تعريف الأحلام وأنواعها وتصنيفاتها |
بحث عن الأحلام :
محتويات البحث :
(1) تعريف الحلم .
(2) المناهج السيكولوجية في تفسير الأحلام .
(3) مصادر صور الحلم .
(4) مدة الحلم .
(5) تذكر ونسيان الحلم .
(6) التفسير النفسي لنسيان الأحلام .
(7) أنواع الأحلام وتصنيفاتها .
(8) طريقة تفسير الأحلام .
(9) أهم المبادئ في تحليل الأحلام وتفسيرها .
تعريف الحلم :
تعريف العالم ( كالفن هال ) :
وهو خبير أمريكي بالأحلام ، الحلم إنما هو تواتر من الصور العقلية ، وفي غالبيتها صور بصرية من حيث نوعيتها ، تمر بالفرد كخبرات أثناء النوم ، وللحلم عادة مشهد أو مشهدين ويشمل علي عدة شخصيات ، بالإضافة إلى الشخص الحالم ، ويتضمن سلسلة من الأنشطة والأعمال والتفاعلات ، وهذه كلها عادة تنظم الحالم ، إذ أنه هو المشارك والمشاهد معاً ، رغم أن الحلم هلوسة - ذلك لأنه ليس له وجود مادى حقيقي ملموس - فإن خبرة الحالم به هي أن يكون في وضع كأنه يري شيئاً حقيقياً .
تعريف آخر للحلم :
الحلم هو نشاط عقلي يحدث أثناء النوم ، ويظهر في شكل سلسلة من الصور والرموز والأفكار البسيطة والمشاعر والأحاسيس التي قد تكون متداخلة فيما بينهما وتعود إلى ماضي قريب أو بعيد ، أو إلى احداث يومية لها علاقة بالأحداث التي نعايشها أثناء النوم أو التي نتطلع ونسعي لتحقيقها في المستقبل .
من خلال ما سبق يمكن تعريف الحلم علي أنه نشاط عقلي يحدث أثناء النوم بحيث يتشكل من صور وتمثيلات ، وهو منتوج نفسي يعبر فيه الفرد عن خبراته ورغباته وتجاربه اللاشعورية ، والأحلام لها محتوي ظاهر ومحتوي كامن .
المناهج السيكولوجية في تفسير الأحلام :
1- منهج فرويد في تفسير الأحلام :
يقوم هذا المنهج علي تحليل الأحلام وتأويلها وربطها بالحياة النفسية اللاشعورية للفرد ويعتبر الأحلام عارض مثلما يعبر العارض العصبي أو بعض الهفوات وزلات اللسان ، حيث أن فرويد من خلال نظريته هذه توصل إلى أن أحلام الإنسان يعيش استمرارية بين النوم واليقظة في الحياة النفسية .
وهو يري أن الأحلام تحدث بطريقتين مختلفتين : فقد يكون أصلها أحد الدوافع أو الرغبات الغريزية التي تكون عادة مكبوتة ومختزنة في اللاشعور بسبب الأوضاع الاجتماعية ، التي تحول دون تحقيقها في الواقع ، لذلك فهي تجد قوة كافية أثناء النوم تجعلها تؤثر في الأنا ( الرقيب ) ، الذي يكون في غفلة أثناء النوم ، فتلفت منه وتشق طريقها من اللاشعور إلى الشعور ، وتفصح عن نفسها علي شكل حلم ، وقد يكون أصل الحلم رغبة مختلفة من حياة اليقظة أي بعض الأفكار الموجودة قبل الشعور بعدما تتضمنه من الدوافع المتصارعة _ تلقي تدعيما أثناء النوم من أحد العناصر الشعورية ، فإن الأحلام قد تنشأ من الهو أو الأنا .
ثم يذهب فرويد إلى الربط بين النوم وإخراج الحلم ، ويعتبرها أداة فعالة للحفاظ علي النوم واستمراريته ، وقد توصل إلى ذلك من خلال رؤيته علي أن أصل الحلم قد يكون رغبة من رغبات حالة اليقظة عند الإنسان وقد تكون متموقعة فيهما قبل الشعور ، فتلقي دعماً أثناء النوم من أحد العناصر اللاشعورية ، وتظهر في شكل أحلام ، فيحافظ الإنسان علي حالة النوم ، أما إذا تعرض الإنسان إلى رغبات عنيفة ، فسيستيقظ من حالة النوم .
وهو ما أشار إليه فرويد من خلال قوله : فالذي ينبغي لنا أن نقوم به عندئذ سوي أن نتخيل أن رغبتنا قد لبيت وأشبعت ، وهكذا فإننا نتذوق حلاوة الانشراح والإشباع بدلاً من أن نعاني من وطأة الكبت والقمع .
كما توصل فرويد من خلال دراسته للأحلام إلى أن عملية تكوين الحلم تشتمل علي محتويين أساسيين ، هما : المحتوي الظاهر والمحتوي الكامن . فما يراه الحالم من صور وأحداث في الحلم ويتذكره بعد الاستيقاظ ويستطيع أن يسرده هو عبارة عن ظاهرة الحلم ، أما المحتوي الباطني للحلم فهو المضمون الكامن في اللاشعور .
وتفسير الحلم يقوم بالأخذ بالمحتوي الظاهر ، أي عل ما يتم سرده من طرف الحالم ، للوصول للمحتوي الباطني والكامن ، وهو هنا جهد المحلل النفسي في الوصول إلى لاشعور الفرد ، والذي لم يظهر علي ساحة الشعور مباشرة في الحلم .
كما اعتبر فرويد أن صور الحلم هي رمزية ولفهم الحلم لابد من فهم رموزه ، وقد تستخدم عدة رموز للتعبير عن شئ واحد ، وقد يكون له تفسير مادى ، كما قد يكون تفسيره وظيفياً لما يخدم الحلم ذاته .
ولم يكتف فرويد عند هذا الحد بل أشار في تفسيره إلى أن الأحلام تحمل في طياتها الطابع الجنسي وهي ما يميزها علي أنها تحقيق لر غبات جنسية مكبوتة بحيث يكون واضح وجلي في الحلم .
وقد يستعين الشخص الحالم حسب فرويد بمجموعة من الميكانيزمات والحيل والإجراءات اللاواعية لتساعده علي عملية إفراج الحلم والتي نلخصها فيما يلي : التكثيف ، الترميز ، الإزاحة ، التصوير المأساوي .
2- منهج يونغ في تفسير الأحلام :
اعتبر يونغ في نظريته في تحليل الأحلام علي علاقتها المباشرة بحياة اليقظة ، أين اعتبرها كحل للمشكلات التي تصادفها في حالة الوعي ، والتي لها علاقة مباشرة بالواقع الخاص والفردي لكل شخص .
كما أعطي أهمية كبيرة للتفاصيل الدقيقة مهما كان نوعها وشكلها ، كما أعطى أهمية لرأي الشخص الحالم لحلمه وكيفية تفسيره له ، وللظروف المحيطة للحلم وعلاقتها بالواقع .
كما أن الأحلام بالنسبة له تعبر عن مستوي اللاشعور وتظهره بوضوح ، وهو في هذه النقطة يتفق مع فرويد ، لكن يضيف عنها أنه يمكننا من تطلعنا أو تنبئنا عن شئ في المستقبل ، فالحلم في نظره يحدث لتعيين غايات وأهداف .
