U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

نشأة وتطور مفهوم الوسائل التعليمية

نشأة الوسائل التعليمية
نشأة وتطور الوسائل التعليمية ومفهومها 

نشأة وتطور مفهوم الوسائل التعليمية : 

أولا : الجذور التاريخية لتطور الوسائل التعليمية : 

الوسائل التعليمية قديمة قدم التاريخ وحديثة حداثة الساعة ، حيث إن قصة هابيل وقابيل وكيف أرسل الله سبحانه وتعالي غراباً ليقتل غراباً آخر ويدفنه ؟ توضح ذلك . 

وكذلك نجد الإنسان في أقدم الحضارات الإنسانية سجل رسومات علي جدران الكهوف ، كما أن الإنسان فكر بوسيلة للتعبير عما يريد ، فحاول تجريد المحسوسات إلى رسوم ورموز وتبسيطها إلى حروف وكلمات التي نتعامل معها في عصرنا الحالي . 

ثم جاء الدين الإسلامي الحنيف فكان الرسول صلي الله عليه وسلم يقول للمسلمين : " صلو كما رأيتموني أصلي " خذوا عني مناسككم ، واتبع وسائل رآها مناسبة لنشر تعاليم الدين منها الإقناع والترغيب . 

وتطور استخدام الإنسان لوسائل تخدم أغراضه ، حيث إن الإنسان يمر منذ طفولته بتجارب عديدة ، ويكتسب خبراته الشخصية من خلال التجارب الذاتية ، أما الخبرات الخارجية فيكتسبها من خلال مشاهدة الآخرين كالوالدين وأفراد الأسرة والأصدقاء ، وخلال عملية إكسابه الخبرات يقوم الأشخاص المعنيون باستخدام عدة طرق لتبسيط الخبرات كمشاهدته لعملية الصيد والقنص . 

وخلاصة ما سبق ، أن الوسائل التعليمية كانت موجودة منذ القدم ، ولكنها كانت مستخدمة دون برمجة ، ومع التقدم والتحضر ، بدأت العملية تنتظم شيئاً فشيئاً ، فنجد الأستاذ كونتليان في القرن الأول الميلادي نادي بضرورة مصاحبة اللعب لعملية تعليم أطفال الرومان ، وعمل مجسمات للحروف من العظام كي يلعب بها الأطفال . 

وقبل هذا أيضاً أمر حمورابي المشهور بنحت تعاليمه المشهورة علي عمود من الصخر الصلب ، وغيرهم من الأساتذة في كل الحضارات استخدموا وسائل وطرقاً كثيرة لتبسيط المادة العلمية لطلابهم ، فالحسن بن الهيثم يخرج طلابه إلى بركة ماء ليشرح لهم نظرية الإنكسار ، والإدريسي يصنع كرة من الفضة ويرسم عليها خارطة العالم ، وكثير من الفنانين قاموا بنسخ كتبهم وتزينها برسوم توضيحية . 

في القرن الخامس عشر يخرج ابن خلدون لينادي بضرورة اعتماد الأمثلة الحية في التعليم ، واعتبرها أفضل الوسائل التعليمية لتسهيل الإدراك ، واكتساب الخبرات ، وبعدها ظهر المطران ( كومومنيوس ) ليخرج بكتاب مزود بالرسوم لتعليم اللاتينية للأطفال وكرر ما قاله ابن خلدون عن النماذج الحية . 

ثم ظهر في أوروبا جان جاك رسو ( 1712 - 1778 ) ليخرج بكتابه ( أميل ) ( تربية الطفل ) ، ثم جاء إمام رجال التربية الاستاذ ( بستالوزي ) ، وفي القرن التاسع عشر ترك المجال للتعلم في عملية اكتساب المهارات للحواس ، والخبرات الشخصية والتجارب العلمية . 

واستمر رجال التربية في تطوير الطرق التربوية ، والتأكيد علي الوسائل التعليمية ليسهل اكتساب الخبرات ، فكثرت الآراء حول هذا الموضوع ، وكثرت الاكتشافات والاختراعات إلى أن جاءت الحرب العالمية الأولي ، التي استخدمت وسائل الاتصال الجماهيرية لنشر الوعي وتسهيل التدريب ، وتحطيم عزائم الأعداء ، فبدأت الدول تهتم بالتعليم كالراديو والسينما الصامتة ، وظهر التعليم المبرمج ( 1962 ) آلة سكنر في أمريكا . 

ثم جاءت الحرب العالمية الثانية فلجأت الدول المشاركة فيها إلى جميع وسائل الاتصال الجماهيرية ، والمخترعات الحديثة لتجنيدها للحرب  ، وبعد أن انتهت الحرب راجعت سجلاتها فوجد بالأرقام ، مدى الفوائد الممكن أن تجنى من استخدام الوسائل ، وبالإحصاءات وجد أن التعليم باستخدام الوسائل التعليمية يساعد علي تعليم عدد أكبر من المتعلمين بأكبر عدد من المهارات والمعارف ، ويوفر ما لا يقل عن 30 - 40% من وقت التعليم بدون وسائل ، ويحتفظ الطلاب بالمعارف لزمن أطول يصل إلى 38% وبتكلفة أقل . 

ثانياً : تطور مفهوم الوسائل التعليمية : 

لقد أطلق التربويون العديد من المسميات علي تقنيات التعليم حتى وصلت إلى هذا المسمي  ، ومن هذه المسميات : 

1- الوسائل المعينة والإيضاحية : 

وسميت بذلك نتيجة اعتقاد البعض أنها تعين المدرس في تقريب المفاهيم لأذهان الطلاب ، وإيضاح الخبرات التي لم يستطع شرحها بالكلمة المجردة . 

