ما هو التضليل الإعلامي ؟ وما هي أشكاله ؟ |
بحث عن التضليل الإعلامي :
محتويات البحث :
(1) مفهوم التضليل الإعلامي .
(2) أشكال التضليل الإعلامي .
(3) التضليل الإعلامي والإعلام .
مفهوم التضليل الإعلامي :
إذا كان تضليل العدو أسلوباً معروفاً منذ القدم ، إذ تحدث عنه Sun Tzu في سياق " فن الحرب " ثلاثة قرون قبل الميلاد ، وتم استعماله ببراعة من طرف ( الكسندر المقدوني ) و ( جانكيز خان ) واشتهر به ( عمر بن العاص ) .
إلا أن مصطلح التضليل الإعلامي ظهر لأول مرة في اللغة الروسية مع بداية العشرينات من القرن الماضي ، وشاع استعماله في الاتحاد السوفيتي سابقاً بعد الحرب العالمية الثانية ، لينعت به " الممارسات الإعلامية في البلدان الرأسمالية الهادفة إلى استعباد الجماهير الشعبية .
ولم ينقل المصطلح إلى اللغة الإنجليزية إلا في الستينات ليشير إلى " التسرب المقصود للمعلومات المضللة " .
أما في فرنسا ، فظهر لأول مرة في 1974 ، ودخل القاموس الفرنسي مع بداية الثمانينات من القرن الماضي ويتضمن دلالات سياسية أساساً ، أي النية المبيتة لتغليط الرأي العام وإبقائه علي جهل تام بشكل خطير أو عدم تنويره بما فيه الكفاية حول مسائل هامة .
أما التضليل الإعلامي ، فهو الذي يتم عن طريق وسائل الإعلام الجماهيرية أساسا ، وعليه فإن القاموس الفرنسي Le Grand Robert يحدده علي النحو التالي : " استعمال الإعلام وبالتحديد تقنيات الإعلام الجماهيري من أ<ل التغليط وإخفاء الوقائع أو تحريفها " .
في نفس الاتجاه يحدد F.Encel التضليل الإعلامي علي أنه " التلاعب بالرأي العام لأهداف سياسية بمعلومات معالجة بوسائل ملتوية " ، ويشير نفس الكتاب إلى أن التضليل الإعلامي يفترض ثلاث عناصر :
1- التلاعب بالرأي العام وإلا أصبح تسميم العقول .
2- أهداف سياسية داخلية وخارجية وإلا أصبح إشهاراً .
3- وسائل ملتوية وإلا أصبح دعاية .
أشكال التضليل الإعلامي :
يتخذ التضليل الإعلامي بالأشكال التالية لتوصيل مآربه :
1- تزييف الحدث :
إذ يتم تقديم معلومات عن حدث ، معلومات تحمل في طياتها معني المغالطة والاستفزاز .
2- السكون عن الحدث :
أي إبعاد اهتمام الرأي العام بالحدث ، حيث تلجأ وسائل الإعلام إلى التزام الصمت تجاه بعض الأحداث الهامة .
3- التقليل من أهمية الحدث :
يقوم علي عدم إظهار القيمة الحقيقية للأحداث ، وذلك بعدم التطرق إلى العديد من العناصر الإخبارية المتعلقة بها ، وذلك بالاكتفاء بالإشارة إليها .
4- التضخيم للأحداث :
يعد من أشكال التضليل الإعلامي ، ويعني رسم صورة مبالغة للأحداث والتضخيم يبدأ بالخبر ثم العنوان ثم التعليق .
ولاحظ " نيشه " أن أشكال التضليل الإعلامي لا تنحصر في عمليات التزييف ، التشويه ، المغالطة ، وإنما أيضاً في عمليات الإنكار والنفي المقصود . وهو يعني إنكار الإعلام لبعض الأحداث الطارئة أو ذكرها بشكل سطحي خالي من المحتوي الحقيقي .
التضليل الإعلامي والإعلام :
يؤكد الدكتور " كلود يونان " في كتابه " طرق التضليل السياسي " خطورة التعتيم اللفظي علي تضليل عقل الإنسان ، بخاصة الخطاب الإعلامي والسياسي ، حيث يقول في سياق حديثه عن أسباب تعرض العقل الإنساني للتضليل " يتعرض العقل بواسطة الإقناع الخطابي والتلاعبات اللفظية ، وبتلبيس القضايا الأشكال المنطقية ، فيخال السماع والقارئ والمشاهد ، شبه الحقيقة ، حقيقة واقعية ، والعالم المعاصر اليوم ، وخاصة في المجالات السياسية ملئ بالخطابات السياسية المضللة للعقول .
وبما أن وسائل الإعلام والسيطرة عليها متاح - كغيرها من السلع الأخرى - لمن يمتلكون رأس المال ، فإن النتيجة الحتمية لذلك هي أن تصبح محطات الإذاعة وقنوات التلفزيون والصحف والمجلات وصناعة السينما ودور النشر ومواقع الإنترنت ، مملوكة جميعاً لمجموعة من المؤسسات المشتركة والتكتلات الإعلامية تسيرها وفق مقاصدها كيف تشاء .
وهكذا يصبح الخطاب الإعلامي - في هذا اسياق - جاهزاً تماماً للاضطلاع بدور فعال وحاسم في عملية التضليل ، ومن ثم يعمل من دون وعي من الجماهير علي تحديد معتقداتها ومواقفها وسلوكها في الحياة الاجتماعية .
تعليقات