متطلبات وعوامل نجاح إدارة المعرفة :
محتويات البحث :
(1) متطلبات إدارة المعرفة .
(2) عوامل نجاح إدارة المعرفة .
(3) استراتيجيات إدارة المعرفة .
متطلبات إدارة المعرفة :
إن أول العمليات اللازمة لإدارة المعرفة هي استيفاء المعلومة الدقيقة والصحيحة وتووثيقها ثم تبادلها عبر وسائل التفاعل المختلفة داخل منظمات الأعمال لما في ذلك الإنترنت ، ولبناء نظام لإدارة المعرفة لابد أن تتوفر المقومات والمتطلبات التالية :
1- المورد البشري :
إن العنصر البشري من أهم الأدوات الرئيسة في إدارة المعرفة ، إذ يعتبر المورد والمولد الأساسي للمعرفة من خلال العلميات العلقية وما تحتويه من معارف وخبرات ونشاطات تحليلية وتركيبية وتنبؤية تحفظ وتنقل عبر أجهزة الحاسوب والأنظمة الخبيرة ، وهم من يسمون بأفراد المعرفة ، وهم الأشخاص القادرين علي توليد وإنتاج المعرفة وتطبيقها ، ويعتبر رأس المال البشري هو الركيزة الأساسية في إنتاج المعرفة ، من خلال القيام بالنشاطات العقلية واستخدام الوسائل التقنية المساعدة والمؤدية جميعها إلى المعرفة .
2- تكنولوجيا المعلومات :
تلعب تكنولوجيا المعلومات دوراً اساسياً ومحورياً في رامج إدارة المعرفة من خلال قدرتها علي تسريع عملية إنتاج ونقل المعرفة ، وتساعد أيضاً في جمع وتنظيم الجماعات لجعل المعرفة تؤثر علي أساس المشاركة من خلال ما توفره تكنولوجيا المعلومات الحديثة من إمكانيات كثيرة لإدارة المعرفة مثل : شبكة المعلومات ، الشبكة الداخلية ، برنامج تصفح ، مخازن البيانات ، مصفاة البيانات وبرنامج software مما يسهل ويسرع من إدارة المعرفة في المنظمات .
يؤكد Nguyen علي أن لتكنولوجيا المعلومات صلة كبيرة بإدارة المعرفة لعدة أسباب نذكر منها :
- تعد تكنولوجيا المعلومات ضرورية في الوقت الراهن لخزن واسترجاع المعلومات والمعرفة الصريحة .
- تتغلب تكنولوجيا المعلومات علي مشكلات البعد المكاني وعوائق الزمن اللتان قد يؤثران علي عمل عمال المعرفة .
- إن التطور في تكنولوجيا المعلومات قد ساهم في تخفيض مستوي العمالة الأمر الذي تسبب في فقدان المعرفة من المنظمات .
3- الهيكل التنظيمي :
يمثل الهيكل التنظيمي نظام وظيفي ذو مستوي كلي ( شمولي ) تعتمد عليه المنظمات لتنظيم نشاطات خلق القيمة فيها والحصول عليها ، والهيكل التنظيمي بهذا الوصف هو أكثر من مربعات في خريطة ، فهو نمط التفاعلات والتنسيق يربط بين التكنولوجيا والمهام والمكونات البشرية بقصد إنجاز المنظمة لأغراضها ويعتقد Cho ( 2011 ) أن الهيكل التنظيمي بتقسيمه المهام بين الأفراد والتنسيق بين النشاطات مكن من عملية انسياب المعرفة وخلقها ومشاركتها .
إن الهياكل التنظيمية الأكثر ملائمة لإدارة المعرفة هي تلك الهياكل التي تتسم بالمرونة والتكيف مع البيئة وسهولة الاتصالات وقدرتها علي الاستجابة السريعة للمتغيرات .
4- العامل الثقافي ( الثقافة التنظيمية ) :
يعتبر العامل الثقافي مهما في إدارة المعرفة عن طريق خلق ثقافة إيجابية داعمة للمعرفة وإنتاج وتقاسم المعرفة وتأسيس المجتمع علي أساس المشاركة بالمعرفة والخبرات الشخصية وبناء شبكات فاعلة في العلاقات بين الأفراد وتأسيس ثقافة مجتمعية وتنظيمية داعمة للمعرفة .
حيث أن قسماً كبيراً من المعرفة موجود في أذهان الأفراد العاملين في المؤسسة وهم الذين يولدون المعرفة ، وقد يكون خلق الثقافة الإيجابية الداعمة للمعرفة عن طريق توظيف الأفراد المؤهلين بحد أدنى من المعرفة والخبرة والقدرة علي توليد المعرفة وشحذ هممهم بالحوافز .
عوامل نجاح إدارة المعرفة :
قام العالم Devenport بتحديد مجموعة من العوامل التي يمكن أن تقود إلى نجاح إدارة المعرفة ، ورأي أنها ضرورية ويجب الأخذ بها ، وهي :
1- التركيز علي قيمة المنظمة وأهميتها وضمان الدعم المالي من الإدارة العليا :
فلابد من المحافظة علي قيم المنظمة وبيان أهميتها وبالتالي قيام الإدارة العليا بضمان الدعم المالي اللازم للمحافظة عليها وعلي أصولها وأفكارها وممتلكاتها من أجل بقائها ونموها وتطورها والمشاركة في نجاح إدارة المعرفة .