2- الوسائل البصرية : 

وهي تلك الأشياء التي تعتمد في تعليمها علي حاسة البصر مثل الخرائط والصور وغيرها من اللوحات التوضيحية ، ويعاب علي هذه التسمية اهتمامها بحاسة البصر دون غيرها من الحواس . 

3- الوسائل السمعية : 

وهي تلك الوسائل التي تعتمد علي حاسة السمع مثل الراديو والتلفون التعليمي والمسجل ، ومن مساوئ هذه التسمية تركيزها علي حاسة السمع . 

4- الوسائل السمعية البصرية : 

وهي تلك الوسائل التي تعتمد في تعليمها علي حاستي السمع والبصر مثل التلفاز والسينما . 

5- الوسائل التعليمية : 

مجموعة كاملة من المواد والأدوات والأجهزة التعليمية التي يستخدمها المعلم أو المتعلم لنقل محتوي معرفي أو الوصول إليه داخل غرفة الصف أو خارجها بهدف تحسين عملية التعليم والتعلم . 

6- تقنيات التعليم : 

مع التقدم العلمي والتكنولوجي الذي اجتاح العالم بعد الثورة الصناعية وتغلقل التقنيات الحديثة في جميع نشاطات الإنسان الاقتصادية والاجتماعية وحتى التعليمية وذلك لكونها أصبحت أسلوباً مبرمجاً ويهدف إلى تطبيق المعرفة والخبرة العلمية في مجالات الحياة المختلفة . 

وهناك من يري أن الوسائل التعليمية قد تطورت من خلال أربع مراحل هي : 

المرحلة الأولي : 

وفيها اعتمدت الوسائل علي الفردية المجردة حيث كانت الصناعة يدوية .

المرحلة الثانية : 

اعتمدت الوسائل علي اللفظية والسمعية . 

المرحلة الثالثة : 

اعتمد الوسائل علي السمع والبصر وكان هذا ناتجاً عن الثورة الصناعية الأولي في أواخر القرن التاسع عشر . 

المرحلة الرابعة : 

اعتمدت فيها الوسائل كأحد أهم عناصر التدريس الحديثة ، وكانت هذه نتيجة للثورة الصناعية الحالية . 

وإذا تتبعنا المفهوم الحديث للوسائل التعليمية ، فسنري أنه تدرج تسمية الوسائل ، فمن المربين من سماها وسائل إيضاح أو وسائل بصرية أو سمعية أو وسائل سمعية بصرية أو وسائل معينة أو وسائل تعليمية ، وسائل الاتصال التعلمية ، وآخر تسمياتها تقنيات التعليم ( تكنولوجيا التعليم ) . 

كما أصبح الاهتمام بالوسائل التعليمية علي أنها وسائل لتحقيق الاتصال ، وانتقل الاهتمام من مجرد توفير المواد التعليمية إلى الاهتمام بجوهر العملية التعليمية ، وهو تحقيق التفاهم . فأصبحت الوسيلة جزءاً لا يتجزأ من استراتيجية التدريس التي يتبعها المدرس لتحقيق أهداف محددة ، وهذا ما يحققه مفهوم تقنيات التعليم . 

وقد تعود التسميات إلى سببين : 

1- طبيعة الوسائل التعليمية المتنوعة . 

2- دورها المقترح في عملية التدريس . 

وكان لكل تسمية نقد حيث إنهم نظروا إليها من جانب معين دون آخر وقد أثرت الاختراعات والتقدم التكنولوجي في العملية التعليمية ، فقد درج مصطلح تكنولوجيا التعليم في معظم دول العالم المتقدمة . 

ويختلف دور الوسائل التعليمية باختلاف الغرض أو الحاجة ، وبناء علي ذلك تصنف كالآتي : 

1- إضافية : 

وهي تشير إلى النمط التقليدي التاسع حيث يلجأ إليها المدرس لإيضاح فكرة ما أو تقريب مفهوم . 

2- متممة : 

وهي وسائل تستعمل بجانب الوسائل الرئيسية لتساعدها في تحقيق وظيفتها كإضافة المطبوعات والمنشورات لبرنامج تلفزيوني . 

3- إثرائية : 

يلجأ لها المعلم عندما يكون هناك طالباً متميزاً يرغب في الاستزادة . 

4- رئيسية : 

هناك من ينظر للوسائل كوسائط يمكن أن تقوم بدور المدرس من حيث نقل المعلومات . 

وهناك من يصنف الوسائل إلي : 

- وسائل أساسية : 

وهي التي لا غني لأية مؤسسة تعليمية عنها . 

- وسائل غير أساسية : 

وهي وسائل يفضل وجودها إذا كان هناك حاجة لها . 

بعد استعراض ما ورد في هذا الجانب ، نجد أن الوسائل التعليمية حظيت باحترام لا يستهان به من التربويين منذ القدم ، وإن كان هناك بعض الفروق في الاحترام تعتمد علي مدى إيمان التربويين بها ، ولكن هناك إجماع علي فائدة الوسائل وأهميتها ، رغم أن هناك اختلاف في إطلاق التسميات عليها ، فتدرجت وتنوعت التسميات . 

ومن خلال استعراض هذه التسميات نجد أن المربين كانوا يطلقون التسميات عليها حسب اقتناعهم بفوائدها والحواس التي تثيرها ، وإن كان هناك نقد لأغلب التسميات ، حيث إنه تم التركيز فيها علي جانب ، وأهملوا جانباً آخر كتسميتها بالبصرية ، فهم أهملوا باقي الحواس التي قد تثيرها الوسائل ، وقد ظهرت في العصر الحديث اجتهادات عديدة لإطلاق تسميات علي الوسائل بحيث تكون منصفة وموضوعية لدور الوسائل التعليمية ومكانتها . 

تعليقات