بالإضافة إلى ذلك قد أدخل يونغ فكرة اللاوعي الجماعي علي الحلم فالأنا الواعية عند يونغ تنشأ من اللاشعور الذي له طابع فردي وطابع جماعي ، واللاشعور الجماعي أعمق من اللاشعور الفردي ، لأنه يحتوي علي الذكريات السحيقة التي خلفها التاريخ البشري والعقائد والسلوكات والتقاليد والعادات الاجتماعية والدينية .
ويركز يونغ في عملية تفسير الأحلام علي تحليل حياة الفرد خلال اليقظة ، ثم أهمية الحلم ورموزه بالنسبة للحالم ، وكيفية تفسيرها .
إن الخطوةو الأولي : لفهم الحلم - كما يعتقد - تتمثل في وضعه في سياقه ، وهذا معناه شبكة العلاقة بين الحلم وحياته واكتشاف مختلف الصور التي تكونه .
ثم الخطوة الثانية : تتمثل في معرفة ما إذا كانت صور الحلم حقيقية أم مجازاً فلو قال تخاصم مع إمرأة ، فالسؤال هل حقاً حدث ذلك ( الموضوعية ) أو تعبير عن عاطفة سلبية تجاه شخص ما .
بعدها المرحلة الثالثة : يحاول أن يعتمد فيها علي التفصيل البسيط لرموز الحلم وأحداثه ، مما يمهد لوضوح الحلم ودخوله في الوعي .
وبهذا نجد أن يونغ قد جعل من الحالم نفسه طرفاً مهماً في تحليل رموز الأحلام ومدى ارتباطها بواقعه ، وهي ما تسمح برؤية ذات الفرد وتساعده هذه العملية علي إماطة اللثام عن شخصية الفرد وإظهارها علي حقيقتها .
زيادة علي ذلك عادة ما نجده كذلك يعتمد علي الأحلام المتسلسلة والسابقة للحلم الأخير ، بمعني أنه يعتمد علي فك رموز مجموعة أو سلسلة من الأحلام والبحث عن الموضوع الأساسي أو الصراع الأساسي فيها ، وكلما تكررت الأ؛داث أو الصور كلما كان تفسيرها أسهل وأوضح وكانت دوافع الحلم جيدة .
3- منهج أدلر في تفسير الأحلام :
أعطى أهمية كبيرة لتحليل الأحلام وعلاقتها بالواقع ، وبنشاطات الفرد وسلوكاته في اليقظة كما تعتبر الأحلام بالنسبة لادلر تعبيراً عن مختلف نشاطات الفرد وسلوكاته ، فهو يقول : " لا نفهم ظاهرة مفردة من ظاهرات الحياة النفسية ، إلا في علاقتها بالظاهرات الأخرى ، ولا نستمد من حياة الفرد أحكاماً تتعلق بخلقه أو سبيله في الحياة ، إلا إذا أيدنا ذلك بأوجه سلوكه الأخرى الذي يؤيد التفسير الذي نلمسه للرؤي التي تعرض له " .
ويضيف أدلر عن ما توصل إليه فرويد ويونغ إلى أن الأحلام في حدوثها ارتباط بمشكلة الخضوع والاستيلاء ، والرموز الظاهرة في الحلم عن هذه المشكلة .
فالأحلام بالنسبة لأدلر هي تعبير عن أن الفرد منشغل بمشكلة ما من مشاكل الحياة ، كالنجاح أو الفشل ، أو صراع الفرد مع متطلبات الحياة ، أو فشل في التأقلم .
فإذا تم التغلب علي هذه المشاكل في القيظة تمتع الفرد بنوم هادئ ، خالٍ من الأ؛لام ، أما إذا فشل في ذلك انتقل الهدف المنشود الذي يبحث عنه الفرد إلى الأحلام لتعويض النقص الذي حدث في اليقظة .
حيث يقول في هذا الصدد " الحلم تكملة للجهد الذي نبذله في حل المعضلات التي تعرضنا لها ، لييسر المشاكل ويزيد فيها تسهيلاً وتسييراً حتى يصل إلى الحل ، يؤيد الأسلوب الذي اتخذه المرء في حياته من قبل ، وهو يصل بذلك إلى الحل " .
ومنه نستنتج أن الحلم حسب أدلر ما هو إلا تعبيراً عن نمط الحياة التي يعيشها الفرد ، وبهذا فهو فردي أو خاص بكل فرد لوحده ، والتفسير المقدم للرموز بالنسبة لفرد ما ، ليس نفسه التفسير لرموز حلم لفرد آخر ، فهو ظاهرة فردية .
كما أنه يترك للحالم التعليق علي حلمه وفك رموزه ، كما يمكن لهذا الشخص أن يغير ويبدل بعض الرموز ، حيث أنه بهذه الطريقة يمكن لأدلر أن يكشف عن رغبات هذا الشخص المكبوتة ، والتي لها علاقة بهذا الحلم ، كما تسهل بهذه الطريقة له باكتشاف عواطف الشخص واتجاهاته وأساليب تفكيره في اليقظة ، والغاية التي يريد تحقيقها في المستقبل ، بحيث يركز في منهجية الأحلام علي : ارتباطها بالحياة اليومية للفرد وتطلعاته المستقبلية .
4- منهج هول في تفسير الأحلام :
استنتج هو من خلال دراسته للأحلام ، أن رموز الحلم تعتبر وسيلة لكشفها ( الرغبات الصارمة أو المحرمة غير المعروفة ) بدلاً من إخفاء الرغبات والتطلعات والرغبات الأخرى ، وأن رموز الحلم السالفة الذكر تعكس نوعاً من التجلي بنفس المعني الذي تتجلي به تعبيرات وأشكال الكلام ، فالمرء يستخدم تعبيراً عامياً لكي يتصل ، وليس لكي يخفي المعني .
ومنه ، فإن الأحلام ما هي إلا تعبير مجازي عن أشياء نريد فعلها أو قولها ، أو نستوحيها من حالة اليقظة التي غالباً ما تشمل بيوتنا أو أماكن عملنا أو الأماكن التي اعتدنا التردد عليها ، وقد توصل هول إلى القول بأن الحلم يعكس علي أوضح وجه وأدقه ملخصاً لما يفكر فيه الحالم أثناء نومه ، فهو - الحاكم - معني بذاته ، وبعلاقته بأؤلئك المحيطين به ، بمأزمه وبما يقلقه .
وبهذا ، فإن هول يحاول أن يترجم الأحاسيس والمواقف والصور التي تظهر في الحلم علي أنها حقيقة ، تعكس مواقف الفرد خلال يقظته ، وبالتالي أفكاره هذه ليست بعيدة عن أفكار يونغ وأدلر ، اللذان يعطيان أهمية كبيرة للعوامل المحيطة والظروف التي يعيشها الفرد والمشاكل والصراعات التي تساهم في تشكيل صور الحلم ورموزه .
فهول يقول : " الحلم ببساطة هو لغة الصور الطبيعية للعقل النائم تقوم بترجمة الأفكار إلى صور فكرية مجسمة ، دونما أية نية لتضليل الحالم أو خداعه " .
فالتعرف علي محتوي الحلم بالنسبة لهول لا يستدعي النظر إلى المحتوي الكامن للوصول إلى المعني الحقيقي للرموز ، كما لا يستدعي وجود محلل نفسي له دراية بلغة الرموز ، وإنما الأمر يتعلق بحاجة الحالم ذاته ، فهو يعتقد أن أي شخص سليم العقل يمكنه أن يقرأ صور الحلم ويفسرها لأنها ببساطة تعكس أفكاره ، وكيف يري هو من حوله ، وكيف يفكر في الآخر ، سواء فرد أو واقع أو دوافع أو نزوات .
