ما هو القلق ؟ وما هي أنواعه ومستوياته ؟ |
بحث عن القلق :
محتويات البحث :
(1) تعريف القلق .
(2) أنواع القلق .
(3) مستويات القلق .
(4) أعراض القلق .
(5) أسباب القلق .
(6) النظريات المفسرة للقلق .
(7) علاج القلق .
تعريف القلق :
تعريف بارجوري bergert.j :
القلق عاطفة مؤلمة في العلاقة سواء مع وضعي صدمة حالية أو في انتظار خطر بموضوع غير محدد .
تعريف آدلر Adler :
القلق النفسي ترجع نشأته إلى طفولة الإنسان الأولي حيث أن الفرد يشعر بالقصور الذي ينتج عنه عدم الشعور بالأمن . إذ يرجع أدلر القلق إلى شعور الفرد بالنقص في طفولته الأولي وكل المواقف اللاحقة التي تسبب للفرد القلق ما هي إلا امتداد لتلك اللحظة وهكذا نري أن أدلر قد ربط بين القلق ومشاعر العجز والنقص عند الإنسان ، كما أكد أهمية العوامل الاجتماعية والثقافية .
تعريف ريتشر Richter :
بأنه انفعال يظهر مع تنشيط الخوف الذي يعتبر تفكيراً معبراً عن تقويم أو تقرير لخطر محتمل . عرفه من الناحية المعرفية باعتبر أن الفرد يسبق المواقف بأنماط من التفكير ، فنلاحظ أن به الخاطئ أو المشوه السلب .
تعريف فرويد :
إنه حالة من الخوف الغامض الشديد الذي يتملك الإنسان ، ويسبب له كثيراً من الكدر والضيق ، والشخص يتوقع الشر دائماً ، ويبدو متشائم ويتشكك في كل أمر يحيط به ويخشي أن يصيبه منه ضرر ، فالقلق يتربص الفرص ليتعلق بأي فكرة أو أمر من أمور الحياة اليومية ، ويبدو الشخص القلق مضطرباً فاقداً للثقة في نفسه مترددا وعاجزاً عن البت في الأمور .
إذ عرفه فرويد من وجهة النظر التحليلية واعتبر القلق نوعاً من الانفعال المؤلم يكتسبه الفرد ويكونه خلال المواقف التي يصادفها أي عن الانفعالات غير السارة كالشعور بالإحباط والغضب .
تعريف Spilberger :
بأنه مجموعة أعراض تتراوح في شدتها في إبداع علامات الدهشة والاستغراب والاستنكار والذعر والتور والضيق . نلاحظ أن هذا التعريف يركز علي مظاهر القلق دون التطرق إلى مفهومه وحصره أنه شعور غامض غير سار .
تعريف Horney :
هو عبارة عن خبرات مهددة لأمن الفرد ناشئة عن مواقف أو أحداث مؤلمة تبدأ من المراحل الأولي لنشأة الطفل ومنها تضارب مشاعر الوالدين نحوه وتفضيل أحد إخوته عليه أو رفضهم له .
تعريف شافرودوركس :
القلق هو استجابة مكتسبة تحدث تحت ظروف أو مواقف معينة ، ثم تعمم الاستجابة بعد ذلك . نلاحظ أن هذا التعريف يعرف القلق تعريفاً سلوكياً وهذا يعني أنه يركز علي القلق الموضوعي متجاهلاً القلق العصابي .
أنواع القلق :
هناك عدة تصنيفات للقلق منها :
(1) القلق حسب طبيعة الاضطراب :
1- القلق الطبيعي :
هو أحد المشاعر التي تساعد علي بقاء الإنسان وتدفعه إلى القيام ببعض الأعمال وتشحن همته في المواقف الصعبة ذلك أن القلق من الامتحان مثلاً يدفع الطالب للدراسة والجد والعمل والاجتهاد حتى يحصل علي أفضل النتائج وكذلك بالنسبة إلى أي مهمة يتصدي بها الإنسان في حياته .
2- القلق المرضي :
حالة مرضية غير طبيعية تؤثر في التوازن النفسي للإنسان ويكون فيها مجموعة من الأعراض النفسية والسلوكية بالسبب أو السبب يكون بسيطاً لا يتطلب درجة القلق الظاهرة أو أن الأعراض تبقي ظاهرة مع زوال السبب ويصبح الإنسان غير قادر علي التعامل مع المواقف التي تسبب له القلق .
