U3F1ZWV6ZTIzNTU5OTQyOTc0Njc4X0ZyZWUxNDg2MzY0OTI3Njg4Ng==

مفهوم علم النفس التربوي وأهميته وأهدافه وموضوعاته

تعريف علم النفس التربوي
تعريف علم النفس التربوي وأهدافه

بحث عن علم النفس التربوي :

محتويات البحث :

(1) مفهوم علم النفس التربوي . 

(2) أهمية علم النفس التربوي . 

(3) أهداف علم النفس التربوي . 

(4) خصائص علم النفس التربوي . 

(5) مبادئ علم النفس التربوي . 

(6) موضوعات علم النفس التربوي . 

(7) مناهج البحث في علم النفس التربوي . 

(8) علاقة علم النفس بفروع علم النفس الأخرى .  

(9) قائمة المراجع . 

مفهوم علم النفس التربوي : 

لقد تعددت تعريفات علم النفس التربوي عبر أكثر من قرن تبعاً للمدارس والاتجاهات المختلفة التي تناولت تعريف هذا العلم والتي ينتمي إليها العلماء أمثال وليام جيمس وثورندايك وبافلوف وواطسون وغيرهم ، ولكن مراجعة التعريفات القديمة والمعاصر تشير إلى وجهتي نظر حول هذه التعاريف : 

1- علم النفس التربوي يعني تطبيقات المبادئ والقوانين النفسية وفهم عمليات التعلم والتعليم داخل الغربة الصفية وضبطها . 

2- علم النفس التربوي علم نظري وتطبيقي يستند إلى عدد من النظريات التي يعمل علماء النفس التربوي وفقها وهو علم معني بتطبيقات هذه النظريات ، وما تنطوي عليه من مبادئ ومفاهيم في مجالات التعلم والتعليم المختلفة . 

ويعتقد الكثير من علماء النفس أن وجهة النظر الأولي تمثل تصور أولي لعلم النفس التربوي ولا تعطي هذا العلم حقه ، لأنه علم قائم بذاته ، له جوانبه النظرية والتطبيقية ، وله تاريخه وأهدافه ومنهجيته وموضوعاته الخاصة به . 

ولإعطاء القاري فكرة عن هذه التعريفات ، لا بد من استعراض بعض الأمثلة من أجل الوصول إلى تعريف عام وشامل لعلم النفس التربوي . 

تعريفات العلماء والباحثين الأجانب لعلم النفس التربوي : 

1- يعرف كلوفر ورنين ( Glover and Ronning 1987 ) علم النفس التربوي علي أنه العلم الذي يدرس عمليات التعلم والمعرفة والقياس والسلوك الاجتماعي والنمو الإنساني والتكيف الشخصي . 

2- ويعرفه عدس وقطامي ( 2003 ) علي أنه ذلك الميدان من ميادين علم النفس الذي يدرس سلوك الإنسان في المواقف التربوية من خلال تزويدنا بالمعلومات والمبادئ والمفاهيم التي تساعد في فهم عملية التعلم والتعليم . 

3- ويعرفه وتيرك ( Wittrock 1992 ) علي أنه العلم الذي يدرس مشكلات العملية التربوية وحلها من خلال مفاهيم ومبادئ علم النفس المختلفة . 

4- يعرفه جيج وبيرلنير ( Gage and Berliner 1992 ) علي أنه دراسة التعلم والتعليم والمدرسة وما يتربط بها من عمليات باستخدام مفاهيم ومبادئ علم النفس . 

5- ويعرفه داش ( Dash 1988 ) علي أنه الدراسة العلمية للسلوك الإنساني في المواقف التربوية ، أي أنه العلم الذي يربط بين علم النفس والتربية . 

6- ويعرفه إليوت ورفاقه ( Elioe et al 2000 ) علي أنه تطبيق للطرائق النفسية في مجال التعلم والنمو والدافعية والتدريس والتقويم واالمواضيع الأخرى التي تؤثر في التفاعل بين التعلم والتعليم . 

7- ويعرفه برونر ( Bruner 1996 ) علي أنه ميدان يسعي إلى تربية المعلم والمتعلم لتحقيق أهداف عملية التعلم . 

