

(4) النظرية المعرفية : 

يري أصحاب هذه النظرية أن الصحة النفسية للفرد ترتبط بقدرته علي تفسير الخبرات ، بطريقة منطقية تمكن الفرد من المحافظة علي الأمل ، باستخدام مهارات معرفية مناسبة لمواجهة الأزمات وحل المشكلات وعليه فإن الشخص المتمتع بالصحة النفسية هو فرد قادر علي استخدام الاستراتيجيات المعرفية المناسبة للتخلص من الضغوطات النفسية . 

(5) النظرية الجشطالتية : 

وصاحبها " بيرلز " perlz . يري أصحاب هذه النظرية الصحة النفسية في القدرة علي العيش بهناء ، بينما يتجلي المرض الحقيقي في تزويير الواقع الذاتي والوجودي ، والهروب من الماضي أو المستقبل أي الهروب من قلق العيش ، حيث أنه من المعروف أن المريضي النفسي يعاني من انعدام القدرة علي مجابهة الذات . 

كما يري " بيرلز " الصحة النفسية تتحقق حيث يتمكن الشخص من الوقوف علي قدميه ، وتحمل مسؤولية مصيره ويتمكن من عيش رغباته ومشاعره في حالة من لقاء الذات .

تعليقات