3- قلق الأطفال:
ينشأ هذا النوع من القلق والمخاوف كاستجابة لمراحل التطور المختلفة ويري لدي الأطفال عندما يبدؤون في تعلم مهارات جديدة وقدرات جديدة وأهم هذه الأنواع قلق الانفصال وهو أحد المخاوف المهمة التي يعاني منها الأطفال .
وفي الغالب يظهر الخوف كجزء من النمو وبشكل نمطي حوالي الشهر الثامن ويبلغ أوجه منتصف السنة الثانية ويختفي عادة في السنة الثالثة من العمر وفي بعض الحالات يتطور إلى مخاوف مرضية مثل الخوف من الغرباء أو الحيوانات أو الظلمة .
4- القلق الموضوعي :
هو ردة فعل مقبولة لخطر خارجي هدفه حماية الإنسان من الأخطار الحقيقية وينشأ عن غريزة حفظ الذات والقلق الموضوعي عبارة عن خوف عادي مفيد يجعل الشخص يشعر بمواجهة الخطر الذي يهدده أو الهروب منه أو الاستسلام والخضوع له ومصدر القلق يكون واضحاً في هذا النوع .
5- القلق العصابي :
هو نوع من القلق لا يدرك المصاب به مصدر عليه وكل ما هناك لأنه يشعر بحالة من الخوف الغامض المنتشر غير المحدد ، وتعبر أعراضه التنفسية والفسيولوجية عن اضطراب داخلي يكون أشد نوبات يسميها فرويد بحالة القلق الطاغي .
6- القلق الخارجي المنشأ :
إذ يهدد أمن الفرد بشئ ما كالضغط النفسي والخطر ويمكن تمييزه بوضوح عند حدوثه مثل سماع عن وفاة أحد الاصدقاء .
7- القلق الداخلي المنشأ :
هو اضطراب يكون فيه الفرد ذو استعداد وراثي للإصابة به وهو ينبع من مصدر داخلي ويبدأ بنوبات من القلق والمصاب بهذا النوع من القلق يشعر بزيادة دقات القلب أو يحس بالدوار والاختناق أو قد يحدث التنميل .
(2) القلق حسب مدته :
1- حالة القلق :
وهي استجابة انفعالية غير سارة تتسم بالمشاعر الذاتية تتضمن التوتر والخشية والعصبية والانزعاج ، كما تتصف بتنشيط الجهاز العصبي الذاتي وزيادة تنبيهه وتحد حالة القلق عندما يدرك الشخص أن منبعاً ما قد يؤدى إلى إبدائه وهو عبارة عن حالة انفعالية مؤقتة لدي الفرد تختلف من حيث الشدة والتذبذب من وقت لآخر.
2- سمة القلق :
ويشير إلى القلق كسمة ثابتة نسبياً للشخصية تشير إلى اختلافات فردية في قابلية القلق التي ترجع إلى الاختلافات الموجودة بين الأفراد في استعداداتهم للاستجابة للمواقف المدركة لمواقف تهديدية بارتفاع مستوي القلق ووفقاً لما اكتسبه كل فرد في طفولته من خبرات سابقة .
3- قلق الامتحان :
أشار علماء النفس إلى أن الامتحانات وخاصة الصعبة منها تثير القلق لدي بعض الطلبة فيقومون باستجابات غير مناسبة مثل التوتر والانزعاج والخوف من الفشل أو الإحساس بعدم الكفاءة وتوقع العقاب كما يتزايد قلق الامتحان من التنافس الشديد بين الطلبة والتأكيد علي أهمية النجاح كما أن العقوبات المترتبة علي الفضل هي العوامل التي تثير قلق الطلبة ومخاوفهم .
مستويات القلق :
يري بعض علماء النفس أن أداء وسلوك الإنسان وخاصة في المواقف التي لها علاقة بمستقبله يتأثر علي حد كبير بمستوي القلق الذي يتميز به الفرد هناك في مستويات القلق :
1- المستوي المنخفض :
وهذا المستوي من القلق يحدث التنبيه العام للفرد من ارتفاع درجة الحساسية نحو الأحداث الخارجية كلما تزداد درجة استعداده وتأهبه لمواجهة مصادر الخطر في البيئة التي يعيش فيها ويشار إلى هذا المستوي بأنه علاقة إنذار لخطر علي وشك الوقوع .