تعريفات العلماء والباحثين العرب لعلم النفس التربوي : 

1- تعريف الدكتور عبد الرحمن عدي : 

علم النفس التربوي هو مجموعة الدراسات الموجهة لمعرفة كيف يحدث التعلم ، وكيف أن التدريس يساعد علي حدوثه . 

2- تعريف الدكتور جابر عبد الحميد جابر : 

إن لعلم النفس التربوي معنيان : 

الأول : وقد عفا عليه الزمان مؤداه أنه تطبيق لنتائج علم النفس في ميدان التربية . 

الثاني : أنه ذلك الفرع من علم النفس الذي يدرس المشكلات التربوية باستخدام طرق نفسية وأساليب ومفاهيم وضعت لخدمة هذا الغرض . 

3- تعريف الدكتور فؤاد أبو حطب : 

علم النفس التربوي هو الدراسة العلمية للسلوك الإنساني الذي يصدر خلال العمليات التربوية . 

4- تعريف الدكتور أحمد زكي صالح : 

علم النفس التربوي هو العلم الذي يبحث في مشكلات النمو التربوي كما تمارسه المدرسة من حيث أنها المؤسسة التي اصطبغها المجتمع للإشراف علي تربية الناشئة ، وهو بذلك يتميز بأنه نظري تطبيقي . 

أهمية علم النفس التربوي : 

في ضوء الأهداف العامة والخاصة لعلم النفس التربوي ، تتضح أهميته في مجالات عديدة يمكن استنتاجها من خلال موضوعاته ومجالاته المختلفة ، ويعد المعلم أكثر الناس استفادة من هذا العلم لما له من أهمية في تأهيله وإعداده لممارسة مهنة التعليم . 

وتتضح أهمية علم النفس التربوي فيما يلي : 

1- تزويد المعلم بالمبادئ والأسس والنظريات التي تفسر وتتحكم بعملية التعلم والتعليم من أجل فهمها وتطبيقها في غرفة الصف ، وحل المشكلات التي تواجه المعلم أو المتعلم أثناء ذلك . 

2- استبعاد كل ما هو غير صحيح حول عملية التعلم والتعليم والتي قد تتبلور لدي البعض من خلال المحاكاة أو التقليد أو التقادم أو الفولكلور التربوي السائد في المجتمع وإكساب المعلم مهارات البحث العلمي الصحيح التي تساعد علي فهم الظواهر التربوية الجديدة وتفسيرها بطريقة علمية . 

3- مساعدة المعلم في التعرف علي مدخلات عملية التعلم ( خصائص المتعلمين قبل عملية التعلم ) ومخرجاته ( قياس التحصيل والقدرات والاتجاهات والميول وغيرها ) . 

4- الاستفادة من المبادئ والمفاهيم والنظريات النفسية في مجالات النمو والدافعية والذكاء والذاكرة والتفكير وحل المشكلات لفهم عمليات التعلم والتعليم وتوجييها وتقديم التطبيقات التربوي الصفية في هذه المجالات . 

أهداف علم النفس التربوي : 

يهدف علم النفس التربوي كغيره من العلوم الأخرى إلى تحقيق أهداف الفهم ووالتنبؤ والضبط للظواهر التربوية أو خلال مواقف التعلم والتعليم ويستند علم النفس التربوي في قدرته علي تحقيق هذه الأهداف علي الافتراض الذي يشير إلى ان الظواهر التي يدرسها تحد بشكل طبيعي كبقية الظواهر الطبيعية الأخرى وفقاً لنظام محدد من العلاقات التي تحكمها القوانين والمبادئ العلمية المختلفة . 

ولتوضيح قدرة علم النفس التربوي علي تحقيق هذه الأهداف الثلاثة سيتم تفصيل كل هدف علي حدة : 

1- الفهم : 

ويتمثل في القدرة علي فهم وتفسير العلاقات القائمة بين المتغيرات والظواهر التربوية بطريقة منطقية وعلمية ، والفهم عكس الغموض ، لذلك يعمل المختص علي تحقيق الفهم العلمي المستند إلى مناهج البحث العلمي للظواهر التربوية حتى تعمل علي تعميق الفهم والتفسير العلمي الدقيق وإزالة الغموض من ذهن المعلم والتربوي من مثل هذه الظواهر . 

