U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

بحث عن الرعاية الاجتماعية ومبادئها في الإسلام

الرعاية الاجتماعية في الدين الإسلامي
ما هي الرعاية الاجتماعية في الإسلام ؟ وما هي مبادئها ؟ 

بحث عن الرعاية الاجتماعية في الإسلام : 

محتويات البحث :

(1) تعريف الرعاية الاجتماعية .  

(2) الرعاية الاجتماعية في الإسلام .

(3) مبادئ الرعاية الاجتماعية في الدين الإسلامي . 

تعريف الرعاية الاجتماعية : 

تعرف الرعاية الاجتماعية علي أنها هذا الكل من الجهود والخدمات والبرامج المنظمة - الحكومية والأهلية والدولية - التي تساعد هؤلاء الذين عجزوا عن إشباع حاجاتهم الضرورية للنمو والتفاعل الإيجابي معاً في نطاق النظم الاجتماعية القائمة لتحقيق أقصي تكيف ممكن مع البيئة الاجتماعية . 

الرعاية الاجتماعية في الإسلام : 

الرعاية الاجتماعية لها نموذجان : النموذج العلاجي ؛ وهو الذي يعتمد على الجهود الفردية وما يقدمه أفراد المجتمع من صدقات ومساعدات مختلفة لإخوانهم المحتاجين . 

والنموذج الثاني ؛ هو النموذج المؤسسي الذي تتكفل به الدولة ، ويأخذ شكلاً رسمي ، وله تنظيماته ومؤسساته والقوانين التي تنظمه. وهو النموذج الذي يضمن تقديم الرعاية لكل من يحتاجها بواسطة الدولة. 

حيث تميزت الرعاية الاجتماعية في الإسلام بتحقيق مجموعة من الأهداف وهي :

1- الاستخلاف في الأرض وتنظيم العلاقة بين الناس علي أساس من التعاون والإخاء . 

2- بناء الإنسان المسلم والارتقاء بمستواه وتحقيق مقاصد الشريعة الإسلامية . 

3- إشباع أقصى قدر من الحاجات الإنسانية وضمان حد الكفاية لكل فرد من منظور المصالح المقصودة في التشريع الإسلامي . 

4- تحقيق التوازن في توزيع أعباء التخلف والتنمية على المواطنين على أساس من العدالة في توزيع الحقوق والواجبات . 

5- تحقيق السلام الاجتماعي بين أفراد المجتمع سواء كانوا مسلمين أو من أصحاب الديانات الأخرى .

مبادئ الرعاية الاجتماعية في الدين الإسلامي :

أقر الإسلام مجموعة من المبادئ التي تقوم عليها الرعاية الاجتماعية نوردها على النحو التالي : 

1- تحقيق المصلحة ودفع الفساد :

إن أسس الحياة الاجتماعية في الأحكام القرآنية تقوم على تحقيق المصلحة لأكبر عدد ممن يظلهم المجتمع بأكبر مقدار من السعادة الحسية والروحية، ودفع الشر .

وقد استطاع فقهاء الإسلام أن يردوا أصول المصالح الاجتماعية إلى خمسة أمور تجب المحافظة عليها حتى تقوم العلاقات الاجتماعية على أكمل وجه ، وحتي يتجه المجتمع بكل قوة إلى أسلم غاية وتلك الأمور الخمس هي : (حفظ النفس ، حفظ العقل ، حفظ النسل ، حفظ الدين ، حفظ المال ) ولقد انحصرت المصالح في هذه الأمور لأن الدنيا بنيت عليها ، ولأن كل مجتمع فاضل يجب أن يجعل غايته العليا المحافظة عليها ، كما أن قوى المجتمع تتجه إلى المحافظة عليها ، وتحقيقها ودفع الآفات الاجتماعية التي تعرض مصلحة من هذه المصالح للضرر . 

2- الإيمان :

ويقصد به تصديق القلب بالله ورسوله ، حيث قال تعالى: " إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا " (الحجرات، الآية: 15).