2- المستوي المتوسط :
في المستويات المتوسطة للقلق يصبح أقل قدرة علي السيطرة حيث يفقد السلوك مرونته ويستولي الجمود بوجه عام علي استجابات الفرد في المواقف المختلفة ويحتاج الفرد إلى مزيد من بذل الجهد للمحافظة علي السلوك الملائم في مواقف الحياة المتعددة .
3- المستوي العالي :
يؤثر المستوي العالى علي التنظيم السلوكي بصورة سلبية أو يقوم بأساليب سلوكية غير ملائمة للمواقف المختلفة ولا يستطيع التمييز بين المؤثرات والتنبيهات الضارة وغير الضارة أو يرتبط ذلك بعدم القدرة علي التركيز والانتباه وسرعة التهيج والسلوك العشوائي .
أعراض القلق :
أولاً : الأعراض الجسمية :
وهي أكثر الأعراض شيوعاً ونحن نعلم أن جميع الأجهزة متصلة اتصالاً وثيقا وتتغذي عن طريق الجهاز العصبي اللاإرادي الذي يسيطر عليه الهيبوسلاموس المتصل بمراكز الانفعالات .
ولذا يؤدى الانفعال إلى تنبيه هذا الجهاز وظهور أعراض حشوية مختلفة وقد يحاول كبت أو قمع انفعالاته حيث تظهر الأعراض العضوية وهنا يتوجه نحو أطباء القلب ، الصدر ، الأمراض الباطنية ، وتتمثل بالضعف العام ونقص النشاط والمثابرة وزيادة في التوتر والنشاط الحركي والتعب والصداع المستمر ولا تؤثر فيه المهدئات وزيادة في التعرق وشحوب الوجه وزيادة في نبضات القلب واضطرابات التنفس ، وذلك حسب نوع الأعراض التي سنذكرها :
1- أعراض جهاز القلب الدوراني :
حيث يشعر المريض بألم عضلي فوق القلب وسرعة دقاته بل الإحساس بالنبضات وكل مكان وإذا حاول المريض فإنه يشعر بالضيق وألم في رأسه مما يجعله في حالة خوف وذعر من حدوث انفجار في المخ مثلاً .
2- أعراض الجهاز الهضمي :
وهو من أهم الأجهزة التي تتأثر بالقلق النفسي ويظهر ذلك أحياناً علي شكل صعوبة في البلع أو شعور بغصة في الحلق وسوء الهضم وانتفاخ البطن والتقيؤ والغثيان والإسهال أو الإمساك بالإضافة إلى مغص شديد مع نوبات في التجشؤ تكرر كلما تعرض المريض لأزمات معينة .
3- أعراض الجهاز التنفسي :
فهنا يشكو المريض من سرعة التنفس والهيجان وضيق الصدر وعدم القدرة لاستنشاق الهواء وكثيراً ما تغير حموضة الدم مما يجعل الفرد عرضة co ما تؤدى سرعة التنفس علي طرد ثاني أكسيد الكربون للشعور بتقلص العضلات والأطراف وبدوران وتشنجات وتنمل في الأطراف وأحيانا الإغماء أو التعرض للغيبوبة .
4- أعراض الجهاز البولي التناسلي :
يتعرض معظم الأفراد عن القلق إلى كثرة التبول علي الإحساس الدائم بضرورة إفراغ المثابة وأحياناً يظهر العكس ، وهو احتباس البول وهذا ما نلاحظه عند بعض الأشخاص الذين يعانون من الاحتباس رغم الرغبة الشديدة في التبول ويرجع السبب في ذلك إلى تنبيه الجهاز العصبي السمبثاوي والباراسمبثاوي .
وأهم أعراض القلق فيما يخص الجهاز البولي التناسلي وهو ما سمي باللغة الجنسية عند الرجل وعدم قدرته علي الانتصاب أو سرعة القذف ، وهناك أعراض مرضية أخرى مرتبطة بالجهاز البولي كالتبول اللاإرادي .
5- أعراض الجهاز العقلي :
يشكو معظم المصابين بالقلق المزمن آلام مختلفة في كافة أنحاء الجسم كالآلام في الساق أو الذراع أو فوق كثيراً ما نشخص مثل هذه الأعراض علي أنها روماتيزم ويبدأ المريض بأخذ العقاقير دون فائدة واضحة والواقع أن معظم هذه الآلام تعود إلى أسباب نفسية بحتة وذلك بسبب القلق المستمر والصراعات المختلفة .