5- منهج بيرلز في تفسير الأحلام :
اعتبر أن المنهج الأساسي لفهم الحلم وصوره هو مبدأ التكامل ، حيث يعتبر أنه في الحلم يمكن " استعادة الأجزاء المفقودة من الشخصية وإعادة انتظامها في كل متكامل " .
وكان يعتمد بيرلز في تفسير الحلم علي السرد من طرف الحالم ، وكانه يعيش الحلم من جديد في الحاضر حتى يتسني له رؤية ملامح الحالم والإشارات المستعملة والانفعالات التي تصاحب إحساس الحالم ، ويدخلها في الجو العام للحلم ويعتمد عليها في التحليل كذلك .
كما قد كان يراقب تعابير الوجه بكثب ، ويجد هناك من حركات وإشارات وغير ذلك مما يبديه الفرد وهو يقص أحداث حلمه ، وعلي اساس هذه العلامات يستهدي بها إلى ما هناك من مناطق صراع قابعة في ثنايا الحلم .
وبذلك فإن بيرلز قد أعطي أهمية بالغة للغة سرد الحلم والإشارات الصادرة عن صاحب الحلم في فهم الحلم بصفة عامة . ذلك أنه قد اكتشف عما يدور في أعماق الحالم من رغبات لا شعورية ، وكيف لها أن تؤثر هذه الرغبة في حياة الحالم الحالية .
من جهة أخرى ، يعتمد بيرلز في عملية تحليل الحلم علي الأجزاء الظاهرة ، حتى وإن لم يتذكر الحالم كل أجزاء الحلم ، ذلك أن ما بقي في الذاكرة عالقاً من صور وأحداث هو أهم الرموز التي يجب البحث عن معناها ، ولم يختلف مع العالمين " يونغ " و " هول " في موضوع ربط الحلم وما يكشف عنه من رغبات لاشعورية ماضية أو طفولية في علاقتها بمواقف الحياة الحالية ، أين يقوم الحلم في هذه الحالة بالإبداع في التصوير والإخراج ، وهو ما يسمح بفتح الباب علي معالم الشخصية .
فيزيولوجية النوم والحلم :
يتعبر النوم شرطاً ضرورياً للحياة النفسية والجسدية ، ويتميز من جهة باناخفاض أو اختفاء اليقظة ، ومن جهة أخرى تعاقب فترات يحلم فيها الفرد ن وفترات دون ذلك وبفضل تطور الأبحاث وخاصة المتعلقة بفيزيولوجية الدماغ ، وإدماج جهاز قياس موجهات النشاط الدماغي ، توصل العلماء إلى تحديد فيزيولوجية النوم ومعها فيزيولوجية الحلم .
يتميز النوم بخاصية مشتركة عند جميع الأفراد ، تتمثل في كونه يمر بمراحل متتالية ضمن مرحلتين أساسيتين : مرحلة النوم البطئ ومرحلة النوم المتناقض .
1- مرحلة النوم البطئ :
تضم أربعة مراحل متدرجة في العمق ، وذلك حسب محكات اليقظة :
- المرحلة 1 : توافق مرحلة التنويم حيث يكون الإيقاع ( Alpha ) منخفض في سعته وبطئ .
- المرحلة 2 : هي مرحلة النوم الخفيف مع موجات سريعة ذات سعة كبيرة تتراوح بين 12 إلى 14 دورة في الثانية ، في هذه المرحلة عند استثارة الفرد نلاحظ موجات كبيرة وبطيئة تسمي المركب ( k ) .
- المرحلة 3 : يحدث فيها تباطؤ في التخطيط الكهربائي مع ظهور موجات ( Delta ) تتراوح بين 5.0 إلى 2 دورة في الثانية . وتسمي مرحلة النوم المتوسط .
- المرحلة 4 : هي مرحلة النوم العميق مع موجات ( Delta ) بطيئة ، منتظمة ، إيقاعية ، في هذه المرحلة يمكن أن نلاحظ بعض المظاهر كالرعب الليلي ، والتي يجب تمييزها عن أحلام القلق .
تتميز مرحلة النوم البطئ بعدم فقدان النشاط الحركي ، حيث يلاحظ علي الفرد حركات المضغ ، مص الأصابع ، لكن ليس هناك حركات للعينين كما نسجل انخفاض في إيقاع التنفس ، القلب ، الضغط الدموي ، درجة الحرارة المركزية .
2- مرحلة النوم المتناقض :
اكتشف وجود هذه المرحلة لاحقاً من طرف العالمين Aserensky و Kleitman سنة 1953 .
سميت كذلك من طرف M/Jouvet لأنه يحدث خلالها سلسلة من التغيرات في نشاط الدماغ فبعد نوع من التنظيم والبطء ، الذي تدل عليه الموجات ، يحدث نشاط متسارع ومفاجئ يدل علي أن الدماغ يقوم بعمل كبير علي الرغم من أن الفرد نائم ولا يبدو عليه أي نشاط ظاهر .
وتعرف كذلك بمرحلة النوم السريع ، حيث يلاحظ إكلينيكيا سلسلة من الحركات السريعة للعينين أو ما يسمي R/E/M- Rapid Eye Movement فقدان تام للتوتر العضلي وللحركة ، كل الإيقاعات الاعاشية مضطربة وغير منتظمة مثلما هي في حالة الاستجابات الانفعالية .
لقد أكدت التجارب اللاحقة لكل من Kleitman و Dement سنة 1957 أن هناك علاقة بين هذه المرحلة من النوم وذكريات حول الأحلام حيث اهتم Dement بالارتباط بين المعطيات الفيزيولوجية والمعطيات النفسية ، كأن يوقظ الأفراد أثناء النوم المتناقض أو بعده مباشرة ويسأل صف حلمك قبل استيقاظك .
فتصحل علي 80 بالمائة إلى 100 بالمائة من روايات الأحلام مقابل 20 إلى 30 بالمائة إذا أوقظوا في مرحلة أخرى من النوم البطئ .
وقد وجد ارتباط كبير بين الحركات السريعة للعينين الملاحظة عند الفرد النائم . والتخطيط الكهربائي المسجل ، الذي هو مغاير تماما لتخطيط المرحلة السابقة ، وعند الاستيقاظ نحصل دائما علي رواية حلم ، تلك الملاحظات كانت بمثابة الأساس لحقل جديد من الأبحاث في مجال الأحلام ، بعدما تم تحقيقه من الناحية النفسية من طرف فرويد .
مصادر صور الحلم :
إن جل النظريات النفسية أفضت إلى سيرورة الحلم تنتج من جهة عن نظرتنا للعالم الذي نعيش فيه ، وبالتالي حالاتنا المزاجية ، ومن جهة أخرى فإن كل حلم هو محاولة لحل صراع ينتمي إلى العالم الداخلي ، لكن لديه عواقب علي سلوكنا في العالم الخارجي .
فالتناقض بين اليقظة والنوم ضروري جداً من أجل النكوص يسمح لليبيدو باستعادة إشباعت أولية وتلك القوي التي تساهم في تكوين الحلم هي الميولات والنسق .