وتعد الإجابة علي الأسئلة التي تبدأ بكلمة " لماذا " و " كيف " وسيلة للوصول إلى الفهم والتفسير الجيد للظواهر ، فقد يطرح المعلم العديد من الأسئلة التي تحقق الفهم مثل " لماذا تتباين مستويات الطلبة في اختيار الرياضيات ؟ " أو " كيف نعمل علي زيادة دافعية الطلبة داخل غرفة الصف ؟ " أو " لماذا تعمل الأساليب التسلطية في التنشئة الاجتماعية علي تنمية السلوكيات العدوانية عند الأطفال ؟ " أو " كيف يساهم التعزيز الإيجابي المتقطع من قبل المعلم علي زيادة الانتباه والإقبال علي التعلم ؟ " .

2- التنبؤ : 

ويتعلق بقدرة المعلم علي الاستفادة من الفهم والتفسيرات العلمية في التنبؤ بشكل الظواهر التربوية في المستقبل من خلال طرح العديد من الأسئلة التنبؤية الجيدة المعتمدة علي الفهم الجيد لأن الفهم غير الدقيق سوف يؤدى إلى تنبؤ غير دقيق . 

وقد يطرح الباحث العديد من أسئلة التنبؤ مثل " ماذا يحدث لو تم تدريب الطلبة علي أنماط التفكير المتقدمة ؟ " أو " متى يصل الطلبة إلى درجات عالية من القدرة القرائية ؟ " أو " ماذا يحدث لو تم زيادة زمن الحصة الصفية ؟ " . 

3- الضبط أو التحكم : 

وتتعلق بمحاولة المعلم التحكم في عامل أو ظاهرة ما لمعرفة أثرها علي عامل أو ظاهرة أخرى ، والضبط يجب أن يستند علي فهم دقيق وتنبؤات دقيقة حتى يكون ذو فعالية عالية في التأثير علي الظواهر التربوية ، وتعد محاولات المعلم لتحسين مخرجات التعليم كالتحصيل أو مستويات التفكير أو الذاكرة أو الدافعية نماذج علي الضبط والتحكم بعملية التعلم كما تعد الكثير من النشاطات اللامنهجية التي تمارس في المدارس كالمهرجانات والاحتفالات والمعرض وتحرير الصحف والإذاعة المدرسية وبرامج التقوية والقراءة وغيرها نماذج فعلية علي ممارسة الضبط والتحكم من المعلم أو المدرسة والتي عادة ما تهدف إلى تنمية شخصية المتعلم وقدراته وتحصيله أو لمعالجة مشاكل خاصة كبرامج القراءة والكتابة . 

ويمكن اعتبار أن الأهداف الثلاثة بمثابة أهداف عامة لعلم النفس التربوي وغيره من العلوم الأخرى ، ولكن يمكن أن نستنتج هدفين خاصين يجب علي علي النفس التربوي كعلم نظري وتطبيقي أن يحققهما من خلال تحقيق أهداف الفهم والتنبؤ والضبط ، هما كالتالي :  

1- هدف نظري : 

توليد المعرفة العلمية المستندة إلى مناهج البحث العلمي حول مواضيع النفس المختلفة كالتعلم والدافعية والرفوق الفردية والذكاء والخصائص النمائية وغيرها من موضوعات علم النفس التربوي . 

2- هدف تطبيقي : 

تطبيق ونقل المعرفة العلمية المتمثلة بالنظريات والمفاهيم والمبادئ والقوانين العلمية إلى مجالات علم النفس التربوي المختلفة ليستفيد منها المعلم داخل غرفة الصف أو المربي بشكل عام لخدمة العملية التربوية كتطبيق جداول التعزيز داخل الغرفة الصفية أو تدريب الطلبة علي مهارات التفكير العليا . 

خصائص علم النفس التربوي : 

من أبرز خصائص علم النفس التربوي ما يلي : 

1- الاستقلالية : 

ما زال الكثير من الدارسين يقررون أن علم النفس التربوي هو مجموعة من الحقائق المستمدة من الفروع المختلفة لعلم النفس ، أو بمعني آخر أن هذا العلم يقوم بتقديم تطبيقات لمبادئ علم النفس العالم علي التربية . 