6- أعراض جلدية :
القلق العصابي المزمن يكون عامة أساسياً في نشأة الكثير من الأمراض الجلدية السيكوسوماتية مثل حب الشباب ، الأكزيما ، سقوط الشعر ، الحساسية العامة .
7- أعراض الأجهزة الغددية :
يسبب القلق الشديد الكثير من أمراض الغدد مثل إفراز الغدة الدرقية للنير والبول السكري ، وزيادة إفراز هرمون الأدرينالين في الغدة الكبدية ، وهذا كله يؤثر علي عضوية الإنسان .
ثانياً : الأعراض النفسية :
وهي تتجسد في عدة مظاهر :
1- الضغط أو الشدة يشعر بها الفرد وكذا شعوره بالعجز والعزلة وشعور بالعداوة .
2- الشعور بالخوف وعدم الراحة الداخلية وترقب حدوث مكروه بمعني توقع دائم للأذي والمصائب والشر .
3- الصعوبة في التركيز وتشتت الانتباه .
4- عدم القدرة علي التركيز في الأعمال التي يقوم بها .
5- كثرة النسيان واختلال في مركز التسجيل في الذاكرة الفرد القلق لا يستطيع القراءة والإجابة عن الأسئلة وأيضاً اختلاف في تسلسل الإجابة واهتزاز الكلمات نتيجة لعدم الاحتفاظ بأي شئ في ذاكرته .
6- عدم الثقة والطمأنينة والرغبة في الهرب عن مواجهة مواقف الحياة .
7- توتر الأعصاب وكذلك توهم المرض .
ثالثاً : الأعراض السيكوسوماتية :
يتفق علماء النفس علي أن العوامل النفسية تؤثر بشكل واضح في حدوث الاضطرابات السيكوسوماتية ، لذلك حاولوا البحث في هذه العوامل المسببة للاضطرابات وهذا الاضطراب حسبهم هو تعبير عن طاقة حبيسة غير مشبعة أو تعبير عن توتر وقلق لا شعوري يظهر في كثير من أجهزة الجسم ويمكن الاستدلال علي الأعراض النفسية للاضطرابات السيكوسوماتية .
من خلال نتائج الدراسات التي بينت سمات يتصف بها المرضي أو سمات دالة علي تعرضهم للإصابة بهذه الاضطرابات ، قام علماء التحليل النفسي في معهد شيكاغو ومنذ بداية الثلاثينيات بالبحث في شخصية المرضي السيكوسوماتية بطريقة علمية .
فقد اهتموا بدراسة الانفعالات المكبوتة التي ارتبطت بالأمراض السيكوسوماتية وتبين لهم ارتباط البكاء بالارتكاريا وارتبطت الصحية المكبوتة لطلب المساعدة بنوبات الربو وارتباط الحرمان من الحب بقرحة المعدة وغيرها .
كما بينت الدراسات النفسية وجود سمات وخصائص نفسية تميز الاضطرابات السيكوسوماتية علي سبيل المثال ما ذكره هاليدي عن أنماط الشخصية حيث أن النمط يرتبط بمرض خاص كالنمط الروماتيزم والتضحية بالذات وتظهر لديهم عموماً اتجاهات وسواسية أما نموذج تأكيد الذات وكفاية الذات وزيادة النشاط كما في قرحة المعدة وارتفاع ضغط الدم والنموذج الزائد الحساسية كما في الربو .
أما العوامل الانفعالية التي تؤدى إلى الأمراض السيكوسوماتية فيذكر أحمد عكاشة :
- الحرمان من العناية والحب والعطف مع وجود رغبة المريض الملحة في الحصول عليها ومن هنا نشأت الصلة بين دلائل الحب وحركات المعدة ، ويستجيب الشخص للحرمان الذي يعانيه صامتاً بالطموح الزائد ومضاعفة الكدح والتظاهر بعدم المبالاة وبإرغام نفسه علي بذل الحب والعطف لغيره ونشاهد بعض الحالات الانفعالية في الأشخاص المصابين بقرحات المعدة .
- النزعات العدوانية والثورة ضد السلطة والتذمر من العمل ومحاولة تجنب المسؤولية والصراع العنيف لمواجهة معضلة وجدانية لا يمكن حلها ولا تجنبها كما يحدث في حالات ارتفاع ضغط الدم .