الأولي تشكل الرغبة المعبر عنها بالحلم ، والثانية تشكل الرقابة ، وبذلك تشوه التعبير عن تلك الرغبة وبالتالي فالتجربة المعاشة أثناء النوم علي شكل حلم ، هي النتيجة النهائية للنشاط النفسي اللاشعوري للفرد .
تلك التجربة اللاشعورية أثناء الحلم والتي يتذكرها الفرد عن الاستيقاظ تسمي الحلم الظاهر وتسمي عناصره المحتوي الظاهر في حين أن الأفكار والرغبات اللاشعورية التي تدفع إلى إيقاظ الفرد النائم تسمي المحتوي الكامن ، هذا الأخير يحول إلى ظاهر عن طريق عمل الحلم .
إن الأحلام تشير إلى حالة الفرد ، وحين يكون هناك إزعاج تكشف مشكل نفسي ، انفعالي ، ولكن أيضاً جسدي وعقلاني أنها تقول لنا أين يمكمن المشكل ، ما هو الذي الذي يزعجنا ، من هم الأشخاص الذين يتدخلون بصورة سلبية في حياتنا ، وأيضاً من أين تأتي المشاكل الجسدية التي نشعر بها وعندما يمر الاستعجال ويحل المشكل ، يبدأ الحلم في الإشارة إلى مخزوننا ومخزون المحيط الذي نعيش فيه .
وعلي هذا فإن الأحلام تثيرها مصادر عديدة وقد حصرها فرويد في أربعد مصادر هي :
أولاً : المنبهات الحسية الخارجية :
يعتقد الكثير أنه بالنوم يغلق أبواب الحس مع إغلاقه لعينيه ، لكنه لا يفلح في ذلك ، حيث لا يستطيع أن يبعد حواسه عن المنبهات ، ويستيقظ كلما بلغ منبه ما الحد الكافي من الشدة وهذا يدل علي أن النفس اثناء النوم لا تنقطع تماماً عن العالم الخارجي ، وليس هناك ما يمنع من أن تصبح المنبهات مصادر للأحلام كالضوضاء الخارجية أو ضوء ساطع ينفذ إلى أعيننا ، أو التعرض إلى الإحساس بالبرد .
وقد يختبر أي واحد فينا ذلك ، حيث غالباً ما يحلم بصوت يناديه ، أو برنة هاتف ، أو إحساس بالبرد ، ويستيقظ ليجد ذلك المنبه موجود فعلاً في الواقع .
ثانياً : المنبهات الحسية الذاتية :
بالنسبة لفرويد دورها في إثارة الأحلام غير مشكوك فيه ، ويدعم ذلك بقول العالم ( فونت ) أن جزءاً جوهرياً من أوهام الحلم يرجع كذلك إلى الإحساسات الذاتية البصرية والسمعية التي تألفها حال يقظتنا فالحلم يبهر أبصارنا بموضوعات زاخرة تماثل تلك الإحساسات .
وما يؤيد قدرة التهيجات الحسية الذاتية علي إثارة الحلم هو ما يعرف بهلاوس ما قبل النوم التي تتمثل في صور بصرية متغيرة ، وسريعة أو هلاوس سمعية بألفاظ وأسماء ، والتي تتردد بعد ذلك في محتوي الحلم .
ثالثاً : المنبهات الجسمية الباطنية :
وهنا يركز فرويد أكثر أن الاضطرابات التي تصيب الأعضاء الباطنية تعمل بشكل كبير علي إثارة الحلم ويدعم ذلك القول بالاستناد علي أن النفس تصير أثناء النوم أعمق وأشمل إحساساً بجسمها منها في يقظتها .
وهي تضطر خلاله إلى استقبال ما لا حس لها به في يقظتها من انطباعات تصدر عن أجزاء من الجسم أو عما يصيبه من تغيرات وتضطر للتأثر به .
والمقصود بذلك أن الجسم سواء كان في حالة الصحة أو حالة المرض ، فإنه يحدث النفس من خلال الأحلام .
رابعاً : مصادر نفسية خالصة للتنبيه :
وهنا يتحدث عن علاقة حياة القيظة بالحلم وما يشغل اهتمام الفرد في اليقظة وما يقوم به يعتبر من أهم المصادر النفسية للحلم من الصعف علينا أن نحصر العوامل النفسية التي تثير الحلم ، ولذلك يلجأ الكثير من العلماء إلى خفض نصيب العوامل النفسية في إثارة الحلم ، نتتيجة صعوبة الاهتداء إليها ، وحصروها في عوامل حسية وأخرى جسمية لكن تفحص صور الأحلام ومواضيعها يؤكد أنها ناتجة عن تآزر كل تلك العوامل فحتي تظهر علي ما هي عليه ينبغي سلسلة كبيرة من العمل التركيبي والإخراجي ولعل ما يثبت تنوع مصادرها هو ذلك الطابع الغريب والغير مفهوم في بعض الأحيان اللاعقلاني .
من خلال كل ما قيل نستنتج أن مصادر صور الحلم هي :
1- الانطباعات الحسية الليلية : أي الأصوات والضوضاء المعتادة ، والتي تتدخل في علاقة مع النشاط الحلمي . وقد أوضحت التجاب المخبرية أن تقديم مثيرات حسية أثناء مرحلة النوم المتناقض يؤثر علي محتوي النوم .
2- الأفكار والخواطر المرتبطة بالنشاطات والانشغالات اليومية للحالم ، والتي تبقي نشطة لاشعورياً في فكره أثناء الحلم .
3- المكبوتات التي تنتج من نزوات الهو ، أو هي منبع الطاقة النفسية ومكوناتها لاشعورية ، وتظهر بصورة رمزية في الحلم والمحتوي الظاهر يكون شعوري ، في حين المحتوي الكامن يكون لا شعوري ، هذا الأخير بفضل عمل الحلم يسمح بالتعبير عن الإشباعات النزوية في صور ومشاهد شعورية علي شكل انطباعات حسية .
مدة الحلم :
إن مدة الحلم هي مفهوم ذاتي ، في حين أن الوقت هو مفهوم موضوعي ويقاس والمدة تختلف من شخص لآخر وهي ترجع إلى المعاش الذاتي ولعل الكثير منا اختبر ذلك ، فلحظة مفرحة قد تبدو مدتها بضع دقائق ، ولحظة مقلقة تبدو وكأنها دامت ساعات وساعات ، ان عبور الوقت يشترط أن يكون الفرد واعي .
وعندما نتكلم عن النوم فليس هناك وعي وبالتالي ليس هناك مدة وبمجرد الاستيقاظ الكامل يسترد الفرد وعيه ويكون لديه ذاكرة عن حلم يبدو ذاتياً أنه طويل جداً ، في حين موضوعياً فإنه قصير جداً .
وعلي هذا لا يمكننا قياس مدة الحلم لأنه من أجل القياس يجب الانطلاق من شئ واقعي من أجل معرفة ماذا يقيس ثم بعدها نحلله .
إن الانطباع بأن مدة الحلم طويلة هو الذي يجعل من الصعب علي البعض ربط الحلم بالاستيقاظ ، في حين بعض أنه أثبت علمياً بأنه لا يدوم أكثر من بضع ثواني قبل الاستيقاظ ولعل أفضل تأكيد علي قصر مدة الحلم هو ما يحدث لأي شخص بعد غفوة قصيرة تحدث أثناء الاستماع إلى خطاب ما ، أو مشاهدة التلفاز ، حيث يستيقظ فجأة ويتذكر سلسلة من الأحداث والصور ، في حين أنه يمضي وقت كبير وذلك النوم كان قصير وليس بعميق ، وحدث أثناءه الحلم وترك بصمة انفعالية قد تدوم لساعات وحتى لأيام ، قد تكون مفرحة أو مفزعة ، إحساس مريح أو مقلق ، يرافق الفرد مطولاً علي الرغم من أن الحلم قد اختفي مع الاستيقاظ ، وفي بعض الأحيان لا يتذكر جيداً محتوي الحلم ، ولكنه يتذكر أنه كان مليئاً بالأحداث ، ويستيقظ بحالة مزاجية إيجابة أو سلبية .