إلا أن علم النفس التربوي والجهود التي بذلت للارتقاء به قد أفضت إلى تغييرات ملموسة في طبيعة هذا العلم . 

2- استخلاص النتائج التربوية العملية من مختلف النظريات والمبادئ النفسية : 

إن هذه الخاصية تكسب الباحث التربوي نوعاً جديداً من المهارة والتبصر في تفسير الحقائق ، فهو في ذلك يحاول أن يتعلم كيفية بيان ما تتضمنه مختلف النظريات والمبادئ العامة من نتائج عملية تربوية ، وكذلك المبادئ النظرية التي تبني عنها تلك الفروق الناجمة عن اختلاف تلك الفروق الناجمة عن اختلاف الأساليب التربوية ، فهو بذلك يستخلص الوقائع والأسس النفسية أولا ، ثم يستنتج التطبيق التربوي العملي بعد ذلك . 

3- التخصصية : 

أصبحت التخصصية واحدة من الخصائص التي يمتاز بها علم النفس التربوي الذي لم يعد محصوراً في وظيفة التحقق من صحة تطبيق المبادئ التربوية فحسب ، بل استحداث طائفة من المناهج الخاصة ببحث المشكلات التربوية التي لم تنل المعالجة الشافية من علم النفس العام ، ومثال ذلك تدريس المواد المختلفة ، وبخاصة تطبيق الأنواع الحديثة من مناهج النشاط والمشروعات وتشخيص الصعوبات التعليمية وعلاجها . 

4- مبدأ التجريب والبحث العلمي : 

لم يقف علم النفس التربوي في تطبيقاته التربوية عن نقطة الاكتفاء بالمفاهيم النظرية ، بل تعدي ذلك إلى مرحلة قيام الدليل العلمي علي مدى صحة هذه التطبيقات ، متخذاً من التجريب وسيلة للتحقيق من تطبيق علم النفس علي التربية . 

مبادئ علم النفس التربوي : 

من المعروف أن الدراسات التي تشمل السلوك الإنساني تلاقي صعوبة كبيرة ، وقد توصلت بعض البحوث في هذا المجال إلى الآتي : 

1- الأطفال الأذكياء يحصلون علي قبول اجتماعي أقل من غيرهم داخل الفصل . 

2- إذا تم تمرين مجموعة من الأطفال علي مهارة معينة ، فإنه سوف يصبحون أكثر تشابها من غيره في هذه المهارة ، وإذا أتيح لمجموعة أخرى اكتساب هذه المهارة فإن المجموعة الجديدة من الأطفال سوف تشابه المجموعة الأولي . 

3- تعتبر الممارسة من أهم طرق تدريس المهارات وعلي سبيل المثال فإن الشخص الذي يريد تعلم مهارة صيد السمك عليه أن يمارس هذه المهارة بنفسه وليس عن طريق الشرح والتلقين . 

4- قوة الذاكرة والقدرة علي التركيز يعتبران عاملان بالغا الأهمية في عملية التعليم . 

5- الأطفال الذين يمارسون القراءة لأول مرة يجب أن يتلقوا عناية خاصة ، كما يجب مساعدتهم علي حفظ الكلمات عن طريق صور توضيح هذه الكلمات ومعناها . 

موضوعات علم النفس التربوي : 

عند استعراض الكتب المتخصصة في مجال علم النفس التربوي يمكن تلخيص أهم موضوعاته وقضاياه كالتالي : 

1- الخصائص النمائية للمتعلم : 

ويركز هذا الموضوع علي دراسة مراحل النمو الإنساني والعوامل المؤثرة في عملية النمو ، كما يتناول البحث في الخصائص النمائية لكل مرحلة في مجالات النمو المختلفة وخصوصاً في المجال المعرفي والاجتماعي والجسدي والانفعالي . 

ويهتم علم النفس التربوي بتوظيف هذه الخصائص النمائية في عملية التعلم مع مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين في غرف الصف من أجل تخطيط خبرات التدريس وطرائقها بشكل فعال ويتناسب مع قدرات المتعلمين في مراحل النمو المختلفة . 

كما يركز علي الطرائق والأساليب التي تسمح بالنمو الذاتي للمتعلم وتطوير قدراته علي التفكير المتقدم والقدرة علي حل المشكلات وتقوية قدراته علي معالجة المعلومات وترميزها وتخزينها واسترجاعها عند الحاجة . 