- الخوف من فقدان الأم أو يقوم مقامها كالزوجة مثلاً في حالة بعض الأشخاص الذين لم ينضجوا انفعالياً أو الخوف من فقدان موضوع الحب حيث يظل هؤلاء الأشخاص متعلقين بالأم تعلقاً طفلياً كما في حالات الربو .
- ومن العوامل التي تؤثر في الاضطرابات السيكوسوماتية العوامل الثقافية والاقتصادية والمهنية فقد تنتشر هذه الأمراض بين أرباب مهنية الظروف الاجتماعية التي تتضمن تهديداً وحرماناً وقسوة علي الفرد قد يؤدى إلى إصابته بأي من هذه الأمراض وكذلك الظروف التي تجعل الفرد لا يشعر بالأمن والأمان أو الاستقرار والهدوء والثقة بالنفس والتي تفرض عليه الفض والإحباط والكبت والقمع والتي تهدده بالخطر دائماً .
- بالرغم من صعوبة العوامل المتسببة في الاضطرابات السيكوسوماتية نظراً لتداخل العوامل النفسية والجسمية والاجتماعية والاقتصادية والوراثية والثقافية لكن تبقي العوامل النفسية والانفعالية من المعالم الأساسية الدالة علي التعرض للاضطرابات السيكوسوماتية هذا ما أكدته العديد من الدراسات الحديثة والتي بينت أن العامل النفسي يشكل مجالاً هاماً في دراسة أسباب هذه الاضطرابات كذا سبيل الوقاية وأساليب العلاج .
أسباب القلق :
لقد اختلف الباحثون والعلماء في تحديد أسباب رئيسية لحدوث القلق كما تعددت النظريات وفيما يلي سوف نعرض بعض الأسباب الممكنة لحدوث القلق :
1- الاستعداد الوراثي وقد تختلط العوامل الوراثية بالبيئية .
2- الاستعداد النفسي أي الشعور بالتهديد الداخلي أو الخارجي الذي تفرضه بعض الظروف البيئية .
3- مواقف الحياة الضاغطة والضغوط الثقافية والحضارية الحديثة .
4- عدم التطابق بين الذات الواقعية والذات المثالية وعدم تحقيق الذات .
5- التعرض للخبرات الحادة ( عاطفياً ، تربوياً ، اقتصادياً ) وكذلك الخبرات الجنسية الصادمة خاصة في الطفولة والمراهقة .
6- ربط بعض العلماء مثل فرويد بين القلق وإعاقة الليبدو ومن الإشباع الجنسي الطبيعي ووجود عقدة أوديب أو عقدة الكترا الغير محلولة .
مصادر القلق :
يوجد منابع عديدة يصدر منها القلق ومن أهم هذه المصادر هي :
1- المظهر الحسي مثل بعض الأشخاص يهتمون بأن يصبحوا بدينين أو نحيفين .
2- المواقف الجديدة مثل الانتقال من مدينة إلى أخرى .
3- المهمات الأكاديمية المرتبطة بخبرات فشل سابقة مثل بعض الطلبة يكونون قلقين حول دراسة الرياضيات بسبب صعوبة الرياضيات في صف سابق .
4- التقييم من قبل الآخرين .
5- الاختبارات الصفية .
6- المستقبل المجهول .
7- المواقف التي فيها تهديد لتقدير الذات .
النظريات المفسرة للقلق :
أعطى كل عالم من علماء النفس الأولوية لبعض الأسباب التي تؤدى إلى القلق ، وأعطوا اتجاهات مختلفة ولكل اتجاه وجهة نظر ومبرر ، ومن بين هذه النظريات :
(1) النظرية المعرفية :
يري أصحاب هذا الاتجاه بأن الفرد المصاب بالقلق كاضطراب تسيطر عليه تصورات ذهنية مفادها أن هناك حادثة خطيرة ستقع حيث تؤدى هذه التصورات إلى إضطراب التفكير ويصبح في موقف ينذر بالخطر ، فيعمل الدماغ باهتياج شديد في مواجهة التهديد وفي الفترات الحادة من القلق تؤدى إشارة تنبه للخطر ، كما أن خبرة القلق تكون مصحوبة في الغالب بتشويش ذهني ، أي عدم القدرة علي التفكير بشكل مباشر ، لأن الفكر يكون منشغل بالحالة الداخلية التي تنغلق بحالته الجسمية والخطر الذي يهدد حياته .