إن ذلك الانطباع يحدث نتيجة لغياب الوعي ، فالفكر يمدد ويضخم أحداث الأحلام بلا حدود ، وبذلك تبدو ثانية وكانها ساعة . وهذا الانطباع وهو وهم ، وبالتالي لا نتحدث عن مدى الحلم وإنما عن الانطباع حول مدته وقد يبدو هذا غير معقول ، خاصة وأن كثير من الأحلام تكون ثرية بأحداث ومواقف كثيرة ، لا تدوم في الحقيقة أكثر من نصف دقيقة .
تذكر ونسيان الحلم :
مما لا شك فيه أن كل الناس يحلمون كل ليلة حوالي ساعة أو ساعتين بصورة متقطعة عبر مراحل النوم المتعاقبة لكننا نصادف بعض من يؤكدون عدم حدوث الحلم لديهم ولا حتى بعد فترة طويلة من النوم وهنا يجب أن نصحح اعتقادهم وهو ليس غياب الحلم ، إنما غياب أي ذكرى عنه ، ونسيان تام له نتيجة صعوبة بالغة في تذكره .
فالحقيقة العلمية والتجارب المخبرية تؤكد حدوث الحلم عند جميع البشر ، لكن وحسب مدى القدرة علي تذكر الحلم يقسم هؤلاء إلى :
- الاسترجاعيون اللذين يتذكرون بسهولة أحداث أحلامهم .
- اللااسترجاعيون وهم أولئك الغير قادرين علي تذكر أحلامهم .
وإن تذكر الحلم في الحالات العادية قد يكون تفصيلياً بكل عناصره ، أو قد يقتصر علي مقاطع أو أجزاء محددة منه والفرق بين اللذين يستذكرون أحلامهم وبين اللذين تفوتهم ، لا يرتبط بكمية الأحلام ولا بمحتواها ، بل يرتبط بلحظة التنبيه بالنسبة للحلم .
فغالباً ما يذكر بأن اللذين يتم إيقاظهم ببطء وبصورة تدريجية ، لديهم فرصة استذكار لأحلامهم أكثر ممن يتم إيقاظهم بصورة مفاجئة وبمنبهات سريعة كساعة التنبيه مثلاً هذا هو الشائع لكن الحقيقة خلاف ذلك والعكس هو الصحيح فقد ثبت علمياً وتجريبياً أن الإيقاظ المفاجئ أو المباغت ينجم عنه استرجاع جيد للأحلام . ويربط مدى تذكر أيضاً بالوقت الذي يتم فيه الإيقاظ بالنسبة لزمن الليل ، فالتنبيه في الربع الأخير من الليل أضمن للحصول علي أحلام كاملة ، وعلي أقصي حد من الاستذكار لها مما يكون في الربع الأول .
ولقد أظهرت الاختبارات النفسية علي وجه العموم فروقاً في الشخصية بين اللااسترجاعيون والاسترجاعيون حيث يتميز ذوي النمط الأول بالتزمت وشدة الالتزام ، وقوة التحكم بالنفس أكثر من ذوي النمط الثاني اللذين يعبرون بجلاء عن قلقهم إزاء مشكلات الحياة ، وأميل إلى الإعراب عن اضطراباتهم الانفعالية العامة ، كالقلق وعدم الإحساس بالأمان وهذا ما يدعون العلماء بالوعي بالذات ، والذي يفصح عن اهتمام وثيق بالحياة الداخلية الذاتية ، وهذا الفرق الأساسي بين النمطين .
التفسير النفسي لنسيان الأحلام :
يري المحللون النفسانيون أن اللااسترجاعيون يكتبوا أحلامهم ، أي أنهم يطردون عن قصد كل ذاكرة لهم من مجال الوعي الشعوري ذلك لأن ذاكرتهم تلك تحتوي علي أفكار ورغبات مزعجة ومؤرقة في حياتهم .
ويعتقد المحللون النفسانيون أننا جميعاً نخفي رغبات جنسية طفلية ، ونزعات عدوانية كانت قد لقيت صعوبة التنفيس والتعبير عما تريده في الحياة الواعية لأنها تتنافي والقوانين الأخلاقية التي نفرضها نحن عن أنفسنا لذا فهي تلتمس لها نوعاً من الإشباع التعويضي في الحلم وجميعنا بشكل أو بآخر كابتون لأحلامنا .
بمعني أن سيرورة الكبت تعمل بشكل شمولي وعلي نحو إلى لكي تخفي تلك الرغبات الغير مقبولة ، فتتجلي في الأحلام دون أن نفقه لها معني ، ودون أن تزعجنا إذا ما عبرت عن نفسها بصورة مرموزة علي أن هذا التمويه يكون في بعض الأحيان واهياً ، تلجأ معه إلى الكبت لكي نلغي كل ذاكرة لها صلة بالأحلام وبهذا يمكن القول أن اللااسترجاعيون أكثر كبتاً من الاسترجاعيون ، حيث أنهم يطردون القلق الذي يظهر في أحلامهم من خلال نسيانها وكبتها .
وفي العيادات النفسية يرجع المحللون سبب النسيان إلى المقاومة الكبيرة التي يستعملها الفرد ، والتي تنجم في القضاء ليس فقط علي محتوي الحلم ولكن أيضاً ذكرى الحلم .
فالمرضي اللذين يقرون أنهم يحلموا إلا أنهم ينسوا أحلامهم ، يقاومون بلا أدنى شك تذكر الحلم ويدل ذلك علي شكل من الأشكال تفادي التحليل والهروب من الموقف التحليلي إن الحلم هو منفذ أمام اللاشعور والمكبوتات والحياة الغريزية للمريض ، ونسيانه هو دلالة علي الصراع ضد إفشاء ما في اللاشعور إلى المحلل وهذا ما توصل إليه فرويد سابقاً من خلال تحليله لعدد من المرضي فإذا نجح المريض في التغلب علي المقاومة في مجرى التحليل فإنه يستطيع في المقابل تذكر حلم كلما نسيه ، أو يستطيع العثور علي جزء جديد من حلم كان قد سرده وثمة أمر آخر مخالف لهذه المقاومة يتمثل في إغلاق الجلسة بعد عدد كبير من الأحلام ، وذلك يعبر عن رغبة لا شعورية عند المريض للاستمرار في النوم بحضور المحلل .
أنواع الأحلام وتصنيفاتها :
يستيقظ المرء صباحاً ، وهو في كثير من الأحيان متعجباً ومستغرباً للصور والأحداث التي مرت عليه في الحلم ، إما لتماثلها مع ما يحدث له في الواقع أو لغرابتها وصورتها المبهمة والغامضة التي تتنافي ومبدئه في الواقع ، أو قد يحدث في المستقبل تجعله مرتبطاً بتلك الصور والأحداث كلما تذكرها واسترجعها .