2- عملية التعلم : 

ويتناول طبيعة التعلم ونظرياتها وأشكاله وشروطه ، فالتدريس الجيد يتطلب فهماً جيداً لكيفية حدوث التعلم وطرائقه والظروف التي تضمن حدوثه لأن التعلم الفعال يعني حدوث تغيرات فعالة في السلوك الإنساني وفق شروط وظروف بيئية فعالة وموجهة بشكل جيد . 

والتعلم يشمل جميع جوانب السلوك الإنساني حيث يمكن الحديث عن التعلم المعرفي ( تعلم الإدراك ) والاجتماعي ( تعلم العادات الحسنة ) والانفعالي ( تعلم الضبط والتعبير الانفعالي ) والحركي ( تعلم التسلق أو رمي الكرة ) . 

3- دافعية التعلم : 

توفر الدافعية المناخ المناسب لحدوث عملية التعلم لأن التعلم يتطلب الرغبة والحزم علي حدوث التعلم من جانب المتعلم وتوفير الظروف البيئية المناسبة التي تثير اهتمام المتعلم بالموقف التعليمي وحدوث التغير في سلوكه بشكل فعال وذلك مثل أسلوب تقديم مادة التعلم واستخدام الوسائل التعليمية واستشارة تفكير الطلبة وغيرها . 

4- بيئة التعلم : 

إن التعلم الفعال يتطلب خلق بيئة تعليمية مناسبة لذلك ، من خلال خلق تفاعل إيجابي بين الطلبة والمعلم والمنهاج وإدارة المدرسة ، واستخدام الحوافز وجداول التعزيز المناسبة ، وضبط غرفة الصف وتنظيم عمليات الاتصال فيه . 

5- الفروق الفردية بين المتعلمين : 

تنطوي علية النمو علي وجود فروق جوهرية بين المتعلمين من حيث قدراتهم وخصوصاً الذكاء وخصائصهم الشخصية والجسدية والانفعالية ، نظراً لاختلاف عوامل الوراثة والبيئة ، مما ينعكس علي قدرة المتعلمين علي إتقان عملية التعلم وسرعة حدوث التعلم . 

لذلك يتوقع من المعلم مراعاة هذه الفروق بين المتعلمين من حيث أسلوب العرض ومدى صعوبة مادة التعلم وأساليب التعزيز وطرائقه وبرامجه بحيث تشكل له عنصر تحدى عند دخول غرفة الصف دون أن تعيق عملية التعلم وتحقيق أهدافها الأساسية . 

6- قياس وتقويم عملية التعلم : 

يعد القياس والتقويم من أهم موضوعات علم النفس التربوي لأنه يتناول قياس مخرجات عملية التعلم وتقويم مدى نجاح عملية التعلم ووضع الخطط الكفيلة بإصلاحها وتوجيهها نحو الأفضل وتوفير التغذية الراجعة للطلبة وأولياء أمورهم حول سير عملية التعلم . 

مناهج البحث في علم النفس التربوي : 

1- استراتيجية البحث في علم النفس التربوي : 

إن الحديث عن مناهج البحث في علم النفس التربوي يعود بنا إلى التساؤل الذي طرحه عالم النفس الأمريكي ( أوزوبل Ausubel ) عن ما هي استراتيجية البحث في هذا العلم ، وهل هو علم نظري أم تطبيقي ؟ 

وفي إطار الإجابة عن هذا السؤال ، نجد أن علم النفس التربوي هو علم نظري وتطبيقي في آن واحد ، فهو نظري لأنه يسعي إلى اكتشاف المعرفة وتنظيمها بطرق علمية نظامية ، كما أنه تطبيقي لأنه يهدف إلى تطبيق معطياته ومعطيات علم النفس الأخرى علي حل المشكلات التعليمية في غرفة الصف . 

2- طرق البحث في علم النفس التربوي : 

يذهب البعض إلى أنه بالرغم من التوسعات الحاصلة في طرق وأساليب البحث العلمي ، إلا أن البحث في العلوم الإنسانية ( هو علم النفس التربوي ) ، لم يحظ بالتقدم الذي حظيت به العلوم الطبيعية كالكيمياء والفيزياء مثلاً ، سواء من حيث المفاهيم والمبادئ والتعميمات المستخدمة في تلك العلوم ، ومن حيث الطرق والأساليب المتبعة فيها . 