ولقد بينت دراسة " بيك " ( Beck , 1970 ) في إطار العلاج المعرفي لاحظ عند الأشخاص في " حالة القلق والاكتئاب " وجود تشوهات معرفية يصنفها بالشكل التالي :
- الاستنتاج العشوائي الذي فيه العناصر الضرورية .
- التعميم الظاهري .
- التصغير والتضخيم لوضعية معينة وهي أخطاء يرجعها " بيك " إلى عدم قدرة الفرد علي الرؤية الصائبة للمعلومات وتلاحظ عند الراشد ، أما عند الطفل فلا نجد هذه التشوهات بصورة كافية لأنه بصدد بناء معرفة ، وهذا ما يطرحه شكل الارتباط بين التعلم والتطور .
أما " باندورا " Bandoura فقد وضح العلاقة بين حالات القلق وعملية التعلم غير مكتفية بحيث درس معتقدات الأفراد لقدراتهم الذاتية والتعامل مع المواقف النوعية وهذا ما أسماه بالفاعلية الذاتية ، وهذه المعتقدات تؤثر علي ردود أفعاله إزاء الشدائد والسلوك الذي يتبع ذلك .
(2) النظرية السلوكية :
أما المدرسة السلوكية فلأنها مدرسة تعلم فإنها تنظر إلى القلق علي أنه سلوك متعلم من البيئة التي يعيش وسطها الفرد تحت شروط التدعيم الإيجابي والتدعيم السلبي ، بحيث يفسرون القلق في ضوء الاشتراط الكلاسيكي وهو ارتباط مثير جديد بالمثير الاصلي ويصبح هذا المثير الجديد قادراً علي استدعاء الاستجابة الخاصة بالمثير الأصلي .
يعتبر " أيزنك " أن استجابة القلق هي نتيجة أحداث صادقة أو سلسلة من الصعوبات المتتالية تشتمل علي رد فعل عصبي لا إرادي ويؤكد " ولب " أن السلوك العصابي سلوك متعلم يتم اكتسابه عن طريق التعلم وأن القلق هو نوع من أنواع السلوك العصابي المتعلم ومن ثم يمكن حفظه عن طريق التشريط المتضاد .
فحين تظهر المثيرات الشرطية التي ترتبط بالقلق المضاد للاستجابة فإن حدوث الاستجابة الطبيعية يؤدى إلى كف القلق وكلما زاد عدد مرات الاستجابة الطبيعية مع وجود القلق المضاد ضعف القلق بالتدريج لدرجة أن المثيرات التي كانت تحدث القلق ينتهي مفعولها وتحل محلها الاستجابة الطبيعية مقترنة بكف القلق .
وبذلك صاغ " ولب " مبدأه العام وهو ما يعرف بالكف النقيض أو المتبادل والذي يعتمد في جوهره علي فكرة مفادها أننا إذا استطعنا أن نحدث استجابة مضادة للقلق في حضور المثيرات الباعثة علي القلق فإن الاستجابة المضادة تعمل علي انطفاء القلق ومنعه من الظهور .
(3) نظرية التحليل النفسي :
يفسر " فرويد " القلق بأنه نتيجة للمتغير الذي يطرأ علي الهياج الناجم عن الاندفاعات الجنسية عندما لا يوجد مخرج طبيعي لها ، وربط " فرويد " القلق بمرحلة الطفولة كما يري أن القلق هو نتيجة لكبت انطلاق صراع قائم بين " الهو والأنا " وبذلك قلب " فرويد " الفكرة القائلة بأن القلق مصدر للكبت وليس نتيجة له .
وحسب " فرويد " فالقلق له علاقة وثيقة بالحرمان الجنسي ، حيث لاحظ أن مرضاه الذين يشكون من القلق يشكون أيضاً من الحرمان الجنسي ، أو من وجود عوائق تمنع من تفريغ الطاقة الجنسية ، وإشباع الرغبة الجنسية .
ويتسائل " فرويد " لماذا يظهر القلق في جميع هذه الحالات التي يعاق فيها الإشباع الجنسي ، وهو يجيب بأنه حينما تمنع الرغبة الجنسية من اتخاذ طريقها الطبيعي إلى التفريغ والإشباع فإن الطاقة النفسية المرتبطة بالدافع الجنسي وهي " الليبيدو " تتحول إلى قلق .