إن هذه الاختلافات في مضمون الأحلام جعلت الكثير من العلماء يعطون أنواعاً لها حسب مضمونها الظاهري ويصنفها إلى عدة تصنيفات ، ولعل أول تصنيف لأنواع الأحلام كان للعالم الجغرافي " أرطميدورس " الذي عاش في القرن الثاني قبل الميلاد ، والذي ميز خمسة أنواع من الأحلام وهي :
1- أحلام رمزية : مثل حلم فرعون عن البقرات والسنابل .
2- أحلام غيبية أو كشفية .
3- أحلام خيالية لتحقيق الرغبات الجنسية ، العاطفية أو المالية .
4- الكوابيس أو الأحلام المفزعة .
5- الهلاوس النهارية التي تسبق النوم .
ثم ظهرت بعدة بعض التصنيفات ، والتي إما أضافت إلى هذا التقسيم نوعاً آخر أو اختزلت الأنواع المذكورة في نوعين أو ثلاثة أنواع أو اعترضت علي صنف من أصنافها ، مثل الأحلام الغيبية أو الكشفية أو ما يصطلح عليه بالأحلام التنبئية ، ونحن سوف نحاول أن نعرض أهم التصنيفات العلمية لأنواع الأحلام كالتالي :
1- الأحلام الواقعية أو اليومية :
وهذا النوع من الأحلام له علاقة بحياة اليقظة والشعور ، وكل ما يمر من أحداث علي الفرد خلال أيام قليلة قد خلت ، حيث نجد في هذا الصنف من الأحلام كل مواقف اليقظة والتجارب الحقيقية لحياة الفرد ، والتي تجمعت لديه عبر الأدوار المتعاقبة في حياته . فالأحلام عبارة عن تجارب خاصة تعرض بصورة مختلفة : " إن الحلم يتابع حياة اليقظة ، فأحلامنا تتصل دائما بالأفكار التي كانت تشغل الشعور قبيل وقوعها " .
ولا شك أن كل واحد منا لم تجاربه الشخصية حول تأثير بعض التجارب والأحداث اليومية التي تعرض لها خلال اليوم السابق للحلم أو قبيل وقوع النوم ، أو خلال أيام خلت ، وبصفة عامة ، فإن ما يشغل ذهن الفرد خلال يقظته له أن ينعكس بصورة ما في أحلامه ، حيث قد تأتي مشابهة إلى حد قريب او لتلك الأحداث خاصة إذا كان الفرد يتميز بالقلق والتوتر من تلك الأحداث .
يقول في ذلك العالم كارت رأيت : " إن الشخص كلما كان أكثر صحة ، فإنه كلما كان في يقظته أكثر انفتاحاً علي استجاباته العاطفية هو بذلك أكثر توافقاً بين تجربته أثناء اليقظة وتجربته أثناء الحلم " .
وهذا يعني أن هذا الصنف من الأحلام إنما يشمل كل ما يتعرض له الفرد أثناء اليقظة وتفاعلاته مع المحيط والأفراد ، من الأشخاص ومشاهد وأحداث وصور ، أكانت مؤلمة أو تترك البهجة والسرور علي نفسية صاحبها ، يقول الكاتب ( ماكروب ) : " توجد أحلام عادية لا تستحق التفسير ، لأنها ليست سوي تكرار لأحداث يومية ، تتحدث عن أصدقائنا وأعدائنا ، عن المال والحب .... لكنها علي صعيد أعمق مختلفة ، حيث ينقصها الجانب اللاهي الموجود في الأحلام الكبيرة " .
وبصفة عامة ، فإن هذا النوع من الأحلام يعتبر كمتنفس للفرد سواء بمفهومه الإيجابي أو السلبي ، فإما أن يكون يحمل علي طياته خبرات مفرحة فيعززها في الحلم ويشعر الفرد باللذة ، أو تكون عبارة عن خبرات مؤلمة ويكون ناتج عن الضغوطات والتوترات اليومية ، وهنا يكون الحلم بمثابة وسيلة للإنسان للهروب من ثقل تلك الأحداث والضغوطات ، أو وسيلة لمراجعة الكثير من الأمور والأحداث .
تعتبر الأحداث الواقعية بمثابة المنجم الذهبي للكثير من المعلومات والأفكار الأصلية لأنها تتصل بصميم حياتنا اليومية ويوفر لنا هذا النوع من الأحلام فرصة إعادة النظر في الكثير من القضايا والأمور الحياتية ومراجعة الكثير من الحسابات .
2- الأحلام الرمزية :
في كثير من الأحلام يأتي الحلم بصورة غير واضحة وغير مفهومة ، بحيث يحتوي في صوره وأحداثه علي عمليات غير مباشرة وصريحة تحتاج إلى فك الرموز المتواجدة فيه والتفكير الدقيق عن ما يمثله الرمز ، والرابط بينه وبين الاشياء الأخرى .
وعادة ما تنبع الرموز من عالمنا الداخلي ، بحيث " ينظر إلى التمثيل الرمزي بأنه عملية تتم في اللاوعي ، وبأنه يخدم حاجة دفاعية نفسية ، ذلك أنه باستعمال الرمز فإن العقل يتجنب حالة القلق التي يمكن أن تنجم عن مواجهة الفرد للشئ أو الفكرة الحقيقية علي حالتها الأصلية " .
فالرغبات العدوانية أو الجنسية أو المحرمة أو غير المشروعة اجتماعياً أو أخلاقياً أو قانونياً .... تكبت في اللاشعور وتعود لتظهر في شكل رموز في الأحلام ، وبالتالي يتم تحقيقها وإشباعها بشكل رمزي أو يمكننا القول بأنه تحقيق مقتنع لرغبة شعورية كبتت في اللاوعي .
فهذا الشكل من الأحلام يحمل في طياته حالة اللاشعور وكافة الانفعالات والانطباعات المضمرة ، والتي يتعذر علي الإنسان التعبير عنها بالكلمات كما في الخوف والكره والغضب .... فهذه المشاعر تعتبر عناوين ظاهرية لمشاعر عميقة والتي إذا ما ظهرت في حلم فإنها تظهر في شكل رموز تدل علي نفس اتجاه المشاعر ، فقد تظهر في شكل أحلام مخيفة أو أحلام رعب وكواليس مزعجة ، لذلك ينبغي أثناء تحليل الأحلام الإحاطة بالعوامل والظروف التي يكون فيها الفرد أو التي عاشها ، حتى يسهل علينا فكها وتأويلها .
الأحلام الرمزية من أكثر الأحلام شيوعاً ، ويستخدم العقل الباطن الكثير من الرموز والإشارات الكلامية واللفظية بما يدل علي حنكة العقل الباطن الكثير من الحيل والألاعيب في عالم الأحلام من أجل أن يوصل الرسائل المطلوبة للشخص .
وهذه الصبغة لهذا النوع من الأحلام يتميز بالغموض ، ذلك أن الرمز يكون دائماً صعب الفهم وغير واضح ، ويكون بديلاً عن أمر آخر ، بحيث لا يظهر معناها مباشرة بعد اليقظة ، ولفهمه وإدراك مدلولاته وإلى ماذا يعبر يرمز لابد للفرد أن يكون علي علم بمعني بعض الرموز ويقوم بربطها بما تحتويه التجارب اليومية السابقة للحلم ، حتى يسير التفسير في نفس الاتجاه .