ويعتبر الإيمان من أكثر العوامل التي تبعث في نفس الإنسان الطمأنينة والأمان ، وتشعره بالسعادة في دنياه وآخرته ، وتنمي لديه الضمير اليقظ والأخلاق الفاضلة . 

3- الشوري : 

الشورى في الإسلام مبدأ أساسي في علاقة الحاكم بالشعب وعلاقة الأفراد ببعضهم وهو ما نسميه اليوم بالنظام الديمقراطي وقد قال تعالى: " وأمرهم شورى بينهم" (الشوري ، الآية: 38)، كما قال جل شأنه : " وشاورهم في الأمر" (آل عمران، الآية: 159) .

والشورى ليست في نظر الإسلام نظام الحكم فحسب ، بل هي نهج في الحياة إذ يحمل كل فرد في المجتمع مسئولية اجتماعية في إصلاح مجتمعه والمساهمة في رقيه في اختيار الحاكم في الإسلام لابد أن يكون عن طريق الانتخاب فالحاكم مسئول أمام الرعية وكل راع مسئول عن رعيته .

4- المساواة :

ويعني ذلك المساواة في الحقوق والواجبات بين الأفراد حتى تتوفر الطمأنينة الناشئة من ثقة الأفراد بعدالة مجتمعهم بأنه لا فرق بين فرد وآخر إلا بما يقدمه لمجتمعه من عمل صالح ، فلقد حرص على تقرير هذه المساواة في أكمل صورها فقرر أن الناس سواسية بحسب خلقهم الأول وعناصرهم الأولى وليس التفاضل في إنسانيتهم وإنما يجري التفاضل بينهم على أسس خارجة عن الإنسانية نفسها على أسس كفايتهم وأعمالهم وما يقدمه كل منهم لربه ولنفسه ومجتمعه والإنسانية 

5- التكافل الاجتماعي : 

تعتمد الرعاية الاجتماعية في الشريعة الإسلامية على مبدأ التكافل الاجتماعي فهو يقرر أن المحتاج إلى الرعاية تقع مسئولية رعايته على المجتمع وله حق المطالبة بها والتقاضي بشأنها ، لذا جعل كفالة المحتاج على أفراد أسرته مسئولية مقررة سواء أكان طفلا أو أرملة أو مطلقة أو عاجزة عن الكسب ، فإذا عجزت الأسرة عن هذه الكفالة انتقلت المسئولية للدولة التي تتكفل برعاية المحتاج ، ولم يجعل هذه الكفالة تصدقاً أو إحساناً ولكنه قانوناً . 

وللتكافل الاجتماعي في الإسلام شقين واضحين أولهما القائم على التراحم وهو غالبا ما اتصل برعاية الأسرة لذوي القربي وقد اعتمد الإسلام في ذلك على الصلة الطبيعية التي تدفع أفراد الأسرة إلى رعاية شئون الأبناء والأقارب - واليتامى والأرامل منها ، وهي رعاية أدبية أكثر منها مادية وإن كان أوجب الكفالة المالية بوضوح وجلاء ليس فيه غموض ثانيهما الاهتمام الأكثر الاهتمام بالعلاقات الإنسانية داخل الأسرة . 

وبالتالي نجد أن الإسلام شكل ولا زال أنموذجاً حقيقياً يحتذى في الرعاية الاجتماعية الإسلامية وفي كيفية العمل للنهوض بذوي الاحتياجات الخاصة المختلفة سيما المعاقين منهم ، وعلى ذلك فإن المسلمون بعد عهد النبي صلى الله عليه وسلم أيضا ظلوا أوفياء لسنته ولطبيعة الإسلام الذي نادي بالحفاظ على كينونة المجتمع من خلال عدم التفريط بفئة المعاقين فقد لازموا الحفاظ على تلك الفئة ولا زالوا ، على الرغم من الصعوبات التي قد يواجهونها بالإمكانيات المحدودة لمقدرات البلدان المختلفة بعد سقوط الخلافة .

تعليقات