ولاحظ " فرويد " كذلك ظهور الأمراض الهستيرية وأن المرضي المصابين به لا يستطعيون إظهار حقيقة الأشياء التي يخافونها وهم غالباً ما يحاولون تفسير خوفهم بإرجاعه إلى بعض المخاوف المرضية مثل الخوف من الجنون أو الخوف من الموت ولكن إذا حللنا هذه الأعراض التي يظهر فيها القلق ، يتبين لنا أن هناك عملية عقلية طبيعية ، هي في الأغلب جنسية قد منعت من الظهور في الشعور ، أي كبتت وأن الحالة الوجدانية التي كانت مصاحبة لهذه العملية العقلية قد تحولت إلى قلق ، فالقلق إذاً عملية متداولة تستبدل بجميع الحالات الوجدانية ، أو يمكن أن تستدل بها حينما يتعرض مضمونها العقلي للكبت .
(4) النظرية البيولوجية :
يفترض أصحاب هذه الاتجاه أن هناك اضطراباً بيولوجياً أو كيميائياً بسبب المرض وقد أجريت دراسات إحصائية لمعرفة مدى انتشار الاضطرابات بين أقارب المصابين من الناس ، وجد احتمال الاصابة عند ذوو القرابة الوثيقة بإنسان مريض بالحالة أكبر من احتمال الإصابة لشخص لا تربطهم صلة قرابة بواحدة من المرضي .
وأشارات دراسات التوأم إلى أن هناك ميل أكبر لإصابة كل من التوأمين بمرض القلق لو كان توأمين متماثلين أو متطابقين ، مما يلو كان توأمين غير متطابقين .
ويمكن أن يؤدى هذا الضعف الوراثي إلى أن تنشأ أولان الشذوذ الكيماوي الحيوي ، وبالتالي إلى ظهور الأعراض الجسمية التي يشعر بها المرضي .
(5) النظرية الإنسانية ( الوجودية ) :
إن هذه الدراسة علي تؤكد علي خصوصية الإنسان بين الكائنات الحية ، ولذا تركز دراستها علي الموضوعات التي ترتبط بهذه الخصوصية ، مثل الإرادة والحرية والمسؤولية والقيم والابتكار ، وتري أن التحدي الرئيسي أمام الإنسان هو أن يحقق وجوده وذاته كإنسان وكائن متميز عن الكائنات الأخرى وكفرد يختلف عن بقية الأفراد .
وعلي ذلك فإن عوامل القلق ومثيراته لدي هذه المدرسة ترتبط بالحاضر والمستقبل بعكس التحليل النفسي والسلوكي الذي يعزو أسباب القلق إلى الماضي .
ومن أهم العوامل المرتبطة بالقلق عند أصحاب هذه المدرسة بحث الإنسان عن مغزي لحياته أو هدف لوجوده وإذا لم يهتدِ الإنسان إلى هذا المغزي فإنه سيكون فريسة للقلق .
إن من أنصار التيار الإنسان " كارل روجرز " صاحب نظرية الإرشاد الممركز حول الشخص ، يري أن القلق لدى الفرد مرتبط بمقدار الاتساق والتناقض بين مفهوم الذات لديه والخبرات التي يواجههها الفرد في حياته .
فكلما كانت الخبرات التي يواجهها الفرد في حياته تتسق مع مفهوم الذات لديه كلما أدى ذلك به إلى التوافق النفسي في حين ان انعدام الاتساق بين مفهوم الذات والخبرات التي يواجهها الفرد والتي لا تتسق مع مفهومه عن ذاته يدركها الفرد علي أنها تمثل تهديد له ومن ثم يعمل علي تحريفها أو تجاهلها ويشعر عندئذ بالقلق والتوتر .
علاج القلق :
يتنوع العلاج علي الجوانب التالية والتي قد تكون القواعد الأساسية في أكثر العلاجات وهي كالتالي :
(1) العلاج السلوكي :
ينطلق العلاج السلوكي من مسلمة أن القلق يحدث نتيجة منعكس شرطي خاطئ لخبرة حدثت في الماضي وهنا العلاج يهدف إلى إزالة أعراض القلق عن طريق فك الإشراط ثم إعادة الاشتراط بشكله الصحيح .
ويتطرق العلاج السلوكي لصد :
أ- أسلوب تقليل الحساسية التدريجي: وهو باختصار وضع المريض في حالة من الاسترخاء العضلي في مواجهة تدريجية في مستوي التخيل ، مع مثيرات تزداد تدريجياً في مقدار قدرتها علي استمرار استجابة القلق عند المريض ويتضمن أسلوب تقليل الحساسية التدريجي الخطوات التالية :
- التدريب علي الاسترخاء .