إن سر فهم رسائل الأحلام الرمزية ليس إحلال رمز مكان آخر ، كما يحدث كثيراً في الدوائر أو الحلقات الروحية ، فذلك يبعدنا عن المعني ولا يقربنا منه ، وإن ما ينبغي علينا عمله هو أن نعيد هذه الأحلام الرمزية إلى عالم العقل والمنطق العام ، وإلا فمن المستحيل فهم الرسالة التي تحتويها .
فمحتويات الأحلام ليست كلها سهلة وواضحة وتتطابق مع متحويات الواقع الذي نعيش فيه ، فمعظم أحلامنا هي ذات طبيعة رمزية ، وعالم الرموز والإشارات هو عالم كبير جداً ، ولا يمكن أن نحصره في كتب وقواميس ، لأن الرمز في حد ذاته يختلف معناه ومدلولاته من ثقافة أخرى ، ومن شخص إلى آخر ، بل في الشخص ذاته قد يختلف الرمز ومدلوله من مرحلة عمرية إلى أخرى .
3- الأحلام التنبئية :
إن هذا النوع من الأحلام كان موجود في منذ القدم ، وقد أعطت البشرية اهتماماً بالغاً منذ العصور القديمة ، حيث اعتبروه وسيلة يتم بها الكشف عما تخفي عنهم الأيام من مكنون الغيب ، بل راحوا يستعملون في ذلك بعض الطقوس والممارسات حتى يظهر لهم في الأحلام بعض المضامين والرموز التي تمكنهم للتنبؤ بما قد يحدث لهم مستقبلاً .
ولقد تختلف شعوب الحضارات الحديثة عن شعوب الحضارات القديمة في أمر التنبؤ بالمستقبل ، وهذا أمر يبقى في حدود العيادي ، فقد تحمل أحلامنا في أحيان كثيرة أموراً تنبئية ، وليس بالأمر الغريب ، ولكن ليست كلها تنطوي بعد مستقبلي أو تحمل إشارات لما يمكن أن يحدث في المستقبل .
" إن التنبؤ في الأحلام أمر مشروع لما قد يحدث في المستقبل ، وليس بأمر جديد أو أتت به النظريات الجديدة في تفسير الأحلام ، وإنما استخدمته جميع الشعوب عبر امتداد تاريخها الطويل .... وحتى الأجداد في الماضي كان من ينوي السفر ورأي في المنام حصانه يتعثر ، يلغي رحلته تحسباً للأشياء غير جيدة قد تحصل " .
وهذا النوع من الأحلام يجعل الفرد يتأمل محتوي حلمه ويتعامل معه بحذر أو خوف أو أمل كبير ، وكلما تذكره ينتابه نفس الشعور ، فقد يحدث معك أنك رأيت قبل سفرك بيوم تحطم الطائرة التي كنت مسافراً بها ، فهذا الحلم هنا ليس مبرر لإلغاء الرحلة ، لأنه قد يكون ناتج عن قلق السفر والخوف الذي يشعر به الفرد أثناء مغادرته أسرته أ بلده ، ولكن إن حدث وأن رأيت أن قائد الطائرة يحمل شعراً طويلاً وذو لون أبيض وجسمه ضخم وكان يطلب من المسافرين بالنزول لأن الطائرة سوف تتحطم ، وإن حصل وإن رأيت أثناء الصعود للطائرة قائدها بنفس مواصفات الحلم ، فإن الحلم هنا أصبح مرعباً ومنبئاً علي احتمال تحطم الطائرة في السفر ويحق للفرد أن يغير أو يفكر في إلغاء رحلته .
4- الأحلام المشتركة :
إن هذه الظاهرة تحدث كثيراً عند بعض الأشخاص تستحق الاهتمام ، وهي أن يتطابق محتوي حلمين لدي شخصين أو أكثر ، سواء كان هذين الشخصين يعرفان بعضهما البعض أو لا تربطهما صلة وقد كانت موجودة هذه الظاهرة أو النوع من الأحلام منذ القدم ، فمثلاً في قبائل كورسيكا نجد جميع الناس تقريباً في القري يشهدون أحلاماً مشتركة ، حيث تتكرر بنفس المحتوي عند جميع السكان وحتى في نفس الليلة ، كما لو كانوا يخضعون لبناء سيكولوجي جماعي واحد يقوم بتوجيه أحلامهم ، وكانوا يقيمون احتفالات وطقوس يعلمون أبنائهم فعاليات الأحلام وكيفية تفسيرها ملتزمين بذلك خصوصيات داخل قبيلتهم ، والتي لا ينبغي لأحد خارج عن قبيلتهم العلم بها .
وهذه الأحلام المشتركة في هذه الحالة كانت تعبر عن بعض الخفايا الشخصية الإنسانية ، وتتضمن قوي سيكولوجية غالباً ما تظهر في عالم الأحلام ، وكأنها صور ومشاهد حقيقية .
5- الأحلام المتكررة :
وقد نجد هذا الصنف من الأحلام بمسميات أخرى ، مثل الأحلام التذكرية أو أحلام المعاودة ، ويقصد بها أن يتكرر محتوي الحلم ومضمون حلم لعدة مرات عند نفس الشخص ، وعادة ما يكون هذا المحتوي يخص أشياء مهمة في حياة الفرد أن نقطة بالغة التأثير علي مستواه اللاشعوري ، سواء من أحداث الماضي أو من أحداث الحاضر القيب ، فيأتي في صورة حلم متكرر ، وكأنه يريد التأكيد علي أمر ما .. ويظهر هذا النوع من الأحلام في صورته المتكررة لسببين : " الأول للتذكير بالمشكلات والأزمات التي حدثت في الماضي ، وما ترتب عليه من انعكاسات علي شخصية الإنسان ، ولم يتم التعامل معها بالشكل المطلوب . أما الثاني فالحاجة الملحة لتغيير بعض الأنماط السلوكية والتصرفات التي نمارسها في حياتنا اليومية ، لما لها من تأثيرات سلبية .
6- أحلام القلق :
ولهذا الشكل من الأحلام عادة ما يحمل مشاعر القلق والخوف والعجز ، والتي اذا اشتدت درجتها انتهت بكابوس ويستيقظ الفرد علي إثرها ، إلا أن هناك فرق بين أحلام القلق والكوابيس من حيث الدرجة ، بحيث أنه هذه الأخيرة تؤدى إلى الاستيقاظ الحتمي للنائم ، بينما القلق عادة ما تحافظ علي نوم الفرد ، حى ولو كان حلمه مشحوناً بمشاعر القلق والخوف والتوتر .
وترتبط عادة أحلام القلق بالأحداث السابقةة المؤلمة أو الصعبة أو الظروف القاسية التي يمر بها الفرد ، وكثيراً ما تعود إلى مراحل عصبية سابقة .
7- أحلام المراهقة :
بعد دخول الطفل في مرحلة المراهقة وما يتبعهاه من تغيرات جسمية وجنسية ونفسية ، فإن محتوي أحلامه كذلك يتغير وفق هذا التغير الجسمي والنفسي " وكل ما يحدث من تغيرات تعكسه الأحلام وتؤكده ، وتوضح مسبقاً ما سوف يحدث ، حيث أن اللاشعور يعي الأحداث قبل أن يختبرها الشعور ، وبما أنه يتعلق الأمر بحدث طبيعي ، فإن أحلام البلوغ والأحلام التي تسبقها تتكلم بلغة رمزية " .
