U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

ما هي البطالة ؟ وما هي أنواعها وآثارها الاجتماعية والاقتصادية ؟

ما هي البطالة
تعريف البطالة وأنواعها وآثارها الاجتماعية والاقتصادية 

بحث عن البطالة : 

محتويات البحث : 

(1) مقدمة عن البطالة . 

(2) تعريف البطالة . 

(3) طريقة حساب معدل البطالة . 

(4) أنواع البطالة . 

(5) الآثار الاجتماعية والاقتصادية للبطالة . 

(6) كيفية الحد من البطالة . 

مقدمة عن البطالة Unemployment : 

البطالة هي ظاهرة عالمية ، وتعتبر من أهم وأخطر المشكلات التي تعاني منها معظم النظم الاقتصادية في العالم وذات آثار اقتصادية واجتماعية ، وتعمل الحكومات علي خفض معدلاتها والتخفيف من حدتها . وعليه سنعالج الإطار النظري للبطالة والتعرف علي أسبابها وصولاً إلى كيفية علاجها . 

ما هي البطالة ؟ 

حسب المكتب الدولي للعمل : تتكون فئة العاطلون عن العمل من كل الأشخاص الذين تجاوزوا سناً معيناً ووجدوا أنفسهم في يوم أو أسبوع معين في إحدى الفئات التالية : 

- بدون عمل : أي الذين لا يعملون مقابل أجر . 

- متاح للعمل : أي الأشخاص الذين باستطاعتهم القيام بالعمل فوراً . 

- يبحث عن العمل : أي الذين اتخذوا خطوات محددة في فترات قريبة للبحث علي العمل بأجر . 

وحسب الديوان الوطني للإحصاء : يعتبر بطالاً كل شخص توفرت فيه المواصفات التالية : 

- أن يكون في سن يسمح له بالعمل ما بين 15 سنة و64 سنة . 

- أن لا يملك عملاً عند إجراء التحقيق الإحصائي . 

- أن يكون في حالة بحث عن العمل . 

- أن يكون علي استعداد تام للعمل ، وأن يكون مؤهلاً لذلك . 

وحسب المفهوم الاقتصادي للبطالة فتعرف علي أنها وجود موارد اقتصادية متاحة عاطلة وغير موظفة ، أي عدم التشغيل الكامل لتلك الموارد الإنتاجية . 

ويعتبر مكتب العمل الدولي أن كل شخص يبلغ 15 سنة بطالاً إذا كانت تتوفر فيه ثلاثة شروط : أن يكون بلا عمل ، أن يكون جاهزاً لأن يعمل في استخدام مأجور أو غير مأجور ويكون يبحث عن عمل . 

وحسب مفهوم سوق العمل فتعرف البطالة علي أنها العاطلين عن العمل ، حيث تشكل ظاهرة غير صحيحة في المجتمع نظراً لانعكاساتها السلبية من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية . 

ويعرف قوة العمل Labor Force في أي مجتمع بأنها تشمل كافة الأشخاص الذين يهم في سن العمل ممن يعملون أو يبحثون جدياً عن عمل . 

طريقة حساب معدل البطالة Unemployment Rate : 

وتقاس البطالة في المجتمع عادة من خلال ما يسمي بمعدل البطالة ، وهو يساوي نسبة عدد الأفراد العاطلين عن العمل ( سواء الذين كانوا يعملون سابقاً أو من الداخلين الجدد إلى سوق العمل ) إلى إجمالي القوي العاملة أو النشطين اقتصادياً . وهؤلاء يمثلون السكان في سن العمل سواء كانوا عاملين أو متعطلين ، وذلك في لحظة زمنية معينة وعلي ذلك يمكن القول أن : 

معدل البطالة = عدد الأفراد العاطلين عن العمل / حجم قوة العمل ( العاملون +المتعطلون ) × 100 

ومن الملاحظ أن قياس معدل البطالة بالطريقة السابقة لا يأخذ في الحسان البطالة المقنعة والبطالة الموسمية . وكما تواجه هذه الطريقة عدة مشاكل منها : 

- وجود عدد من الأفراد يسجلون أنفسهم في أكثر من مكتب توظيف وبذلك يحسبون أكثر من مرة . 