وقد يعود السبب في تخلف العلوم الإنسانية عن العلوم الطبيعية إلى الفرق في طبيعة الظواهر التي تتناولها هذه العلوم ، فتعقيد الظواهر والمفاهيم والعلاقات التي تنطوي عليها العلوم الإنسانية يجعل أمر معالجتها أصعب من معالجة ظواهر العلوم الطبيعية ومفاهيمها . إن تعقيد الظاهرة الإنسانية لا يعني استحالة بحثها بالضرورة ، بل يجعل أمر هذا البحث أكثر صعوبة وتعقيداً . 

ورغم ذلك فإن هذه الصعوبات لم تحل دون الوقوف علي بعض المفاهيم والمبادئ الأساسية التي يستخدمها علم النفس التربوي في تفسير الظواهر السلوكية ذات العلاقة الوطيدة بالوضع التعليمي - التعلمي ، وذلك من أجل فهمها وضبطها والتنبؤ بها . 

علاقة علم النفس التربوي بمدارس علم النفس العام ومذاهبه : 

لقد تشكلت الفلسفة مع الزمن ، ومن ثم وبطريقة النمو الطبيعي أخذ ينفصل عنها علم النفس وغيره من العلوم كذلك نجد أن علم النفس ذاته قد نما نمواً طبيعياً وتشكلت مكوناته والمعروف أن علم النفس يهدف في غايته القصوي إلى فهم السلوك البشري الذي لا يقتصر علي ميدان واحد بل يمتد إلى العديد من الميادين المختلفة . 

ولما كان هدف علم النفس هو الكشف عن أسس السلوك الإنساني ، فإن لزاماً عليه - لتحقيق هذه الغاية - أن يدرس هذا السلوك في ميادينه المختلفة ، وبناء عليه فقد ترفع علم النفس تفرعات مختلفة وتشكلت مكوناته ، فنبع منه علم النفس التربوي وعلم النفس الصنعي ، وعلم النفس الاجتماعي ، وعلم الصحة النفسية ، وعلم نفس الطفل ، وعلم نفس النمو ، وعلم النفس التجريبي ، والقياس النفسي ، وعلم النفس العلاجي . 

إن علم النفس التربوي له حد مشترك مع التربية ، وآخر مع علم النفس ، وحقيقة فإن الخلاف في وجهات النظر ما زال قائماً حول هل علم النفس التربوي هو جزء من التربية أو جزء من علم النفس ؟ 

ويشير الدكتور جابر عبد الحميد إلى أن هذه القضية مطروحة علي الساحة العربية ويثيرها مجموعة ليست قليلة من علماء النفس الذين يعملون في كليات الآداب ، ثم زاد الاهتمام بالقياسات التربوية بصفة عامة سعياً وراء تحقيق أحد مطالب العلم الهامة ، وهو الدقة الكمية . 

وبناء عليه فقد ظهرت البرامج الكمية التي تركز علي ما يمكن قياسه من التحصيل الدراسي ، مثل حفظ المعلومات واكتساب المهارات ، وقد تمكن علماء القياس النفسي مؤخراً من ابتكار الأساليب التي يمكن أن تستخدم في قياس بعض جوانب السلوك المعرفي التي كانت تبدو مستعصية علي القياس ( كالتفكير الابتكاري ) بالإضافة إلى قياس جوانب السلوك الانفعالي والمزاجي والاجتماعي . 

إن علم النفس التربوي لم يقف عند حدود التحقق من صحة تطبيق المبادئ التربوية فحسب ، بل إنه استطاع أن يكون العديد من المناهج الخاصة ببحث المشكلات التربوية والتي لم تحظ بالاهتمام المطلوب من علم النفس العام ، ومثال ذلك تلك الأنواع الحديثة من مناهج النشاط والمشروعات وتشخيص الصعوبات التعليمية وعلاجها ، وكذلك تدريس المواد المختلفة وأيضاً الطرق المستخدمة في تقدير التحصيل التعليمي ، وتحسين اساليب التدريب في مدارس الحضانة والتوجيه العلمي ، وتعليم الكبار ، فكل هذه هي ميادين المتخصصين في علم النفس التربوي ، وهي ميادين لم يمسها علم النفس العام إلا مساً محدوداً . 