- وضع هرم القلق .
- تعريض المريض تدريجياً للموقف المثير للقلق علي مستوي الخيال .
ب- أسلوب النمذجة ( التقليد ) :
يستخدم المعالج أسلوب التقليد مع المريض حيث يجعله يلاحظ الأشخاص الآخرين الذين يتعاملون بشجاعة ونجاعة مع المثيرات الأكثر تهديداً للمريض ، ويتضمن أسلوب النمذجة عنصرين مهمين :
- أن يزود المريض بالمعلومات .
- يثبت أن مواجهة المريض للمثيرات التي تخفيه ذات نتائج إيجابية .
ج- العلاج بالتعريض والمواجهة :
لاحظ بعض الباحثين أن أعظم التحسين في التغلب علي الخوف المرضي ، أو القلق إنما يحدث بعد مواجهته في الحياة الواقعية أو التعرض له ، وأصبح شعار العلاج بالتعريض والمواجهة والتصرف الفعلي المباشر الشديد والطويل المتكرر الذي لا مفر منه.
د- العلاج بالإضافة أو الاغراق :
وهو عبارة عن مواجهة حية بين المريض وخوفه من المرض وهو مقيد من طرف المعالج بحيث لا يتعرض لأذي حقيقي ويرغم المعالج المريض علي مواجهة المواقف المسببة للقلق بشكل مباشر وحرمانه من فرص تجنبها .
(2) العلاج المعرفي :
يقوم هذا العلاج علي مناقشة الأفكار الغير منطقية لدي المريض وتفنيدها واحلال الأفكار المنطقية مكانها من خلال فنيات لإعادة البناء والتنظيم المعرفي وتدريب الذات .
فهذا العلاج يستهدف تغير المعتقدات الموجودة لدي الفرد والتي تسبب له مشاعر القلق واستبدالها بأخرى عقلانية أكثر واقعية بدرجة أعلى عبر تعديل الحديث الذاتي ، فبدلاً من ( أنا متوتر ) يتم تعليمه أن يقول مثلاً ( أنا بخير أشعر بالراحة ) .
(3) علاج التحليل النفسي :
يري " فرويد " بأن للقلق أهمية كبيرة في فهم الأعراض المرضية النفسية ، حيث يقول بأنه عملية متداولة تبدل بها كل الحالات الانفعالية التي خضعت للكبت ويهدف علاج فرويد بإخراج اللاشعور المكبوت إلى حيز الشعور لكي يعيد الفرد ويتعامل معه .
ولجأ " فرويد " إلى طريقة التداعي الحر بغية إعادة الذكريات المؤدية إلى ساحة الشعور وبالتالي الوصول إلى الشفاء بحيث يهدف العلاج بالتحليل النفسي إلى تقوية " أنا " المريض باعتباره الجزء المسيطر علي رغبات " الهو " والمنسق بينها وبين ضوابط " الأنا الأعلى " .
(4) العلاج الاجتماعي البيئي :
يعتمد علي تعديل العوامل البيئية التي تؤثر علي المريض وذلك بإبعاده عن الصراع النفسي وعن المؤثرات المسببة للانفعال مثل تغيير نوع العمل أو تعديل البيئة الأسرية من حيث اتجاهاتها نحو المريض وإرشاد أفراد الأسرة لتغيير أنماطهم السلوكية مما يساعد المريض علي الشفاء .
(5) العلاج الكيميائي :
يعتمد بالدرجة الأولي علي استخدام العقاقير المهدئة ، ففي حالات القلق الشديد نحتاج إلى إسعاف سريع آنى لتهدئة المريض وإراحته قبل التفكير في العلاج النفسي لأن هناك خطر الانتحار أي سهولة المرور إلى الفعل .
أما في حالات الرعب والانهيار والإعياء والإغماء نستعمل طريقة النوم الدائم وذلك بتزويد المريض بكميات من الدواء والمنومات والمهدئات بحيث ينام 20 ساعة في كل 24 ساعة فيكون خلالها قد تمتع باسترخاء عقلي وجسمي ، أما في حالات القلق الحاد والمتوسط يمكن إعطائها حقن مثل : الفليوم أو اليبريوم ، أما حالات القلق المزمن والمتكرر فتعطي نفس المواد السابقة الذكر مع إضافة بعض العقاقير الضد الاكتئابية .
تعليقات