- صعوبة إعلان معدل البطالة ، شهرياً ، فصلياً ، سنوياً ، ( في البلدان النامية : سنوياً وفي البلدان المتقدمة : شهرياً وفصلياً ) . 

- صعوبة مناهج قياس معدل البطالة . ففي كثير من البلدان ذات الإمكانات المحدودة ، غالباً ما يعتمد علي التعدادات السكانية في حساب هذا المعدل ، وفي البلدان الصناعية المتقدمة يحسب هذا المعدل من خلال المسوحات الإحصائية ، وذلك عبر اختبار عينة وتحليل نتائجها . 

أنواع البطالة : 

للبطالة أنواع مختلفة ومتنوعة تختلف باختلال المجتمع السائد ، وسوف نركز علي نوعين رئيسيين من البطالة وهما البطالة الاختيارية والإجبارية ، مع التطرق لمتخلف التقسيمات التي يمكن إدراجها تحت كل نوع منها . 

1- البطالة الإجبارية : 

وتعرف علي أنها وجود أفراد تتوافر لديهم القدرة علي العمل وكذلك الرغبة في العمل عند مستوي الأجر السائد ولكنهم لا يجدون أعمالاً ولا يعملون وبالتالي لا يحققون أي إنتاج . 

كما يطلق علي هذه البطالة أيضاً البطالة الكينزية أو بطالة نقص الطلب ، ويعرف كينز هذا النوع من البطالة التي تتحقق عدم قدرة ( أو كفاية ) الطلب الكلي علي امتصاص كمية إنتاج يشارك فيها أجمل القوي العاملة المتاحة وهذا يعود أساساً إلى عدم مرونة الأجور النقدية في الانخفاض . 

ويندرج تحت مفهوم البطالة الإجبارية ما يلي : 

أ- البطالة الدورية Cyclical Unemployment : 

تحدث نتيجة التغيرات أو التراجع في النشاط الاقتصادي أي أنها تصاحب فترات الكساد في الدورات الاقتصادية التي تصيب المنتجات الرأسمالية . أي هي التي تحدث بالتزامن مع الأزمات الاقتصادية الناتجة عن الدورات الاقتصادية . 

والمقصود بالبطالة الدورية هي دورية هذه الدورة الاقتصادية وسماتها في ميدان البطالة ، ومن أهم سمات حركة هذه الدورة هي التقلبات التي تحدث في الطلب علي العمالة وما يواكبها من تقلبت في معدل البطالة ، ويتراوح المدي الزمني لهذه التقلبات بين ثلاث وعشر سنين ، وتتسم التقلبات بارتفاع معدل البطالة في مرحلة الكساد ( ركود ) ، أما مرحلة التوسع ( انتعاش ) فمن سماتها انخفاض معدل البطالة . 

ب- البطالة المقنعة Disguised Unemployment : 

وهي أخطر أنواع البطالة نظراً لعدم ظهورها في إحصاءات البطالة وهي وجود عدة أشخاص يعملون في مكان واحد يحتاج ربما إلى عامل واحد أو اثنين . 

ويمكن تعريفها علي أنها تلك الحالة التي يتكدس فيها عدد كبير من العمال ، بشكل يفوق الحاجة الفعلية للعمل ، مما يعني وجود عمالة زائدة أو فائضة لا تتنج شيئاً تقريباً ، بحيث إذا سحبت من أماكن عملها فإن حجم الإنتاج لن ينخفض ، أي حالة عمالة بالظاهر تعمل ، وتتقاضي أجراً لكنها من الناحية الفعلية لا تعمل ولا تضيف شيئاً من الإنتاج ، وهذا مما يرفع من التكلفة لمتوسطة للمنتجات . 

ويمكن التفريق بين البطالة المقنعة وجميع الأنواع السابقة ذكرها أن هذه الأخيرة تأثيرها واضح ويمكن قياسها واكتشافها ، أما البطالة المقنعة فيصعب قياسها واكتشافها ، وذلك أن القوة المعطلة تحسب مع القوي العاملة بينما في الحقيقة تعتبر معطلة والسبب في ذلك أن إنتاجها ضعيف جداً . وتظهر هذه البطالة في المجتمعات ذات الكثافة السكانية العالية . 