2- توفير رقاعدة تقنية وتنظيمية يمكن البناء عليها :
لابد من وجود قاعدة بيانات ومعلومات متطورة التي تساعد علي تزويد وتبادل المعلومات خلال التنظيم الذي يقود العمل داخل المنظمة .
3- وجود هيكل معرفي قياسي مرن قادر علي مواكبة طريقة إنجاز الأعمال بالمنظمة واستخدام المعرفة المتوفرة :
فلابد من هيكلة البيانات والمعلومات والأرقام بطريقة تمكن من معرفة مدى استخدامها بطريقة ملائمة وأن تكون مرنة لمواكبة التطورات والتجديد لخدمة أهداف المنظمة .
4- تبني غاية واضحة ولغة مفهومة لدفع مستختدم المعرفية للاستفادة القصوي من النظام المعرفي :
فعند وضع قاعدة البيانات أي حصيلة معرفة يجب أن يتم وصفها بطريقة تلائم المستخدم للمعرفة من المسؤولين أو العاملين في المنظمة . فكلما كانت هناك غاية واضحة ولغة مفهومة وسهلة وبسيطة يمكن أن تساعد علي الحصول علي المعلومات بأكبر قدر ممكن من الفائدة من النظام المعرفي الموضوع .
5- تبني عملية التغيير في أساليب وطرق التحفيز لخلق ثقافة المشاركة المعرفية وإشاعتها في المنظمة :
لنجاح إدارة المعرفة لابد من تبني عملية التغيير في أساليب وطرق التحفيز للعاملين والإداريين القائمين علي المشاركة وتبادل المعلومات وبالتالي إشاعتها للاستفادة القصوي منه .
6- ضمان تعدد القنوات المعرفية :
لتسهيل نقل المعرفة لكون الأفراد العاملين لهم طرق مختلفة لتنفيذ الأعمال والتعبير عن أنفسهم . تلجأ المنظمة علي توفير قنوات اتصال لتسهيل الحصول علي معرفة وضمان أن تنجح إدارة المعرفة من قناة الاتصال للحصول علي المعرفة المطلوبة بسهولة .
7- تطوير مستوي عمليات المعالجة في المنظمة بما يمكن من تعيين طرق إدارة الأعمال لضمان التطوير :
المنظمة بحاجة إلى تنظيم ووضع الأشخاص المؤهلين في أماكنهم المناسبة وقياس الأداء وتحديد الانحراف علي ضوء معايير قياسية موضوعية ، وإذا تم تنفيذ ذلك وأخذه في الحسبان يكون هذا العنصر مهما من عناصر نجاح إدارة المعرفة .
8- تبني طرق تحفيزية غير عادية من المكافآت والتميز لمن يتميز في الأداء :
مما يدفع العاملين للمساهمة في خلق المعرفة من البيانات المتوفرة في قواعد المنظمة .
9- دعم الإدارة العليا التام :
وهي مسألة أساسية لتوفير المعارف وتحديد أنواعها لنجاح المنظمة وتدعيمها يمكن من خلال الموارد البشرية والآلات والمعدات والتكنولوجيا لتسيير العمل وتحقيق التعاون وأهداف المنظمة .
كما لخص Rastogi عوامل نجاح إدارة المعرفة في الآتي :
1- الابتكار والتأكيد علي فرض التعلم المستمر للأفراد ، والمشاركة في الحوار والبحث والنقاش .
2- تشجيع ومكافأة وروح التعاون وروح الفريق والتأكيد عليها بصورة دائمة .
3- تحديد وتطوير القادة الذين يبذلون ويدعمون نماذج التعلم علي مستوي الفرد والجماعة .
4- مساعدة الأفراد لتحديد دور ومتطلبات ومضامين وتطبيقات المعرفة لإنجاز أعمالهم .
5- تركيز الاهتمام علي تدفق المعرفة أكثر من تخزينها .
استراتيجيات إدارة المعرفة :
تعرف استراتيجية إدارة المعرفة علي أنها خطة منسقة من الأعمال من أجل تمكين عمليات الأعمال الجوهرية من استخدام تقنيات إدارة المعرفة وتهدف استراتيجية إدارة المعرفة إلى ما يلي :
1- التوافق من نشاطات وأهداف أعمال المنظمة .
2- تحقيق التوازن بين الافراد والمنظمات .
3- تحديد واجبات كل طرف في المنظمة فيما يخص إدارة المعرفة .
تبعاً لذلك تم اقتراح نموذجين وهما :
أولاً : نموذج Wiig ( 1997 ) لاستراتجيات إدارة المعرفة :
قام Wiig بتحديد ستة استراتيجيات لإدارة المعرفة وتعكس هذه الاستراتيجيات طبيعة وقوة المنظمات وتشمل :
1- استراتيجية المعرفة كاستراتيجية أعمال :
إذ ينظر للمعرفة علي أنها تمثل المنتوج ، وهي تمثل مدخلاً شاملاً علي نطاق الشركة ككل لإدارة المعرفة .
2- استراتيجية إدارة الموجودات الفكرية :
تركز علي الموجودات المتوفرة أصلاً داخل الشركة والتي يمكن استغلالها بصورة تامة أو زيادة قيمتها .
3- استراتيجية مسؤولية عن إدارة الموارد البشرية :
وهذه الاستراتيجية تشجع وتدعم الأفراد العاملين لتطوي مهاراتهم ومعرفتهم كما تشجعهم علي تقاسم معرفتهم مع بعضهم الآخر .
تعليقات