وفي إطار التوجه العلمي لعلم النفس التربوي ، فإنه يلاحظ أن المختص في علم النفس التربوي يتبني خطاً علمياً خاصاً يختلف إلى حد ما عن وجهة نظر عالم النفس التربوي الذي تتجه جهوده نحو البحث عن المبادئ العامة وتحقيقها ، بينما يهتم الأول أساساً بالبحث عن الحلول العملية للمشكلات وتحقيقها فهدف عالم النفس التربوي هو تنمية أساليب مهنية بالغة القيمة بينما هدف عالم النفس العام هو إقامة بناء من المبادئ العلمية العامة . 

ومن جانب آخر ، نجد أن الدكتور أحمد زكي صالح يري أن علم النفس التربوي ، من حيث أنه المنهجية العلمية لعملية النمو التربوي أو التعليمي ، فإنه لا يمكن النظر إليه علي أنه فرع لعلم النفس ويطبق علي التربية ، إنما هو أحد أقسام فروع علم النفس الذي يختص بدراسة النمو التربوي ، مثله في ذلك مثل علم النفس الاجتماعي الذي يدرس الظاهرة الاجتماعية ، وعلم النفس المرضي الذي يدرس التوافق بين الشخصية ومجالها . 

ويخلص الدكتور أحمد ذكى إلى أن علم النفس التربوي هو أحد فروع علم النفس الذي يعالج النمو التربوي ، وهو في هذه الدراسة يتميز بأنه علم نظري تطبيقي . 

علاقة علم النفس التربوي بفروع علم النفس الأخرى : 

يهتم علم النفس بدراسة السلوك الإنساني في جميع مجالات حياة الأنسان بينما يهتم علم النفس التربوي بسلوك الإنسان في المواقف التربوية فقط ، وبذلك فإن المعرفة النفسية في مجال علم النفس التربوي تكمل المعرفة العملية في مجال علم النفس . 

ولا ننسي أن المعرفة في جميع مجالات علم النفس تكمل بعضها البعض فهي متداخلة وتراكمية عبر تاريخ علم النفس ، فعلم النفس التربوي يستفيد من النظريات والمبادئ المتوافرة في فروع علم النفس الأخرى كعلم نفس النمو وعلم النفس الاجتماعي وعلم النفس المعرفي وعلم النفس الإرشادي وغيرها فقد تنبه المختص في علم النفس التربوي علي ضرورة فهم السلوك في إطار نمائي واجتماعي ومعرفي وإرشادي ، كذلك فروع علم النفس الأخرى تستفيد من المبادئ والمفاهيم الواردة في علم النفس التربوي وخصوصاً في مجالات التعلم والدافعية والذكاء والتفكير وحل المشكلات وغيرها في تفسير وتوجيه السلوك الإنساني في هذه المجالات المختلفة . 

قائمة المراجع : 

1- أفنان دروزه . أساسيات في علم النفس التربوي . ط1 . دار الشرق : الأدرن ، 2004 . 

2- أيوب الأيوب . القيادة بالذكاء الوجداني . معهد الأيوب الدولي للتدريب الأهلي : الكويت ، 2002 . 

3- صالح أبو جادو . علم النفس التربوي . ط3 . الميسرة : الأدرن ، 2003 . 

4- عبد المجيد سيد وآخرون . علم النفس التربوي . ط3 . مكتبة العبيكات : السعودية ، 2004 . 

5- عبد المجيد نشواتي . علم النفس التربوي . ط9 . مؤسسة الرسالة : لبنان 2002 . 

6- عدنان يوسف العتوم وآخرون . علم النفس التربوي - النظرية والتطبيق . ط1. دار المسيرة : عمان ، 2005 . 

7- فادية حمام . علم النفس التربوي في ضوء الإسلام . دار الزهراء : السعودية ، 2003 . 

8- محمد القضاة ، محمد عوض . أساسيات في علم النفس التربوي . دار الحامد : الأردن ، 2006 . 

تعليقات