ج- البطالة الوافدة : 

وتظهر في الدول التي يأتونها العديد من أبناء الدول المجاورة لها هرباً من البطالة في بلادهم للعمل في أي وظيفة في هذه الدولة مما يجعلهم يزاحمون أبناء هذه الدولة علي الوظائف المتاحة خاصة وأنهم يقبلون أجوراً تقل بكثير عما يمكن أن يقبله العمال المحليون . 

د- البطالة السلوكية : 

وهو نوع من البطالة ساد الاعتقاد برواجه نتيجة إحجام بعض العاطلين عن العمل عن الانخراط بوظائف دنياً خوفاً من نظرة المجتمع . بذلك تركت العديد من المهن التي صنفت ضمن الوظائف الدنيا كالعمل في تنظيف الشوارع جمع القمامة ... للوافدين من الدول الأخرى بذلك بقاء بعض شباب هذه الدول دون عمل . 

هـ- البطالة السافرة : 

حالة البطالة الظاهرة التي يعاني منها جزء من قوة العمل المتاحة ، أي وجود عدد من الأفراد القادرين علي العمل والراغبين فيه والباحثين عنه عند مستوي الأجر السائد ، ودون جدوي . 

ثانياً : البطالة الاختيارية : 

وهي عدم وجود الطلب علي الطبقة العاملة رغم استعداداهم للعمل بأجر تساعد هذه أهم أنواع البطالة السائدة ، ويندرج تحت هذا النوع من البطالة ما يلي : 

أ- البطالة الموسمية : 

وتحدث هذه البطالة بين عمل بعض المهن ، التي يتصف العمل فيها بالموسمية ، كمهنة الزراعة مثلاً حيث يزداد الطلب علي العمال في مواسم معينة ، في الصيف مثلاً ، ويضعف في مواسم أخرى ، مثل فصل الشتاء . مثال ذلك أيضاً العاملون في بعض مرافق الخدمات السياحية كالفنادق وغيرها . وذلك نظراً لاعتماده علي المناخ والطقس . 

ب- البطالة الاحتكاكية Frictional Unemployment : 

وتعني وجود أفراد في حالة البطالة نتيجة الوقت الذي ينقضي عليهم في حالة بحث عن عمل دون أن يجدوا العل المناسب لهم . 

وتحدث هذه البطالة بسبب التنقلات المستمرة للعاملين بين المناطق والمهن المختلفة . وهي ظاهرة مؤقتة تحدث إما نتيجة لأن الباحثين عن عمل لم يجدوا بعد الفرصة المناسبة أو لأن أصحاب العمل لم يجدوا بعد العمالة المناسبة للوظائف الشاغرة لديهم . 

وعملية البحث سواء من جانب الباحثين عن عمل أو أصحاب العمل سوف تستمر دون توقف مغذية بذلك هذا النوع من البطالة . 

ويتميز هذا النوع بأنه قصير الأمد ويكون لفترات زمنية محددة ويحدث نتيجة الطبيعة الديناميكية والحركية للاقتصاد والأفراد علي حد سواء . 

وتنشأ هذه البطالة بسبب نقص المعلومات لدي الباحثين عن العمل ، ولدي أصحاب الأعمال الذين تتوافر لديهم فرص العمل . فحينما ينتقل عامل من منطقة جغرافية إلى أخرى ، أو يغير مهنته إلى مهنة أخرى . فالحصول علي مهنة عمل جديد تحتاج ، بلا شك ، إلى الوقت . 

والمشكلة تكمن في ضعف الاتصال بين طالب العمل وعارضه ، ويحل احياناً هذا الأمر عبر إعلانات الصحف ، الاتصالات المباشرة ، مكاتب التوظيف ... ، وهناك عامل إضافي هو نظام الإعلانات ، حيث يميل البعض إلى التأخر في التصريح عن الحاجة إلى العمل للاستفادة قدر الإمكان من نظام الإعانة . 

الآثار الاجتماعية والاقتصادية للبطالة : 

تعتبر البطالة من الظواهر غير المرغوب فيها في أي مجتمع وذلك نظراً لما تخلفه من مخاطر ، وما تعكس من آثار سلبية اجتماعية واقتصادية علي الأفراد والمجتمع علي حد سواء . 