فمع دخول الطفل هذه المرحلة وكل التغيرات التي تصاحبها تدخل الأحلام كذلك باب التغير في المحتوي حيث تتخذ أشكالاً غير محدودة ومختلفة علي حسب اهتمامات المراهق في حد ذاته ، وتبدأ في التوسع من المحيط العائلي والمدرسي إلى ميدان العلاقات والتجارب التي يمر بها المراهق واهتماماته ، وعادة ما تتصف أحلام المراهقين بأنها مشوشة وتغلب عليها الدوافع الجنسية ، وأحداث العنف خاصة لدي الذكور ، أما الإناث فعادة ما تتصف مواضيعها بالأسرة والبيت والعلاقات العاطفية .
ويؤكد الكثير من العلماء علي أن المرحلة تصطبغ بأحلام جنسية نتيجة كبت الدوافع الجنسية لتعارضها مع متطلبات المجتمع .
إن أحلام البلوغ تحتوي علي مواضيع وأحداث يومية ممتزجة مع رموز عامة تأخذ شكلها من الدوافع الجنسية ، ان التعارض بين المتطلبات الغريزية ومتطلبات المجتمع يخلق الكثير من الانزعاج ، والذي يعبر عنه أحلام البلوغ بصورة واضحة ، وهي تظهر أيضاً محاولة النفس لتخطي تلك الأزمة ووضع الأهداف التي ينبغي بلوغها ، وبذلك فهذه الأحلام تفسر بنفسها .
لهذا نجد معظم الرموز التي تأتي في أحلام المراهقين لها مدلولات جنسية وعدوانية ، ويغلب عليها طابع الصراع بين قوة الأنا الأعلى ورغبة الهو ، وحب الظهور .
طريقة تفسير الأحلام :
1- الرمزية في عالم الأحلام :
الرمزية في المجال النفسي هو الشئ الذي يقوم مقام شئ آخر ، سواء كان شخصاً أو موضوعاً أو جماعة أو فكرة ، وينظر إلى التمثيل الرمزي بأنه عملية تتم في اللاوعي ، وبأنه يخدم حاجة دفاعية نفسية ، ذلك أنه باستعمال الرمز فإن الفعل يتجنب حالة القلق الذي يمكن أن تنجم عن مواجهة الفرد للشئ أو الفكرة الحقيقية علي حالتها الأصلية .
وفي عالم الأحلام تكثر الرمزية واستخدام الرموز ، فإذا لم يأت الحلم مطابقاً للواقع أو للتجارب اليومية أو الأحداث السابقة ، أو ما اطصلح عليه " الأحلام المطابقة للأصل " .
وإن تفسير الأحلام وتفسيرها يقتضي منا فهم صورها ومدلولاتها الرمزية حتى يتوافق ظاهر الحلم مع بطانه أو المنطوق به والمرئي مع المسكون عنه ، ذلك المسكوت عنه الذي يمثل الرغبات والمشاعر المكبوتة والتي عجز الواقع عن تحقيقها والفرد عن إشباعها في حالة اليقظة ، بسبب الرقيب الداخلي .
2- تفسير الإشارات والرموز في الأحلام :
المقصود بتفسير الأحلام من خلال تفسير إشاراتها ورموزها واستخراج دلالتها النفسية والاجتماعية والدينية باعتبار أن الفرد هو وحدة نفسية وكائن اجتماعي تحكمه مجموعة من العادات والتقاليد والقيم وله قوانين وضوابط دينية تحكمه لا يمكن تجاهلها .
وتفسير الأحلام ورموزهاه لا يتوقف علي مدلول الرمز في حد ذاته ، وإنما يشير إلى واقع الشخص وماضيه وحاضره ومستقبله .
بمعني أن مدلول الرمز نستقي معناه ومغزاه ودلالته من حياة الشخص الحالم في حد ذته ، وهنا تؤكد علي أن الشخص الحالم هو عنصر مهم في عملية تفسير وتحليل الأحلام .
أهم المبادئ في تحليل الأحلام وتفسيرها :
1- تسجيل الأحلام :
تعتبر خطوة مهمة جداً للاحتفاظ بجميع عناصر الحلم . ولا شك أن عملية التسجيل هذه تتطلب إحضار دفتر ملاحظات وقلم إلى جانب السرير ، ومن الضروري تدوين كافة الملاحظات المتعلقة بالحلم مباشرة عند النهوض من النوم ، وتتضمن هذه الملاحظات كافة الأحداث والرموز من شخصيات وأشياء .
ويؤكد " يونغ " وجود ثلاثة مراحل في تدوين الأحلام ، وبالتالي تفسيرها وهن :
- البحث عن أبسط الطرق وأسهلها في تسجيل تفاصيل الحلم الدقيقة ، وخاصة ما يتعلق بالظروف والأحوال .
- معرفة الإطار الثقافي والاجتماعي الذي تدور فيه أحداث الحلم .
- علاقة الحلم في تفاصيله الخاصة بالإطار العام للحياة الإنسانية .
2- تحليل الأحلام :
بعد الانتهاء من تسجيل الأحلام وتدوينها بالتفاصيل الذي ذكرت لابد أن يتذكر بعض الأحداث في اليوم السابق للحلم لما له من أهمية قد تكون هي السبب وراء حدوث مثل هذا الحلم .
فقد يحدث أن يري الشخص يف الحلم أن بيته يحترق . وقد يحدث هذا النوع من الأحلام بعد مشاهدة فيلم تلفزيوني عن الحريق أو فيلم وثائقي عن فرق الإطفاء والجهود التي يبذلونها في السيطرة علي الحرائق ، وفي هذه الحالة يكون الفيلم التلفزيوني هو السبب وراء حدوث مثل أحداث هذه الأحلام .
وبعد هذه العملية ، يكون لدينا مبدئياً مجموعة من التفاصيل التي قد تساعدنا وتفيدنا في تحليل الحلم ، ولعل أحسن ما يساعدنا في تحليل الأحلام وتفسيرها هو صاحب الحلم نفسه وكيفية رؤيته لذلك الحلم ، وماذا يعني له ، صاحب الحلم هو الذي يستطيع أن يربطه ببعض الذكريات والخبرات السابقة ، وعلي الأقل تفيدنا في كيفية رؤية المحتوي الخارجي للحلم وأهم الظروف المحيطة به ، وهذا العمل كله يعتبر نصف العمل فقط ، لأن تحليل الحلم ينقسم إلى جزأين مهمين لا يمكن الاستغناء عن أحدهما .
فالجزء الأول ، وهو الجزء الظاهري أو الخارجى للحلم والذي لا يكتمل إلا بتوضيحات من الشخص الحالم نفسه .
أما الجزء الثاني ، وهو الجزء الباطني أو المخفي ، فهو الجزء الخاص بالمحلل النفسي ، والذي يقوم بمحاولة فهم وربط الأحداث السابقة الذكر بالذات الداخلية أو لا شعور الفرد .
وهكذا ينحني تحليل الأحلام تدريجياً من تحليل المحتوي الظاهري إلى المحتوي الباطني ، أين يحلل مختلف الرموز والإشارات الرئيسية وفق فن التحليل النفسي ويجمع بين المضموون الصريح المباشر والمضمون غير المباشر مع ترجمة الرموز والإشارات .
وبهذه الطريقة يمكن للمحلل النفسي أن يتوصل إلى تفسير صحيح للأحلام ومدلولاتها عن طريق الفهم العميق لجزئيات الحلم وعلاقتها ببعض الظروف الخاصة بحياة الشخصية للحالم .
تعليقات