وتبرز الآثار الاجتماعية السلبية أو الكلفة الاجتماعية فمردها أن المتعطلين عن العمل يعيشون عالة علي المجتمع وعلي إنتاج غيرهم ، وأن استمرار تعطلهم عن العمل ولفترات طويلة يمثل في حد ذاته عبئاً ثقيلاً علي الأفراد وأسرهم وعلي المجتمع بشكل عام . 

وتعكس هذه الآثار الاجتماعية عادة في زيادة البؤس والمعاناة الإنسانية ، وتجريد الأفراد من مصادر رزقهم وقوت يومهم . وعلاوة علي ذلك فإن استمرار البطالة وبمعدلات عالية مدعاة إلى تفضي الجرائم وزيادة معدلاتها وتنوعها ، وإلى تفشي الأمراض وزيادة معدلات الاختلالات النفسية والعقلية ، وإلى زيادة حالات الطلاق والانتحار ... إلخ . وقد وثقت دراسة جامعة هوبكنز الأمريكية العلاقة الارتباطية بين البطالة وهذه الأمراض والجرائم . 

وأما الآثار السلبية أو الخسائر الاقتصادية التي تنجم عن البطالة من خلال عملية الهدر في الموارد البشرية وعدم استغلالها علي الوجه الأكمل ، وبالتالي ضياع الإنتاج والدخل الذي كان يمكن أن ينتج لو أمكن تشغيل هذه الموارد المعطلة ، ومن المستحيل بالطبع هذا الدخل . 

كما تنجم أيضاً نتيجة التراجع أو التآكل في قيمة رأس المال البشري ، فمن المعروف أن الخبرات والمهارات العملية المتراكمة التي يكسبها الإنسان خلال العمل تعتبر في حد ذاتها أصلاً ذا قيمة كبيرة وقيمة إنتاجية عالية ، إلا أن تعطل الإنسان قسراً وتوقفه عن العمل ولفترات طويلة ، لا يؤدى إلى وقت عملية اكتساب هذه الخبرات وتراكمها فسحب ، بل وإلى تآكلها وتناقصها وحتى لو عاد إلى العمل لاحقاً فإنه يصبح بعدها أقل إنتاجية وعطاء . 

وهكذا فإنه الدول التيتعاني من بطالة تحرص علي الإسراع في مواجهتها والتصدي لها بكل السبل والوسائل الممكنة ، وذلك بهدف الحد منها والقضاء عليها أو التقليل من آثارها . وتقترن مواجهة المشكلة عادة بخطط مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية ، وخاصة علي المدل الطويل . ويجدر التنويه أيضاً أن قياس التكاليف الاجتماعية أصعب من قياس التكاليف الاجتماعية أصعب من قياس التكاليف الاقتصادية . كما أنها تكون أعلى بالنسبة لبعض المجموعات أو الفئات من غيرها . 

كيفية الحد من البطالة How to control unemployment : 

تختلف أسباب البطالة من مجتمع إلى آخر ، ومن وقت لآخر في نفس المجتمع ، ولذا فإن السياسات المتبعة في علاج البطالة قد تصلح في مجتمع ولا تصلح في مجتمع آخر . إلا أنه عادة ما تأخذ العوامل التالية من أجل الحد من البطالة : 

1- توفير رأس المال اللازم لقيام المشاريع ، وتدعيم الاستثمارات وزيادة حجمها ، والذي يعني بالضرورة زيادة الطلب علي العمال مما يعني تقليل البطالة . 

2- توفير الأيدي العاملة الفنية والمدربة من خلال بعض السياسات التعليمية والتدريبية والتنظيمية . 

3- تقديم الإعانات للعاطلين عن العمل وبالتالي الحد من آثار البطالة . 

4- وضع ورسم الخطط العلاجية والوقائية التي تحد من مشكلة البطالة . 

5- إعادة صياغة قانون العمل بما يتلاءم مع الضرورات والمستجدات كالحد من العمالة الوافدة ورفع الأجور ، وتنظيم سن التقاعد ، وخفض ساعات العمل .... إلخ . 

تعليقات